لماذا خلق الله الملائكة؟ في نقد الكتاب المقدس و القرآن

مهند صباح
كاتب
(Mohanad Sabah)

الحوار المتمدن-العدد: 7154 - 2022 / 2 / 6 - 14:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

فهمت مَن الكتاب المقدس أثناء قراءتي أن الملائكة يتفوقون على البشر بالقوة والقدرة، كمَا يذكر الكتاب المقدس في العهد الجديد رسالة بطرس الثانية إصحاح (‏٢ بطرس ٢:‏١١‏)‏ حَيْثُ مَلاَئِكَةٌ­ وَهُمْ أَعْظَمُ قُوَّةً وَقُدْرَةً ­لاَ يُقَدِّمُونَ عَلَيْهِمْ لَدَى الرَّبِّ حُكْمَ افْتِرَاءٍ. إذاً الملائكة هنا أعظم قوة من البشر.

وسألت نفسي وتساءَلت ((كيف)) خلقت الملائكة؟ يجيب الكتاب المقدس أنها خلقت بواسطة يسوع في العهد الجديد (‏كولوسي ١:‏​١٣‏١٧‏)‏
13 الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ،
14 الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا.
15 الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.
16 فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.
17 الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ
وهُنا يؤكد الكتاب المقدس في آياته أن كل شيءٍ خلق بواسطة بكر كل الخليقة وَالمقصود بالبكر هنا يسوع.

فهل يا ترى الملائكة يتزوجون؟ الكتاب المقدس يجيب أن الملائكة لا يتزوجون فلا حاجة إلى التكاثر أو التناسل. في (‏مرقس ١٢:‏٢٥‏)‏ أَنَّهُمْ مَتَى قَامُوا مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ.

الملائكة في الكتاب المقدس أعدادهم هائلة ولا تحصى عبَّر عنها بأنها ألوف ألوف رؤيا ٥:‏١١‏ وَنَظَرْتُ وَسَمِعْتُ صَوْتَ مَلاَئِكَةٍ كَثِيرِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ، وَكَانَ عَدَدُهُمْ رَبَوَاتِ رَبَوَاتٍ وَأُلُوفَ أُلُوفٍ،
ألوف ألوف: لم يعرف المليون أو المليار في الحصر أو العد قديمًا ولهذا فتعبير ألوف ألوف ليس معناه بعض ألوف ولكنه يعني ألوف من الألوف أي أن الملائكة كان عددها بالملايين. وهذا يتمشى بالطبع مع تعبير "ربوات .. ربوات"، والربوة هي عشرة آلاف والمقصود الأعداد الكبيرة والواسعة من الملائكة التي ترنم حول العرش.

يذكر الكتاب المقدس اسم الملاك ميخائيل في سفر ‏دانيال ١٢:‏١ العهد القديم: وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ يَقُومُ مِيخَائِيلُ الرَّئِيسُ الْعَظِيمُ الْقَائِمُ لِبَنِي شَعْبِكَ، وَيَكُونُ زَمَانُ ضِيق لَمْ يَكُنْ مُنْذُ كَانَتْ أُمَّةٌ إِلَى ذلِكَ الْوَقْتِ. وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ يُنَجَّى شَعْبُكَ، كُلُّ مَنْ يُوجَدُ مَكْتُوبًا فِي السِّفْرِ.
وَيذكر اسم الملاك جبرائيل في سفر لوقا ١:‏٢٦‏ العهد الجديد: وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ.

ويذكر الكتاب المقدس أيضاً هُناك ملائكة آخرون رفضوا ان يقولوا اسمهم.‏ في العهد القديم سفر تكوين ٣٢:‏٢٥٢٩
25 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.
26 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي».
27 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ».
28 فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ».
29 وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.
وهُنا يتحدث الكتاب المقدس عن يعقوب، عندما ظهر له إنسان، لكنهُ ملاك على شكل إنسان، بمعنى أدق رأى هذا الملاك (مجهول الاسم)، أن يعقوب في مقاومته لهُ لم يستسلم بل صار يصارعه طول الليل، وهذا يدل أن يعقوب أدرك أنه كائن سماوي. إذ يقول يعقوب: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي».

ويخبرنا الكتاب المقدس هناك ملاك آخر رفض أن يقول أسمه في العهد القديم سفر قضاة ١٣:‏​١٧،‏ ١٨‏.
17 فَقَالَ مَنُوحُ لِمَلاَكِ الرَّبِّ: «مَا اسْمُكَ حَتَّى إِذَا جَاءَ كَلاَمُكَ نُكْرِمُكَ؟»
18 فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ؟».
وهذا يدل أن كل ملاك لديه شخصية مختلفة عن الآخر

يخبرنا الكتاب المقدس أن للملائكة لغة يتواصلون بها مع بعضهم البعض.‏ العهد الجديد سفر ١ كورنثوس ١٣:‏‏١ إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ. وبالطبع لا يعرف أحد هذهِ اللغة إطلاقاً.

أن للملائكة قدرات عالية على التسبيح العهد الجديد سفر لوقا ٢:‏​١٣،‏ ١٤‏
13 وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ:
14 «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».

يتمتع الملائكة بحرية الاختيار بين البقاء مع يهوه أو يسوع أو التمرد عليه كما يذكر في سفر متى ٢٥:‏٤١
41 «ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ.

وَ سفر ٢ بطرس ٢:‏٤‏ لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ.

رتب الملائكة أشبه بالرتب العسكرية، فكل ملاك لهُ رتبةً معينة.
يخبرنا الكتاب المقدس أن ميخائيل هو رئيس الملائكة والأعلى سلطة فيهم "العهد الجديد" سفر يهوذا ٩ وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ!».
ويؤكد على ذلك في سفر رؤيا ١٢:‏٧‏ وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ.

وهناك ملائكة يُدعون السرافيم رتبتهم رفيعة وَلديهم ستة أجنحة صوتهم صارخ ويقفون قرب عرش يهوه.‏ اشعياء ٦:‏​١،‏ ٦‏
1 فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ.
2 السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ.
3 وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ».
4 فَاهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ، وَامْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا.
5 فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ».
6 فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ.

وهُنالك ملائكة آخرون يُسمون "الكروبيم" وهؤلاء رتبتهم رفيعة أيضاً وتوكل لهم مهمات خاصة.‏ مثل: حرس مدخل "جنة عدن" بعدما طُرد منها آدم وحواء كمَا يذكر سفر تكوين ٣:‏​٢٣،‏ ٢٤‏.‏
23 فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا.
24 فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.
ويذكر الكتاب المقدس في سفر حزقيال الإصحاح ١: ٥١٩ وصفاً دقيقاً لها
5 وَمِنْ وَسْطِهَا شِبْهُ أَرْبَعَةِ حَيَوَانَاتٍ. وَهذَا مَنْظَرُهَا: لَهَا شِبْهُ إِنْسَانٍ.
6 وَلِكُلِّ وَاحِدٍ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ.
7 وَأَرْجُلُهَا أَرْجُلٌ قَائِمَةٌ، وَأَقْدَامُ أَرْجُلِهَا كَقَدَمِ رِجْلِ الْعِجْلِ، وَبَارِقَةٌ كَمَنْظَرِ النُّحَاسِ الْمَصْقُولِ.
8 وَأَيْدِي إِنْسَانٍ تَحْتَ أَجْنِحَتِهَا عَلَى جَوَانِبِهَا الأَرْبَعَةِ. وَوُجُوهُهَا وَأَجْنِحَتُهَا لِجَوَانِبِهَا الأَرْبَعَةِ.
9 وَأَجْنِحَتُهَا مُتَّصِلَةٌ الْوَاحِدُ بِأَخِيهِ. لَمْ تَدُرْ عِنْدَ سَيْرِهَا. كُلُّ وَاحِدٍ يَسِيرُ إِلَى جِهَةِ وَجْهِهِ.
10 أَمَّا شِبْهُ وُجُوهِهَا فَوَجْهُ إِنْسَانٍ وَوَجْهُ أَسَدٍ لِلْيَمِينِ لأَرْبَعَتِهَا، وَوَجْهُ ثَوْرٍ مِنَ الشِّمَالِ لأَرْبَعَتِهَا، وَوَجْهُ نَسْرٍ لأَرْبَعَتِهَا.
11 فَهذِهِ أَوْجُهُهَا. أَمَّا أَجْنِحَتُهَا فَمَبْسُوطَةٌ مِنْ فَوْقُ. لِكُلِّ وَاحِدٍ اثْنَانِ مُتَّصِلاَنِ أَحَدُهُمَا بِأَخِيهِ، وَاثْنَانِ يُغَطِّيَانِ أَجْسَامَهَا.
12 وَكُلُّ وَاحِدٍ كَانَ يَسِيرُ إِلَى جِهَةِ وَجْهِهِ. إِلَى حَيْثُ تَكُونُ الرُّوحُ لِتَسِيرَ تَسِيرُ. لَمْ تَدُرْ عِنْدَ سَيْرِهَا.
13 أَمَّا شِبْهُ الْحَيَوَانَاتِ فَمَنْظَرُهَا كَجَمْرِ نَارٍ مُتَّقِدَةٍ، كَمَنْظَرِ مَصَابِيحَ هِيَ سَالِكَةٌ بَيْنَ الْحَيَوَانَاتِ. وَلِلنَّارِ لَمَعَانٌ، وَمِنَ النَّارِ كَانَ يَخْرُجُ بَرْقٌ.
14 الْحَيَوَانَاتُ رَاكِضَةٌ وَرَاجِعَةٌ كَمَنْظَرِ الْبَرْقِ.
15 فَنَظَرْتُ الْحَيَوَانَاتِ وَإِذَا بَكَرَةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى الأَرْضِ بِجَانِبِ الْحَيَوَانَاتِ بِأَوْجُهِهَا الأَرْبَعَةِ.
16 مَنْظَرُ الْبَكَرَاتِ وَصَنْعَتُهَا كَمَنْظَرِ الزَّبَرْجَدِ. وَلِلأَرْبَعِ شَكْلٌ وَاحِدٌ، وَمَنْظَرُهَا وَصَنْعَتُهَا كَأَنَّهَا كَانَتْ بَكَرَةً وَسْطِ بَكَرَةٍ.
17 لَمَّا سَارَتْ، سَارَتْ عَلَى جَوَانِبِهَا الأَرْبَعَةِ. لَمْ تَدُرْ عِنْدَ سَيْرِهَا.
18 أَمَّا أُطُرُهَا فَعَالِيَةٌ وَمُخِيفَةٌ. وَأُطُرُهَا مَلآنَةٌ عُيُونًا حَوَالَيْهَا لِلأَرْبَعِ.
19 فَإِذَا سَارَتِ الْحَيَوَانَاتُ، سَارَتِ الْبَكَرَاتُ بِجَانِبِهَا، وَإِذَا ارْتَفَعَتِ الْحَيَوَانَاتُ عَنِ الأَرْضِ ارْتَفَعَتِ الْبَكَرَاتُ.

ويذكر الكتاب المقدس ملائكة الكروبيم أيضاً في سفر الرؤيا إصحاح ٤: ٦٩
6 وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ:
7 وَالْحَيَوَانُ الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْل، وَالْحَيَوَانُ الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ.
8 وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا، وَمِنْ دَاخِل مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا، وَلاَ تَزَالُ نَهَارًا وَلَيْلًا قَائِلَةً: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».
9 وَحِينَمَا تُعْطِي الْحَيَوَانَاتُ مَجْدًا وَكَرَامَةً وَشُكْرًا لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، الْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.

يخبرنا الكتاب المقدس أن الله يستخدم الملائكة للتبشير بملكوته في سفر رؤيا ١٤:‏​٦،‏ ١١
6 ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ،
7 قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ».
8 ثُمَّ تَبِعَهُ مَلاَكٌ آخَرُ قَائِلًا: «سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، لأَنَّهَا سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا!».
9 ثُمَّ تَبِعَهُمَا مَلاَكٌ ثَالِثٌ قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ،
10 فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ، الْمَصْبُوبِ صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ، وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ.
11 وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. وَلاَ تَكُونُ رَاحَةٌ نَهَارًا وَلَيْلًا لِلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُ سِمَةَ اسْمِهِ».
وَ أن لاحظنا في الآيات الواردة هُنالك تفاصيل دقيقة لنوع العذاب الذي سيمارسهُ الله في المسيحية، فهُنالك نارٍ وكبريتٍ نهارًا وليلًا، وأنا أكتب ذكرني هذا النوع مَن العذاب بالآية القرآنية في سورة ق: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (30)

وَفائدة التبشير بواسطة الملائكة بالنسبة إلى الله هُو أنهُم يبشرون الذين يسمعون البشارة.‏ كمَا في سفر اعمال ٨:‏​٢٦،‏ ٢٧‏.‏
26 ثُمَّ إِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ كَلَّمَ فِيلُبُّسَ قِائِلًا: «قُمْ وَاذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوبِ، عَلَى الطَّرِيقِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى غَزَّةَ الَّتِي هِيَ بَرِّيَّةٌ».
27 فَقَامَ وَذَهَبَ. وَإِذَا رَجُلٌ حَبَشِيٌّ خَصِيٌّ، وَزِيرٌ لِكَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ الْحَبَشَةِ، كَانَ عَلَى جَمِيعِ خَزَائِنِهَا. فَهذَا كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَسْجُدَ.

كذلك يخبرنا الكتاب المقدس أن الملائكة يساهمون في فرز الأشرار من بين الأبرار المسيحيين كما في سفر متى ١٣:‏٤٩‏.‏
هكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ الْعَالَمِ: يَخْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَيُفْرِزُونَ الأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ الأَبْرَارِ.

يخبرنا الكتاب المقدس أن الملائكة تنجي الخائفين وتحميهم وَتحفظهم في سفر المزامير مزمور ٣٤:‏٧
مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ.
وكذلك في سفر المزامير مزمار ٩١: ١٠١١
10 لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ.
11 لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ.

وكذلك في سفر عبرانيين ١: ٧١٤
7 وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ».
8 وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.
9 أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِزَيْتِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ».
10 وَ «أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ.
11 هِيَ تَبِيدُ وَلكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى،
12 وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى».
13 ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»؟
14 أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!

يخبرنا الكتاب المقدس أنه سيريح المؤمنين المسيحيين من الشر، والشر هُنا هو أولئك الذين لا يعرفون الله ولا يطيعون إنجيل يسوع المسيح، وتتحقق هذهِ الراحة للمؤمنين عندما الملائكة تقاتل مع يسوع المسيح للقضاء على كل الاشرار. كما في سفر ٢ تسالونيكي ١:‏​٦‏٩
6 إِذْ هُوَ عَادِلٌ عِنْدَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ يُجَازِيهِمْ ضِيقًا،
7 وَإِيَّاكُمُ الَّذِينَ تَتَضَايَقُونَ رَاحَةً مَعَنَا، عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ الرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ السَّمَاءِ مَعَ مَلاَئِكَةِ قُوَّتِهِ،
8 فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِيًا نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،
9 الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ
وَكتفسير لهذهَ الآيات بمعنى أنهُ عند مجيء المسيح الثاني وحوله الملائكة سيجازي الأشرار بالقصاص العادل، فالمسئ لا بُد أن يدفع ثمن إساءته، أي سيجازى بالضيق أولئك الذين اضطهدوا القديسين، بينما سيكون لخاصته الراحة والفرح والمجد في مجيئه الثاني كمكافأة عادلة للآلام التي احتملوها. وأن الأشرار سيحرمون من الله إلى الأبد وهذا عذاب في حد ذاته بالإضافة إلى عقاب خطاياهم وسيكون عقاب الأشرار انفصالاً عن الله وهلاكاً أبديًا.

وَهُنا يتحدث الكتاب المقدس في هذا النص أن لكل واحد من المسيحيين ملاك حارس، فهؤلاء الأطفال أو البسطاء أو الضعفاء، نفوسهم لها قيمة أمام الله، ولهم ملائكة يصلّون عنهم دائما في السماء. كما في سفر متى ١٨:‏١٠
«اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.

يخبرنا الكتاب المقدس أن ليس كُلَّ الملائكة صالحون كمَا جاء في سفر افسس ٦:‏١٢
فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. وَلتفسير هذا النص: ظلمة هذا الدهر: معناها الشر المنتشر في العالم.
أبناء الشر الروحية في السماويات: معناها أي أن الشياطين كانوا ملائكة وسقطوا وقوتهم روحية وليست بشرية، فهي أسمى وأقوى من قوة البشر. يوضح الرسول أن حربنا ليست سهلة لأنها مع الشياطين الذين كانوا ملائكة من رتب الرؤساء والسلاطين وولاة العالم وسقطوا. وهم ليس لهم سلطان إلا على الأشرار ولأنهم أرواح فقوتهم أكبر من البشر، ولكن عندما نتسلح بالله نغلبهم.

وَيؤكد ذلك مَا جاء في سفر ٢ بطرس ٢:‏٤‏
أَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ.
هنا يتحدث الرسول بطرس عن عقاب الله للملائكة الأشرار الذين انضموا الى الشيطان وتمردوا على الله وتكبروا فسقطوا وحكم عليهم بالعذاب الأبدي، فقيَّدهم ومنعهم من الرجوع إلى رتبتهم الأولى وتمتعهم بعشرته وهم ينتظرون الآن عذابهم الأبدي.

وكمَا جاء في سفر يهوذا ٦
وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ.
وهنا يتحدث النص عن: هلاك الأبرار بسبب عدم ثباتهم في الإيمان بسبب الملائكة الذين كان لهم مقام عالٍ في السماء بل ويرأسون غيرهم من الملائكة ويتمتعون برؤية الله، ولكن عندما تكبروا ورفضوا الإيمان والخضوع لله سقطوا وفقدوا مسكنهم في السماء وصاروا مقيدين بالخطية أي الظلمة حتى يأتي عذابهم الأبدي بعد يوم الدينونة.

في سفر ‏كولوسي ١:‏١٦ يؤكد الله في الكتاب المقدس أن الملائكة مخلوقات هو من خلقها أو أوجدها
فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.

وجاء في سفر ١ كورنثوس ٦:‏٣
أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هذِهِ الْحَيَاةِ!
وهنا يشير النص أنه من خلال التعاليم المسيحية أنكم ستدينون الملائكة الذين سقطوا، أي الشياطين، في يوم الدينونة لأجل رفضهم الخضوع لله فبالأولى أنتم أهلًا لأن تدينوا الناس في الأمور الزمنية.

يخبرنا الكتاب المقدس أن الله لم يخلق الملائكة لخدمة البشر كمَا جاء في سفر المزامير مزمور ١٠٣:‏​٢٠،‏ ٢١
20 بَارِكُوا الرَّبَّ يَا مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً، الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ.
21 بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ جُنُودِهِ، خُدَّامَهُ الْعَامِلِينَ مَرْضَاتَهُ.

في هذا النص عندما كان يسوع على الارض،‏ ذكر أنه يطلب المساعدة من الله،‏ متى ٢٦:‏٥٣‏.‏
أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟

"أتظن": بمعنى: هل تشك في قدرتى بعد أن رأيت معجزاتى الكثيرة؟
"اثنى عشر جيشا من الملائكة": أي بدلًا من الاثنى عشر تلميذا الضعفاء.
نبه المسيح بطرس وكل التلاميذ إلى قوته العظيمة، فجند السماء كلهم تحت طاعته، أي الملائكة الذين كل ملاك فيهم له قوة أكثر من جميع البشر، يستطيع أن يطلب أكثر من اثنى عشر جيشا منهم، ويقصد عددا وفيرا جدًا.

وهُو ذات الأمر تمامًا ينطبق على القرآن لأنه يعج بآيات كثيرة عن الملائكة، لذلك أسقط أسئلتي على المسلمين وَالمسيحيين وَاليهود في آنٍ واحدٍ

الإشكال الأول: لماذا خلق الله الملائكة؟
سيجيب اليهودي وَالمسيحي وَالمسلم أن الله خلقهم لكي يعبدوه وَيسبحون له، وَلكن في الحقيقة عندمَا نراجع نصوص الكتاب المقدس وَالقرآن نجدُ أنهم لم يخلقوا للعبادة وَحسب كمَا تزعمون وإنما لأداء مهمات الله الخاصة.
وَ (لو!) سلمنا بمَا تزعمون رغم أنه يناقض كتبكم، على أن الله خلقهم لعبادته، وَالسؤال الجريء هُو (لماذا) يخلق الله ملائكة ليعبدونه نهاراً وليلاً؟
هل يعاني الله من "جنون العظمة" أم أنهُ مصاب بمرض (البارانويا)، لماذا الله يعيش حالة قلق متواصلة ممَا يعتقدهُ الآخرون؟ هل يشعر الله بالدونية أو أنه لديه مثلاً عقدة نقص في ألوهيته لذلك يخلق الملايين من الملائكة فقط لتعبده وتقدسه وتسبح له، أم أن له رغبات ذكورية جامحة لكي ما يتذكرهُ البشر ويمجده فخلق الملائكة ليلفت النظر له أو ليكتسب سمعة ووجاهة؟.

الإشكال الثاني: الله خلق ملايين الملائكة لينفذوا أوامرهُ حرفياً، منح لهم حرية الاختيار ومنحهم قدرات عالية ورتب ودرجات وانواط شجاعة وَلكن معظمهم انقلبوا وتمردوا عليه، وأصبحت هُنالك حروب ثأر في سماء بين آل الله وَبين آل إبليس، وأصبح لله رئيس ملائكة ميخائيل، وناطق باسمه جبرائيل، وَلديهِ قوات خاصة تُدعى السرافيم، وَحرس جمهوري يُدعى الكروبيم، يقر الله أنه هو من خلقهم ثم بعد ذلك يصفهم باجناد الشر والملاعين ويتبين من النصوص أنهم أقوياء واشداء وأن الله ليس لهُ قدرة عليهم وحدهُ وإنما يحتاج الملائكة الذين بقوا معه لكي يغلبهم!؟ فكيف الله يخلق كل هذا الكون والكواكب والمجرات حسب ما يزعم وهو من خلق هذه الملائكة وأن لديه قدرة مطلقة، لكنه لا يستطيع أن يواجههم وحده؟ إلا يبدو تفسير سبب خلق الله للملائكة وكأنه فيه انتقاص من قدرة الله المطلقة؟
لنأخذ مثال (رئيس الدولة) لا يمكنهُ أدارة كل شؤون الدولة وحدهُ لذلك يحتاج نائب رئيس وَمتحدث باسم الدولة وَيحتاج إلى وزراء ومساعدين كثر، فهذا يعني أن الله أيضاً عاجز عن أدارة كل الأمور بنفسه لذلك خلق لنفسه خدم مطيعين لتنفيذ أوامره؟! وأذا كان يستطيع أن ينفذ كل شيءٍ لوحده بدون الحاجة للملائكة إذاً لماذا خلقهم؟! ألا يبدو أن هذا تصرف عبثي وغير مدروس من الله؟

الإشكال الثالث: أنا لي آراء عديدة حول هذا الموضوع أولا:
هل الله خلق الملائكة ليتنافس بهم مع آلهة آخرين.
هل أنه خلقهم ليشعُر بأُنسٍ وأُلفةٍ بينهم لكي لا يشعر بالوحشة والغربة والتعاسة.
هل أنه خلقهم عبث ليتبجح بهم على البشر بأن لهُ قدرة وقوة.
يبدو لي من خلال الكتب أنه بحاجة لهم ومن دونهم لا يستطيع أن يدير شؤون الأرض، هذا (إذ افترضنا وجود إله)، ففي الحالتين هو في مشكلة كبيرة.

كيف الله يعلم كل شيءٍ قبل كل شيءٍ أي أنه كان يعلم مسبقاً قبل أن يباشر بخلق الملائكة كان يعلم أنهم سينقلبون ويتمردون عليه حسب ما هو يزعم، فكيف يخلقهم ويمنحهم قوة ورتب ومناصب وقدرات عالية ثم بعد ذلك يفقد السيطرة عليهم تمامًا كيف؟ أليس أنت من خلقتهم؟ والتناقض الأخر أن الله بحاجة إلى الملائكة المتبقين معه ليقاتل بهم هؤلاء الملائكة المتمردون عليه.

#مهند_صباح (هاشتاغ)       Mohanad_Sabah#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات