أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند صباح - الدين والدولة والعقل















المزيد.....

الدين والدولة والعقل


مهند صباح
كاتب

(Mohanad Sabah)


الحوار المتمدن-العدد: 6622 - 2020 / 7 / 18 - 15:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما أصعب! أن تولد عبدًا، وتعيش عبدًا وتعامل معاملة العبد، وتموت عبدًا.
يا كَلَّ الأوهام أَنْأَيْتُـــــهُا عَنِّي وتقيئتُها وقذفتُها، يا بَنُـــــو يعربًا كَمْ أنتم غَيَاديقُ وأسْخِيَاءٌ مع الخُـــــرَافَةُ والجهل، أنْأى بنفسي عن كَلَّ تِلكَ الجهـــــالة والرَّذيـــــلة والســـــفالات والفُجُـــــورِ وأكثر البرايا مُفَاجَرَةٌ وتعظيـــــمًا وتَبْجيلاً واســـــتكبارًا وعَجْرَفَةً وتَكَبُّراً لكل المتألهين المتسلطين والمتغطرسين، أُصَبْنا بجَفْوَةً مرعبة فِي السُّـــــلُوكِ والتفكير والأخلاق أصبحنا عاشـــــقون لِكُلِّ السذاجات والعنتريات الفارغة التي تَهْـــــوِي من أراذلهم وغوغاؤهم وأصنامهم وكَلَّ هذه البَلاهَـــــةُ والاســـــتلاب الذي صنع كَلَّ هذا القيءُ المتمترس، في مخيلاتنا ومفاهيمنا وتفكيرُنا وأفكارُنا وتصرفاتنا وقيمنا وسُلوكنا وأخلاقُنا وتاريخُنا السَّـــــدَفُ، حتى صرنا أمةً مســـــتلبةً عَاجِزَةً، أمـــــةً قد شَبِثَ في عقلها جهلاً وفي يَدَهَا سيفًا وفي جِيدَهَا أَغْلَالًا وفي قلبها حبَّ الصنم، تَعَشَّـــــقَ الأصنام عِشْـــــقاً شَدِيداً وتفدي بالنّفُـــــوسِ الصنم - أنا لا أنتمي ولن أنتمي لثقافة السجود والركوُع والخُضُوع والقطيع والغنـــــم!

الخروج من حظيرة الدين محظوراً ممنوعًا مرفوضًا، ببساطة هذا هو قانون الأديان الإبراهيمية وحقيقته الواضحة والفاضحة، أعلم جيدًا أن الحقيقة مُره، ومرارتها زعاق لا يستطيع الإنسان في بعض الأحيان قولها، أن الدين عدو العلم والفلسفة والتطور وأن الفلاسفة والمفكرين في الحقيقة لم يقتلوا رجال الدين ولم يقتلوا إنسانًا ولم يحكموا على البشرية بالموت، بالعكس وإنما الدين ورجال الدين هم من قتلوا الفلاسفة والشعراء والعلماء، وأصدروا أحكام وفتاوى تبيح وتحلل قتلهم وتكفيرهم لأنهم فكروا بطريقة مختلفة، وطرحوا أفكارهم وتساؤلاتهم التي يعتبرها رجال الدين والكهنوت الديني أنها كفرًا، ناهيك عن وصفهم بالملاحدة والمهرطقين والملعونين ووصفوهم بشتى النعوت الكفرية، وكل هذا لأنهم فكروا فقط فكروا، لم يدعون الى ثورة ولم يطالبوا بمنصبًا أو عرشًا أرادوا أن يمارسوا حريتهم في الرأي والتعبير، ولكن مزاج الدين لم يتقبلهم بأن يكونوا مختلفين عن القطيع، لذلك نستطيع أن نحكم بأنفسنا حين نقرأ التأريخ نعرف تمامًا بأن سقف الحرية في تلك المجتمعات كان منخفض جدًا ومقيد بسلاسل وأغلال، أن العلم مبني على الشك والتفكير والفلسفة مبنية على العلم والعلوم وهما قابلين للتغير والتطور، واستحداث وابتكار أشياءً جديدة تواكب العصر والزمان والمكان، بعكس الدين تمامًا فالدين متحجر متصخر ليس قابل للتغير وأن تغير فلن يستطيع فعل شيئًا، والأهم أن العلم والفلسفة ليس فيها رُهابًا وترهيبًا وتهديدًا ووعيد الأمر هنا مختلف كُليًا عن الأديان برمتها، وتأريخ الأديان يفضح ممارساتها الدموية البشعة جدًا والتي مارستها على المختلف الأخر عنها.

التفكير محرمًا والشك محرم وباتت كل الأشياء محرمة ألا الجهالة محللة، أفضل الأماكن للسفر هي أرض القراءة والتفكير، لم أجد عالم أجمل من عالم المعرفة والقراءة والفكر التي تجعل الإنسان يقفز عاليًا جدًا عن الجهل والتخلف، وتفتح له أبوابًا كانت مقفلة تمامًا في عقله، أن الإنسان الذي لا يقرأ ولا يفكر بصورة تحررية هو إنسانًا مبرمج، أشبه بآلة تتلقى تعليمات وأوامر للتنفيذ من دون سؤال وتفكير تنفيذ فقط، وهذا ما تفعله الموروثات الدينية بالإنسان الذي تربى في بيئة تتقن فن التلقين وضرب العقل ودس الفيروسات الدينية في عقله، وينتهي به المطاف إنسانًا مبرمج تمامًا خاضعًا خائفًا جاهلاً، متمسك بعادات وتقاليد رجعية قهرية، أن الدين في بلداننا صنع وانتج متدينين يؤمنون بالخرافات والجهل المقدس ويرفضون العلم والحقائق والعقلانية، أن الدين صنع مقصلة إعدام للشك والتفكير ووضع قيود واغلال على عقول البرايا، لمنعهم من التفكير خارج الصندوق الديني، أني أرفض أن أكون نعجة مع قطيع النعاج، أرفض أن أكون خروفًا مع قطيع الخراف، أرفض أن أكون حمارًا ينهق مع الحمير، ولذلك أنا اخاطب العقلاء منكم أصحاب الضمير والوجدان الحي، لدفع عجلة التفكير الى الأمام أن نفكر بأختلافًا لا بالصورة التقليدية الرجعية، التفكير الحر يجعل الإنسان يبدع يقفز فوق كل الموانع والقيود والخطوط الحمراء، وكل الخطوط لم تكن حمراء بل كانت خطوطًا حرة وشفافة حتى اولج بها الدين وخطف حريتها وغزاها وصنع منها حمراء، لما أُريق بها من دماء، نحنُ لسنا أحرار كل مؤمنًا ليس حُرًا أن الجميع الزاهدين والمتعبدين وأعظم السفاحين والمحتالين في حظيرة الدين الكبيرة يظنون أنهم أحرار ((يظنون!)) ، وفي الحقيقة هم مساجين معتقلين الفكر والعقل والمنطق، لم يحاول أحد منهم أن يتجاوز أسوار الحظيرة المقدسة ولا حتى محاولة التفكير فيها ، قابعون في تلك الزريبة، كل العقول المخدرة والمغيبة في صناديق دينية موصدة جيدًا ومقفلة باحكام تام، لا تعتقد أن الشعوب التي فقدت حاسة التفكير بإمكانها أن تجد حلاً لمشكلاتها إطلاقًا لا تستطيع، لأنها شعوب مريضة تعاني من الازدواجية والاضطراب النفسي والعقلي والفكري، الشعوب والأمم الحرة هي من حطمت تلك الاقفال والصناديق وأطلقت العنان للعقل للتحليق في سماء الفكر الحُر، أن الأدمغة الحُرة، لا تعترف بالسُقوف والجُدران والأقفاص، وهذا يعني أن من يريد الخروج من ظلام الصندوق يجب أن يفكر كيف يوقد شمعة التفكير، أن الأفكار نفائس قيمة غالية الثمن هي مجهود العقول الحرة، كل الأمم والشعوب بالفكرة بدأت وبالعقل انتصبت وبالعلم انتصرت، أن العالم بدأ بفكرة أن السؤال يبدأ بفكرة أن الإنسان فكرة أن الحضارة فكرة، أننا نفكر لنقشع غشاوة الأوهام، نفكر لنوقظ النيام، وما أكثر النيام والتنابل في أوطاننا.

أن السؤال مهمًا للغاية يجب أن نعلم أولادنا السؤال وثقافة التساؤل والمساءلة ولأن السؤال مهم يجب أن نتعلم طرح السؤال بقوة وشجاعة، وأن نطرح السؤال على أنفسنا ونعرضه على فكرنا وعقولنا ، وأن نعتمد على الفكر والعقل والمنطق العقلاني بدلاً من العواطف لأن العاطفة تقتل السؤال والتفكير. يجب على الإنسان الخروج من كهف الترديد والتقليد، الخروج من كهف الرجعية، النهوض من كنف الأباء والأجداد أن الغاية الأساسية من السؤال هو إنقاذ الإنسان أن السؤال طوق نجاة العقل الغارق في بركة آسنة واستقر في قاعها المزدحم بالجهل والبلادة، فاقداً لكل أنواع التوازن والاستقرار وما أثقل ذلك الإنسان المترسن بالأعباء والتقاعس والتقهقر، أن الخائفين من التفكير والعقل هم أشبه بعراة تائهون في صقيع متجمد، لا أريد أن أكون مثل الأباء والأجداد الذين سقطوا في الهاوية وأصبحوا منسيون عاجزون مخدرون لا يبذلون أي جهد في الخروج من تلك الهاوية، بقدر ما حاولوا سحب وإسقاط الأخرين معهم أبنائهم مجتمعاتهم أوطانهم شرف الإنسان أن يتبع عقله أفضل من التشبث بالأوهام والخرافات. ان الدين مرآة الحكومة المتدينة التي تعكس لها كل أفعالها وأعمالها وأقوالها بصبغة شرعية تبيح لها وتحرم على غيرها، وأنا أعتقد أن أصبحنا (متساءلون نبدع، عاجزون نفشل) العجز يولد الفشل والدولة الدينية هي دولة عاجزة تمامًا، عن القفز الى العلم والتطور لا تستطيع هذه الدولة القفز بحرية لأنها مقيدة بقيود وأغلال غليظة، كانت أوروبا بقعة جغرافية حالكة بالظلام والجهل والتخلف، ولكن حين تم فصل الكنيسة عن الدولة، استطاعت القفز والتحليق واللحاق بركب الحداثة والتطور، والكفاح الثقافي والنضال التنويري الذي قام به فلاسفة عصر التنوير الأوروبي، شاهدًا على ذلك يثبت بأن التجربة الدينية في الحكم، هي تجربة فاشلة مريرة لا تنتج ألا التأخر والصرعات والحروب، لذلك بات أمرًا حتميًا غير قابل للشك أن يتم فصل المسجد عن الدولة في الشرق الأوسط، لما أنتجته المسجد وكهنة المسجد وما خرج من المسجد وكتب المسجد وحراس المسجد وما هذا المسجد ألا أعظم آلة تدمير للشعوب والمجتمعات والعقول، فالإسلام تربطه علاقة قوية بالتخلف ولو نظرنا الأن بعين الإنصاف لوجدنا أن البلدان ذات الأغلبية المسلمة في العالم بلدان ظلت متخلفة منذ فترة طويلة لم تواكب الحداثة والتطور الفكري والثقافي بل وازدادت تخلفًا ونكوص، هذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها، أن الدين يعني ((قيد)) وهذا الدين يتمتع بقوة وسلطة ونفوذ أعلى من قوة القانون، أي بمعنى أن القانون في تلك البلدان هو قانون مسلوب القوة، والمنطق يقول يجب إعطاء مبدأ القوة للقانون أولاً وليس الدين، وهذه مشكلة كبيرة في غالبية الدول المسلمة التي لا تعي خطورة وضع الدين في الدستور، المؤسسة الدينية في الحقيقة لا تستطيع الوقوف جنبًا إلى جنب مؤسسة الدولة بل أنها تجنح بشدة لفرض آراءها على الدولة، بصورة أدق لا يمكن أن يكون في الوطن قوانين متعددة يجب أن يكون قانون واحد وألا ستكون فوضى عارمة، وهو بالذات ما يحصل في بلدان الشرق الأوسط والبلدان التي تُحكم بالإسلام، ستجد أن داخل هذه البلدان وفي جعبة دساتيرها وعلى أراضيها هنالك قانونان لكل منهما سلطة ونفوذ واتباع الأول معني بالدين يسمى المسجد، والثاني معني بالسياسة ويسمى الدولة وهنا المعضلة الكبيرة بل هي أم المعضلات، بما أنهما اثنان إذًا لا يمكن ضمهما معًا لأن قوانين الدولة والقوانين الإنسانية تتعارض بشكلاً قاطع مع القوانين الدينية، ولا يمكن استقلالهما لأن الوطن واحد ومن غير المعقول أن يكون داخل الوطن دولتان واحدة دينية وأخرى سياسية، لذلك ترى حجم الكوارث والصراعات والحروب التي تحدث في تلك الدول، ولكن ما الحل؟ ، في رأيي الشخصي الحل هو فصل الدين عن الدولة أو فصل المسجد والمؤسسة الدينية عن الدولة برمتها، وأرى الكثيرين ممن يطالبون بفصل الدين عن الدولة فقط وهذا خطأ فاحش يقع به الغالبية ولا يكفي إطلاقًا وإنما يجب أن يكون فصل الدين عن الدولة وخضوع الدين لقوانين الدولة ليس فقط الفصل وإنما الخضوع أيضًا، قبل ألف عام ، تناوبت مدن عظيمة مثل بغداد ودمشق والقاهرة على سباق الحداثة والتقدم قبل العالم الغربي، وشرعت في سِباق التَّناوب لمسافات ثقافية وفكرية وعلمية بعيدة المدى، ولكن الدين أخرجها من السباق وقوض كل حضاراتها وأفكارها وثقافتها العلمية وطمر كل تراكماتها فأصبحنا متخلفون فارغون جاهلون غارقون في الجهل والجهالة، في ذلك الوقت كان السلاطين والخلفاء المسلمون لديهم عقدة من الكراهية والعنف إتجاه المثقفين والمختلفين والمفكرين والفلاسفة فقتلوهم وعذبوهم وطاردوهم تحت ذريعة أنهم ملاحدة وزنادقة ومرتدين حتى اختفت الثقافة والفكر وحرية الكلمة وساد الجهل وخيم الظلام والتخلف، يجب أن نعلم جيدًا أن مشكلة العالم المجتمعات الإسلامية أنها تربت على ثقافة رفض المختلف الأخر، تلك المجتمعات لديها حساسية مفرطة من المختلف فكريًا وثقافيًا وإجتماعيًا مجتمعات تخاف الإختلاف، الثقافة الدينية المستهجنة قضت على الثقافة الحقيقية لتلك الشعوب ودمرت قيمها وأصبحت اليوم هذه الشعوب مرتعًا للمتطرفين والميليشيات والإرهابيين، ولم تنتج ألا الخراب والدمار والقتل والتطرف بكل أشكاله وهذا الإرهاب الذي سرى في العقول والمجتمعات العربية سريان النار في الهشيم، كبر بسرعة فائقة كما تكبر الوحوش في الأفلام السينمائية، وأصبحت تلك الأفكار الأيديولوجية الدينية مترسخة ومتجذرة في العقل العربي، والتي أنتجت بدورها انقسامات حادة داخل هذه الشعوب بين مؤيدًا ورافضًا للحضارة الغربية ومفاهيمها وقيمها، ففي نظر (بعض) المسلمين أن من يكن العداء ((للغرب الكافر)) كما يصفونه أذًا هو (مسلم) ومن يدعم الغرب الكافر وأن كان مسلم فهو في نظرهم (كافراً) أيضًا وعدو الله، ولقد فكرت مليًّا بعد أن امعنت النظر في هذا المصطلح (عدو الله) ورحت اتساءل واطرح التساؤلات، لماذا الله يجب ان يكون له أعداء؟ ما فائدة الإله من وجود أعداء له؟ وتوصلت الى نتيجة أن تسمية (عدو الله)، هي فكرة اخترعتها وابتكرتها الأديان والمعتقدات بأنه يجب أن يكون لله أو الإله أعداء، ويجب أن ينبري له عبيده والمؤمنين به بالدفاع عنهُ حسب النص الذي يطرحهُ في كتابه، وطريقة القصاص أو التخلص من خصومه، وهذه الفكرة مألوفة في الأديان ومرسخة فيها إبتداء من الزرادشتية الى اليهودية والمسيحية والإسلام، وتلاقفتها بهذا المنظور وقامت بتطويرها شيئًا فشيئًا، بل والأكثر من ذلك حرصت هذه الأديان والمعتقدات في أن تسد فراغ الأعداء في حال لم يتوفر أعداء لله إذًا ما العمل، فابتكرت قوة وهمية أيضًا خيالية غامضة مستقلة، واسمتها بالشيطان كرمز للشر يشارك في صراع الكون ضد الله، هي بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد قوة عَدَميّة إِزاءُها قوة عَدَميّة أخرى وعدم يصارع العَدَمُ لم يستفيد الإنسان البشري من هذه السذاجات ألا عَبَثًا.

أن العبث الديني أنتج انقسام حاد في البشرية وشوه المعنى الحقيقي للإنسانية، ورسخ مفاهيم وتصورات خاطئة تبناها العقل البشري وسلم بها من دون تفكير وتمحيص وبحث، واعتبرها حقيقة مطلقة في ضل هذه التصورات والمفاهيم أصبح الإنسان العربي اليوم منقسمًا ومنشطرًا، البعض منهم يريد التطور والتقدم والخروج من كهف الدين لكنه يريد أن يمارس هذا الدين والبعض الآخر وهم الفئة الكبيرة من هذا الجانب يريدون أن يحكموا البلاد بواسطة الدين والشريعة والعقيدة ولا زالوا يريدون إسترجاع حلم الخلافة ولا زالوا يريدون إسترجاع (الأندلس) اسبانيا وفي الحقيقة هي أساسًا ليست لهم وإنما المسلمين من ذهبوا وغزوا واحتلوا أسبانيا من غير وجه حق، ولا زالوا يحلمون ويصرخون على المنابر أنهم يريدون فتح روما واحتلال الكرة الأرضية برمتها، هذه الأفكار المدمرة العبثية لا تخرج من أناس عقلاء إطلاقًا، أو طبيعيون والمشكلة الأكبر أن هذه الفئات قد تكون سلفية أو جهادية أو إخوانية أو شيعية أو سنية الى أخره في نهاية المطاف هي حركات إسلامية راديكالية متطرفة، هذه الحركات وهذه التوجهات والتيارات الدينية تؤمن إيمانًا مطلق أن الدول العربية الإسلامية، هي دول لا تحكم بالإسلام ولا تطبق شريعة الإسلام بالرغم أنها بلدان وضعت في ديباجة الدستور أن (الإسلام دين الدولة) لكن في نظر الجماعات الإسلامية الأصولية المتشددة أن هذا لا يكفي وفي نظرهم ان هذه البلدان لابد من فتحها بالسيف مرة أخرى كما فتحت وتم غزوها سابقًا، لأنهم يعتبرون هذه الأراضي والبلدان تسير وفق القوانين الدستورية والقوانين الدستورية هي قوانين وضعية بالنسبة لهم ولا يعترفون بها بقدر ما يعترفون بالقوانين الدينية والالهية حسب تعبيرهم، لذلك نرى أن المتطرف والجهادي الأصولي المسلم، يؤمن أن هذه ((الشعوب العربية)) أنها تريد هدم الإسلام وهدم قوانين الإسلام لذلك نرى أن الحركات الإسلامية المتشددة تقوم بشن هجمات إرهابية عنيفة على هذه الشعوب، وتعتبرها واجبًا مقدسًا وتعتبر حربها حربًا مقدسة ضد هذه الشعوب، لأنهم يعتقدون أن هذه البلدان مليئة بالكفر ويجب غزوها وفتحها مرة أخرى، وتحويلها إلى دار خلافة تحكم بالشريعة ومن ثم الانطلاق لأحتلال العالم بأسره، لأنهم حسب تصوراتهم يعتبرون أن الذين يعيشون داخل هذه الأراضي هم كفار وأعداء الله والذين يعيشون خارج هذه البلدان هم كفار وأعداء الله أيضًا، إذًا العدو بالنسبة لهم الذي في الداخل هو الذات العدو الذي في الخارج، والى يومنا هذا أن الغرب ودول الغرب في عيون الأصوليين والمتطرفين الإسلاميين هي دول كافرة وأعداء الله ولا زال هذا العداء والكراهية ينمو يومًا بعد يوم، أن الراديكالية والأصولية الدينية وفقه الكراهية فيروس خطير جدًا لم يبتكر له لقاح وأن فيروس كورونا سيجد "العلماء" له لقاح وينتهي مسألة وقت لا أكثر، لكن! فيروس ١٤٠٠ وحلم الخلافة وفيروس التطرف والجهل والإرهاب الديني متى سينتهي؟



#مهند_صباح (هاشتاغ)       Mohanad_Sabah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إله الإسلام أبتكر العمليَّة الاستشهاديَّة والجماعات الإسلامي ...
- مصطلحات آلهة و أديان
- فايروسات دينية
- بلهارسيا العراق


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند صباح - الدين والدولة والعقل