أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند صباح - المرأة وَ الدين كيف كانت حياة المرأة في المجتمعات العربية الإسلامية















المزيد.....

المرأة وَ الدين كيف كانت حياة المرأة في المجتمعات العربية الإسلامية


مهند صباح
كاتب

(Mohanad Sabah)


الحوار المتمدن-العدد: 6749 - 2020 / 12 / 1 - 14:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشعوب العربية والإسلامية على حدٍ سواءً لكي أكون منصفًا هي، لم تمتلك الحرية الكاملة منذ البداية بقدر ما امتلكت أنصاف الحرية أو جزءً بسيط منها، بصيص من الحرية فقط ولكن حتى الجزء الصغير من الحرية الذي كانت تتمتع به هذه الشعوب أيضاً اندثر واختفى وأحكمت القوى الدينية هيمنتها وسطوتها عليه، فعلى سبيل المثال أفغانستان ففي أفغانستان سابقًا في القرن العشرين كانت النساء الأفغانيات يلبسن التنورة القصيرة والقميص ومنهُن لا يلبسن الحجاب، (ولكن!) لم يكُن جميعهُن باستطاعتهن التجول والتجوال في التنورة، وهذا قبل أن تفرض حركة طالبان الإسلامية الـبُرقع وهذه التفاتة مهمة أنه كان هناك جزءً من الحرية وحرية إختيار الملبس لكن هذه الأشياء ضاعت منذ صعود طالبان في أفغانستان، والجدير بالذكر أن هذه الأشياء لم تضيع فقط في أفغانستان وإنما ضاعت في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي برمته ألا وهي: حرية الاختيار والتي باتت معدومة تمامًا في تلك المساحات الجغرافية، لم تكُن كل النسوة الأفغانيات باستطاعتهن أن يلبسن التنورة القصيرة في السبعينيات من القرن المنصرم ولكن كان بإمكان المرأة الأفغانية أن تلبس ما تشاء من دون الخوف أن يتم الهجوم عليها أو يشوه وجهها بماء النار أو أن تتعرض للجلد بالسوط، علاوةً على ذلكَ كانت المرأة الأفغانية مثقفة تمارس التمثيل والغناء والفن وكتابة الشعر، والشعر أهم ما يميز ثقافة أفغانستان لكن حين فرضت طالبان سطوتها على البلاد أصبح الشعر برمته محرم وبالذات الشعر الذي تلقيه النساء، فهل تعلم عزيزي القارئ أن الشعر لا تكتبهُ النساء الأفغانيات في أفغانستان إلا سرًا أو خارج الحدود لأنه بمجرد أن تكتب المرأة الأفغانية الشعر وعلم بها محيطها تتهم بجلب العار إلى عائلتها وغالبًا ما يكون الموت عقابًا لها لذلك يعتبر شعر النساء الأفغانيات داخل المجتمع الأفغاني محرم، وجل قصائد الشعر الأفغاني رأت النور في أوروبا على وجه التحديد، فالمرأة في أفغانستان لا تستطيع أن تتخذ أي قرارات لنفسها وأي اختيارات هي معدومة تمامًا بسبب سطوة الدين في عصر طالبان الإسلامية الأصولية تلك الحركة المتشددة دينيًا والعنيفة دمويًا هي من تسيطر بقوة على البلاد وتفرض قانون الشريعة الإسلامية عليه، مما أدى إلى تغيير فكري ديموغرافي للمجتمع وانسلاخ أخلاقي عام وتشدد ديني مبارك من قبل الجماعات الإسلامية والشيوخ فأصبحت البلاد مرتع للإرهاب والجهل والتخلف والفقر والحركات الإسلامية الأصولية وأول ضحايا إرهاب الشعر الأفغاني من بعد الإطاحة بنظام حكم حركة "طالبان" المتشددة نهاية عام 2001 وهي الشاعرة: نـــادية أنجومــان Nadia Anjuman - افغانستان - 1980 - 2005

نادية انجومان شاعرة أفغانية تخرجت من جامعة هرات ، اكتسبت شهرة واسعة في الأوساط الأدبية في أفغانستان وإيران بعد الإطاحة بنظام حكم حركة "طالبان" المتشددة نهاية عام 2001، وقتلت انجومان على يد زوجها ضربًا حتى الموت وهي في الخامسة والعشرين من عمرها عام 2005، متأثرة بإصابات بليغة جراء اعتداء زوجها عليها وتم اعتقال الزوج الذي أعترف بتسببه في كدمات ظهرت أسفل عينها اليمنى.
الشاعرة نادية انوجمان تخرجت من كلية الآداب جامعة هرات، ونشرت ديوانها الأول عام 2005 بعنوان "غولي دودي" أو"الزهرة القرمزية" والذي نال رواجاً واسعاًً. لكن لم يكتب لها أن تعيش لنشر ديوانها الثاني الذي كان تقرر صدوره السنة المقبلة وهذه واحدة من مآسي المرأة في أفغانستان.

في الستينيات كان السعوديين يرعون الشواطئ ويهتمون بها أيضاً، حتى لو هز بعضهم رؤوسهم رافضين فكرة الشواطئ، فإن خيار الذهاب إلى الشاطئ كان متاح ومن دون خوف من العنف، لم يكن المجتمع السعودي منغلقاً كما هو الحال أو متعصباً دينيًا، بل كانت أوجه التسامح تتغلب فيه على أوجه التعصب والموقف العدائي حيال الآخر المختلف، نستطيع أن نقول منذ العام ١٩٦٥ إلى غاية العام ١٩٧٩ تقريبًا ١٥ سنة كان مجتمعًا عادي وطبيعي أي نعم كان مجتمعا مسلماً، يُمارس أفراده أركان الإسلام لكنه لم يكُن بهذا التشدد الديني حيال الحريات وقضية المرأة والاختلاط أو الفصل بين الجنسين كان يتقبل الإختلاف، المجتمع السعودي سقط في كنف التشدد الديني بعد ١٩٧٩ أو ما يُسمى "الصحوة الدينية" صحوة الجهل والتخلف التي دمرت هذا المجتمع قبل الصحوة كان مجتمعًا طبيعيًا بعد الصحوة أصبح مجتمعًا متطرفًا، ناهيك أن الفكر والثقافة التي كانت سائدة في الستينيات كلها تبخرت وأصبحت ماضي حتى خيار الذهاب إلى الشاطئ انتهى، السعودية في ستينيات القرن المنصرم كانت تهتم بالفنون والثقافة واستضافة العديد من المطربين والعازفين العرب، أنشأت السعودية لأول مرة التلفزيون في العام ١٩٦٥ الحقبة الذهبية بالنسبة للمجتمع السعودي في حينها بدأ التليفزيون السعودي الرسمي بتنظيم حفلات لمطربين من مصر ودول عربية أخرى، إضافة إلى أمسيات لمطربين سعوديين وخليجيين وعرب، من بينهم طلال مداح ومحمد عبده وعبدالحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش، وغيرهم، والمفاجأة الأهم أن السعودية لم يكن لديها مطربون فقط، بل مطربات أيضاً، ذاعت شهرتهن في الخليج، ومنهن صالحة حمدية، وبنات شافية، وابتسام لطفي حجية المكاوية، وغيرها، منذ بداية الثمانينات صار كل ذلك الاعتدال من الماضي، ومن باب المعرفة بالشيء أن المجتمع السعودي لم يتعرض للاستعمار وليس لديه ذكرى استقلال، مرحلة ما قبل الصحوة أو ما قبل عام 79 كما يسميها السعوديين كانت النسوة السعوديات بعضهن يلبسن التنورة ولا يلبسن الحجاب وأخريات يلبسن الحجاب لكن المهم أن خيار الملبس كان متاحًا من دون خوفًا علاوةً على ذلك كان يوجد في جدة والطائف العشرات من دور السينما، المجتمع السعودي كان مجتمعًا خام لا يمتلك خبرات سياسية أعوام الشؤم الثلاثة (79 - 80 – 81) هذه الأعوام ارجعت المجتمع إلى العصور الوسطى وبسبب سذاجة المجتمع آنذاك أمن وأطمأن لأقاويل الجماعات الإسلامية والدعاة المتدينين والشيوخ المتطرفين وبدلاً من اللحاق بركب التطور العالمي والحداثة، لحقوا بركب الاخوان والجماعات المتشددة والتطرف الديني والانعزال عن العالم.

وإلى جانب التنانير والشواطئ، من المهم أن نذكر أن فترة الستينات والسبعينات كانت أيضاً فترة نقاش فكري قوي جدًا حول دور الدين في المجتمع، واحتدمت المناقشات بين اليساريين والعلمانيين والرأسماليين والماركسيين والإسلاميين في مختلف أنحاء المنطقة، من مصر إلى باكستان، ومن بعد هذه الحقبة وصعود الجماعات الإسلامية إلى الساحة رفض الإسلاميون المتشددون كل تلك العقود من الفكر والثقافة الأكثر تقدمية وتنوعاً واعتبروها واردات غربية منحلة كافرة ولا يجب التعاطي معها تحت حجة أنها أثر من آثار الاستعمار الغربي.

أما بالنسبة إلى باكستان:
منذ العام 1927، عندما أدخل البريطانيون قوانين التجديف إليها، بدأت باكستان في السير بالإتجاه نحو جعل الإسلام مبدأً أساسياً للحياة في باكستان بعد الاستقلال من الاحتلال البريطاني تحديدًا في العام 1947 بعدها بفترة وجيزة، وجاءت ردة الفعل من باكستان آنذاك على جعل الإسلام مبدأ أساسي للحياة بسبب أنها شعرت بأن مسلمين باكستان هُم ضحايا لكل من الهندوس والاستعمار البريطاني في الهند، وبحلول عام 1973 أعلن الإسلام كدين دولة في باكستان. وفي العام 1974، في عهد رئيس الوزراء التقدمي "ظاهريا ذو الفقار بوتو"، أعلن البرلمان صعد إلى البرلمان الباكستاني الأحمديين غير المسلمين، الأحمديون: هي حركة إسلامية والتي بدأت ظهورها في أواخر القرن التاسع عشر، ومارست تعاليم القرآن ويعتبرون الأحمديون أن مؤسسهم نبياً، مما أزعج المسلمين الأصوليون الذين يعتقدون أن محمداً هو النبي النهائي والأخير، وجد رئيس الوزراء بوتو صعوبة في إعادة تعريف القومية الباكستانية بعيداً عن الأيديولوجية الإسلامية. بل أنه كان عاجزاً تمامًا عن إدارة "عملية التوازن الدقيقة المتمثلة في تنفيذ الأفكار الليبرالية واسترضاء المشاعر الإسلامية في آن واحدٍ، وبحلول منتصف الثمانينيات، انتشرت منشورات ومطبوعات الكراهية والتي تستهدف الشيعة، وقد اشعلت هذه الرواية القائلة بأنهما ليسوا مسلمين حروبًا طائفية خطيرة في البلاد، وتعد هذه تهمة خطيرة جدًا في دولة ذات أغلبية سنية حيث يشكل الشيعة في باكستان حوالي 15 في المائة من السكان، ومنذ العام 1985 في باكستان المعاصرة أصبحت تهمة التجديف تودي بصاحبها إلى القتل على الفور من قبل المجتمع، نحن في القرن 21 والمرأة الباكستانية ما زالت تعيش حياة الاضطهاد من قبل المجتمع الذكوري المتسلط، باكستان بلد يعاني من وجود حركات دينية متطرفة تبيح القتل وسفك الدماء لأتفه الأسباب كالقاعدة وطالبان، حيث باتت المرأة تستخدم كسلاح في لعبة الإرهاب والتطرف، والأسوأ من ذلك تهمة التجديف والتي يقتل فيها الإنسان لمجرد أنه مختلف، الاتجاه الديني المتشدد في البلاد والذي بات يدرس في معاهد دينية خاصة وبانتشار واسع وكبير في باكستان زاد من الأمور صعوبة فالمرأة في الدول العربية والإسلامية كانت ولا زالت لعبة بأيدي الدين والاعراف القلبية والعادات والتقاليد، وللتذكير أن هذه الدول فقدت الاعدادية والبعض يعمل على محاولة لاستعادة التعددية التي كانت ذات يوم جزءاً مقبولاً من الحياة في باكستان أو دول أخرى مثل أفغانستان أو العراق أو مصر.



#مهند_صباح (هاشتاغ)       Mohanad_Sabah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الأديان والحياة الآخرة
- مُجازاة الإنسان في مكافأة الأديان (لغز المكافأة)
- الدين والدولة والعقل
- إله الإسلام أبتكر العمليَّة الاستشهاديَّة والجماعات الإسلامي ...
- مصطلحات آلهة و أديان
- فايروسات دينية
- بلهارسيا العراق


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند صباح - المرأة وَ الدين كيف كانت حياة المرأة في المجتمعات العربية الإسلامية