أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - عراق التاريخ والسياسة














المزيد.....

عراق التاريخ والسياسة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 7153 - 2022 / 2 / 5 - 21:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عاش العراق ثورات مختلفة التوجهات، حيث حصل ما يشبه التناوب بالنفي، من شيوعية لقومية، اضطرت لتكون اشتراكية عربية، رغبة في إضافة مسحة عرقية متفاعلة مع العقدي، في صيغة علمانية عازلة للسياسي عن الديني، تميزا وتمييزا في الوقت نفسه، لكن المثير كما في سوريا ومصر، كان العسكريون الذين تسيسوا خلف تلك التغييرات، التي يمكن افتراضا اعتبارها ثورات، حتى إن كانت أعدت في الثكنات قبل أن تنزل للشوارع بعنفها وصخبها الثوري، لكنها سرعان ما اختفت مع سوريا رغم أن المؤسس للتيار البعثي واحد، لكن وقعت اختلافات ضخمها رجال السلاح، وكان من نتائجها، فشل الوحدة بين سوريا ومصر، واعتراف القطر السوري، بضرورة انفتاح حزب البعث العربي، على قوى أخرى لها وجود اجتماعي وتاريخي، أي الحزب الشيوعي، فتم تشكيل ما عرف بالجيهة التقدمية، التي ضمت حزب البعث العربي، والحزب الشيوعي السوري، الذي تم اضطهاده بكل من مصر وحتى العرق، بل فقد تم الانقلاب على عبد الكريم قاسم في نهاية الخمسينات، وتم تقتيل كوادر ومناضلي الحزب الشيوعي العراقي، مما تولدت عنه مواجهات حتى خارج العراق، في لبنان ومناطق أخرى عربية، فنشبت حروب ومواجهات بين القوميين الاشتراكيين والشيوعيين، ما تزال أصداؤها إلى اليوم، وما أن ظهر الفاعل الجديد، أي الإسلام السياسي، وانتصاره في الصيغة الشيعية، حتى وجد القوميون الاشتراكيون أنفسهم في مواجهة الثورة الخمينية التي تحالف معها البعثيون السوريون وواجههم البعث العراقي بقيادة صدام حسين، الذي أراد هزيمة الخميني ومعه صيغة الثورة الإسلامية التي أرادت هي نفسها التحامل على علمانية البعثيين العراقيين وانتزاع الزعامة منهم، فاشتعلت الحرب ابتداء من 80 إلى 88 وكانت مكلفة وإن استفاد منها العراق وحتى إيران، فبقيت جراح الحرب قائمة إلى أن أصرت الولايات المتحدة الأمريكية على عرقلة تطور العراق الذي إن حقق نهضته سوف يقدم نموذجا لكل الدول العربية كما فعلت مصر، أمام إيران فبحكم شيعيتها لن يقلدها العرب الكارهون في أغلبهم للتجربة الخمينية بحكم شيعيتها، وبذلك وضع العراق، صدام حسين وحزب البعث العربي الاشتراكي على أجندات العدوان، فتم الهجوم عليه سنة2003، ودمرت القوة العراقية الصناعية والعلمية ومزق النسيج الثقافي بحيث تظهر من جديد ثقافة الخرافة والإسلام الطائفي الذي كانت القومية العراقية تخلصت منه في أفق بناء دولة المواطنة التي ربما لم يصل إليها صدام بفعل الحذر والحرب التي خاضها ضد إيران وسوء الفهم الكبير مع سوريا، وهكذا تعقدت الأمور حاليا بفعل تغول الديني الإسلامي واتخاذه لأبعاد طائفية كما سبقت الإشارة لذلك، وبدأ العراق بالتراجع ثقافيا ومعرفيا وتنمويا، وهو ما يطرح أسئلة جارحة ويضع الاختيارات الممكنة موضع شك وحيرة، فأ مشروع حاليا له القدرة على الإمساك بخيوط اللعبة السياسية في ظل تداخل العرقي والديني وغياب الإيديولوجي بشكل واضح؟؟
فأي أفق للعراق في ظل تحوله إلى معترك دولي للصراعات المحلية والإقليمية وحتى لدولية، وما هي الصيغ الممكنة لإحداث التحولات في اتجاه بناء دولة وطنية ديمقراطية؟
لا محيد عن إحداث تحولات سياسية بأ ثمن، مؤسسة على تحالف وطني يستحضر التاريخي لإعادة بناء الوطن باستقلالية فكرية لا تستحضر إلا ذاتها العراقية بكل أبعادها السياسية والدينية وحتى العربية، بما تفرضه هذه الرهانات من إصرار على استكمال البناء
الوطني والتحرري، مهما كانت جسامة التضحيات، وبذلك يعد الاستقلال في الرؤية الضمانة الوحيدة للبناء بدون تعصب لأي انتماء، وبذلك يكون النظام المنتظر نظام حكم دستوري ديمقراطي تعددي على غير منطق الطوائف
والتمذهبات القديمة، بل الاعتزاز بالبناء الوطني بدون انحياز تعصبي إلغائي.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحي المحمدي
- lمفارقات الإسلام
- الوحي والتراث
- الوعي والوحي
- الحزبية الإسلامية
- كتابة الرواية
- اتحاد كتاب المغرب.الحلقة٩
- اتحاد كتاب المغرب الحلقة ٨
- اتحاد كتاب المغرب.الحلقة٧
- اتحاد كتاب المغرب.الحلقة ٦
- التعليم في المغرب
- اتحاد كتاب المغرب الحلقة ٥
- اتحاد كتاب المغرب الحلقة ٤
- الشهوة الملعون.قراءة في كتاب بالفرنسية
- التعليم بين الوطني والرهانات الدولية
- العلوم والترجمة العربية
- اللغة والتعريب في المغرب
- الإخوان المسلمون
- اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر 19_الحلقة03
- اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر19_02


المزيد.....




- -مازلت أسمع أصواتكم-.. نانسي عجرم تشارك متابعيها لحظات من حف ...
- قطر: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أنتج -زخما- لاستئناف ...
- البرلمان الإيراني يمهّد لقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطا ...
- الحكم الثاني على القيادي الطلابي معاذ الشرقاوي بالسجن عشر س ...
- كيف انتهت مواجهة الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل؟
- أطفال سيفورا ـ الهوس بمستحضرات العناية بالبشرة رغم المخاطر
- الجيش الإسرائيلي يقتل المزيد من الفلسطينيين المحاصرين والجائ ...
- البرلمان الإيراني يوافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع ال ...
- ضبابية موقف ترامب بشأن الالتزام ببند الدفاع المشترك يلقي بظل ...
- مدينة تبريز موطن الأذريين شمالي غربي إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - عراق التاريخ والسياسة