أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ليث الحمداني - مدارس العراق الطينية بين الراسمالية الوطنية والراسمالية الطفيلية














المزيد.....

مدارس العراق الطينية بين الراسمالية الوطنية والراسمالية الطفيلية


ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)


الحوار المتمدن-العدد: 7153 - 2022 / 2 / 5 - 21:53
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ليث الحمداني *
أعادني تقرير نشرمؤخرًا عن انتشار المدارس الطينية في العراق وصور أخرى تداولها ناشطون عراقيون على وسائل التواصل الاجتماعي لتلاميذ يؤدون امتحاناتهم في العراء وهم يفترشون الارض. أعادني إلى الثمانينات، وتحديدا إلى عام 1987 يوم أدركت وزارة الحكم المحلي الصعوبات التي يواجهها التلاميذ في المدارس ذات الدوام المزدوج فقررت وبالتعاون مع وزارة التربية إطلاق المشروع الوطني لبناء المدارس الذي استهدف بناء 2040 مدرسة في انحاء العراق على أن يبدأ المشروع ألذي خصص له مبلغ 40 مليون دينار في كانون الثاني 1988 ويكون هذا المبلغ حصة الدولة من المشروع 50% من الكلفة ويسهم رأس المال الوطني (الصناعيون والتجار) بـ 50 %- الثانية. وفعلا تم تصميم نموذجين، الأول للمدارس الابتدائية التي يتراوح عدد صفوفها بين 14-16-18 صفا دراسيا مع المباني التكميلية، والثاني للمدارس الثانوية، وعدد صفوفها 24 صفا دراسيا مع 3 مختبرات والأبنية التكميلية.
تم توزيع المدارس جغرافيا على المحافظات، وبرمجة تنفيذ المشروع على مراحل تستغرق ثلاث سنوات.
ما يهمني هنا هو الدور الذي لعبته ألرأسمالية ألوطنية التي كونت ثرواتها من العمل والانتاج وخدمة الاقتصاد الوطني، تلك الراسمالية التي أسهمت في بناء العراق. ولآن الذاكرة لا تخدمني الآن بعد كل هذه السنوات فقد عدت الى دراسة الماجستير القيمة (جريدة الاتحاد ودورها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي في العراق 1985- 1990 للاستاذ مثنى عبدالقادر عارف المقدمة لكلية الاداب في جامعة بغداد والتي اشرف عليها د.عصام خليل محمد .
تشير الدراسة إلى أن اتحاد الصناعات العراقي دعا الصناعيين للتبرع للحملة حيث بادر الصناعيون للتبرع ماديا وعينيا. بعضهم تبرع بآليات ومعدات وسيارت نقل، وبعضهم تبرع بالمواد الإنشائية الداخلة في البناء من أبواب ومواد صحية وزجاج وغيرها، وبعضهم تبرع بالأثاث من مصانعه، والأهم والأبرز قيام بعضهم بالتبرع لإنشاء مدارس كاملة. وهنا اذكر انني وبحكم مسؤليتي عن تحرير جريدة (الاتحاد) حضرت حفلات افتتاح بعض هذه المدارس ومنها (مدرسة النصر الابتدائية المختلطة) التي أنشأها الصناعي يونس السماوي في حي الشهداء بمدينة الناصرية، و (مدرسة الشيماء الابتدائية) في منطقة الشواكة بجانب الكرخ التي أنشأها الصناعي فؤآد الوتار. وبنيت تلك المدارس حسب المواصفات الهندسية الموضوعة للمدارس الابتدائية تضم الواحدة منها (12) صفا دراسيا بالاضافة الى الساحة الرياضية وأبنية الإدارة والخدمات والمرافق الصحية.
الدراسة تشير الى قيام مجموعة شركات الحاج محمود البنية وأولاده بإنشاء (مدرسة عدنان خيرالله الثانوية للبنات) في حي الخطيب في الكرخ التي ضمت (24 صفا) دراسيا مع 3 مختبرات وقاعة للحاسوب ومرسم ومكتبة وجناح إداري مع أبنية الخدمات والمرافق وساحة الرياضة، وقيام الصناعي موفق العلاف بإنشاء (ثانوية ذي النورين للبنات) المواصفات السابقة نفسها في منطقة الدورة ببغداد.
ابرز الصناعيين الذين أسهموا في بناء المدارس عبدالهادي حمرة ومحمد كافل حسين وعدنان الحلي ومؤيد زكي شريف وغيرهم، وقد توقف المشروع بعد أحداث 2 آب. وكان عدد المدارس التي تم إنشاؤها 1356 مدرسة من بين العدد المستهدف 2040 مدرسة.
هؤلاء الصناعيون وغيرهم من الممثلين الحقيقيين للرأسمالية الوطنية الذين كونوا ثرواتهم بالعمل والانتاج وخدمة الاقتصاد الوطني أنفقوا من أموالهم التي جمعوها خلال سنوات طويلة بعملهم وسهرهم وجهدهم لبناء مدارس لأبناء وطنهم . لم يكن ايا منهم (بعثيا) ولم نكن نعرف ماهي دياناتهم او مذاهبهم .
فماذا فعل (ألرأسماليون الطفيليون) وخاصة أدعياء الاسلام السياسي الذين كونوا ثراتهم بعد عام 2003 لمعالجة الواقع المر للمدارس الطينية في العراق؟ أجزم أن هؤلاء امتلكوا خلال سنوات قليلة أضعاف أضعاف ما كان يمتلكه أولئك الصناعيون الذين أفنوا سنوات عمرهم لتطوير صناعاتهم وتحسين اقتصادياتها وجعلها صناعات منافسة في الأسواق العراقية والعربية.
هذا هو الفرق بين (الرأسمالية الوطنية) و(الرأسمالية ألطفيلية)
الأولى تساهم في بناء بلدها
والثانية تسرق ثروات بلدها
رحم الله من توفى من اولئك البناة وامد في عمر من بقي منهم حيا وهو يعيش بعيدا عن العراق حيث لم يعد له مكان بين التماسيح التي اجتاحت العراق بعد 2003
ورحم الله تلك الايام.
• صحفي عراقي وناشط نقابي سابق رئيس تحرير القسم العربي من جريدة (البلاد) الكندية



#ليث_الحمداني (هاشتاغ)       Laith_AL_Hamdani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الصحافة .... ازمة الصحافة العربية واعلان ال (نيويورك تايم ...
- يافقراء العراق انتبهوا
- (النبيذه) رواية انعام كجة جي الجديدة حكاية الحب الضائع والوط ...
- العراق 2018 االانتخابات وموال الأغلبية السياسية وأشياء أخرى
- تحدي الالهة رواية محمود حسين …..الحب بمواجهة الجلاد !
- (قناة البغدادية) والدفاع عن القطاع الصناعي ........ الصناعة ...
- في ضوء حديث رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي عن الق ...
- الشيوعيون واليسار وموقف البعض من نتائج انتخابات مجالس المحاف ...
- عيد الصحافة العراقية ... هكذا مر !! وهكذا كتبوا ..!! فأين ال ...
- عن المصالحة والوفد العراقي الى جنوب افريقيا !!
- طارق ابراهيم شريف عذراً تأخرت مكالمتي هذه المرة
- المالكي والطبقة العاملة العراقية
- المشهد السياسي العربي من قبل ومن بعد!!
- ايران و مسعود البرزاني .... كي لا يعيد التاريخ نفسه
- الانتفاضات العظيمة في تونس ومصر والنخب العربية المرتبطة بالا ...
- رسالة الى السيد رئيس وزراء العراق
- حين يطمئن نائب في البرلمان العراقي زملائه بأن العراق لن يشهد ...
- نصيحة السيدة هيلاري لمعالجة الفساد
- الصناعة العراقية مشروع أسست له الدولة الوطنية ودمره الاحتلال
- كلفوا مسيحيا بوزارة الداخلية وصابئيا بوزارة الدفاع ويزيديا ب ...


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ليث الحمداني - مدارس العراق الطينية بين الراسمالية الوطنية والراسمالية الطفيلية