ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)
الحوار المتمدن-العدد: 3194 - 2010 / 11 / 23 - 08:43
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
افعلوها ان كنتم صادقين !!
كلفوا مسيحيا بوزارة الداخلية وصابئيا بوزارة الدفاع ويزيديا بوزارة الامن الوطني
منذ يومين والتصريحات تتوالي من اطراف الائتلاف الوطني حول ضرورة تكليف شخصيات مستقلة بالوزارات الامنية والمقصود هو وزارات الداخلية والدفاع والامن الوطني ، ماجاء في هذه التصريحات اذا ماتوفر حسن النية هو عين العقل والمنطق. ففي بلد مثل العراق تتنازع فيه الطوائف والاعراق على كراسي السلطة، وتحكمه احزاب اغلبها ذو طابع ميليشياوي وارتباطات خارجية جعلتها ترهن قراراتها لدول اقليمية عربية وغير عربية احتوتها ايام صراعها مع الدكتاتورية يصبح تكليف حزبيين بالوزارت الامنية نوع من الانتحار السياسي ، ويكفي العراق ماعاناه في سنوات مابعد الاحتلال من وزارات تحكم فيها (الدريل) و(المنشار) و (السجون السرية) لتصفية ثارات تاريخية سخيفة لاعلاقة لها بهموم العراقيين اليوم ولكن السؤآل الذي يطرح نفسه هو أي نوع من المستقلين يجب ان يقود هذه الوزارات وبأية صلاحيات سيتمتع هؤلاء في ظل احتكار رئاسة الوزراء لاغلب الصلاحيات الامنية وفشلها الذريع في حماية امن مواطنيها من الارهاب في المرحلة السابقة . أن في مقدمة الشروط الواجب توافرها فيمن سيكلف بهذه الوزارات هو النزاهة والصدق والاستقلالية وهي صفات تكاد تكون مفقودة في الطبقة السياسية التي جاءت مع الاحتلال والتي غلبت (دولة الطوائف)على (دولة المواطنة) فكرست الولاء على حساب الكفاءة فيما يبدو وكانه اصرار على الاستمرار في بعض السياسات الدكتاتورية التي اضاعت العراق * فمن أين سياتي المستقل القادر على تجاوز هذا الواقع !! اعود هنا لاكرر ماقلته للقسم العربي في الاذاعة الكندية في عام 2005 وموجودعلى الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=53660
اذا كنتم انتم جميع المشاركين في العملية السياسية تؤكدون على اهمية استقلالية الملف الامني وضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية كلفوا مسيحيا مستقلا بوزارة الداخلية وهناك المئات من الكفاءآت في اوساط المسيحين في العراق وكلفوا صابئيا بوزارة الدفاع وهناك ايضا المئات من الكفاءآت العراقية من ابناء هذه الاقلية وكلفوا يزيديا بوزارة الامن الوطني وامنحوا هؤلاء الصلاحيات التي منحت لاقرانهم المسلمين في المرحلة السابقة ، وسيدير هؤلاء الملف الامني بكفاءة واستقلالية لانهم ليسوا حزبيين اولا ولانهم عراقيون اصلاء ولامرجعية لهم سوى العراق ..وولاءهم الوحيد هو لدجلة والفرات ولارض العراق ارض الحضارات البابلية والاشورية والسومرية والاكدية .
افعلوها ان كنتم صادقين وجادين باختيار شخصيات مستقلة لهذه الوزارات وان لم تفعلوها فأن هذه التصريحات ليست سوى ذر رماد في العيون وهدفها الاخير تنصيب ( خيالات مآتة) تحت راية مستقلين يدينون بالولاء لاصحاب نعمتهم ( الكرسوية) وتحركهم احزاب الطوائف والاعراق التي قادت وتقود العراق الى الخراب
*كان الانتماء (للبعث) شرطا اساسيا للتقدم للوظائف العليا والقيادية في الدولة في عراق الامس واصبح الانتماء (للدعوة) و(المجلس) و(الوفاق) و(الاسلامي)و(الفضيلة) هو الشرط في عراق اليوم
#ليث_الحمداني (هاشتاغ)
Laith_AL_Hamdani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟