أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الحمداني - (الولاء) الذي يحكم حياتنا ... من فلسطين إلى العراق إلى السودان














المزيد.....

(الولاء) الذي يحكم حياتنا ... من فلسطين إلى العراق إلى السودان


ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)


الحوار المتمدن-العدد: 2591 - 2009 / 3 / 20 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ قفز أول ضابط عربي إلى دبابته ليعلن ما أسميناه بـ (الثورة) تغلب (الولاء) على (الكفاءة) في الحياة العربية. وبدأت أزمة المواطنة تظهر في أسوأ أشكالها ومعانيها.. وانتقل هذا الفيروس كالنار في الهشيم. لم يعد حكرا على العسكر الذين اغتصبوا السلطة واوقفوا عملية التطور البطيء للحياة السياسية العربية. ولأن الأحزاب وليدة مجتمعاتها، فقد أصبح كل حزب يقفز للسلطة عبر (الدبابة) وحتى عبر (صندوق الاقتراع) - وهي حالات نادرة - يكرس مبدأ الولاء على حساب الكفاءة، فيلتف حوله نهازو الفرص والمصفقون ليقفزوا بدورهم إلى المواقع الأمامية في الدولة لأن الولاء هو الأسرع طريقا للتقدم في ظل الانظمة التي تخاف من شعوبها، ولتذهب الكفاءة إلى الجحيم.
هزم العرب شر هزيمة في الخامس من حزيران لأن (الولاء) للقائد جعل من عبد الحكيم عامر قائدا عاما لقوات أعرق دولة عربية امتلكت جيشا حديثا بالمفهوم العسكري، ولم يتعلم العرب من الدرس !!! بالعكس نخر تغليب الولاء على الكفاءة في الجسد العربي بعد أن تناسلت مدرسة (القفز إلى الدبابة) واحتلت كل زوايا الوطن المهزوم فكريا وأصبح (الجهلة) و (المتخلفون) وزراء وسفراء ورؤساء مؤسسات يتلاعبون بمصائر الاقتصاد والصناعة والتجارة والتعليم والثقافة فتردى كل شيء. صحيح أن بعض هؤلاء كان يحمل شهادة دراسية عليا ولكنه اختار الولاء لأنه يدرك بأن هناك من هو أكفأ منه من نظرائه حملة الشهادات العليا وأن اسهل طريق للتسلق للقمة في العمل الوظيفي والسياسي بظل هكذا انظمة هو (الولاء). والمشكلة الأكبر أن هذا الداء انتقل إلى حركات التحرر الوطني العربية ودخل منظمة التحرير الفلسطينية طليعة هذه الحركات كما دخل للأحزاب العربية، وجمع الراحل ياسر عرفات حوله جماعة (الولاء) على حساب أهل (الكفاءة) فنخر هؤلاء جسد المنظمة، وقبلها نخروا عمودها الفقري (حركة فتح) ,, الاستثناءات القليلة في العالم العربي لم تنج من الاتهامات والتشكيك. في العراق مثلا حين قرر الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف تكليف الدكتور عبد الرحمن البزاز، الأكاديمي المستقل لرئاسة الوزراء هاجمه الجميع يمينا ويسارا، رغم أن البزاز كفاءة عراقية نادرة لم تتكرر في الحياة السياسية العراقية حتى اليوم .
الأمثلة العربية كثيرة وكثيرة وتحتاج إلى صفحات للحديث عنها.
ولأن أنظمة العرب وأحزابهم لا تستفيد من عبر التاريخ، بل إنهم لا يستحضرونه إلا لتوظيفه أيديولوجيا في تخدير العقل العربي وتوجيهه الوجهة التي يريدونها، فقد ظلت قضية (الولاء) هي التي تحكم خياراتهم.
في اجتماعات القاهرة التي جرت مؤخرا والتي انتظرها الفلسطينيون طويلا من أجل وضع حد للانقسام الذي يكاد يجهز على ما تبقى من نضالات الشعب الفلسطيني التي دفع ثمنها أنهارا من الدماء طرح المصريون على المتحاورين تشكيل حكومة تكنوقراط من الكفاءات الفلسطينية لمرحلة انتقالية بعيدا عن الفصائل المتناحرة، فجوبه الطلب بالرفض من (حركة حماس) كما ذكرت وسائل الإعلام وكأن الكفاءات الفلسطينية المستقلة (رجس من عمل الشيطان). وأن الموالين للفصائل وحدهم الفلسطينيون!! الان دخل الحوار مرحلة حاسمة ولا أحد يستطيع أن يعرف إلى أين ستتجه الأمور.
في العراق منح الكربلائيون أصواتهم بكثافة في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة لكفاءة مستقلة هو السيد يوسف الحبوبي، وهو مسلم طبعا ومن أسرة عريقة ساهمت في بناء العراق الحديث،ورمزها السيد محمد سعيد الحبوبي واحد من رواد النهضة الفكرية، ولكن (حزب الدعوة) المتستر برداء الإسلام يصر على تمسكه بمرشحه لمركز المحافظ لأن السيد الحبوبي الذي اختاره أبناء المحافظة لكفاءته ترشح منفردا وحصد اعلى الاصوات بينما طرح حزب الدعوة قائمة فازت بعدد من الأعضاء، يريدون التقاسم بالمراكز مع قائمة ثانية ولتذهب الكفاءة ورأي الشعب إلى الجحيم ما دام صاحبها لا يملك حزبا ولا ميليشيا مسلحة. وأن المهم هو (الولاء) .
في السودان تذكر عمر البشير التاريخ الوطني لبلده فجاءة فأمسك عصاه وتحدث عن تاريخ المهدية وصراعها ضد الآنكليز من أجل تحرير السودان، متناسيا بأنه قفز إلى دبابته للإطاحة بـ (ديمقراطية) كان يقودها أحد أحفاد الإمام المهدي. المهم أن السيد البشير بدل أن يعالج نتائج ما حصل من جرائم في دارفور ويسلم المتهمين فيها لينقذ السودان وشعبه تصلب بموقفه لأن ولاء احمدهارون ومن معه للبشير أهم من مستقبل السودان وشعبه، فأوصل الأمور إلى ما وصلت إليه معتقدا، وهو يمسك بعصاه، بأنها عصا سيدنا موسى وستصنع المعجزات بوجه المخططات الدولية التي تستهدف السودان ووحدته ومستقبله ولعل اولى معجزات عصا ( البشير ) اكتشافه بأن ماحصل في دارفور من جرائم ناتج عن تدخل الشيطان بين اهالي دارفور ..تخيلوا اي ماساة يعيشها العرب في القرن 21.. هي حالات ثلاث عشناها في الأسابيع الأخيرة تؤكد أن (الولاء) ما زال هو الذي يحدد مصائر الشعوب ويتحكم في العقل السياسي العربي. أما أصحاب الكفاءات في هذا العالم المهزوم فموزعون على أبواب سفارات الهجرة واللجوء، بينما تجتر الشعوب شعاراتها التي أوصلتها إلى الهزيمة.



#ليث_الحمداني (هاشتاغ)       Laith_AL_Hamdani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكالة أنباء حكومية في كردستان العراقية لماذا تلغى في ( المرك ...
- كلمة وفاء متأخرة لصديقي العراقي الارمني الرائع سركيس بدروسيا ...
- وزارة الصناعة العراقية وتعاملها مع شركاتها بين الامس واليوم ...
- محطات صحفية ...... رحلة في ذاكرة آخر رئيس للديوان الملكي قبل ...
- حول انتخابات نقابة الصحفيين العراقيين وقفة أمام الهموم الصحف ...
- دعوة لتأسيس منظمة (مواطنون عرب ضد الغباء)
- حين لاترى بعض (العيون ) سوى السواد....عن الصناعة في العراق و ...
- شهاب التميمي ( النقيب الصح ) في الزمن ( الخطأ )
- رحلة في ذاكرة مواطن عراقي من كركوك
- عراقيوا عمان .....عمالقة في مختلف الاختصاصات يبحثون عن فرصة ...
- اعتذر يا ( فخامة ) رئيس الوزراء من اهل العراق لانهم ليسوا جا ...
- رحيل عبدالرحمن عارف رجل لم ينصفه شعبه فانصفه ربه
- نقابات عمال النفط والطبقة العاملة العراقية هي الشرعية الوحيد ...
- حور مع الكاتب والصحفي العراقي خالص عزمي
- دعوة للتضامن مع الزميلة نرمين المفتي
- عن ( هوار محمد ) و ( شذى حسون ) وحب العراق
- الاحتلال ( الديمقراطي الامريكي ) ومواقفه ( الديمقراطية ) من ...
- جمعة اللامي موقف مشرف في زمن رديء
- هل انتهت محنة الفلسطينيين في العراق
- مطلوب موقف واضح من حماس في قضية فلسطينيوا العراق


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الحمداني - (الولاء) الذي يحكم حياتنا ... من فلسطين إلى العراق إلى السودان