أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ليث الحمداني - طارق ابراهيم شريف عذراً تأخرت مكالمتي هذه المرة














المزيد.....

طارق ابراهيم شريف عذراً تأخرت مكالمتي هذه المرة


ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)


الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 04:14
المحور: الصحافة والاعلام
    



قبل اسبوعين ابلغني الزميل مال اللــه فــرج فرج من اربيل ان زميلنا و رفيق بداية رحلتنا المهنية طارق ابراهيم شريف يرقد في الفراش بعد عملية جراحية ، سارعتُ للاتصال به في اليوم التالي كان حديثنا مختصراً ولكنه كعادته كرر دعوتي لزيارة اربيل وهي دعوة اعتدتُ سماعها منه في كل مكالمة منذ سنوات ، سألني هذه المرة لقد مضى زمن طويل لم نتحدث خلاله عن احلامنا المهنية هل مازالت احلامك نفسها؟ شعرتُ بانه مرهق ويتحدث بصعوبة و وعدته بأن اتصل به ثانية في الاسبوع القادم وتأخرت مكالمتي ... امس جاءتني رسالة من زميلي مال اللــه فــرج تنعى طارق ابراهيم شريف صديق العمر و زميل مرحلة مجلة (الفكاهة) في نهاية ستينات القرن الماضي.
كأنه الامس القريب حين دخل علينا طارق ابراهيم شريف في غرفة التحرير في المجلة كنا تركي كاظم جوده وابراهيم محمد علي وشكرية العقيدي ورياض عبداللطيف جالسين نستمع الى ذكريات معلمنا يومها شاكر حسن.
قدم لنا طارق نفسه بخجل اسمي طارق ابراهيم شريف ، انا من اربيل واكتب في الصحف ... كان حاملاً معه مقابلة اجراها مع مطرب كردي شهير يومها اسمه طاهر توفيق... منذ ذلك اليوم اصبح واحدا من اسرة المجلة ، وامتدت علاقتنا حتى مكالمتي الاخيرة له .
حين رحلتُ مجبراً الى كندا ظل طارق يتابع اخباري من اربيل ، وكنتُ اتلقى التحيات منه عبر صديقٍ لأخي اسمه نجاة ربطته بنا صداقة عائلية بعيدة و اتابع اخباره من اصدقاء يذهبون ويرجعون من كردستان العراق كان آخرهم الزميل رواء الجصاني الذي حدثني من براغ عن جلسة جمعته مع الراحل العزيز ونقل لي تحياته الحارة.
ايام الجبهة الوطنية حرص طارق على زيارته المنتظمة لي في جريدة (طريق الشعب) وكان يومها يكتب في مجلة (الف باء) وحين اجهز البعثيون الجبهة وتعقدت ظروفي ، ظل يتابعني عبر الهاتف وحين استقر بي الأمر في جريدة (الاتحاد) في الثمانينات عاد تواصلنا المستمر واصبحت مواضيع طارق القصيرة والمشوقة تحتل مكانها على صفحات الجريدة ، وظهر احد الايام التموزية وكنا قد أعلنا عن تاسيس (دار الاتحاد للنشر) وطرحنا ثاني كتبنا للراحل مدني صالح (هذا هو السياب اوجاع وتجديد وابداع) جاءني طارق برفقة شيخ وقور قدمه لي:
الاستاذ هادي الشاوشلي
رحبت بحرارة بالرجل وقلتُ له (ياأبا آريان) استاذنا غني عن التعريف ، وكنتُ قد سمعتُ الكثير عن الشاوشلي ونزاهته وسيرته الوظيفية المتميزة ، كانت جلسة سريعة قدم لي خلالها الاستاذ الشاوشلي كتابه الذي يتضمن ذكرياته عن الزعيم الوطني الراحل عبدالكريم قاسم واعتبرتُ الكتاب هدية من السماء لدار نشر ناشئة مثل دارنا لما يتضمنه من وثائق لم يسبق نشرها وقدمتُ الكتاب الى رقابة المطبوعات وكان مديرها يومها الزميل مؤيد عبدالقادر السعدي و وعدني خيراً ، ومر اسبوعاً واسبوعين وثلاثة وحين اتصلتُ به اخبرني بأن الكتاب لدى الخبير المكلف بقراءته ثم اتصل بعدها بايام طالباً أن أوافيه في الدائرة وحصل ذلك ليخبرني بان هناك صفحات يجب ان تزال من الكتاب سالته لماذا؟
قال ألم تقرأه لقد حول عبدالكريم قاسم الى نبي!
قلتُ هذه وجهت نظره وهي مدعومة بوثائق لا يملكها سواه !!
اجاب ونحن لنا وجهات نظرنا !!
سحبتُ الكتاب واعدته الى المؤلف الذي زارني برفقة الراحل العزيز مع الاعتذار للمؤلف الذي علمتُ بانه قام بطبعه في اربيل نهاية التسعينات وقال لي طارق قبل شهور انه يحتفظ لي بنسخة من الكتاب.
في أخر مكالمة لي معه قبل اسابيع من مرضه نقل لي تحيات الزملاء فائق بطي وحسن العلوي و كرر دعوته لي لزيارة كردستان العراق كان فرحاً وهو يخبرني بان فضائية (المدى) قد سجلت له حديثاً ضمن برنامج خاص عن المفكر الكردي الكبير مسعود محمد قال لي طارق لقد حدثتهم كيف تمكنا معا من اقناعه بالكتابة في جريدة (الاتحاد) بعد اعتزال للحياة العامة دام عدة سنوات.
ماذا اكتب عنك من ذكريات ايها العزيز طارق ....
هل اكتب عن اعتزازك بثقافتك العربية وانت الكردي المعتز دوماً باصولك وثقافتك الكردية ..
هل اكتب عن وفائك لاصدقائك و زملائك ومتابعتك لاخبارهم ...
هل اكتب عن ارشيفك الثمين الذي يضم كل ذكريات الزمن الجميل ...
وداعاً طارق ابراهيم شرف ..
وداعاً ايها الزميل النبيل ...
يبدو ان القدر لم يمهلنا كي نلتقي في اربيل المدينة التي عشقتها وكتبت عنها المئات من المقالات والتحقيقات الصحفية ....
وعذراً فقد تاخرت مكالمتي هذه المرة.




#ليث_الحمداني (هاشتاغ)       Laith_AL_Hamdani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي والطبقة العاملة العراقية
- المشهد السياسي العربي من قبل ومن بعد!!
- ايران و مسعود البرزاني .... كي لا يعيد التاريخ نفسه
- الانتفاضات العظيمة في تونس ومصر والنخب العربية المرتبطة بالا ...
- رسالة الى السيد رئيس وزراء العراق
- حين يطمئن نائب في البرلمان العراقي زملائه بأن العراق لن يشهد ...
- نصيحة السيدة هيلاري لمعالجة الفساد
- الصناعة العراقية مشروع أسست له الدولة الوطنية ودمره الاحتلال
- كلفوا مسيحيا بوزارة الداخلية وصابئيا بوزارة الدفاع ويزيديا ب ...
- جائزة مؤسسة ابن رشد نتاج لجهود ونقلات نوعية حققها ( الحوار ا ...
- نواب الوطن ونواب الطوائف والاعراق
- يوم بكيت على العراق مقالة ليست لي وانما للكاتب الكبير خالد ا ...
- 14 تموز.... نوري السعيد .....حكايات سمعتها من اصحابها !!
- سيناريو ما بعد الانتخابات العراقية ....اتمنى ان اكون متشائما ...
- مستشار رئيس الوزراء و(التنظير) حول فشل الصناعة العراقية!!
- مابين تصريحات ( الشابندر) و (العزاوي)
- يافقراء العراق .... انتخبوا
- احتلال بئر ( الفكة ) واحدة من علامات ( الصفقة ) !!
- اتحاد الصناعات العراقي حافظ على استقلاليته في كل العهود
- حول قرار إعفاء رئيس تحرير جريدة (الصباح)


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ليث الحمداني - طارق ابراهيم شريف عذراً تأخرت مكالمتي هذه المرة