أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد حسين النجفي - بيروت: مازلتِ ألاحلى في عيوننا














المزيد.....

بيروت: مازلتِ ألاحلى في عيوننا


محمد حسين النجفي
رئيس تحرير موقع أفكار حرة

(Mohammad Hussain Alnajafi)


الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 2 - 12:44
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كانت بيروت الخمسينات والستينات وحتى منتصف السبعينات، المصيف والمنتجع والمشفى والمركز التجاري الحر والوحيد في الشرق الأوسط. بيروت مدينة الفن والأقلام والصحافة الحرة. بيروت الروشة وشارع الحمرا والجامعة الأمريكية، مدينة فيروز والرحابنة ووديع الصافي ونصر شمس الدين والمسرح الغنائي. مدينة المطابع والترجمة والتوزيع الى مكتبات الوطن العربي. كانت المركز الوحيد لتداول جميع العملات المحلية والعملات الصعبة. كانت مأوى الهاربين من السياسين والأدباء المضطهدين خاصة من العراق. واليوم بيروت ولبنان لا يجدون من يجمع القمامة من شوارعهم الجميلة، ولا يجدون سواح في مصايفهم ذات المناخ العذب والفاكهة الطازجة والحفلات لأشهر المطربين. أما الطعام والمازات وطريقة توضيب الموائد، فإن موائد لبنان أكاديمية بكل معنى الكلمة لها. فما الذي حدث؟ هل أصيبت بالعين؟ نعم صابوها بالعين الحسودة، العين الشريرة، العين التي لا تتمنى الخير للغير.
كان العراقيون وخاصة التجار والطبقة المتوسطة يفضلون مصايف الزبداني في سوريا ومصايف لبنان مثل شتورا وزحلة وخاصة "بحمدون". أعرف ذلك لأنها المصيف الذي كان يذهب اليه والدي ومجموعة التجار في سوق الشورجة. كان يستورد عن طريق قومسيونجية بيروت الذين يثق بهم كثيراً، بضائع من أوربا، وكان الشحن يأتي إما عن طريق القطار عبر إستطنبول أوشحن عن طريق ميناء بيروت ثم تنقله شاحنات برية عن طريق سوريا. بيروت كانت القلب التجاري النابض في الشرق الأوسط. لم يكن هناك قبرص أو عَمان أو "دبي".
طيران الشرق الأوسط اللبنانية، كانت شبكة الطيران الأعم والأشمل للأتصال بأوربا. فكنا حينما نسافر الى لندن او باريس يجب ان نبدل الطائرة في بيروت وذلك لعدم وجود خطوط مباشرة بين بغداد وأوربا. سافرت مرة الى باريس عن طريق بيروت. بقيت في بيروت ثلاث او أو أربعة أيام، ثم ذهبت الى باريس. وعلى الرغم من ان باريس مضرب الأمثال في الأطعمة والاتكيت والسرفس، إلا انها لم تقدم لي نصف ما قدمته بيروت. وقررت ان اعود سريعاً الى تلك المدينة العربية ذات النكهة الفينيقية والأناقة الاوربية.
وبعد ان بدأ الدولار النفطي يدخل في جيوب أبناء الخليج، نقلوا سياحتهم من مدينة البصرة الى بيروت والقاهرة. وبطبيعة الحال فإنهم بمالهم الذي لا حدود له، أصبحوا السواح من الدرجة الأولى متخطين العراقيين الذي فتحت امامهم المدن الأوربية وخاصة لندن. كل هذا ولم يكن لأسطنبول وجود سياحي او اقتصادي للعراقيين او الخليجيين بعد.
دخل احد المصطافين والمودعين الكبار لأحد فروع بنك إنترا عام 1966، ولم يتعرف المصرفي سيئ الحظ عليه، وبالتالي لم يعامله المعاملة الخاصة التي تليق به. غضب هذا المستثمر السعودي لكرامته. سحب جميع ودائعه، ونخى ابناء جلدته ان يقوموا بالمثل، وسرت الشائعات على ان أكبر بنك لبناني عالمي سينهار. فتدافع الجميع على سحب ودائعهم. كان ذلك بنك إنترا الذي اسسه المصرفي الفلسطيني يوسف بيدس عام 1951، ليصبح بنك لبنان الأول خلال سنوات، ولتبدأ عيون الحُساد تصيبه. المصرف المركزي اللبناني لم يسعف إنترا كما هو مفروض عليه، وتركه يلفض انفاسه، وقد قيل لأن المملكة السعودية ضغطت على لبنان كي ينتقموا من الفلسطيني الناجح، الذي أهان شيخاً سعودياً. وهذا ما أخبرنا به أستاذنا في الجامعة الدكتور فوزي القيسي الذي كان محافظ البنك المركزي العراقي ثُم وزيراً للمالية في تلك السنوات، الذي درسنا مادة "النقود والبنوك". وكان تبريره، لأن بنك أنترا لم يكن في حالة خسارة وإنما كان لديه أزمة سيولة بسبب السحوبات المفتعلة. وهكذا نرى ان مصرف لبنان المركزي ساهم في تحطيم الأقتصاد اللبناني، لأجل عيون أمراء دولة أخرى. وقد قيل ايضاً ان إفلاس بنك انترا عام 1966 كان بداية للتدهور الأقتصادي والسياسي والأمني للبنان، وقد مهد ذلك للحرب الأهلية التي حطمت التلاحم الوطني وروجت للطائفية والمناطقية البغيضة.
واليوم لبنان يسعى بكل جهده كي يرضي السعودية والخليجيين ويتوسل لأرضائهم على حساب كرامة وإستقلال لبنان سياسياً وإقتصادياً، غير عابئاً بالدروس الماضية والمؤآمرات التي حيكت على لبنان وقلبها النابض بيروت كي تنهض بدلاً عنها وعلى رُكامها، مدن لم تكن في الحسبان، مثل المنامة ودبي وأبو ظبي والرياض. الدرس الذي يجب ان تتعلمه كل الشعوب والحكومات، هو ان يكون أقتصادها متكامل وطنياً يعتمد على مقومات داخلية، قبل ان ينفتح عولمياً.
رئيس تحرير موقع أفكار حُرة
www.afkarhurah.com
#بيروت #لبنان #بنك_انترا #فوزي_القيسي #يوسف_بيدس



#محمد_حسين_النجفي (هاشتاغ)       Mohammad_Hussain_Alnajafi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم العالي بين الأمس واليوم: الطالبة (س) نموذجاً
- قوة الأشياء
- مقاطعة الأنتخابات: البديل الأضعف
- نوري باشا السعيد: ملك العراق غير المتوج
- جَلسة عمل ساخنة في الحرم الجامعي
- رمضانيات(3): دروس مبكرة في العطاء
- رمضانيات (2) أموري في الصحن العلوي
- رمضانيات (1): في حضرة الأمام علي (ع)
- رمضانيات(4): النجف الأشرف: نموذج للتعددية والديمقراطية
- الملك فيصل الأول: طموحات، إنجازات وأخفاقات
- ما قبل تأسيس الدولة العراقية
- الأنتخابات الأميريكية بعيون عراقية
- البديل الأنتخابي: تحديد الدوائر الأنتخابية
- سيرة استاذ جامعي في العراق: د مهدي العاني نموذجاً
- امن الموارد المائية: مشكلة عراقية ليست إلا
- لعبة الأستفتاء
- دور الشعائر الحسينية في المجتمع العراقي
- تحرير الموصل ومستقبل الصراعات المسلحة
- احداث الثانوية الشرقية التي سبقت ردة شباط 1963
- مشروع إعادة تشكيل الجيش الوطني العراقي


المزيد.....




- وزير الاقتصاد الإسرائيلي يدعو لمقاطعة شركة شتراوس
- -بلومبرغ-: دبي تفقد جاذبيتها بالنسبة للروس
- الانتخابات المحلية في تركيا.. إسطنبول في قلب المنافسة
- إعلان موعد الربط الكهربائي بين الأردن والعراق
- واشنطن: البنوك الإسرائيلية غير ملزمة بإغلاق حسابات المستوطني ...
- كيف أنهت أسواق النفط تداولات مارس 2024؟
- روسيا تبدأ في إنتاج بطاريات الليثيوم الأيونية للقاطرات الكهر ...
- ايران تؤكد استعدادها لاستضافة المؤتمر الاقتصادي لدول بحر قزو ...
- -أباريق الشاي- و-أسطول الظل-.. كيف تهرب الصين النفط الروسي و ...
- الحذاء الذهبي.. ترتيب هدافي الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد حسين النجفي - بيروت: مازلتِ ألاحلى في عيوننا