أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة الذهبي - حسد / قصة قصيرة














المزيد.....

حسد / قصة قصيرة


امنة الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


كانت بمنتهى الذوق والتناسق ، دارت حول عنقه دورة كاملة.. مرت اصابعه على كل خيط من نسيجها الحريري.. فانسدل طرفاها بزهو يتوسدان صدره . كل صباح يكرر طقسه الخاص معها ، كم احسدها … اقرب من كل الاشياء اليه … اكثرها التصاقا برقبته وصدره ، معها يقضي كل مشاويره ، ساعات وايام يقضيها في البحث عن لون او نوع اخر يضيفه الى مجموعته منها ، لها النهارات … ادري ، اما المساءات فهي لي ، حين يستغني عنها ، اتسلل اليها ، احاول ان اكتشف اسرارها ، آخذها بين يدي ، المسها ، اتمعن فيها .. علها تحدثني عن يومها ، عن الناس الذين التقاهم ، عن النساء ، لكنها بعيدا عنه تبدو شيئا لا قيمة له ، مجرد قطعة قماش لا اكثر ، قطعة قماش مازالت امنيتي باحتلال مكانها تؤرقني.
مالذي سيحدث لو تبادلنا المواقع يوما او بعض يوم .. في الصباح .. استدير مثلما تستدير هي ، وحين تحكم عقدتها احكم عقدتي بحذر اكثر منها ، اطوقه مثلما يحكم طوقه حولي في الغياب والحضور ، مثلما يستلبني حرية الحركة الا الاطراف التي يحرص على امتلاكها الحريه الكاملة بعيداً عنه .. احيانا اشد على العقدة اكثر بقدر غيضي منه كلما اعتنى بها .. اتقمص دورها ، اتدلى على صدره .. لا احد يراه من دوني .. انا .. سر اناقته وجندي ذوقه المجهول .. اريد ان اهمس في اذن كل معجبه ، انا من اختار له ربطات العنق … يا رب .. هل حولني جنوني هذه الليلة الى ربطة عنق حقيقية …؟ عندما يتخلى عني في المساء .. اغفو بين ثنايا خزانة الملابس اقص على الاربطة الاخرى رحلتي معه . من المؤكد انني أفتعل بعض الاقاصيص لاغيضهن .. احكي لهن كم مرة نظر في المرآة الي ، ومسدني بكفه بين ثانية واخرى ، اصحابه في العمل سألوه عني ، تلك الليلة .. لن انام .. ساكون سندريلاه ، لكن مالذي ستفعله تلك الربطة التي ستحتل مكاني في اليوم التالي . هل ستجيد دوري ، هل تحتمل انشغاله عنها ، ربما ستتبخر قبل ان ينتهي يومها . مسكينة ، ربطة العنق .. لن يبالي لامرها .. وسيطلب مني مرافقته لشراء اخرى .. لون اخر .. حجم اخر .. ونسيج اخر يصنع منها العقدة نفسها .. تستدير حول عنقه كل صباح .. كم امقتها .. تلك … ربطة العنق



#امنة_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل العالم الاول _ قصة قصيرة
- هذيان جسر مهدد بالسقوط
- أمراة من رخام_قصة قصيرة
- الخيول تهجر المضمار
- فارس السراب
- دكتاتورية لغة
- الوباء السلطوي و تجاوز ثقافة النخبة
- مرثية لقناة العربية
- صناديق عتيقة / قصة قصيرة
- الظل يحلق ايضا
- مفتاح ا واقفال
- مفاتيح او اقفال
- حملة الشهادات الجامعية في العراق.....يزحمون الشوارع والأسواق
- جسر يحترف الجنون/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة - أمرأة تحت الاحتلال
- احدهم يزرع الحياة
- قراءة شخصية في مسار مسارات
- مسارات سلوم
- الغزاة
- سمفونية البقاء


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة الذهبي - حسد / قصة قصيرة