أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة الذهبي - جسر يحترف الجنون/ قصة قصيرة














المزيد.....

جسر يحترف الجنون/ قصة قصيرة


امنة الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 1448 - 2006 / 2 / 1 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


أخيراً انتفض الجسر الحديدي .وسار نحو باقي الجسور تاركاً والعالم خلفه يتخبط بين ضفتين ، دهور تدوسه الاقدام دون ان يحاول احد الانتباه الى نشيج روحه المتقطع ، ان يسمع شكواه . حشود تتقاطع اقدامها يومياً في عبور الضفتين ، لم تكلف نفسها الاستئذان منه ، ربما انا وحدي كلما هممت بالانتقال من ضفة الى اخرى اجتاحني ذلك الاحساس ! ما فرق قدمي عن اقدام باقي العابرين ..فوقي حتى دون ان اقصد كانت اقدامي تطأ الاسفلت بهدوء كمن يدوس على زجاج ، ألأني اشترك مع الجسور بصفات عدة ،منها اننا وسائل مفضلة لعبور الاخرين فوقنا و ايضاً بصفة اخرى لايشابهنا فيها احد ..هي فن الصمت الذي اجدناه معاً ومعاً لا تفكر بنا الاقدام ،أ نعشقها ام لا ؟وكلانا يربط ضفتين غرقت فيها مراكب ومراكب هذه الليلة ومن دون اتفاق كلانا قرر ان ينتفض .
القمر استدار واقمار اخر في الطريق استدارت .. لكن القمر دخل في خسوف كامل ..اه . ذلك المكتمل ربما فعلها تضامناً معنا ..انا والجسر ومن يدري ربما شمس الغد لن تشرق هي الاخرى / وحده .. النهر واضب على سيره وكأن الامر لا يعنيه على الاطلاق .
هجرة الجسر الحديدي ،اسعدت النوارس فقد وجدت في الدعائم عرشاً لها دون ان تعير سيري اهتماماً ..
اصبحت المسافة بين الجسر الحديدي والجسر المقيم في الجنوب منه قريبة ،مالذي سيحدث ياترى عندما يجد العابرون جسرين قريبين من بعضهما ،هل يظنون ان العشق هو الذي قرب المسافات ؟؟
ماذا يريد هذا الجسر الحديدي بهجرته .. جسر لو لم يعشق السائرين فوقه لماذا قبل ان يكون جسرا ،ماذا اريد انا ..لو لم اعشق اولئك العابرين عى اضلاعي لما قبلت ان اكون جسراً لهم ايضا .
عند اخر نقطة التقاء بدا الجسر متعباً ،ارهقه المسير الذي لم يعتد عليه ،فيما بدوت انا خفيفة ونفسي اكثر راحة عند نقطة اللاشيء ..قد يغرق من يحاول العبور على الجسر الان ،كل الوجوه التي تحيط بي لم ارها من قبل تماماً مثل الاقدام التي تعبر الجسر ..انها النهاية والبداية معاً . منتهى قلقي ان تعيد الوجوه الجديدة سيرة الاقدام القديمة بالعبور فوقي !! هل استطيع ان اعيد تكوين روحي ؟ان اعبر فوق الجميع !!؟والجسر ذلك المرهق، العجوز، القديم ..مالذي سيفعله ؟اطرافه تبدو اكثر قوة ، لان هنالك ارض تسندها ،لكن لو غيرت موقعها مع اواسط الجسر هل ستبقى قوية ؟وكم ستحتمل ممن سيعبرون هل تقدر على مغادرة البر الذي ادمنته ،هل تحسد فضاءات الجسر اطرافه وتظنها اكثر سعادة ،هل دعائم الجسر اكثر فرحاً لانها مازالت تعانق الماء لايهمها ان كان ماتحمله نوارس ام حديد مغطى بالاسفلت .
الان القمر عاد الى كبد السماء بضياء انتصاره يحتفل على الخسوف.. تاركاً للنهر ان يعكس صورته على امواج هادئة ،اما جسري المجنون …فقد تأكلاه الحيرة هل يعود ..ام لا؟! كنت حينها قررت اللاعودة مهما كان قرار الجسر فقد كنت بلا دعائم معي منذ البداية .



#امنة_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة - أمرأة تحت الاحتلال
- احدهم يزرع الحياة
- قراءة شخصية في مسار مسارات
- مسارات سلوم
- الغزاة
- سمفونية البقاء
- الثقافة بين التغيير والتجديد
- أدب المحنة/ اختبار حقيقي لثقافة الشعوب
- الكراسي احجام
- قصة قصيرة / قدح ومطر اخر الليل
- قصة قصيرة


المزيد.....




- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة الذهبي - جسر يحترف الجنون/ قصة قصيرة