أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة الذهبي - قصة قصيرة














المزيد.....

قصة قصيرة


امنة الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 07:36
المحور: الادب والفن
    


انا قلم الرصاص
قد تمنح المبراة قلم الرصاص قدرة الكتابة ، لكن ايهما الاسعد بالاخر ، قلم الرصاص المقاوم ام المبراة التي تاكله شيئا فشيئا ؟
كل الوثائق المهمة توقع بقلم الحبر ، رؤساء الجمهوريات ، المقاولون ، مدعو الثراء ، جميعهم يفضلون اقلام الحبر .. والمسكين قلم الرصاص لا يعرف الا انامل الاطفال الرقيقة ولا يستخدم الا للاشياء البسيطة ،كأنه يشبهني، مثلي تماما …
. هل فكر احد يوما باحزان قلم الرصاص ؟ كابتة التي لا تشابهها اية كآية في الدنيا ، فهو المسالم ، الخجول ، المرتبط بالبراءة والخجل ، يرتبط اسمه ، دون ان يستشيره احد . بالرصاص .. لوانه الان يعرف من اطلق عليه هذه التسمية ، لفعل به ما تفعله المبراة بالاقلام ، لكن قدرة ان يحمل هذه الصفة الكريهة ، الرصاص ، يالها من مفردة ، كم يحمد الله ان قاموس الطفولة خال منها…!
كلما رأيته مستلق على المنضدة مع العشرات من اقلام الحبر شعرت بغربته وسط اولئك المهرجين ، اراقبه عندما يرتمي في احظان الورقة ، ينام بين طياتها ، وفي لحظات الامان تلك تنتابه الهواجس والاسئله : لماذا يمحى بسهولة ويباع بثمن بخس ؟ من جعل اقلام الحبر رمزا للشرف ودليلا للذوق الرفيع ؟هل سمعنا يوما ان قرار اعدام او معاهدة جائرة وقعت بالقلم الرصاص ؟ على الاطلاق لا … ولكن هل شعرت اقلام الحبر بالخجل ـولو مرةـ من وظيفتها تلك … الا يحق له( هو وحده )ان يفاخر ببراءته الا من عشقه المجنون للورقة.. هذه المغناجة الملساء هل تميز من يحبها اكثر ؟ أي نوع من الاقلام يغازل اسطرها ؟ هل تعرف ان الرصاص المخزون في المسدس والبندقية غير تلك المحبة التي يلوب بها هو ؟ ربما لا يهم الورقة ذلك .. فمالذي يجبره اذن على الاستمرار بمهماته الكتابيه ، ماذا لو ان اللعوب هجرته الى قلم حبر مذهب ؟ هل يعلن الاضراب ؟ وعن ماذا ولا وجود لحياته من دون الكتابة؟ من دون الورقة كم بكى في الليل ، كم اشتكى ، كم انتزع ممحاته المغروسة في راسه ورماها على الارض وبقي منتظرا اصابع تحتضنه دون ان يبالي ماذا ستملي عليه ان يكتب ،
و لكن ما ذنب الممحاة المسكينة ، التي تكره اقلام الحبر ولا تتعامل معها ايضا ، لانها تنظر اليها ، بازدراء وتعشق القلم الرصاص لانه يجعلها على راسه، هل يفعل العشق كل ذلك ، من اصاب الاخر بعدوى العشق ، انا ام قلم الرصاص … هل له احاسيس كاحاسيسي واشواقي .. ومن سينصفنا … انا من الزمن وهو من المبراة التي يعانقها منتشيا راقصا منتميا لامنياتها بان يدخل قلم الحبر بين شقيها ولو للحظه ..لحظتها … من يعيد الحياة لقلم جف الحبر فيه .. وكانت نهايته سلة المهملات00 الذي كان منظره يوحي بالترف والقوة في الصنعة لكنه لم يحتمل شفرة المبراة التي تمر على قلم الرصاص عشرات المرات حتى انفاسه الاخيرة وهو يكتب مثل أي مقاتل عنيد … لا لا لا .. القتال يؤكد الصفة الملصقة به لذلك لا يريد ان نصفه بها … انا وقلم الرصاص ، نحمل صفات مشتركة ، كلانا لا يتحاج لكي يبدع الا لمبراة .. مبراة تبدو لا قيمة لها بعيدا عنا … لكننا بدونها لا نستمر بالحياة .. اينا اسعد .. انا ومبراتي الغامضة .. ام قلم الرصاص ومبراته التي لاتعرف سعادتها سوى الورقة00 ورقة ربما يجعلها قلم الحبر ورقة مهمة او يجعلها قلم رصاص اول خطوة في درب (النار والنور).....ام مبراتي التي تحفر خندقا على خدي تسير فيه انهار الدمع ... ام انا … انا … انا التي تفكر بهموم قلم رصاص ما زال مستلق على المنضدة مع اقلام حبرمذهبة .



#امنة_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة الذهبي - قصة قصيرة