أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح هرمز الشاني - قراءة تأويلية في رواية (جروح غوتنبرغ الرقيقة) للروائي وليد هرمز















المزيد.....



قراءة تأويلية في رواية (جروح غوتنبرغ الرقيقة) للروائي وليد هرمز


صباح هرمز الشاني

الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 13:18
المحور: الادب والفن
    


لا أعرف مدى مصداقية، تعّرض الكاتب الروائي، أي كاتب كان لسيرة حياته ، بوصفها أقرب تجربة له، في خضم محاولته الأولى للكتابة في هذا الجنس الأدبي، إلآ أن الذي أعرفه وبالدليل القاطع، من خلال تعرضنا لهذه الرواية التي نحن بصددها لمؤلفها الشاعر والروائي (وليد هرمز) الساعي الى تصديه للهجرة التي أضطرته الى مغادرة موطنه، كلاجيء مضطهد، قاصدا مدينة (يوتوبوري) الواقعة غرب السويد، عدم خلو هذا التوجه من مصداقية.
ولكن هذا لا يعني أنه قد حوّل روايته الى سيرة ذاتية، أو أن يتم تفسير عملية السرد الذاتي لهذه الرواية التي تعول على ضمير المتكلم (أنا) على هذا النحو. لسبب بسيط وواضح جدا، وهو وإن كان (المؤلف هو الشخصية المحورية للرواية)، أي أن صوته هو الأكثر وضوحا عن بقية (أصوات شخصيات الرواية)، أو هكذا يبدو، بحكم سرده للأحداث، والتعليق عليها أحيانا، مثل شخصية: (سرباز ومحيسن وسارا وأليسا)، غير أن صوت كل شخصية من هذه الشخصيات لايقل أهمية وتأثيرا عن صوته، لا بل أحيانا تفوق نبرة أصواتها على صوته. وبهذا المعنى، فإن الرواية تخلو من البطل الفردي، وتعتمد على البطل الجماعي، فالكل أبطال فيها. وهي بذلك تتخذ من منحى تقنية (تعدد الأصوات) البوليفوني، نهجا لها.
ويشي تعزيز الرواية بهذا المنحى، (البوليفوني) الى أن المؤلف، يكتب رواية فنية، تتوافر فيها كل الشروط والمقومات الناجحة للرواية، ولعل لجوءه الى توظيف تقنات السرد الحديثة، كالتمويه والمقارنة والغموض والتواتر والحوار الداخلي والمونتاج القاطع، تؤكد على أنها، تسير على هذا النهج. لذا سنحاول التعرض الى بناء الجانب الفني فيها فقط، إنطلاقا من أن الرواية الحديثة ينبغي أن تعول على التقنية.
لعبة التمويه:
عمد المؤلف الراوي الى تمويه إحدى شخصيات الرواية التي هي (أليسيا)، بعكس ما هو معروف عنه، عن (الروائيين)، إذ غالبا ما يقوم الراوي بتمويه المتلقي، عبر إنابة السارد الضمني بسرد الأحداث بدلا منه، إلآ أن مؤلف هذه الرواية بالإعلان عن هويته، في كونها (هرمس)، بينما هي في الحقيقة (هرمز) بقلب الحرف الأخير من الزاء الى السين، إنما يلغي دور السارد الضمني في سرد أحداث الرواية، ليحل هو محله، ويقوم بدور الراوي.
ولم يأت هذا التمويه إعتباطا، وإنما مقرونا بمسوغات، ولعل أبرزها، فسح المجال لأليسيا المشطورة الى نصفين، نصفها ضائع في مدينة الثلج، ونصفها الآخر غارق في بحر الأغريق، أن تسرد لهرمس حكاية إنتحار عشيقها على ضفاف إحد السواحل اليونانية، أثر ممارسته لعملية الجنس معها. جاء هذا التمويه كذلك لعدم معرفتها أو جهلها بوجود أرض مرسومة على خارطة العالم والتي هي العراق بأسم (ميزوبوتاميا) أيضا. ولربما لأول مرة تتناهى هذه المفردة الى سمعها. ولعل قول الراوي: (قد تصدم ربما إن أخبرتها عن أصل منبتي.)، أثبت دليل على ذلك. وبالعكس ليس في عدم إطلاعها على حضارة وتأريخ بلاد الأغريق فقط، بل لها ذكريات حزينة ومفرحة فيها. وبعبارة أوضح، أن أليسا ربطت أسم الراوي الذي هو هرمس ببلاد الأغريق، بإعتباره الوسيط الذي ينقل رسائل (زيوس) الذي هو كبير الآلهة الى البشر، بحيث يقيم جسرا للتفاهم بينهما.
كما أنه خلافا لمعظم الروايات البوليفونية التي تلجأ الى تكريس فصل خاص لكل شخصية، بهدف إتاحة فرص أعم وأوسع لها للتعبير عن آرائها من خلال سرد أحداث الرواية، كما في روايات جبرا إبراهيم جبرا مثلا، فقد عمد الى تكوين علاقات صداقة مع شخصيات الرواية، وهذه الطريقة أصعب من تكريس فصل خاص لكل شخصية، ذلك لتداخل أصواتها مع صوت المؤلف الراوي، وهيمنة صوته على أصواتهم، وبالتالي غياب قسط لا بأس به منها. ولكن هذه الطريقة بالمقابل تصب لصالح هذه الشخصيات، لأنها تفسح المجال للراواي الحديث عنها، ومثل هذا المنحى، يضيف الى شخصيتها أبعادا أخرى، ضمن الأبعاد التي ولّدتها عبر سير الأحداث، من خلال التعبير عن صوتها، وإبداء رأيها. ذلك أن سرد الراوي عن شخصية ما في الرواية، له وقع وتأثير أعمق من سرد الشخصية عن ذاتها.
المقارنة
تتمحور ثيمة الرواية إذن حول الهجرة، هجرة المضطهدين في بلدانهم والمعارضين للنظام الدكتاتوري الى دول الأسكندناف المعاضدة لشعوب دول العالم الثالث التي تسعى الى العيش بحرية وكرامة، وبمنآى عن عبودية الفرد، شأنها شأن رواية (حارس في حقل الشوفان) لسالينجر التي تعالج قضايا معقدة مثل الهوية والإنتماء والخسارة والعلاقات والعزلة، بدليل أن هذه الرواية لا تفارق يدي الراوي الى النهاية، لأنها تتصدى لقسط من حياته في المنفى، وتتكرر ملازمته لها على إمتداد الرواية لأكثر من ثلاث مرات.
تسلط رواية (جروح غوتنبرغ الجريحة) الضوء على حياة أربع من شخصياتها الفارين من ظلم وجور حكامها، وتقارن بين الحياة التي عاشتها في بلادها، والحياة التي تعيشها حاليا في السويد، أثر حصولها على الإقامة والسكن. ثلاث من هذه الشخصيات من العراق، وهي الراوي، وسرباز، ومحيسن، وواحدة من دول الشام أسمها (سارا). علاوة على حياة أليسيا السويدية السكيرة والروائية.
تقع الرواية في (305) صفحات من الحجم المتوسط، موزعة على عشرة فصول. يبدأ كل فصل بعنوان، الفصل الأول بعنوان (مهاترات تحت مظلة)، والفصل العاشر وهو الأخير بعنوان (أليسيا في حانة دبلن). لتبدأ وتنتهي الرواية بهذه الشخصية الغريبة الروائية الدائمة السكر.
تشرع الرواية، وقد مضت عدة شهور على وصول الراوي الى مدينة يوتوبوري، وهو في زيارة برفقة زملائه المهاجرين لتمثال (غوستاف أدولف الثاني)، مع معلمته السويدية (ساندرا) لتتحدث لهم عن مؤسس هذه المدينة.
وإبتداء من الأسطر الأربعة الأولى للرواية، يكشف الراوي، وهو يسلط الضوء على مظهر لباس ساندرا الخارجي البسيط، وعدم إستخدامها للمساحيق، عن احد المناحي التقنية الذي ينتهجه في الرواية ويسير عليه، ضمن مجموعة من التقنيات، وهو تقنية المقارنة، وذلك بالتركيز على الأشياء الصغيرة، أو السطحية التي قد لا تثير الإنتباه، كالمقارنة بين المظهر الخارجي لنساء الغرب والمظهر الخارجي لنساء الشرق: (لا تفاصيل أنثوية مغرية لساندرا، المعلمة الشقراء، على مظهر لباسها الخارجي، كما عند نساء الشرق اللائي يبرقن في كل مناسبة ومكان.).
يكشف عن هذه التقنية بصورة تدريجية، بادئا من الهوامش، صعودا نحو الأشياء الكبيرة التي تلفت النظر، كمشاركة إمرأة لا تعرفها مع مظلتك التي تقيك من بلل المطر، كما شاركت أليسيا الراوي مظلته. أي أن هذه التقنية، تقنية المقارنة تتدرج صعودا، إذ كلما تقدمت أحداث الرواية الى أمام، أزدادت حدة هذا الصعود، وصولا الى الصراع بين الشرق والغرب، بهدف سطوة الأول على الثاني. التخلف على التحضر.
الرمز:
مثلما تتمظهر الأشياء الصغيرة في بداية الرواية، فالأشياء الكبيرة تتمظهر في مطلعها كذلك، ولكن ليس بشكل مباشر، وإنما عن طريق الرمز. وإذا كانت الأشياء الصغيرة تتمثل بالمقارنة بين المظهر الخارجي لنساء الشرق والغرب، فإن الأشياء الكبيرة تتمثل بالمقارنة بين ملوك الغرب وحكام الشرق. بين الملك غوستاف والحاكم صدام، الأول من خلال تأسيس مدينة يوتوبوري التي تعشقها أليسيا، والديمقراطية التي تتحلى بها، هذه الديمقراطية التي بلغت حدا يسمح لأليسيا أن تضرط على قاعدة تمثالها. والثاني عبر تدمير مدينة بغداد التي يعشقها العراقيون، والدكتاتورية التي يتحلى بها صدام، هذه الدكتاتورية التي بلغت حدا: (وحتى من دون أن يقول فهو ليس بحاجة أن يقول، هو ينظر فقط، كأنه يقول: عليكم أن تتعودوا عليّ، أن تتقبلوني كما أنا، إمّا أن تتعودوا أو تموتوا.).
ترتبط مفردة الدودة بصدام، لما تتصف به هذه الحشرة بميزة الزحف من جهة، وميزة القرف من جهة أخرى. الزحف بمعناه العسكرتاري، والقرف بأبعاده التدميرية. إذ تتكرر هذه المفردة عشرات المرات في الرواية، في إشارة واضحة الى الدكتاتور العراقي صدام الذي جاء الى يوتوبوري مطالبا غوستاف أن يحل محله. بمسوغ الدفاع عن المهاجرين، ومقايضة نظامه بعلب كبريت مقابل الناس. مع أن هؤلاء الناس (المهاجرين)، ألتجأوا الى السويد هربا من بطشه وطغيانه. لذا فإن هذه الحشرة تتردد على لسان معظم شخصيات الرواية، وتعيش معها، وتلاحقها حتى في منفاها، لتكدر صفو حياتها، وتهدد أمن ممالك الغرب. وها هو صدام يطلب من ملك السويد أن يدلّه على المكان الذي يسكن فيه الراوي، لأنه يرغب بزيارته. بالأحرى ليعتقله، ويعود به الى بغداد، حيث تنتظره المشنقة.
وفي صدارة شخصيات الرواية التي تشعر بزحف صدام الى يوتوبوري، هي أليسيا، ربما لوقوعها تحت تأثير السكر، أو ربما لكونها روائية، لذا فإن حدسها أكثر رفاهة من حدس الإنسان الأعتيادي، بدليل أنها عندما تهرس الدودة، يسألها الراوي: (ما الذي هرسته بكعب حذائك يا أليسيا بهذا العنفوان المرتعش.) 20ص. وللتأكيد على أن الدودة وصدام صنوان، أو أن الدودة ترمز لصدام، جاءت العبارة التالية في الصفحة (47): (مسالك جبروت صدام تزحف ببطء الى حيث أقف عند المدخل المسقف لبناية مجلس المدينة الواقع خلف النصب. .). فتقفز أليسيا من مكانها فجأة، وتهرس بكعبها حجرا أسود مربعا، وهي تصرخ: (موتي موتي يا لعينة. الدود الأصفر مقزز. أنا أتشاءم من الزواحف. وتتكرر مفردة (الزواحف) مرتين.
إن طيور الشيطان التي تشير اليها أليسيا، والمستريحة خلف البازار، توحي الى جنود صدام، بدليل أن الراوي لم يفهم قصدها الغامض الى هذه العبارة. ذلك أنها خوفا من أن تشمم هذه الطيور للرائحة التي قد تنبعث من كحول قنينتها، بادرت الى إخفائها.
الغموض
إن نزوع الراوي الى الغموض في عملية تقديم المعلومة الى المتلقي، بحاجة الى الإلمام بتقنات السرد التي تثير مجموعة من الأسئلة ببناء الشخصيات ولغة السرد ولعبة التمويه وتبنيها لمنحى الميتاسردي ومظهر البوليفونية، وتتصدى لمختلف الأنماط السردية المعروفة في الرواية الحديثة.
أعتقد، لا بل أجزم، أن ما من تقنة من هذه التقنات، تخلو منها هذه الرواية، وعلى نحو خاص، لعبة التمويه المقرونة بالغموض في زحف الدودة، وتشمم طيور الشيطان لرائحة الكحول. فإذا كان قد وظف كعب أليسيا في المرة الاولى لتوطين نزعة الغموض، تشبيها بالغموض القائم في توجيه (باتريس) بسهامه نحو كعب (أخيل)، فإنه في الثانية، يوظف أصدقاء أليسيا، خشية مشاركتهم لها في هذا السم، وهي تقول: (شلة من الكحوليين يشاركونني هذا السم.).
لو تابعنا قراءة الجمل التي جاءت في الصفحة (19)، بتأن وروية، سنكتشف الطريقة التي يلجأ اليها الراوي في عملية التمويه على المتلقي، بهدف عدم اللجوء الى المباشرة، وتوطين تقنية الغموض.
أثر إشارة أليسيا الى النوارس الشرسة بزعيقها التي ستحوم حولهما، تنظر مباشرة نظرة رقيقة الى الراوي لتقول له: (ما أحلاك).
وعقب هذه العبارة تقفز فجأة لتهرس بكعب حذائها الدودة الصفراء.
يوحي الغموض الأول الى الخوف من المجهول، أو القادم من خلف البازار الكبير المغلق المسقف، وتوحي العبارة الثانية التي أتسمت بالمباشرة الى دعوة السارد الى ممارسة العملية الجنسية معها. ولكن بوثوبها المباغت لهرس الدودة، وهي بين الخوف والسعادة، الخوف من صدام، والسعادة بعلاقتها مع الراوي، إنما ترآى لها، إن شئنا التأويل، زحف صدام الى مدينة يوتوبوري، وهي بهذا تضحك بجنون، ظنا منها أنها قد قتلته، عبر دهسها للدودة، أو ربما لأن الدودة = زحف صدام، لم يسمح لها أن تكمل سعادتها، لذلك فقد جاء رد فعلها بقوة وبصورة غير طبيعية.
الراوي: (أغمضت عيني قليلا. هززت رأسي ببطء يمينا وشمالا أسترجع حركة كعب أليسيا وكلماتها التي نزفتها من فمها كأنها تتقيأ دودة صفراء كتلك التي تقيأتها أذنا صدام في ساحة أدولف أمس.).
أما الغموض الثاني المتمثل بطيور الشيطان بوصفها شلة من أصدقائها السكارى، هو الآخر لعبة تمويهية كالغموض الأول، القصد منه زحف جنود صدام السكارى الى مدينة يوتوبوري، بإعتبارهم نوارس شرسة، تتعطش لسفك الأرواح، وسلب ونهب ثروات البلد، مذكرة إيانا هذه الطيور، بزحف صدام الى المدن المجاورة للعراق، كإيران والكويت.
إذا كانت الديدان في بداية الرواية قد ظهرت لأليسيا، لتكدر عليها اللحظات السعيدة التي كانت فيها مع الراوي، فإنها ظهرت للراوي بعد خمسين صفحة من ظهورها لأليسيا ص71، لتكدر صفو اللحظات التي يقضيها في حوض الحمام المملوء بالماء الدافيء. كما لو كان الراوي يريد أن يقول للشعب العراقي: ما دام صدام في الحكم، فلن تجدوا الراحة. في إشارة واضحة الى غزوه لدولة الكويت، عقب منحه للشعب العراقي فرصة إستعادة أنفاسه لمدة عامين فقط، أثر خروجه المزعوم منتصرا على إيران بعد أن باع نصف شط العرب لها، وجزرا كثيرة أخرى: (صحوت بعد خدر مشتهى في بطن حوض الماء . فتحت عيني. توقف الماء. عواء يشبه زعيق جرذان محشورة في مصيدة. نظرت الى قرص الرشاش، أفزعت. ديدان تتدلى من فتحات الرشاش. .).
إن الراوي لا يلجأ الى الغموض إقتداء بالروايات التي يكتنفها الغموض، كروايات جيمس جويس ووليم فوكنر ومارسيل بروست وأمبرتو إيكو، وإنما لضخ روايته بالدلالات التي يفرزها الغموض الأول والغموض الثاني، الأول من خلال تحول أصدقاء أليسيا السكارى الى النوارس الشرسة، والثاني عبر، تحول الخمر رمزا للوطن. وأليسيا تخاطب الراوي بهذه العبارة: (الخمرة مقدسة لأننا نحن نستديمها الى عقر مزاجنا هي لا تأتي لوحدها.).ص31
إن نعت أليسيا لقنينة الكحول بالمقدسة، وإخفائها، إنما إستعارة لإخفاء الوطن، خشية تدنيسه من قبل الوحوش الكاسرة، ولعل تأكيدها على أن الكحول إستعارة، أثبت دليل على ذلك، وهذه الدلالة، تثبت إستعارتها أكثر، عندما تعزز أليسيا العبارة الأولى، بعبارة أخرى وهي عبارة: ( حرية مستعارة)، أي أنها تشرب الكحول لتتحرر من خوفها وتدافع عن الوطن، وهي تقول: ( لا يقمع الخوف إلآ الثمالة. عندها لا يعنيك الآخر مهما فعلت. المهم أن تقمع خوفك بفعل الخمرة. الصحو رذيلة، والثمالة حرية.).ص29
وفي مكان آخر تقول: (عندما لم أحتس الخمرة أختنق) = وتقصد الحرية. رئتي الاولى الحقيقية تستتنشق هواء ملوثا بنفثه البشر في وجهي كل يوم.) ص.30 وفي الصفحة (31): (عندما أثمل أحس أني قد أغتسلت وتطهرت من خدعة الوجود.). وفي الصفحة (32): ( إن أهنت الخمرة فستمرغ مزاجك بوحل الشياطين.)، في إشارة الى الإعتدال في شربها، ذلك أن الإفراط سيحد من مقاومة الشياطين.
إذا كان صراع الشرق مع الغرب، صراعا حادا وشرسا، متمثلا بصدام، فإن الخيال الرومانسي الذي يتمتع به شخصية (ريباز) الفدائي، بالتنقيب عن مواقع جبل (سكانديرنا) في السويد، بحثا عن عظام أسلافه الكرد النائمة بين شقوق هذا الجبل، والعيش في مدينة قريبة اليه، لأنه أعتاد أن يعيش في المناطق الباردة، لا يرتقي الى مستوى الصراع، بقدر ما هو الحنين الى الوطن الأم، ذلك أن هذه المدينة القريبة من هذا الجبل ستمنحه حرية إرتداء الملابس الكردية التي تتماهى مع الجبال، كما أن خطيبته (كلاويز) قد أشترطت على لحاقها به أن يكون بيتهما عند سفح جبل.
ريباز: (سأنقل خبرة أبي في زراعة التبغ تحت سفوح جبل قنديل الى سفوح جبال الفايكينغ. . سأزاوج بين فصيلة من أصل الشرق الكردي وآخر من فصيلة تبغ الأسكندناف، وعندما تفقس الفصيلتان تبغا لم ينتجه أي مخلوق غيري، عندها سأرفع علما جديدا شعاره ورقة من تبغي الكردي.).
يسعى الراوي الى إشاعة تقنية الغموض في أكثر من مكان في الرواية، ذلك لأن التجربة الصعبة التي تمر بها شخصيات روايته هي التي تفرض عليه أن ينحو هذا المنحى. والغموض في مختلف الفنون الأدبية، إذا ما وظف بشكل صائب وسليم، يؤدي الى إستعارة دلالات متعددة، وصور شعرية مكثفة. وأعتقد هذا ما يروم الراوي بلوغه بإختياره سبيل الغموض في تصوير أحداث الرواية، ورسم معالم وأبعاد شخصياتها، إتساقا مع تعقيدات الأول، وغرائبية الثاني.
الدلالات والصور الشعرية:
يستوحي الراوي الدلالات والصور الشعرية التي تفيض بها الرواية، بالتعويل على قدرته في وصف الأحداث والشخصيات، والتحكم بمفردات اللغة الثرية التي يمتلكها، وصياغتها بأسلوب فني متماسك، بحيث تشد إنتباه المتلقي اليها، وتضطره لأن يواكب بشغف، لما يسفر عن هذا الوصف الذي لا يخلو من التهويل الأقرب الى شق الأنفاس. وسأضرب بنموذجين فقط، في ماهية توظيفه لهذه الدلالات والصور الشعرية:
1-(لا لم يكن محيسن يبكي، كان ينشج. نشجه يعلو فيقضم شهيقه المشروخ زفيرا بشفرات الحرقة. كان منكسرا مكلوما يقلب سرا مدفونا في جحيم قلبه المنفطر ألما. أهتز مرتجفا كسعفات النخلة الوحيدة في بيتهم الطيني المتواضع في حي خمسميل).
2- (أفزعتني أليسيا. دوختني. شلت تركيزي. احسست أن يدي تسحلان من على كتفي. أنزلقت المظلة الممتدة بجانبي. ركبتاي أصطكتا. لا يمكنني الوقوف على قدمي . حاولت أن أقف محاولا إمتحان توازني الجسدي، لكني أرتعبت. شعرت كأني أنا الذي أحتسيت قنينة الفودكا التي مع أليسيا.).
تكاد معظم شخصيات الرواية، للتجربة الصعبة التي عاشتها، أن تقترن حياتها بالغموض، إبتداء من أليسيا، مرورا بالراوي، وإنتهاء بسارا وسرباز ومحيسن. وإذا كان الغموض الذي واجه شخصيتي أليسيا والراوي، قد أقترن بحشرة الدودة، فإن الغموض الذي واجه شخصية سارا، يقترن بالصليب المقلوب، والخرقة التي تغطي جسد المسيح، مفضيا الأول الى دلالة التضحية، وذلك من خلال تصميم الصليب بصورة غريبة، وغير مألوفة، والثاني الى الغواية، عبر التفاحة المقضومة في أسفل الصليب، وغسل الخرقة، وتعرية جسد المسيح.
يذكرني الغموض الكامن في شخصية المسيح التي تجتمع فيها صفتان تناقض أحداهما الأخرى، وهما التضحية والغواية. يذكرني بروايتين، وهما رواية (الوسوسة الأخيرة للمسيح) لكازانزاكي، ورواية (عزازيل ) ليوسف زيدان، وعلى نحو خاص بالرواية الأخيرة، في معالجة ثيمة كل من رواية عزازيل، والرواية التي نحن بصددها، وهي الإغواء ومدى إمكانية القديسين من أمثال المسيح في مواجهة هذه المسألة، في الوقت الذي هم فيه قادرون على تحمل أصعب أنواع التعذيب الذي هو الصلب.
إذا كان كازانزاكي يعتقد أن بمقدور القديسين قهر الغواية، فإن يوسف زيدان يرى العكس من ذلك تماما، وهو بذلك ينحو المنحى ذاته الذي أتبعه مؤلف هذه الرواية، ولعل إستسلام بطله (هيبا) في أول تجربة له مع (أوكتافيا) وقهر عزيمته في العهد الذي قطعه على نفسه، أدل نموذج على ذلك: (أندفع غارقة بالماء بكلتا يدي، بنشاط يأخذني هياجه تقلبا على ظهري تارة وعلى بطني تارة أخرى، بأرتياح كما يشاء هو، بإشارات مائية حضا وتبشيرا بفوائد الماء، مستسلمة بعفوية لمتطلبات الرغبة. أذوب فيغمى عليّ، أستفيق على صرير البلوغ متمددة بكامل عري على عتبة المرتجى.) ص233.
وللتأكيد أكثر على هذا التناقض تقول سارا في الصفحة 232: (ليسوع طبيعتان: إلهية وإنسانية. حين يتجلى إنسانا فهو مثلنا بحاجة الى عناية. وهذا أعده حبا لا أثم فيه.).
مثلما يلجأ الراوي الى إستخدام نزعة التناقض، لتفضي الى الغموض، كذلك يعمد الى تقنية المقارنة، مركزا على الأشياء التي تتمظهر فيها الفوارق بين الشرق والغرب، كأجرائه وجه المقارنة بين حكم غوستاف السويد الذي دام إحدى وعشرين سنة، حيث حقق خلال هذه الفترة منجزات كبيرة، حتى مقتله في معركة لوتزن مع الألمان. بينما جاء صدام وبكل صلافة الى مدينة يوتوبوري، بحثا عن معارضيه، ويطالب ملكها بأن يتنازل له عن حكمه، مع أنه قد خرج مهزوما في كل المعارك التي خاضها مع الدول المجاورة له، وجّوع شعبه، وضحى بشباب العراق قربانا لعجرفته.
وتمتد هذه المقارنة بين الشرق والغرب حتى على الأشياء الصغيرة، كالقبلة مثلا. ذلك أن الراوي كان الشخص الوحيد من بين الجالسين في مطعم محطة القطار، قد انشغل بمشهد القبلة التي دارت بين شاب وشابة، هذا المشهد الذي من غير الممكن، بل المستحيل أن يحدث في العراق، أو كما يقول الراوي: (في بلد محافظ على العادات والتقاليد كالعراق. مجرد تشابك بين يدين، هناك بين حبيبين في مكان عام ، يعد تخطيا لا تبرير له للآداب العامة،. .).
أو كما يقول في مكان آخر: (الحرام حيرة الجميع لكن في الباطن لا يخشاه الجميع، أما الحلال فطهارة الجميع أمام الجميع.).
وتنسحب وجه المقارنة هذه الى إجرائها بين تقاليد الزواج المتبعة في السويد والعراق، تحديدا في أقليم كردستان، وذلك من خلال عدم سماح القانون السويدي الزواج بالقاصرات، وبالمقابل مرور هذا القانون في كردستان مرور الكرام، أي عدم المعارضة عليه من قبل الجهات المختصة بعقود الزواج.
ولأن كلاويز خطيبة ريباز، وزوجته في المستقبل، في الخامسة عشر عاما، لا يسمح لهما القانون السويدي بالزواج، وأن التقاليد التي تربى عليها ريباز لا يمكن أن يتخلى عنها بسهولة، فهو يستميت بالدفاع عن التقاليد التي ورثها عن آبائه وأجداده، بمسوغ : (أن النساء يشخن قبل الرجال، لذا يجب أن لا يقل عمر الزوجة عن خمس عشرة عاما من عمر زوجها.). ص 165 ويدور نقاش طويل بين الراوي وريباز حول هذا الموضوع، الى أن بدأ الأول يحس بأن قناعة ريباز تتسرب اليه، لذا راح يتسائل: (حقا، ما الضير إن تزوج من فتاة لم تبلغ سن الرشد حسب معايير مزاجية، أو شرعية؟
لا يكتفي المؤلف في إشاعة تقنية المقارنة في روايته هذه بين ملك السويد وصدام، وبين حلال القبلة أمام الناس في السويد، وتحريمها في العراق، وبين معارضة القانون السويدي على زواج القاصرين، وبالعكس الإنفتاح عليه في العراق، وإنما أمتدت هذه المقارنة الى إجرائها بين حرص القانون السويدي على حياة الطيور خاصة، وكل الحيوانات عموما، والقضاء عليها بوحشية ودم بارد من قبل العراقيين.
تتمثل هذه الوحشية في شخصية ريباز، عندما يقترح بإعدام النوارس، للتخلص من ذروقها المتعفنة على جسد تمثال الملك. مع أن ريباز يتمتع بشخصية مرهفة وحساسة، وهو يغازل خطيبته، ويحلم بجبال كردستان. وهنا يظهر التناقض في شخصيته، فهو من جهة رومانسي لأقصى الدرجات، ومن جهة أخرى لا يخلو من القساوة. والنزعة الأخيرة، ربما واتته بفعل الحياة القاسية التي عاشها في، كردستان، تحديدا في جبالها، سواء كان مناضلا بين صفوف قوات البيشمركة، أو عاش حياته الطبيعية مع أهله.
إن التصدي لموضوعة الصراع بين الشرق والغرب، ليس جديدا، سواء في الأدب العالمي، أو العربي. وعلى ما أظن فأن شكسبير هو أول من تعرض له في مسرحيته الموسومة (عطيل). كما أن البير كامي هو الآخر لجأ الى توظيف هذه الموضوعة في روايته (الغريب). أما بالنسبة لأدباء العرب، ثمة أثنان حسب علمي، تعرضا لهذا الصراع، وهما الطيب الصالح في رائعته (موسم الهجرة الى الشمال)، وعلي بدر في تحفته (ملوك الرمال). وقد سبق أن تناولت في معرض حديثي عن هاتين الروايتين في كتابي الموسوم حياكات السرد في الرواية العربية. وبقدر ما يعني الراوي في توظيف تقنيتي التناقض والمقارنة، لإبراز الصراع بين الشرق والغرب، بالقدر ذاته يعني بإبراز تقنية الإيحاء.
-الإيحاء:
بقصد ممارسة الراوي العملية الجنسية مع أليسيا، تتكرر ثلاث جمل على لسانها. وهذه الجمل هي:
1-فحولتك يا هرمتس تكمن في حاجبيك الشبقين. ماذا تسقيهما بحق الإله ديونيسيوس؟
2-ما أحلاك.
3-أنا جائعة يا هرمتس. جائعة الى درجة أشتهي أن أبلع جسمك الصغير هذا.
التواتر:
هناك عبارات ومفردات تتكرر أكثر من مرة، بقصد الإيحاء الى ما تجري من أحداث في الرواية عن طريق الرمز. كما في عنوان رواية: (حارس حقل الشوفان) الرامزة الى الهوية والإنتماء والعزلة. أو مفردة (وحدن) المقرونة بالشهداء الثلاثة. و(الدودة) الرامزة الى صدام، أو (ديدان الأرض)، وكذلك مفردتي (الغربان والنوارس)، رامزة العبارة الأولى الى الشر، تحديدا جنود صدام ، والثانية الى الخير الرامزة الى السلم.
المونولوج:
أعتمد على توظيف المونولوج (الحوار الداخلي) للشخصيات، بشقيه على (ضمير المخاطب)، و(العودة الى الماضي = فلاش باك). لغزارة توظيف هذه التقنية، وسوف أحاول الإشارة الى بعض الجمل والعبارات التي تمثل هذا الضمير.
تفيض الصفحة 31 بضمير المخاطب، يبدأ هذا الضمير من عبارة: (عندما أثمل)، وتنتهي في جملة: (بمديح مزيف). ثم تتبعها عبارة: (كن ثملا)، الى شرط الحقيقة الثمالة). وفي السطرين الأخيرين من هذه الصفحة في عبارة: (من أين تأتي أليسيا بإستنتاجاتها المقنعة هذه وهي على حافة الثمالة؟). أما بالنسبة للشق الثاني، سأكتفي بالعبارة التي يقف فيها ريباز أمام صورته معاتبا نفسه: (من منا توطأ على سلاحه ؟ من منا القاتل ومن منا القتيل؟ من هو الشجاع، أنا أم أنت يا ريباز؟ . أنت نكثت بوعدك معي. أنت وعدتني أن أعود بعد شفائي من إصابتي. أنت خذلتني وتخليت عني ولدغتني بإبرة المبشرين بوعد جنة الأسكندناف، ونكثت بوعد ميثاق المقاتل. أنت أنت أنت.).



#صباح_هرمز_الشاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البهلوان. . . ومنحى الميتا – سردي.
- تحفة الرمّال مفقودة أبن زنبل. . . روايتان في رواية واحدة. .
- مشرحة بغداد.. بين الصورة.. و وثيقة الإدانة. . لبرهان شاوي. .
- مقاربة بين روايتي مدام بوفاري لفلوبير والأحمر والأسود لستندا ...
- رواية الأحمر والأسود بين الحوار الداخلي والرمز
- رواية العطر. . والواقعية السحرية.
- قراءة تأويلية في تفكيك شفرات رواية مذكرات كلب عراقي
- حامل الهوى. . بين المونتاج القافز. . وإلنهايات المفتوحة. .
- الذئاب على الأبواب. . بين عملية التحدي. . و تقنية التواتر. .
- (محنة فينوس). . وثيقة إدانة لعهدين. .
- قراءة تأويلية في تفكيك شفرات (موت الأب) للروائي العراقي احمد ...
- التماثل. . ونقيضه. . في رواية تسارع الخطى. .
- سابع أيام الخلق: بين تقنية المكان، وإستحضار الماضي للحاضر
- قراءة رواية ليل علي بابا الحزين. . من منظورين مختلفين
- خانة الشواذي. . . رواية موقف الشخصيات. .
- بنيات السرد في روايات محسن الرملي
- هل هدمت. . رواية وشم الطائر. . ثنائية الرواية والوثيقة؟
- حدائق الرئيس. . بين التناص والإيحاء. . لمحسن الرملي.
- أرثر ميللر وعقدة اوديب. 3ـ وفاة بائع متجول
- أرثر ميللر وعقدة اوديب. 2ـ كلهم ابنائي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح هرمز الشاني - قراءة تأويلية في رواية (جروح غوتنبرغ الرقيقة) للروائي وليد هرمز