أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - أمورٌ عاديّةٌ في بلدٍ غير عاديّ














المزيد.....

أمورٌ عاديّةٌ في بلدٍ غير عاديّ


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 28 - 15:40
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أمرٌ عاديّ .. أن يتم إطلاق الصواريخ على مطار بغداد "الدوليّ"، وأن تصيبَ شظاياها طائرة مدنيّة جاثمة على المُدرّج ، وأن يخرج مسؤولٌ في سلطة الطيران المدني العراقي، ليُطمئِنَ العراقيين(وغير العراقيين)، بأن هذه الطائرة"خارج الخدمة"، وأن لا خوف عليهم من السفر جوّاً ، عبر مطارٍ يتم رشقهُ بالكاتيوشا مرّتين على الأقلّ في الشهر الواحد.
أمرٌ عاديّ .. أن تكون مدارسنا "طينيّة"، و"آيلة للسقوط"، و في أفضل الأحوال"كَرَفانيّة"، وأن يزحَف التلاميذ على أرضٍ مفتوحةٍ جرداء لأداء امتحانات نصف السنة، في عام 2022 .. وأن يقوم وزير التربية بإحالة المُعلّم ومدير المدرسة إلى التحقيق، لأنهما هما المسؤولان عن ذلك .. وليس هو .. ولا "دولتهُ" التي كانت أوّل من علّم الناس الكتابة قبل 5000 عام.
أمرٌ عاديّ ، بل هو "اختراعٌ" غير عاديّ، أن تكون مؤسّساتنا التعليمية رائدةً في تطبيق "التعليم البريّ"
wild education في محافظات العراق البائسة الفقيرة ، وأن يتمرّغ التلاميذُ بالطينِ، ويزحفون على رُكَبَهُم في الرمل ، ويُردّدون أبجدية القهر في "صفوفٍ" تلتحِفُ السماواتَ والمُستنقعاتَ، مثل الضفادع.
أمرٌ عاديّ أن يقوم مسؤولون عراقيّون ، بـ "تخدير" المواطنين العراقيين بطريقٍ "للحرير" لا يَمُرُّ بالعراقِ أصلاً ، لأنَ العراق لا يمتلكُ غير"فتحةً" ضيّقةً على البحر، وميناءٍ "صغيرٍ" قيد الإنشاء، وصحراء شاسعة، وتخلّفٍ غير مسبوق، وليس لهُ نظيرٌ، في كلّ مرافق البنية التحتيّة الأساسية.
أمرٌ عاديّ .. أن لا تكون هناك خطوطٌ " بدائيّة " للسكك الحديد ، تربط المدن العراقيّة مع بعضها، وتسمح بانتقال الناس والبضائع بين المحافظات العراقية "المتحدة"، باقلّ كلفة ممكنة، في الوقت الذي تسعى فيه جميع المحافظات إلى انشاء مطارات "دوليّة"، في مجالها "الحيوي" الأقليمي .
أمرٌ عاديّ .. أن تكون هناك منافذ حدوديّة تستوفي رسوم وتعريفات كَمركَية أوطأ من تلك المستوفاة من منافذ أخرى.. وأن تكون هناك منافذ "أخرى" لا تستوفي أيّة تعريفات أو رسوم، ولا تعمل وفق أيّة ضوابط ، لأنّ الحكومة "الأتحادية" لا تسيطر عليها.. وأنّ هناك منافذ "أخرى" تقوم بادارتها كوادر قادمة من كواكب أخرى، وتنتمي إلى "عوالم" أخرى .. وأنّ المنافذ " الأخرى" المتبقيّة ، التي تسيطر عليها "الدولة" ينخرها الفساد.. وأن قانون التعريفة الكَمركَية "الأتّحادي"النافذ المفعول منذ سنوات، لايخضع لأحكامهِ أحد، ولا يعترِف به أحد، ولا يستطيع تطبيقهُ أحد، بما في ذلك السيد وزير المالية"الإتّحادي".
أمرٌ عاديّ .. أن لا تجد "الخضروات والفواكه" العراقية من يشتريها ، في العراق ذاته ، لأنّ أسواق العراق(بـ "علواته" كلّها) غارقةٌ إلى أذنيها بالخضروات والفواكه غير العراقيّة ، وذلك بالرغم من أن المسؤولين عن "ملفّ" الزراعة في " الحكومة الأتّحاديّة " يؤكّدونَ دائماً ، بانّ استيراد الخضروات والفواكه ممنوعٌ أصلاً ، وأنّهم لن(ولم) يمنحوا أحداً تصريحاً أو إجازةً باستيرادها من الخارج ، إلاّ في حالة شحّتها في السوق ، وعجز المنتَج المحلي عن التعويض ، وفي أضيق الحدود .
أمرٌ عاديّ ، أن يتنبأ الخبراء بموت الزراعة في العراق في غضونِ سنواتٍ قليلة ، لأنّنا لا نملكُ مياهاً كافيةً للريّ .. ولا مياهاً صالحةً للشُرب.
أمرٌ عاديّ .. أن يتنبّأ الوزراء والخبراء بزوال عصر النفط ، و"موت" العائدات النفطية خلال السنوات الخمس القادمة ، بينما تقفُ كلّ جهود"تنويع" الإقتصاد العراقي عند "عتبة" مشاريع مجلس الإعمار ، التي أُقرّت ، وتم تنفيذ بعضها منذ عام 1953 ، ولم يُنجَز بعضها حتّى الآن.
أمرٌ عاديّ .. ان يسعى " الخبراء " والمسؤولون التنفيذيّون والأكاديميّونَ و " التجّار " والسياسيّون ، في هذه الدولة ، إلى " تطوير" و "إطلاق" كمّ هائلٍ من الخطط والأستراتيجيات والسياسات والأجراءات والتقارير ذات الصلة بالأقتصاد .. بينما لايوجد هناك " اقتصاد" ، أو "بيئة اقتصادية" مُلائِمة ، وسليمة ، تعمل في إطارها هذه "المعلّقاتُ" الجميلةُ .. أصلاً .
أمرٌ عاديّ .. ان تكون هناك " دولةٌ " بهذه المواصفات و " السلوكيات " ، لأنّ هناك من يعتقد أنّهُ " أمرٌ عاديّ " أن تكون الدولة كذلك ، وأن تبقى كذلك .. إلى الأبد .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضَعْ قدمَكَ على المجرفة .. وأبدأ بالردم
- سعاد حسني وأنا.. في هذه الحياة.. وفي حياة أخرى
- كازينو خام برنت
- أليسَ فينا رجلٌ رشيد ؟؟
- العراق الفقير وحزام الحرير
- دودٌ كثيرٌ و تاريخٌ مُلَفّقٌ و حريرٌ مغشوش
- النساء الصغيرات في مدرسة الخيزران
- العراق والنفط .. و السلعُ -البائرةُ- في السوق
- بيانو مطر الخوف
- الاقتصاد السياسي للقطاع الخاص في العراق 2003-2021
- الحزنُ عائلةٌ سعيدة
- في بلادٍ لا ينقصهُا شيء، مثلُ بلادي
- الآلهة الضيّقة.. مثل قمرٍ قاحلٍ جدّاً
- أنا رجلٌ قليل
- عندما يكون العراقُ لبنانَ آخر.. شارد الذهن
- الورقة البيضاء والأيّام السوداء (2)
- الورقة البيضاء والأيّام السوداء
- الإقتصاد والحبّ والنفط والعام الجديد
- العُمْرُ ينقُصُ والهمومُ تزيد
- كيفَ وَصَلْنا إلى هُنا الآن؟


المزيد.....




- أحسن من الواتساب الرسمي.. تحديث واتساب الذهبي 2024 أحدث إصدا ...
- “ميزات جديدة” جرب تنزيل واتساب الذهبي 2024 اخر تحديث WhatsAp ...
- ميشوستين رئيسا للحكومة.. اقتصاد روسيا يتحدى عقوبات الغرب
- مسؤولة بالفيدرالي: التفكير في خفض الفائدة سابق لأوانه
- -ستوكس 600- يغلق عند مستوى قياسي ويسجل ارتفاعا أسبوعيا
- وزير النفط العراقي: جولات جديدة للتراخيص في 30 حقلا للنفط
- أسعار عقود القمح تتجه لتحقيق أعلى تسوية منذ أغسطس 2023
- بهذه القيمة.. ماكدونالدز تطرح وجبات مُخفضة لجذب منخفضي الدخل ...
- ثقة المستهلكين الأميركيين تنخفض إلى أدنى مستوى في 6 أشهر
- أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - أمورٌ عاديّةٌ في بلدٍ غير عاديّ