عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7146 - 2022 / 1 / 26 - 22:16
المحور:
الادارة و الاقتصاد
سعر برميل خام برنت الآن 89.87 دولار .
أعلى سعرٍ لخام برنت اليوم كان 90.02 دولار.
إذا ارتفعَ سعرُ هذا، أو انخفَضَتْ قيمةُ ذاك ..ما شأننا بذلك؟
نحنُ موتى.
نُريدُ ذلك ، و نُريدُ أن نبقى كذلك.. و"هُم" أيضاً يُريدونَ ذلك.
هل هذه الأشياء مهمّةٌ للموتى، إلى هذا الحدّ ؟
هذه أرضُ الرواتب الملونّة ..
الصفراء والسوداء للعوام .. حمَلَةُ البنادقِ في الحروب الرديئة..
والخضراء للنخبة .. صاحبةُ المصلحة .
إذا ارتفعَ سعرُ هذا ، أو انخفَضَتْ قيمةُ ذاك .. ما شأننا بذلك؟
نحنُ بلادُ "الدرجاتِ" البرّاقة ، و الموظّفين السِمان، والموظّفات السمينات .. ومعظمهم يستلقونَ على قفاهم من شدّةِ الملل، و يأكلونَ "الدولمة" في "الدائرة"، ويقطفونَ بحبور زهور "الفائض" الإقتصادي، في الموازنة العامة .
وماذا عن الراتب أحمر اللونِ في الإقتصاد ؟
لا يوجدُ راتبٌ أحمرُ اللونِ في الاقتصادِ "الحقيقيّ".
لا تكون الرواتبُ حمراء .. إلاّ في "اقتصاد الكازينو".. أو في اقتصاد "الكاتيوشا".
يوجدُ في الإقتصاد "أجرٌ حديديّ" Iron law of wages ، للصديق القديم فرديناند لاسّال F. Lassalle ..
"لاسّال" العزيز، الذي لا يريدُ أن يموت العمّال في الأجل القصير.. فيمنحهم راتباً "بُنيّاً" يشبه تعبهم في الأجل القصير ، ويشبهُ فُقرهم في الأجل المتوسّط ، ويشبهُ موتهم في الأجل الطويل.
اذا أصبحَ الراتبُ أحمر اللون .. فانّهُ سيشبهُ دمنا .
دمنا الذي يشبهُ الماء .
الماء المسكوب على الرمل.
وعندما تكون الرواتب حمراء .. فأنّ خبراء الأقتصاد، سيُلوّحونَ بها لثيران التضخّم.
الثيران ستأتي .. وتنطحُ بطوننا الهشّة .
بطوننا المحشوّة ، بالورقِ الرخيص ..
نحنُ الذين نشبهُ "الشاخِصَ" في "ساحة العَرَضات" ..
حيثُ يأتي الجنودُ المُبتدِئون، و يغمسون حِرابهم فينا ، وهُم يصيحون آآآآآآخ ..
و يذهبون الى الحرب.. ولا يعودون .
بعدها سنموتُ جميعاً ميتةً سعيدةً ..
ونحنُ نلعبُ النرد ،
في هذه الكازينو "الزرقاء"، التي تشبهُ سُباتنا الدائم ..
كازينو خام برنت.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟