فكرة موجزة عن كتاب - الفلاحون والإقطاع- قصة كفاح قرية كمشيش-

بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 7146 - 2022 / 1 / 26 - 17:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

استغرقت كتابة هذا النص سنتين وتم طبعه في أواخر نوفمبر 2021 بعد استلام الناشر له بحوالي عام ونصف .

وبسبب الظهور المفاجئ لعدد من الاعتبارات - التي لم يكن بعضها في الحسبان- استدعت صياغة هذا الموضوع حرصا بالغا ودقة متناهية وشفافية شديدة بل ومراجعة وتنقيحا بطيئين.. فالكثير من أبطال هذه القصة قد غادروا الحياه ومن ثم أصبحت مراعاة تلك الاعتبارات واجبة ولاتحتمل أدني حيود .. تماما كميزان الذهب ناهيك عن ضرورة التدقيق في هالات المعاني التي تحملها الألفاظ والعبارات الفضفاضة.

كذلك فهناك البعض الأخر من هؤلاء المعاصرين للأحداث لم يُدْلِ بشهادته إلا في الشهور الأخيرة للكتابة.

وكان ضروريا لدي الانتهاء من كل باب من أبواب الكتاب تركه لبعض الوقت وإعادة قراءته مرة أخري في وقت لاحق- لا يقل عن شهر – لمراجعته بتؤدة .. أو بمعني آخر لمراجعة النفس بشأن صياغته .. وما إذا كانت تعبر فعلا عن الحقيقة.. أم أنها تبتعد عنها ولو بملليمترات قليلة.

ومن تلك المفاجآت ما باغتني به الناشر في فترة ما قبل الطباعة مباشرة بالإصرار علي اختصار النص من 127 ألف كلمة إلي 80 ألف كلمة أي استبعاد 45% من النص وهو ما يتطلب إجراء من ثلاثة إما اقتطاع أجزاء أو موضوعات كاملة والاستغناء عن دورها في سياق النص ومن ثم الإخلال باتساقه وتدفقه، وإما الاستغناء عن عدد من الشهادات الواقعية لبعض شهود الأحداث وصانعيها ، وإما إعادة صياغة النص من البداية وتقليص حجمه.
لقد كان مطلب الناشر بالغ الصعوبة في تنفيذه وأقرب للاستحالة خصوصا وأننا لم نتفق علي حجم الكتاب منذ البداية.
وكانت التضحية بعدد من الوثاق التاريخية النادرة جزءا من الحل، والاستغناء عن بعض الشهادات الواقعية لعدد من صانعي ومعاصري الأحداث الهامة بالقرية جزءا آخر ، واستبعاد عديد من الملاحق والمقالات وثيقة الصلة بموضوع الكتاب جزءا ثالثا إلى أن تقلص حجم الكتاب إلي 87 ألف كلمة.
هذا وبلغت صفحات الكتاب 423 صفحة تضمها عشرة أبواب:

وقبل الأبواب يأخذك التمهيد ليعرض صلة الكاتب بكمشيش منذ عام 1967 ، ومسار تطورعلاقته بها لدرجة إحساسه أنه بالتقائه بأهل كمشيش قد عثر علي ضالته التي كان يفتقدها ، حيث بدأ علي التو في تولي مهمة تثقيف الفلاحين الشبان . والتي كانت أول عملية كفاحية يقوم بها .
بعدها توثقت علاقته بأهل القرية وهم غير قادتها. وكيف انعكس ذلك علي حياته وحياة أسرته بإعادة صياغتها ؛ وتحول منزله في مدينة شبين الكوم إلي مركز لإدارة النشاط السياسي في المحافظة حيث اجتذب إليه الكثير من طلاب الجامعة وعددا من الطلااب الفلسطينيين الدارسين بجامعتها .

•
وفي باكورة أبواب الكتاب يتحدث النص عن ممارسة العائلة الإقطاعية لعمليات قهر ممنهج ودائم وسطو علي أراضي الفلاحين أفضى في كثير من الحالات لهجرة عائلات بأكملها من القرية إلي محافظات أخري ككفر الشيخ والبحيرة تاركة أرضها وحياتها خلف ظهرها إيثارا للسلامة .
كما يتعرض لدور الأسرة الإقطاعية في أخداث دنشواى عام 1906 ودعمها لقوات الاحتلال البريطاني ضد الفلاحين الذين تجري محاكمتهم علي رءوس الأشهاد ظلما ، والكثير من مشاهد التجبر والاستبداد والإرهاب علي لسان أبطال القصة من بعض قادة القرية المناضلة.

كذلك انتقل السرد إلي بدء المقاومة الفلاحية لجبروت ملاك الأرض الكبار من عائلة الفقى ، وكيف صار الفلاحون في بعض الأحيان أندادا لأعدائهم عندما شرعوا في الترابط والتوحد وامتلاك السلاح وتوصّلَهم لأن عصيانهم عن السخرة (العمل في أراضى الملاك الكبار) هو بداية الطريق للتحرر الكامل . وكيف كانوا يتعلمون التقاط زمام المبادرة في بعض المعارك المسلحة وكيف يقومون بالهجمات المضادة منذ عام 1953.

•هذا وأوضح النص كيف كان صلاح حسين قائد الفلاحين يفكر .. ويعمل وكيف كان يبث الوعي ويعلم البسطاء من الفلاحين ويفسر القضايا والأخبار ويحلل المشكلات، وكيف كان يتقدم الصفوف في المعارك المسلحة أو عندما يجد الجد.
وتناول النص مفاهيم النضال التي اعتنقها وأدواته في تثقيف الفلاحين وتدريبهم علي القيادة والحوار رغم أنه ظل منذ 1952 وحتى اغتياله في 1966 إما معتقلا ، أو معزولا سياسيا ومحروما من حقوقه السياسية أو مُحدّد الإقامة ، ولجوءه لاستغلال لجنة الدعوة والفكر في تنظيم الاتحاد الاشتراكي لكي يثقف الفلاحين وأهالي القرية بأبجديات الفكر الاشتراكي ومناقشة القضايا العامة في النضال الفلاحي. وكيف رفع شعار ( ثورة كمشيش الإبن البكر لثورة 23 يوليو) كإجراء احترازي يتوقي به حالة الحصار والخنق التي تمارسها الأجهزة البوليسية والتنفيذية مع القرية وسكانها لمنع انتقال عدوى الكفاح لما يجاورها من القرى.
كذلك يتناول انضمام بعض قادة القرية في كمشيش والإسكندرية لأحد الأحزاب السياسية اليسارية السرية قرْبَ أواخر خمسينات القرن الماضي .. وكيف تم القبض علي بعضهم عام 1959 ، والأسباب التى دفعت هؤلاء القادة – فيما بعد - لتجنب العمل التنظيمى السرى والاكتفاء بالنشاط الجماهيري بمفرده.. مما أفقدهم القدرة علي الاستمرار بنفس القوة في النضال نتيجة احتقارهم لعملية التنظيم وأسهم فيما بعد في انفراطهم.

•كذلك يتعرض النص لمقدمة الاغتيال وكيف تم إعداد مسرح الجريمة ، علاوة علي استغلال العدو للثغرات الموجودة في حائط دفاع معسكر الفلاحين.

كما يتناول نتائج الاغتيال ويحدد من قام به ومن خطط له واستفاد منه، كما يتطرق لتدخل المباحث الجنائية العسكرية في إعادة التحقيق الذي كان سائرا في اتجاه الحفظ من جانب النيابة العامة فبل ذلك التدخل.

كذلك يعرض شهادة مدحت مقلد- شقيق شاهندة – بشأن ما شاهده بعينيه أثناء عملية جمع المعلومات وعملية التحقيق والحصول علي اعتراف القاتل وتسليمه لأداة الجريمة في وجود عضو البرلمان مصطفي عزب نائب الدائرة ( تلا ).. وكيف كان يجري التعامل مع المتهمين والشهود وحدود التجاوزات التي وقعت آنذاك.. وهي شهادة بالغة الأهمية . كذلك يتعرض لمسلسل العراقيل التي شرعت السلطة في وضعها أمام الحركة السياسية لفلاحي القرية وقادتها بينما دم الشهيد لم يبرد بعد، وكيف تناول البرلمان ( مجلس الأمة ) علي مدى يومين كاملين قضية الاغتيال وما توصل له من توصيات وقرارات.

•ويعرج النص علي نكسة يونيو 1967 باعتبارها النقطة الفاصلة بين مرحلة صعود النظام الحاكم ومرحلة هبوطه، وعملية اغتيال الشهيد صلاح حسين باعتبارها النقطة الفاصلة بين مرحلتي النهوض والانفراط في النضال الفلاحي بكمشيش.
كما يناقش ما أسماه بالمرحلة البينية التى جرت فيها معركة أرض الحراسة .. المعروفة بـ ( معركة أرض محمد عبد الله الفقي ) عام 1969.

وفي تلك الفترة يتناول مؤتمرات ذكري الشهيد صلاح أعوام 68 ، 69 ، 70 ، 71 وما كان يدور فيها ومن كانوا يحضرون إليها من داخل مصر وخارجها وتأثيرها علي القوى السياسية في المجتمع. ويوجز ماجري في محاكمة قتلة صلاح حسين في القضية 22 / 1967 وكيف تم نظرها عام 1968 باعتبارها قضية جنائية بعد إسقاط الجانب السياسي عنها وهو ما أسفر عن معاقبة القاتل بالأشغال الشاقة المؤبدة وتبرئة المتهمين بالتحريض من عائلة الفقى.

•بعدها يتعرض الكتاب لقرار رئيس الوزراء رقم 1065 لسنة 1971 بحظر إقامة 22 فردا من قادة القرية في محافظة المنوفية وتشريد معظمهم في مدن الصعيد ، إضافة إلي تضمينه تصورات المبعدين عن مستقبلهم بعد الإبعاد. كذلك يتناول دور أجهزة الأمن في تصفية ما تبقي من رموز المقاومة الفلاحية بالقرية من الشباب ومحاولة حل مجلس إدارة الجمعية الزراعية الذي باء بالفشل رغم ضغوط أجهزة الأمن والمحافظة .

•ومن ناحية أخري يتعرض للدورة التثقيفية التي عُقدت لشباب الفلاحين المبعدين في كل من أسيوط وجرجا منذ منتصف 1972 وصدور الحكم القضائي بعودة المبعدين في يونيو 1975 لمحافظتهم وتعويضهم . [ أنظر (من ذكريات الطفولة والشباب – رحلة إلي كمشيش- 4 ) على الرابط ] :
http:www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=583103
، ومن ذكريات الطفولة والشباب – رحلة إلي الصعيد- 5 على الرابط :
http:www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=583526
، ومن ذكريات الطفولة والشباب – الرحيل إلي جرجا- 6 على الرابط :
http:www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=584044

•بعدها يتناول الكتاب انقلاب 15 مايو 1971 ، والإفراج عن المحبوسين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والسماح للجماعة بالنشاط السياسي والاجتماعي والتسلل كخيوط العنكبوت لثنايا ومسام الريف وتجييش المضارين والغاضبين.

•ودور السادات في ابتداع نظام التعددية السياسية المزيفة عام 1976 وانخراط بعض قادة كمشيش - من الذين سبق إبعادهم – في حزب التجمع. كما يتناول أسباب الانفراط الذي حلّ بهم إبان فترة الإبعاد واستفحل فيما بعد ، ثم الحملة الوحشية الكبري التي داهمت أرض وفلاحي الإصلاح الزراعي من جانب ورثة كبار الإقطاعيين وعصابات السطو المنظمة علي الأراضي.

•ويضيف الكتاب موجزا عن إشكاليات الزراعة المصرية ودور لجنة التضامن مع فلاحي الإصلاح الزراعي في التصدى للهجمة المذكورة في عدد من محافظات الوجه البحري والصعيد.

•ثم يتناول فكرة الشروع في كتابة تاريخ كمشيش وتعثر المحاولة وإرجاءها .. والعودة للنشاط في مقاومة الهجمة علي أراضي الإصلاح الزراعي وفلاحيه.


•كما يتعرض للدعوى القضائية التي رفعتها عائلة الفقي الإقطاعية علي شاهندة مقلد بسبب إدلائها بحديث صحفي لمجلة نسائية اعتبره ورثة العائلة سبا وقذفا وتشهيرا بهم.

•ويتناول أيضا دور لجنة التضامن ونشاطها وومجالات نشاطها وقواعدالمشاركة فيها علي نطاق الدلتا والصعيد.
وينتهي المتن الأصلي بحديث عن والد شاهندة عبد الحميد شوقي مقلد بعنوان " كلمة حق عن رجل مهضوم الحق" .. باعتباره ابنا بارا في حبه لقريته وجنديا مجهولا في دفاعه عنها .

•بينما تتضمن الصفحات الأخيرة أربعة فصول للمستندات ، والشهادات الواقعية ، ومحاضر كتابة تاريخ كمشيش ، والملاحق وروابطها.

#بشير_صقر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات