أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بشير صقر - صدفة أعادت لي زكي عمر.. شاعر الفلاحين الأبرز















المزيد.....

صدفة أعادت لي زكي عمر.. شاعر الفلاحين الأبرز


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 6910 - 2021 / 5 / 27 - 18:47
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عثرت بالصدفة - أثناء تسكعي – علي الفيسبوك علي اسم .. توهمت للوهلة الأولي أني أعرفه . ولكني في الحقيقة لم أكن أعرفه .. ولم أصادفه من قبل أو أحادثه علي صفحتي شأن الكثيرين ممن نحادثهم علي صفحات مواقع التواصل عرضا.

كان الاسم للسيدة .. أمل زكي عمر .

حملقتُ في الإسم وقلت : ليس الإسم غريبا ؛ ومع الحملقة حاولتْ .. لكن ذاكرتي لم تسعفني بشئ .

بعدها انشغلتُ في أمر آخر .. وتركتُ صفحتي ساعات .. وفجأة عدتُ للاسم مرة أخري .. وقلت : هل يمكن أن تكون تلك السيدة بنت صديقنا الراحل زكي عمر الشاعر الدقهلاوى الذي انقطعت أخباره عني فور تولي السادات مقاليد السلطة في مايو 1971 ..؟

دخلتُ علي صفحتِها لعلّي أجد معلومة ما تفيدني وتحسم شكوكي، فإذا بي أتأكد أنها ابنته فعلا فصفحتها زاخرة بأحاديث عنه ومقتطفات من قصائد له وبعض صور للراحل العزيز.

كنت أعرف في فترة من الزمن ( أواخر ستينات القرن الماضي) كثيرا من الشعراء وألتقي بمعظمهم في قرية كمشيش وتحديدا يوم 30 إبريل ؛ الذي يجري فيه الاحتفال بذكري زعيم فلاحي القرية الشهيد صلاح حسين .

كان الاحتفال بالذكري يتم سنويا باعتبارها عيدا للفلاحين الذين افتداهم الشهيد بحياته.

من هؤلاء الشعراء من كان ذائع الصيت كالأبنودي ومنهم آخرين أقل شهرة مثل صبري زرد ابن قرية العمار الذي ارتحل بعد سنوات إلي السويس واستقر بها ؛ وعبد الصبور منير شاعر الفصحي العملاق ابن كفر الشيخ الذى سافر للجزائر وتوفي هناك في حادث سير ، والراحل زكي عمر ابن سندوب دقهلية. وكان الثلاثة من شعراء الأقاليم وتحديدا شعراء الفلاحين .. حيث تغلِبُ علي أشعارهم المفردات القروية وتزخر قصائدهم بالكثير من هموم وقضايا الفلاحين .

ووصْفُهم بشعراء الأقاليم لا يعني قصْر اهتمامهم علي القضايا والأمور الفلاحية دون القضايا السياسية الأشمل ؛ بل لإبراز دورهم - آنذاك - كمناضلين مقيمين في الريف يتخذونه مستقرا دائما ومنه يتحركون لمواقع ومحافل شتي.. ومجال تحليقهم أوسع وأبعد. لقد كان هؤلاء الثلاثة وربما آخرون غيرهم ذوي نكهة خاصة وتميز فريد منسوبا لغيرهم من الشعراء.

إلا أن زكي عمر تحديدا كان منتشرا كشاعر بازغ واعد له لغة شعرية خاصة ينفرد بها وتميزه كشاعر للفلاحين مثلما يميز الأبنودي لغته الخاصة ومفرداته الصعيدية المتفردة والتي تمدها بالحيوية والتدفق طريقة إلقائه لقصائده .

وبالمناسبة كان انتشار زكي عمر – ليس كشاعر فقط - بل أيضا ككاتب مسرح شعرى ذي مذاق عذب .

أما بالنسبة لي فلم يكن يشغلني انتشاره ولا تعدد مواهبه وكفاءاته بقدر ما كان يشدني له كونه مناضل فلاحي مقيم في ريف الدقهلية وشاعر فلاحي حقيقي لا يضاهيه شاعر آخر في هذا المجال.

ورغم أن هناك شعراء كثيرون يستخدمون مفردات فلاحية ويناقشون أحيانا في قصائدهم قضايا الفلاحين؛ إلا أن زكي عمر كان يملك قاموسا فلاحيا خالصا شديد التنوع والخصوبة وخاصا به ؛ ويعرف جيدا كُنْه ما يعانيه الفلاحون في عملهم ومعيشتهم من صعاب وأزمات ، كما كان أيضا يلمس آمالهم وطموحاتهم.

باختصار لم أجد شاعرا في حياتي يملك لغة فلاحية كلغته أو يفهم مشكلات الفلاحين في ذلك الزمن كما كان زكي يفهمها ويعبر عنها .

هذا وقد تعرفت عليه أول مرة في 30 إبريل 1968 في مؤتمر ذكري شهيد الفلاحين بكمشيش. فقد كان يداوم سنويا علي حضور المؤتمر ملقيا قصائده علي جماهير الفلاحين التي تحضره . وكان الشاعرَ الوحيدَ الذي يُحبذه الفلاحون في المؤتمر ويميزونه عن غيره من الشعراء.

ولذلك وبرغم شغله لنصيب الأسد من الوقت المخصص للشعراء في المؤتمر فقد كان يعقد أمسية شعرية بعد انفضاض المؤتمر السياسي تمتد حتي بزوغ ضوء الصباح التالي.

المهم اتصلت من خلال الفيسبوك بالسيدة أمل ابنة صديقنا الراحل زكي عمر وتداولت معها حديثا مكتوبا قصيرا يلخص معرفتي القديمة بوالدها وبصداقتنا الكفاحية وكيف انقطعت أخباره عني منذ منتصف 1971 حيث لم ألتق به مرة أخري وعرفت بسفره لليمن ثم بوفاته فيما بعد.

ونظرا لأن أشعار الزميل الراحل قد فُقدَتْ مني- مثلما فُقِد َهو - في أعقاب مداهمة منزلي منتصف 1971 - ضمن أوراق أخري كثيرة - لم أجد سوي مقتطفات قليلة منها لاتفصح إلا عن لغته الخاصة التى تمتع بها وميزته عن غيره ؛ وهي كفيلة باستنتاج بقية سماته الشعرية ، أعرض منها ما يلي:


•• من قصيدة شاى الكُفور (1)


باشوفك بـ عِلْوْ.. شواشي الكافور
بادوقك فى شاي الكُفور
باشمّك بخور
باحسك فى نبضى، فى دمى.. أفور
وصوتك فى ودنى سفاين عبور

،،،،،،،،،،،،
(1) كفور.. جمع كَفْر .. وهي قرية صغيرة ملحقة بأخري أكبر منها وقد تتشارك معها في الإسم.


•• قصيدة ..هامش بالمناسبة

على صدرك ، طيّرت حمامي
على حِجْرك ، بَعْتَرت سلامي
على بابك .. و نَصَبْت خيامي
غنيت لك ، للفجر .. أغاني
صَلّيت لك .. و فَتَحْت بيباني
صَحّيتك ، على لحن أداني
و سقيتك .. و جَرَحْت صِيامي
.. و ف ضِلّك مِسْتنّي صباحي
و فاضِلّك .. و برغم جراحي
حاعْصُرْلك عنبي و تفاحي
..

عطشان لِكْ ، و الأرض شراقي (1)
و انا عرقي دايره به سواقي (2)
مِتْحَزّمْ ، و التوب خَنّاقي ..
لم حيلتي قيراطين فلّاحي
..
ترحيلة .. و الأجرة قليلة
ترحيلة .. و الصحة عليلة
ترحيلة .. و الشيلة تقيلة
مش قادر ، لكني باحاول
و عشانك .. حازرعها سنابل
و عشانك .. حابدرها كنابل (3)
لو ضربك " خُولي " الترحيلة (4)
..

مِتْعَلّمْ - في الغيط - و مْعَلّمْ
باتكلم في النور ، و اتكلم
في الضلمة .. لَوْ ليلنا يِضَلّم
و باحبِّك ، بالصوت العالي
و باريدك .. تعاليلي ، تعالي
دانا جَمَلِك ، و الشوق جَمّالي
و لا يمكن - يا حبيبتي – أسْتَسْلِم
..

يا حبيبتي .. و الناس .. و صحابي
يا حبيبتي .. و النيل .. و ترابي
و شقايا .. و ليالي عذابي
باحْلِفْ لك ، بالدّم السايل
بالغربة .. بالصمت القاتل
لم غيري ح يكون لك راجل
و لا غيرِك ، ح تِعَتِّبْ بابي

،،،،،،
(1) شراقي .. هي الأرض الزراعية العطشي بعد حصد المحصول منها.
(2) سواقي .. جمع ساقية .. وهي آلة بدائية للري .
(3) كنابل .. التحريف الريفي لكلمة قنابل.
(4) خولي الترحيلة.. هو الشخص المسئول عن قيادة مجموعة العمال والعاملات المستأجرين أو المسخرين للعمل في الحقول ، والترحيلة هي هؤلاء العمال والعاملات الذين يرحلون من قراهم لأخري طلبا للعمل والرزق.


•• من قصيدة مُتيَّمة

دافي يا صدر الحبيب
أخضر يا قلب الحبيبة
يا ناي كفاية نحيب (1)
غنّي يا وتر الرّبابة
بكره البعيد ، القريب
آتي .. برغم الضبابة
...

يا شعر ، هات الدّواية
بارك خطاوي البداية
غنّي السنين اللي جَايَة
و امْلَا الصّحَايف كتابة

،،،،،،،،
(1) نحيب .. هو بكاء عالي الصوت ، و ولولة


زكي عمر
٢٧ سبتمبر ١٩٧٢


باختصار أتذكره دائما في ليل يوم 30 إبريل من كل عام - موعده الأثير مع فلاحي المنوفية وكفر الشيخ ودسوق والمنيا ودكرنس وبهوت دقهلية - عندما كان يصدح في كمشيش بآلامهم ا مثل ناي حزين عذب وشجي .. لكنه مترعٌ بالحيوية و" شقاوة " أبناء الفلاحين .

لشاعرنا المقدام .. السكينة والسلام .. ولأسرته الزهو والافتخار بانتمائها لشاعر ومناضل في وزنه وقيمته، ولنا منه أشعاره وذكرياته وشرفه .. ونقاءه وعذوبته .



#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تناقض مقدمات العدوان الصهيوني مع نتائجه السياسية .. مداخ ...
- أزمة الكرة الأوربية مستوطنة.. وجاء الوباء ليفاقمها ( 4 / 4 )
- معركة وسطاء كرة القدم الأوربية.. ( 3 / 3 ) متي تُستأنف وكيف ...
- ملاحقة لأزمة كرة القدم الأوربية الراهنة ( 2 / 2 ) بين التسلي ...
- جلبة شديدة وفوضي عارمة في مجال كرة القدم الأوربية
- ما بين التهديد بالأوبئة و الترويع بالعطش، يحتار الأعداء .. و ...
- سرطان التخصص والتذرير ..وانعكاسه علي العلوم الطبيعية والسياس ...
- غريب أمر من يستكملون التاريخ الحديث .. بوقائع من نسج خيالهم
- تعقيب علي موقف منظمة - فيا كامبيسينا - الفلاحية بشأن قمة الأ ...
- رحلت صغري عائلة صلاح حسين : وقلّبت شجونا ومواجع شتي
- الثورة العرابية وتداعيات الهزيمة ( 2 / 2 ) مقتطفات من مذكرات ...
- الثورة العرابية مرآة الوضع الداخلي في مصر ( 1 / 2) مقتطفات م ...
- هل تتوه الحقيقة بين معرفتنا بالأزمة وعقدة العضو المنتدب السا ...
- لأى مدى يُسأل البنك المركزى عما يجرى بالبنك العربى الإفريقى. ...
- للذين يحددون قامات البشر وأوزانهم استنادا لجدول المرتبات – ب ...
- دولا مين ودولا مين ؟ مَنْ قاوم الفساد في العربي الإفريقى .. ...
- طالما بقى فينا رمق .. سنواصل موقفنا من صندوق معاشات البنك ال ...
- تقرير عن اجتماعىْ الجمعية العمومية لصندوق معاشات البنك العرب ...
- عن قانونية التعديلات المقترحة علي لائحة صندوق معاشات البنك ا ...
- كونوا صرحاء.. هل تخشون سقوط صندوق المعاشات أم سقوط مجلس إدار ...


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بشير صقر - صدفة أعادت لي زكي عمر.. شاعر الفلاحين الأبرز