أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار خلفاوي - الطواشة















المزيد.....



الطواشة


صالح جبار خلفاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7144 - 2022 / 1 / 24 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


ما بينه وبين الشط ثمة ترابط وانسجام غريب ظل طوال المسافة التي قطعناها من الجسر الكونكريتي حتى أخر نخلة مزوية عن الشط الذي بدأ منسوبه بالتدني يتحدث دون انقطاع ..
شعره المجعد يتدلى على أذنيه بإهمال واضح . مابين ظل النخيل وبشرته الداكنة تقارب عجيب فكلاهما منتصبان كعمود خرساني تحت شمس لاهبة .

التفت بنصف جسده نحوي متسائلا : أين وصلنا بالحديث ؟ عند نهاية فصل الحصاد .استمر بكلامه حتى ظننت أنه لن يسكت أبدا .. أتعلم أن جدتي كانت تعمل طواشة تقضي فصل الصيف في البساتين . بجسدها المتين ورأسها المعصوب بفوطة سوداء ليظهر جمال وجهها خصوصا حاجبيها المخطوطين بعناية وشفتيها المكتنزتين بحمرة مائلة الى السمرة .لما تعود من الطواش تنفرد مع جدي في غرفتهما الطينية أقصى الحوش جوار الدرج الخشبي والحبور يعلو قسماتهم . إحدى المرات فتحت الباب وسمحت لي بالدخول الى غرفتها دون بقية الصبية . أغلقت الرتاج وقالت تمدد على البساط . جمرة لفافة جدي تبدو في العتمة عين قط غاضب مع سعاله المستمر رائحة الدخان ملء المكان . جلست جواره . طلبت منه إطفاء سيكارته . قفاي استقر على الفراش الخشن . ثقلت أجفاني وغفوت . صوت صرخة منزعجة أيقظتني . اسمع همهمات كلام غير مفهوم . انتبهت لصوتيهما سمعت منها الجملة الأخيرة :
أدخلني غرفته بيده ونام معي .. بعدها ساد سكون قلق ..
توقف فجأة بعد اجترار ذكرياته .. وحدق نحو الجسر المختفي في الأفق المائل نحو الغروب . رجع يهذي بلا توقف عن حالات الطواشة المستشرية في المجتمع كحالة انعكاسية للاحتلال وما يفرزه من جرائم وانحلال أنه درس بسيط للعولمة التي يسوقها عبر الانترنيت لتتجسد على الواقع بانحراف سلوكي يتمثل بما يشبه عملية الطواشة التي تعني التقاط بقايا التمر الساقط على التراب في سلة خوص أعدت لهذا الغرض وعزله عن المحصول الرئيسي استشعارا برخص المنتوج .. وحرص المالك في الاجتهاد على جنّيه ..
**
رفع “أحمد. دعوى قضائية يطلب خلالها تطليق زوجته، بعد هروبها منه، إثر مشاهدتها تواعد عشيقها .
يحكي “أحمد” الذي يعمل سائق ، أثناء تواجده في المحكمة موضحًا لحظة اكتشافه خيانة زوجته: “سمعت عشيقها يكلمها من شباك المطبخ يقول لها لا تقلقي أجي بالليل بس ينام”.
يسترجع أحمد ذكرياته مع الزواج من زوجته الهاربة، بدأت بترشيح من أحد أقاربه، حيث تم الارتباط بعد شهر واحد فقط من الخطوبة، لافتًا إلى أن والد زوجته أسرع بالزفاف، من أجل التخلص من شخص سيئ السمعة وعاطل عن العمل، كان يرتبط عاطفيًا بابنته.
يضيف الزوج، أنه علم بالعلاقة العاطفية بين زوجته وعشيقها بعد ذلك، مؤكدًا أن والدها وافق على زواجهما كي يتخلص من العشيق.
وتابع الزوج أنه فوجئ بعد الزواج، بتصرفات زوجته المريبة: “كانت تخجل مني و لا تتكلم معي وحبست نفسها في غرفة النوم، يوما كاملا بهاتفها وسمعتها تتحدث في التليفون حتى مطلع الفجر”.
 “استيقظت صباحاً، وذهبت لأسرتها وتكلمت مع والدها ليتحدث معها، وبمجرد ما شكوت له لقنها ضربا مبرحا ، الأمر الذي دفعها لطاعتي وتلبية رغباتي مما أسعدني وأدخل عليّ السرور”.
“تظاهرت زوجتي أمامي بالحب، ما جعلني أشعر بسعادة بالغة، ولم يكن أمامي غير العمل لتلبية طلباتها”.
وخلال سنة كاملة هي عمر الحياة بين الزوجين، لبّى خلالها الزوج، متطلبات زوجته، لكنها كانت تجهض حملها بأسباب مختلفة.
القشة التي أنهت تلك العلاقة في أروقة المحكمة: “بعد عودتي من عملي ذهبت للوقوف في شرفة المنزل، فوجئت بشخص غريب ينظر داخل شباك المطبخ ويتكلم، فاقتربت لسماع ما يقول، اندهشت بعدما رأيته لأنه عشيق زوجتي القديم”.
استشاط الزوج غضبًا، وقرر مواجهة الزوجة بما سمعه، ذهب حاملاً سكينًا لتهديدها بالقتل، لكنها لاذت بالفرار، في الشارع دون أن يعلم أي شيء عنها.
يختتم: “يشغلني التفكير بأنها تعيش مع حبيبها بمكان واحد “لكني لم أجدها، ولم يكن في ذهني غير التخلص منها ومن العار الذي ألحقته بي”.
أكد الزوج أن المحكمة اتخذت الإجراءات القانونية في الدعوى التي رفعها للضرر منها، مازالت الدعوى منظورة أمام المحكمة ولم يتم الفصل فيها . بسبب خبر ورد اليه بذهابها مع الطواشات وستقضي الموسم هناك .. عادة ما يبتعدن عن أزواجهن لأسباب مختلفة ..
***
عثرت الأجهزة الأمنية ، حزيران من العام الماضي؛ على جثة “خضر أسطة بناء ملفوف حول رقبته حبل أبيض اللون ملقاة في مجاري المياه الثقيلة جنوب غرب المدينة ، فتم انتشالها، وبإخطار قاضي التحقيق أمر بنقلها وندب تشريحها. في الطب العدلي الكائن بمنطقة الباب المعظم..
بالانتقال والفحص عثر على جثة خضر عامل البناء يسكن جوار مقبرة الشيخ معروف بعد التحريات دلت أن وراء ارتكاب الواقعة زوجته عفيفة جاسم، ربة منزل، وابنته حنان خضر ، ، ربة منزل وخطيبها تحسين الهندي ، بسبب قيام المجني علية بترديد الشائعات والإساءة لسمعتهم في الحي القاطنين فيه بالإضافة لقيامه بأعمال السحر والشعوذة والتعدي جنسيا على الثانية وفض غشاء بكارتها حيث قاموا بخنقه وإلقاء جثته فى البالوعة .
وأشارت التحريات إلى أن المجني عليه كان سيئ السلوك واعتاد ترديد شائعات عن زوجته وابنته بممارستهما الرذيلة مقابل مبالغ مالية وأنه اعتاد معاملة زوجته بطريقة سيئة وإجبارها وابنته على إحضار الأموال له لتعاطي المواد المخدرة، فضلا عن ممارسته أعمال الدجل والشعوذة.
وأضافت التحريات أن القتيل اعتدى جنسيا على ابنته ما دفعهم لاتخاذ قرار بقتله والتخلص منه. فقد كانتا تعملان طواشات في بساتين رجال لهم مراكز سلطة عليا . هذا يعطيهن شعور بالقوة خصوصا بعد الاستسلام لرغباتهم …
وأوضحت التحريات أن ابنة القتيل استعانت بخطيبها لمعاونتها ووالدتها في الجريمة فتوجه إلى مسكنهما بمدينة التجاوز يوم الجريمة ليلا والتفوا ثلاثتهم حول المجني عليه ولف المتهم حبلا حول رقبته وعندما تأكدوا من وفاته حملوا جثته ووضعوها بالمقعد الخلفي بسيارة وتخلصوا من الجثة .

أطلق زفيره بقوة تطلع باتجاهي . عينيه الغائرتين تشي بالكثير .. يريد إخلاء داخله من هّم سيطر عليه قال بصوت متحشرج :
• أتعلم معاناة الطواشة
• لا
• انه عالم مغلق
• على ماذا ؟
• الجوع العوز
سكت برهة عاود الحديث بألم :
• العوز مذلة
• صحيح ..
• و الأتعس منه ذل السؤال ولو عن الطريق ..
• يبدو انك زعلان
• لست كذلك ..
تنفس الصعداء . ألقى عقب سيكارته على الأرض بتبرم واضح ثم سحقه بحذائه ..
• كنا توأمين تحملنا أمنا على أكتافها بعد ان تشدنا بازار تعبِّره من تحت إبطيها وتلف نهايته خلف رقبتها بعدها تمضي الى الحصاد
• كانت حياتهم قاسية
• أشم رائحة عرق أبطيها .. أسمع لهاث أنفاسها وهي تنحني لجمع طواش التمر المتساقط من النخل
انحدرت دمعة على خده لم يمسحها فاختلطت مع لحيته الصغيرة .. أستمر :
• بعد انتهاء عملها عادة ما يكون قبل المغرب تحل رباط الإزار وبمساعدة إحدى النساء تضعنا في حجرها لتعتني بنا ..
• شأن جميع الأمهات
• في الليل يستدعيها مالك البستان .. نبقى نلعب ببراءة بينما هو ارتدى جلبابا واسعا . جلس على أريكة وضعت أمام منضدة خشبية .. تدلت قدماه في طست مملوء بالماء تقعد قبالته وتقوم بدعك أصابعه فترة طويلة . نغفو تحت المنضدة . لا نصحو إلا والظلمة مطبقة على الجدران وثمة أنين خافت يأتي من الزاوية المقابلة ..
• الإحساس بالخيانة شعور مقزز ..
• لا .. أنها الحاجة التي تدفع الى الحرمان وتعويضه . دائما الجبناء يتحينون الفرص . لم تكن هذه العلاقة الوحيدة ..
• كيف ؟
جلس على جذع نخلة مقطوع .. بداية الخريف الجو يميل نحو البرودة جزئيا وتوقيت الغروب يتقدم .صوت أذان يأتي من الصوب الكبير عبر النهر.
في الغرفة الطينية الكابية انتظرنا مسعدة تعد لنا طعام العشاء . بعد أن أوجرت التنور الذي بدا الشرر يتطاير منه أتكأ صمد على الوسادة شبه نائم بدا التعب واضحا على قسماته ..
غفونا بعدها صحونا على أصوات الأواني تعدها مسعدة لتجهيز طعام العشاء الذي بدا بائساً إلا من الخبز الحار .
مع أنفاس الفجر كنا في البستان نتابع حركة الطواشة .. بدا صمد منزعجا وصامتا حتى الظهر إذ نطق:
• اشعر بالجوع .. من عشاء البارحة لم أذق أي طعام ..
• أقترب موعد الغداء
• هل مازلت تفكر فيما حدثتك عنه الأمس ؟
• احسبه كلاما عابرا ..
• لا .. ليس كذلك
بدا كمن يتذكر شيئا مهما .. ثم أضاف :
• الطواشة عالم قائم بذاته .. عالم فريد تتحكم به منظومة علاقات مبنية على أساس متين ..
• أساس متين ! تساءلت مع نفسي .. من أين يأتي بهذه الأفكار ؟ رغم معرفتي به أنه إنسان محترم .. وغرفته الهزيلة تحوي أكواما من الكتب .
• نعم أساس متين .. لأنها علاقة اقتصادية رغم أنها مبنية على السيد والعبد ..
• ………!!
ومضى قائلا :
• هذه العلاقة تنطوي على الحاجة أولا والمنفعة ثانيا .. الطواشة يحتاجون الى عمل يدر دخلا .. وهذا لايوجد ألا عند السيد الذي له شروطه الخاصة ..
التفت نحو أحدى الطواشات كانت صبية جميلة تحمل على رأسها سلة خوص مملوءة أعذاق تمر .
• هل أعجبتك .. ؟
• إضافة لجمالها قوية .. قالها وهو يتابعها باشتهاء ..
• لا تأخذ ما قلته البارحة على أنه إفشاء سر أو لأثارة غريزة أتحدث عن واقع متجذر بالتاريخ الإنساني .. أما العهر فموضوع أخر .
• أتعرف كم اشتاق لأخي التوأم ..
• أين هو ألان ؟
• لقد مات ..
• متى ؟
• من زمن طويل ..
• كيف ..
• في ليلة من الليالي تركوا باب الغرفة مفتوحا فحبونا خارجها بعيدا عن الأنين الخافت كانت هناك ساقية بالقرب من المكان . الظلام دامس . والهواء يجري عكس اتجاه الغرفة فكانت أصواتنا تذهب بعيدا من المكان .. تدحرج أخي نحو الساقية فجرفه الماء بسرعة لم يكتشفوا الأمر إلا الفجر حين نهض السيد لصلاة الفجر رآني قرب الساقية والتراب غطى جسدي اليافع ..
لما بحثوا عنه وجدوا جثته نهاية البستان نهشت الكلاب لحمه بضراوة , فكان يوما حزينا لجميع الطواشة توقفوا من العمل ثلاثة أيام لمراسم العزاء الصدمة كانت شديدة لم يتوقعها أحد ..صرح بعدها :
• فراقه ترك ندبة في روحي لا تندمل أبدا ..

****
بعد الظهيرة رجع احمد من المحكمة منهكا .. بادره صمد – ابشر ..
لا جديد .. معتمد البريد في المحكمة قال ذهبت مرتين لمنزل والدها لم يردوا على التبليغات المرسلة لكن أحدا من الجيران ابلغه إنها رحلت مع الطواشات ..
الجو خانق رغم فصل الخريف مسح احمد رقبته بمنديل ورقي فيما بقي صمد يحرك كراس بيده ..فجأة قفز صمد من مكانه وقف بمواجهة احمد قائلا :
• الم تكن تعلم ان لها عشيقا قبل زواجك منها ؟
اطرق رأسه ولم يجب .. استمر صمد بأسئلته :
• في ليلة الدخلة لم تكن عروسك عذراء .. مع ذلك بقيت الليل بطوله تستمع لحديثها مع عشيقها من وراء الباب ..
عرق صدغي احمد . بان الارتباك واضحا على وجهه حاول النهوض مسكه من كتفه و أجلسه على كرسي الجريد .. واستطرد :
• كنت واعيا لما يدور حولك .. وتعرف حقيقة ما يجري وراءك .. خيالك خصب يستوعب جميع الدروس و لا أظلمك إذا قلت إنها كانت في الليل تحكي لك عما تفعله مع عشيقها لتستفز ذكوريتك لتقوم بالواجب معها على أتم وجه وتغرقا في العسل ..
• كانت تغمرني بالسعادة .. تجعلني اشعر بالرضا .. تأتي بحركات تشعل كل حواسي ..
• لذا بقيت متمسكا بها .. ارايت ما تفعل الحاجة .. جعلتك تقبل بشريك لك مع زوجتك لمجرد إشباع جوعك الجنسي لها والرضوخ لمطالبها دون الطلب منها الإخلاص ..
استدار نحوي قائلا :
• هل سمعت..؟ و أضاف :
• ألان يطاردها في المحاكم لتعود إليه .. ممكن ان تتشارك بكل شيء إلا الزوجة لابد ان تكون لك وحدك من دون الرجال وإلا ستخرب علاقات الناس ..
بقي احمد في الغرفة يدخن بشراهة . خرجنا للوجبة المسائية الوقت يميل نحو العصر . الطواشات يتحركن ببطء . اقترب من السيد . تكلما بخفوت . عاد منشرحا .
• أراك هاشاً باشاً
• خير إن شاء الله ..عما قريب سنغير عملنا .. أقصد منظومة العمل ستتغير ..
• كيف ؟
• الم تلاحظ وضع البلد مائل نحو الزوال ..
• سمعت في الأخبار أكثر من ستين دولة ستهجم علينا
• ماذا سيبقى بالبلد ؟
بعد تلك الأمسية بدأت أحوالنا تتغير نحو المجهول و الأحداث تتسارع نحو الحرب ..أمر السيد الطواشات الذهاب الى مساكنهن ولا يعودن إلا بعد انجلاء الأمر ومعرفة الى أي منقلب سينقلب البلد ..
لم تهدأ الأحوال بل زادت اضطربا . صرنا نسمع اصوات الطائرات الحربية تجوب في السماء , بقي صمد والسيد يقضيان يومهما في المكتب . كنت أراهما يعدان مستمسكات ويضعوهما في فايل فيما الراديو ينقل تفاصيل الحملة على بلاد النهرين

****
في صباح يوم غائم توقفت سيارة أجرة امام الباب الرئيسية للبستان ترجل منها ثلاثة أمرتان ورجل بدت عليهم أثار التعب . حينما اقتربوا من المكتب بدت ملامحهم أكثر وضوحا فصرخ صمد :
• يا الله هذا تحسين الهندي وخطيبته وأمها !!
تهللت أساريرهم ورحبوا بهم كثيرا كانت اثار السجن بادية على ملامحهم فقد أصفرت وجوههم وهزلت عفيفة فيما بان تقدم العمر على تحسين وخطيبته ..
بادر صمد في الإشارة بيده لهم بالجلوس على كراسي الخوص ضاحكا :
• كنا نتصور إنكم أعدمتم
أجاب تحسين بثقة :
• مازال في العمر
• جميل .. كيف استطعتم التخلص من حبل المشنقة ؟
• شملنا العفو العام !
بقي السيد ينظر إليهم من خلف نظارته مرحبا بهدوء فيما بقي تحديقه نحو عفيفة له أكثر من معنى .. الاحتفاء بهم قاد الى بقائهم على طعام الغداء . قال السيد:
• جميل إنكم جئتم في هذا التوقيت لأننا مقبلون على مرحلة جديدة ..
• غير الطواشة
• كيف نتخلى عن جذورنا ؟
• لم نتعلم غير الطواشة
• إنها طواشة من نوع أخر .. استدار نحو صمد قائلا :
• ابلغهم
• ألان لاينفع لأنهم متعبون لندعهم يرتاحوا وبعدها نتكلم
التصريحات الآتية عبر المذياع مقلقة .. البستان مقفر ..الجو غائم . تمر الأيام حبلى بالتوقعات . السيد وصمد يقضيان وقتهما بالتحليل العسكري والسياسي . الكلاب تسرح وحدها في البستان . الطيور المهاجرة تمضي باتجاهات مختلفة بإشكال هندسية جميلة .
يتردد احمد وتحسين مع خطيبته وأمها بانتظام على مكتب السيد الذي طلب منهم تغيير ملابسهم ونزع اليشماغ والعقال
نظفت عفيفة وأمها المكتب وأضفن إليه لمسات جمالية . اشعر إن التغيير بدا بتبديل الملابس والبقية تاتي ..
في فجر يوم الاثنين من شهر نيسان سمعنا دوي صوت انفجارات هائلة وازيز رصاص .. صرخ السيد :
• ادخلوا فقد بدا الهجوم ..
أضاف صمد :
• أيام وينتهي كل شيء ..
قال السيد وهو يضع يده على كتف صمد :
• تحليلاتك صائبة ..
• وسترى قادم الأيام أكثر
استمر القصف والرمي طوال النهار .بان انهيار الجيش فقد انسحب المقاتلين وتركوا أسلحتهم في ساحة المعركة .. كنا نقضي الليالي التالية في غرفة صمد المليئة بأكداس الكتب وهو يلقي تحليلاته علينا . لم نفقه كثيرا مما يقول .. فيما يغط تحسين بالنوم مستغلا عتمة الغرفة .. ويبقى أحمد يسأل أسئلة ساذجة تثير صمد كثيرا وفي الخارج تعبث الريح بالسعف فيصدر خشخشة تجعل الكلاب تدور بلا توقف . وإذا مرت قطة تصدر نباحها ..

****
في الصباح كنت أفتش عن بقايا خبز تركناه في زاوية ما من الغرفة عثرت على كراس مفتوح مكتوب بخط اليد راحت أتمعن فيه واقرأ:
• لابد من إعادة صياغة مفهوم العشائرية وانتماءاتها في القرابة (مفهوم الجد المشترك كمفهوم وهمي)، انطلاقا أيضا من علاقة اقتصادية اجتماعية، نافيا الدور المركزي للسياسي والاهتمامبالتحولات الاجتماعية التي قادت إلى بروز المدن كوجهة استقطاب بفعل احتضانها لنمط جديد من الإنتاج الاقتصادي ،مع متابعة تلك التحولات وما رافقها من ظواهر اجتماعية جديدة في المجتمع كهجرة، أبناء المحافظات المعدومة الى الأحياء الهامشية (أحياء التنك ) وما رافقها من سيطرة العرف القبلي على مسار نمط المعيشة في المدينة بأسرها
الهواء البارد يجعل الشعور بالحركة أمرا مرغوبا .. أحمد وتحسين وقفا أمام الباب الرئيسي كمن ينتظرا ضيفا . بالفعل عند الساعة الحادية عشر ظهرت سيارتان لقوات الاحتلال تقفان جوار الباب أشارا لهم بالدخول تحركت العجلات نحو مكتب السيد ..
الأجواء كانت حميمية .دخلوا ببزاتهم العسكرية متأبطين أسلحتهم . جلس بعضهم والأخرون توزعوا بشكل منظم حول البناية ..
تشظى الناس وصاروا كما يصفهم صمد في كراسه الذي أدمنت قرأته كل يوم انه يفتح منافذ لرؤية النماذج البشرية والحالات التي مرت كما جاء بها :
****
حينما يختزل العالم سلوكه المحتقر تنبت في مسامات النهار الكثير من الظنون، هذا القميء يزرع شكوكه عند مفاصل الآخرين، يحتاج إلى أنزيمات كثيرة حتى تختمر عنده الأخلاق، لا يتورع عن أي تصرف يجعله يشعر بالقوة، لذا فهو دائم التشنج، الرئة المكتظة بالنيكوتين لا تعرف طعم الهواء النقي، انفعالاته المزيفة لها جذور فساد يرعاها مسؤول فاسد مثله .. لما بكى عبد الله آخر ملوك الطوائف على ملكه، لم يعزهِ أحد، بسبب عدم استيعابه الصدمة فبقي يبكي .. تفاقم الأحداث لا تأتي من فراغ، يلوك انحدار الهزيمة بعدما يعبر إلى ضفة النهر الأخرى، لكن المعضلة تتفاقم لما يسنده من تظن أن الخلاص هو من يصنعه، هذه الهُزالة توسع رقعة الفتق الذي هو أصلا عصي على الخياطة فيتمادى بلا تردد لأن الوازع الذي بنينا عليه الأمل هو سبب القنوط لا تكفي الحسرة ولا حُسن النية، لابد من فعل يوقف الأعمال التي تجلب النحس من دون مقدمات، هذا العالق بين شهادته الجامعية ورغبته المنحرفة قائم على مستوى واهن من التبجح بأنه من الكائنات البشرية، العوق الأخلاقي لا يمنع أبو نواس من التحليق بفضاء الشعر، ويقعد الجاحظ عن الكف عن بخله، ترى ما يجمع بينهما؟ عالمان من البوح لكنهما يختلفان في التأثير، لكن هذا النزق يحاول أ ن يوجد شهادة جامعية بالغش بعد أن أنبرت له أستاذة (مادة العينية) من يجمع بين الغباء والطموح يعثر على فاصلتين، الأولى شرخ والأخرى أذية المحيطين به، كحامل راية ممزقة يظن أنها أحسن الرايات .. في حكمه الداخلي قناعة لكن الأحكام المحيطة لها وجهة نظر أخرى ، فالتخرس الألسن، حقيبته الدبلوماسية تحوي خرافة الشكل المحترم لكنه أبعد ما يكون عن ذلك هو هيجان قمامة لا تند عنها سوى الروائح العطنة، لذا تبقى رئة المدخن بشراهة مأزومة بالنيكوتين، وخلاصة وجع مخفي لا يتوقعه لأن حضوره يجيء بلا موعد وعواقبه وخيمة.
****
التماهي في البقاء بمكان واحد، ليس دليلا على البقاء، بل هو إصرار على القباحة أحياناً، ومرة أخرى التشبث بتعلقات ما يوجد به الموضع ..
تتمترس خلف زاوية (أي زاوية) محاولة في اكتشاف الأبعاد النفسية المتأصلة في الذات، بُعداً يتجسد في الفراغ الطافي بين المرئي واللامرئي، عالمان متوازيان، انهمار عالق في ذاكرة معطوبة، لتسيد موقف يخشاه العارفون ويتكالب عليه الحمقى في لبوس الانفعال، لتصير حياة المحيطين بهم تشنجا يترتب عليه اكتظاظ بالأزمات المتوالدة عبر مخاض عسير، قصص من توجس وخيفة من مجهول عِبر إيجاد لوائح مزعجة من أوامر صارمة لا يفهم منها سوى التبعثر ..
خواطر تجول كما الأرقام المتراسلة في ذهن مكدود من تعب لا يتوقف، انفعالياته المتكررة تعكس ماضٍ مربوط بحالات استثنائية، أو تعبيراً عن أسلوب مهاجم ليغطي وجهاً كالحاً لم يعرف صفة التوادد ..
الشيء الوحيد الذي تبحث عنه، استعدادا لجزء محتمل السقوط من صدر منخور من الشك، لا يمكن تحديد ضرره، رجل لا يستجيب لعمل مجد، ربما يكون شيئاً نساه في زحمة أيامه ..ربما علق في رنة هاتفً، يحوي ذكريات، أرقاما، رسائل، ترافق سعيه في البحث عن خبر جيد يعيد الطمأنينة إلى نفسه المهدورة في مجرات مشاكله المعلقة ..يرسل نسخة من جهورية أفكاره العائمة خلف ضباب نهائيات التراكم التي لا تحصى، بناء يريد له البقاء رغم التذمر الخانق ..
في آخر الشارع كلم حالاته الطارئة عن أمور غامضة، عشق الألوان لم يحدد انبعاثاتها داخل روحه المأزومة، قد يترنم بأغنية عافها اللحن، إحباط جولة من التردد، سيقلب طاولة النرد ليحصل على زهر مكتمل ..
يبحث في ركام مميز لأمور غير مميزة، لا تقنع الآخرين لكنها في أحسن أحوالها استياء وتخلي عن معرفة مسبقة بعدم الإصغاء إلا لنفسه الضاجة بالشكوى، لذا يستجدي نصيحة مجانية علّه يحظى بفرصة سعيدة ..
****
المسافة بين الجدار والمكان الذي نجلس فيه يحتاج عشرة خطوات لأصل إليه حتى أبدل نوبة الحراسة، المكان بناية دائرة حكومية متروكة تمترسنا فيها بعد أن تقدمنا ليلا نحو شاخص للعدو كان يضع فيه قناصاً، الأرض الترابية هشة، الشجيرات المزروعة بعناية لا تغطي أجسادنا حين الوثوب ..
حجي عمران ذلك الرجل ذو الملامح القاسية واللحية البيضاء، يقول تركت بسطيتي في سوق الديوانية حتى التحق بالحشد.. يستطرد: لم تكن الفكرة مكتملة، لكنها كانت هبة عصفت داخلي من دون تردد .. يشعل لفافة التبغ .. أتركه .. أمضي نحو برج المراقبة، الأرض تبدو متموجة من هذا الشاهق .. أوراق النباتات تهتز .. المساء يقترب مع عتمته الأزلية ..
يقولون تكريت كانت قرية رجل يدعى سطيح، حاولت فهم معنى كلمة سطيح إلى أن ظفرت بكتاب قديم يتحدث عن ذلك .. لم يكن إنساناً مكتملا .. هيئته مسطحة .. كائن بلا عظام ..
تتحدث الرواية .. لكنه يتمتع بذهن متقد، يتنبىء بالأحداث، حينما جاءته البشارة ألقى جسده من السطح ..
أزت رصاصة قرب رأسي ، انتبهت، رأيت شبحاً أسوداً يتدحرج بين الشجيرات، صرخ حجي عمران لا تتراجع أنا خلفك أحميك ..
الجسد المتحرك أمامي كان مدولبا لا يمشي على قدميه بل يدور مثلما الكرة، صوبت البندقية نحوه، أطلقت رصاصتين عليه توقف كأنما أصيب إصابة بالغة، صوت أنينه يملأ الفضاء، يرجع متدحرجاً إلى الوراء ..
صوت عمران لم يكف عن التكبير، رائحة الليل تكسو الفضاء الواسع، يعاود الرجوع صاحب الجسم المسطح ليلقي نفسه باتجاه الجدار .. لتنير العتمة شعلة نار جراء انفجار جسده، بينما يبقى جسدي معلقاً على برج الحراسة، وتكبيرات عمران لم تتوقف رغم الرمي المستمر ..
تبعته الأجساد المسطحة، أشتد أزيز الرصاص وانفجار قنابل الهاون، اختلطت الأصوات، لكن أنيناً مدوياً ظل يرتفع كأنه يأتي من دهليز يغور في جوف أرضي بعيد، سلالة من فزع البشارة تحمل ملامح مشوهة، علامات تنبئ عن وجع لا يستكين.
****
مقبض الباب يحوي أصابعي التي حاولت سحبه في الشتاء الماضي، ما زال مفتوحا على مصراعيه، رغم تغير الفصل ليصبح الجو حارا يغزو دبق الحشرات، بصماتي تحمل أثر الطلاء، البارحة تذكرت النجمة التي كنا نرصدها من وراء الزجاج البارد، اليوم أختفت، لا أراها في مكانها المعهود، حاولت إرجاع الرتاج، لكن القفل صدأ من الإهمال وسقف الأمنيات تقلص حتى صارت بقايانا حجر ينزف ..
فصول تتقلب، أصابع تحوي رعشة مقبض، باب لم يغادر ناقوس ذاكرة تقرع بلا توقف، كل الأبواب موصدة إلا بابنا الأزلي مخلوع الضلفتين ..
– الليلة أغادر أطلب منك الصفح .. أبرأ ذمتي .. يدك لم تمل من التلويح بالمنديل الورقي، نظرات لم تتعب من التحديق الطويل نحو مديات ألوان مزخرفة ..
****
الليل دثار الرغبة، ما تحمله الفكرة هو أن تكوني بين ذراعي الساعة، أنصت لدقات الساعة .. تك .. تك .. تك .. ما بين الدقيقة والأخرى عالم يحلق في سماوات لا قرار لها، إسمك يتردد في هدوء الصمت، البارحة أيقظتني سيدة المنزل لتقول أراك قلق في نومك.. ربما أحلامك مزعجة .. لم أجد ما أجيبها به .. لأن طيفك كان يجسد وعياً مبهماً في تجاويف السكوت، ربما لو أفصحت لها عن حقيقة ما أعانيه لاعتبرته خيانة، ترى من يمسك خيط الوفاء .. ؟!.
الشارع المستدير نحو الأجمة التي عبرناها معاً قبل أسبوع يكتظ الآن بالمتظاهرين .. اللافتات تطالب بحقوق مفقودة .. أنا وأنتِ نفتقد أبسط مقومات التظاهر لأن حضورنا اللافت جريمة لا تغتفر، لا أحد يفكر بالحب في وطن فقد مقومات التواصل عبر هامش حياتي لا يعير أهمية سوى للكراهية والعنف، ما زال ضجيج المحتجين يملء الفضاء، خوفكِ الغريزي جعلنا نبتعد عن المكان، إرتعاشة شفتيك تفضح، اصطكاك أسنانك لتخرج كلماتك مبهمة، لنبتعد من هنا، لنغادر بسرعة العيون ترصدنا والأكف تلوح بغضب، لا ندري هل هم يريدون تحقيق مطالبهم، أم هناك من يريد وأد الحب في صدورنا .. تعال .. أرجوك لا تقترب منهم .. الشوارع الخالية تنادينا .. لا أحد فيها يحمل لنا ضغينة .. هناك قرب إشارة المرور عربات تحمل المصابين من هذا التجمع المتضارب، لا ندري من يحارب من ؟
الكل يصرخ بغضب، ونحن بينهم بذرة لم يحن وقت قطافاها، لذا أخاف أن تدوسنا الأقدام ..
****
التفاصيل الصغيرة تترك انطباعا عميقا .. أتذكر الصمت الذي انتابنا حين عمت المدينة فوضى الأحداث … رائحة البخور التي علقت بملابسنا تحوي سحب الأمل … من الصعب تحديد الطقس الذي مارسته مشاهد الصور الشخصية .. ليس من الضروري جلب التكنولوجيا نحو شباك البصيرة النافذة ..لأن اللقطات تقترب من النظر إلى فقاعة العقل .. زوايا المزار المقدس تشارك معنا مظاهر الاحتفال بقدوم المناسبة الحزينة بلا توقف .. يقولون قبل ربع قرن انهارت نظم كثيرة … تقدح شرارة الذكريات ..لما خرجت من المعسكر المقيت حتى ابتعد عن أهواله … كنت تنبضين في خاصرتي … شعور مطلق … عرفت حينها لا يمكن تعويض الألم .. والأضرار النفسية .. بسبب فقدانكِ عند حاجز حضيرة الإعدام ..

****
سائر إلى الزوال بلا مئذنة؟، بعد أن تجاوز النخلة السادسة فكر بالجلوس تحت أعذاقها الذابلة يدور داخله حوار لا يتوقف .. تحت أي سقف سيحين موعد الزوال؟، الجوامع لا تفقه الوقت لأنها أبنية من حجر، لكن المؤذن يداري جمرة المواقيت لأنها جزء من عمله، العام الفائت كان في العمرة والسنة يزحف على ركبتيه، لم تكن اعذاق نخلاته ترمي رطبا، عانى من الخشف الذي ترك النضوج وبقى معلقا على رأس نخلاته .. لكنها تبقى سامقة تلاعب سعفاتها الشمس، ما بين نخلاته والمئذنة صلة روحية تتعلق بظلهما الذي يتوارى عند الزوال فيتهجد بماء الوضوء ليحسب نفسه علامة مضيئة في مواعيد الصلاة ..كتب البارحة قصة عشق غير مألوفة تحصل بين جريد السعف ولبنة بناء المسجد كلاهما يوازي الشمس كأنها بوصلة تحدد مسار الأشياء…
يكتظ في مجرى النهار، ألق الاستغفار، وينعت البقية بالفجور، لكن الضياء يسع الجميع .. ..
****
إدراك كنه الأشياء لا يحتاج إلى كبير معرفة .. الحرارة تعني هناك نارا متقدة .. سحب قدميه اإى الخلف ليصير موقعهما تحت الأريكة الخشبية التي جلس عليها من فترة امتدت ثلاث ساعات، وهو يتمشدق .. بلغة طوباوية، يفسر الأشياء بنمط الثرثرة ليوهم الآخرين أنه يفهم حركة الدوران المطلوبة، صار علامة فارقة في البلاهة، حصل على لقب يغريه ..
من يرتزق المواقف يصبح أكذوبة، علامة من السخرية، ادعاء باطل، يزحف على ركبتيه نحو الظل المنحسر .. الجهد الذي بذله يعادل مسير فراسخ، تمتد مابين الرغبة والحلم كلاهما مؤرقان، الليل يوازي الوسادة، النجوم لعبة المحبين، وهو يعكف على رسم خرائط صماء ..
يا نخلة الدار الليلة سيوقد شمع الغياب، ستكون أول شمعة للذي يطلي مسامع الجلاس عن خرافة المكوث طويلا على كرسي ممدود وتحته قدميه .. القاعة المزخرفة بصور الرواد تحتسي عرق الغرف المعتمة على موائد السمار .. هاجس يراقب الباب الموارب لعل أحدهم يلتقط له صورة وهو على المنصة .. يفرك صلعته .. ربما سيحين موعد وصول إحدى الفضائيات .. يسمع الكثير .. ربما الجماعة يرشدوه إلى توأمان فقدا بوصلة الطريق .. الإخفاق يحجب الرؤية، لم يتعلم من طريق المرآة، كيف تنعكس الصورة فصار يتخبط في الحجرة المنزوية عند نهاية الدرج …
****
حينما تلقي بعض فضلات طعامك إلى القط الذي يموء عند الباب، يحسبه وجبة كاملة قدمت له، عندك يكون الأمر مجرد فتات، هذا هو الفرق في الشعور الجارح لكونه عنصرا من اللامبالاة ..يأتي الضوء منسابا عند آخر نقطة في الجدار المطلي بلون بصلي ليستلقي على خاصرة الأريكة المقابلة للباب الموارب دائما ..سمح لأصابعه أن تلامس شعرها الطويل، همس لها، أتعلمين كم أحتاج من الوقت حتى أكتشف أنك حقيقة أواجهها .. ما بين الجدار والباب ثمة أمل ينبض، يحرك مواء القطط التي ما انفكت ترصد طعامنا، لذا احتجت أن أقول لك سيدتي عالمنا يتوزع بين الفتات والشعور بالجوع، ولكِ أن تتصوري حجم هذا الفراغ المتشعب يغزو فراشنا أبوابنا الصدئة أرصفتنا المغلقة بأحكام من رجال يتمظهرون بالتدين .. لا تكشفي سرنا، فمراد القوم ذبح أحلامنا العتيقة في النفاذ نحو بصيص الضوء ..

****
تحلم كما الأشجار بالظل .. لا الشمس تغطي سفح أغصان مودتك .. ولا الأيكة التي احتميت بها حملت وجعك السري ..أيها القادم من رحم العتمة .. أتتك خيول الفجر .. تنبئ سنابك روحك بالرحيل .. تعجل ريثما يدور قرص البدر في ساحة السماء .. ودع زادك في خوابيه .. فالسفر طويل ..هناك تدور الرحى تنتظر مجيئك، عنفوانك، لتزحف الروابي نحو وجهتك وتصرخ : من الآتي مع الحشد الجميل ..
سليل الغضب أما آن لثمرك أن يينع .. لتزف البشرى للجميع .. الخواصر التي أرهقها الانتظار تحكي معاناة النهر حين حلً اليباب .. وجوه ليست من وجوه أهلنا .. استباحت شرف النخيل .. أيا ابن الصمصام لا تفطر في شفق الغروب .. فزادك في خوابيه ينتظر أن تلَم الشمل لينضج في القدور ..أنت من يرد الصاع صاعين لأبن الزنا .. أنت من نسل الفقار ولدت .. وأنت ابن حشد الأكرمين ..
****
تشرق الشمس كل يوم في بلادي، ومائدة الفرح محجوبة عن الفقراء، اكتظاظ الظن، علامة من علامات الانحسار، هناك حيث أبناء الإمام علي يبثون الرجاء، دماء تراق وأرواح تزهق ..
علَّ احمرار الشفق يندب ماء دجلة حين خضبه أنين شباب (سبايكر ).. بلا وداع مضت الجموع، بلا أكفان تلقتهم الأرض، ليس سوى نبرة عيد يتكرر يصدح من مآذن الدغارة، الله أكبر، وعلى وهج طريق الشامية ينزف الشك، وتتوجع الأمهات .. الله أكبر ..
عند حافة النهر صُبغت المساءات بلون الحناء، حيث كان ينتظر ولدي هلال زفافه عند موعد أجازته، قبل أن يلتحق بمقر عمله قال: لن أتأخر هذه المرة، لقد طال أمد خطوبتي واشتقت لعروستي .. كنت أحلم أن أرى نسله، أن يكون لي حفيد من صلبه، أشتري له الحلوى والهدايا .. شوق أمه يمتد حتى نخلة الدار، حيث تضع ألان شموع وداعه وهي تبكي بصمت ، وتردد بصوت موجوع
ردتك ما ردت دنيا ولامال .. ردتك تعدل حملي لو مال :
.. دموعنا لا تكفي .. وحزننا سرمد .. يناغي السعفات المائلة .. تحت لهيب شوقنا المفزوع من لهجة الوداع ..
أواسد الدكة التي جلس عليها .. آخر مرة قبل أن يودعنا .. أشم عطر أنفاسه .. بُني تعال .. لم أعد أطيق فراقك .. ما زالت عروسك تطلي راحتيها بالحناء .. وغرفتك التي جهزناها .. تحتفظ بعبقك .. ما زال السرير حيث وضعته بعيداً عن الشباك بالقرب من جهاز التبريد .. ولقد طلينا الباب بلون زهري .. أعرف جيداً كم تحب هذا اللون ..أخاف البكاء بصوت مسموع .. حتى لا تسمع أمك نشيجي وتبقى الليل بطوله تنتظر عودتك البارحة زرعت والدتك .. نبتة من زهرة تحمل ورود حمراء .. قالت : حينما يعود سيفرح لرؤيتها .. لم يعد باب غرفتك يئز .. فقد دهنته . . يمكنك أن ترى ذلك بنفسك .. تعال ستجدنا نشعل البخور كل ليلة حتى ندفع عنك الحسد .. طقطقة الحرمل تفزع الجن .. تعودنا على ذلك مُذ كنا صغاراً .. القمر في المحاق غداً سيظهر الهلال .. لذا سابقي باب الدار مفتوحة .. أنتظرك ولدي هلال .. فلا تغيب ..

****
اعتدل على سريره نهض من فراشه .. أشعة الشمس تصل أسفل المغسلة في المطبخ، حرك عضلاته .. ليعيد نشاطه .. على يمين الحوش وضعت الكراسي البيضاء .. كأنما تنتظر ضيوفا مقبلين .. أو موعدا سيحين بعد قليل .. أصوات أطفال يلهون في الزقاق .. دفع رتاج الباب .. شاهد جارهم يدفع القمامة أمام بابه .. بمكنسته الطويلة
صباح الخير .. جاري الجميل
آسف لم أقصد وضعها قبالة داركم
لا عليك عزيزي
تطلع نحو اليسار .. ثمة بعرات قرب فتحة المجرى الرئيس .. خمن إنها لكبش
لم ير حيوانا .. لكنه رأى أثره .. قد يكون أحدهم قد وفى نذرا برقبته ..
الصغار سعداء .. الرجال لبسوا ثيابا جديدة .. واحدهم يحمل لحما في إناء معدني .. حقا إنها مناسبة سعيدة ان يتغير الناس بهذه السرعة ..
حياه رجال الحي بأذرعهم المرفوعة في الهواء ..
أسعد الله أيامك ..
ألا تذهب إلى الجامع ؟
ما المناسبة ؟
نصلي صلاة العيد ..
فكر طويلا القمامة مازالت في مكانها .. رأى البعرة ولم ير الكبش. . .
بقي شيئا واحدا لم يفهمه .. ألم يوزعوا لحم الأضحية .. أغلق الباب وعاد إلى سريره لينام ..
الصمون
دفع الستارة المغلقة .. دخل الضوء الحجرة المعتمة
هل أجلب الصمون؟
نعم ..
أخرج النقود من جيب سترته المعلق على مسمار تحت الساعة الجدارية .. تشير عقاربها أن الوقت العاشرة صباحا .. لقد تأخرت في النوم .. تحدث مع نفسه .. فرك رأسه الأصلع ماضيا نحو الفرن .. الزقاق شبه فارغ . . صادفته امرأة تسير مع طفلتها تحاشى النظر إليها. . يكره التحديق في الوجوه عندما يخرج من المنزل .. مخبز الصمون مزدحم .. بأطفال صغار دون العاشرة من عمرهم .. وقفوا ينظرون الى الفران باهتمام .. متى يصلني الدور حتى أحصل على الصمون ..؟، ظل يفكر بطريقة يتخلص بها من الانتظار .. الكل يتابع عامل المخبز كيف يؤدي عمله خارج المكان .. في الجانب المقابل قطتان تحتميان تحت ظل شجرة .. فجأة دب الخلاف بينهما .. تصاعد صوت موائهما .. انتفض الأطفال نحوهما فرغ المخبز .. تقدم نحو العامل ..استلم كيس الصمون ومضى .. فيما بقي الصغار يتابعون عراك القطط ..

***
ثمة وشائج زرعتها نوافذ كلمات الكراس مابين ما يتحسسه صمد وما يحدث في الواقع . سسيولوجيا الاحتلال كشفت عمق الهوة بين الطواشة والعولمة . الفرق يكاد يصل في البعد الزمني الى قرنين .
بدت علاقة صمد والسيد تفتر . ولم يعودا منسجمين كالسابق كثرت النقود من تغيير عمل الطواشة . أخبر أحمد تحسين بسرية تامة :

• لقد شارك السيد مجموعة من المتنفذين بوضع باخرة في رأس البيشة لينقل إليها النفط المهرب بسفن صغيرة وأطلقوا عليها الطواشة !
• وما سيكون عملنا ؟
• نحن من يدير العمل
• وصمد ؟
• انتهت صلاحيته ..
أطلقا ضحكة مدوية ..
جمع صمد ملابسه واختفى في ليلة غاب عنها القمر . لم يعد أحدا يسمع عنه شيء ..
***
في الجمعة التي سبقت شهر رمضان . حضر تحسين مرتبكا ليخبر السيد :
• لقد وجدت عفيفة مذبوحة على فراشها
• من فعل ذلك ؟
رفع ظاهر يديه ومدّ بوزه تعبيرا عن عدم معرفته . طلب منه ان يحضر خطيبته ويقيما في غرفة صمد ..
أخذت الثروة تزداد مع ارتفاع أسعار النفط وتدهور الأمور بشكل مخيف .. قرر السيد الانتقال الى إحدى الدول المجاورة ليقيم هناك ..
ابقي احمد وتحسين يديرا أعماله ومتابعة عمل الطواشة
وقبل مغادرته أمر بتجريف البستان .. يباع نصفه قطع أراضي سكنية والباقي يبنى عليه (مول)!
*****

فرضت العولمة أقدامها على الواقع المُر وصار السيد يتحكم بأسعار العقارات من خارج البلد .. فيما فتح احمد وتحسين مكتب وسط المدينة يتابعان تهريب النفط الى الطواشة .. سارت الأمور هادئة بينهما الى أن تعرفا على إحدى بنات الليل . فدب الخلاف بينهما .
تدخل السيد لحل النزاع . فقرر الفصل بين عملهما ففتح لكل منهما مكتب يدير عمل خاص به تحت وصاية السيد
من القضايا التي طرحها عليهما فتح قناة تلفزيونية .. سارعا الى طرح اسم صمد أجاب بهدوء :
• صار من الماضي لم يعد ينفعنا
• لكنه كان مثقفا على درجة عالية
صرح بذلك احمد متطلعا نحو تحسين الذي بدا رأسه كراس ثور لا يفقه شيئا
• ابحثوا لنا عن مثقف نستخدم إمكانياته ..
• إنهم كثر يملؤون المدينة
• اعرف صخبهم اكبر من انجازهم
تحرك تحسين من مكانه . بمحاولة منه إثارة انتباههما قال بصوت متحشرج :
• حنان حامل ..
صرخ الاثنان بصوت مسموع :
• هل تزوجتما ؟
• لا .. لكن حصل خطأ
رد السيد على الفور :
• حصل خطأ .. بل كنت تعاشرها كعشيقة ! واستطرد بلهجة آمرِةَ :
• احضرها الى الفندق الذي أقيم فيه .. وأضاف :
• أمامك ثلاثة أيام تكمل جواز سفرها وتسلمه لي .. صار مفهوم .. قالها بنبرة حازمة .
لم يكن أمام تحسين إلا الرضوخ مجبرا . وهو يشعر بغليان معدته .. من الصدمة . استمر السيد بذات المستوى من الكلام :
• سآخذها معي .. لتعيش بعيدا عن أعمالك الدونية ..
****
استغرق البحث عن مثقف يتفق عليه شهرا كاملا . فقد بذل احمد مجهودا كبيرا حتى عثر على أبو الطيب لأجل مهمة أنشاء قناة تلفزيونية ..
اتفقا أن يتكفل أبو الطيب بجميع مهام بدأ من الرخصة وشراء الأجهزة والمعدات وتحضير الكادر .. تبقى مهمة احمد دفع المبالغ والأجور بعد مراجعتها من قبل محاسب أتفق معه لهذا الغرض ..
مضى أسبوع و أبو الطيب منهك في عمله . لكنه كان بحاجة الى معاون يجيد مفاصل العمل بدراية . فكر ليس هناك سواه . صديق مقرب . لكن ليس من السهل أقناعه فقرر أشراك أحمد معه للقيام بهذه المهمة . حددا موعدا وذهبا إلى المقهى التي يرتادها .
المواعيد أوقات طائفة بين الصدفة والتحديد . الساعات تمر لا أثر لما حضروا من أجله :
• كل يوم هنا كتمثال من طين يجلس هناك على ذلك الكرسي المعزول .. قال أبو الطيب بنفاذ صبر ..
• أليس هناك غيره ؟
• هذا أستاذ الكل .. عمله معنا مكسب للقناة ..
• أتصل على موبايله ..
• هو بعيد عن تسويق العولمة ! مازال مخلصا لجذوره ..
• لقد تأخرت لدي عمل كثير ..
المقهى شبه فارغة .. أصحاب البسطيات يتثاءبون وقت الظهيرة . القيلولة أغفاءة لها سطوتها .. تبقى أصوات منبهات السيارات تضج لتتخلص من ازدحام الساحة بأتجاه الجسر المنحني الى الطرف الأخر ..
• حينما يأتي صاحبي أخبره أني انتظرته طويلا ..
• صار أستاذ
ردّ عامل المقهى وهو يستلم ثمن المشروبات .
تبقى الظهيرة نقطة كسل في زخم الأسواق المتداخلة بمسقفاتها المرتفعة . البضائع المعروضة تظهر ما تفعله العولمة في هذا الضخ السلعي المتزايد . ويقابله السحب المتمثل بالقدرة الشرائية . شيء يكمل شيئا في دوران متسارع .. حركة دائبة لا تعرف التوقف .
حالة التشتت التي يعيشها تحسين جراء فقدانه خطيبته حنان جعلته يتعاطى المخدرات . لأجل ذلك نزل ثانية الى القاع بحثا عن مروجيها . أنه يكرر نفسه في دورة معكوسة ترجع الى الأيام التي سبقت قتلهم سطهأسطه خضر خنقا . تعاوده الكوابيس .. ليختل طريقه نحو المجهول .
عند العصر تدب الحركة في الشوارع والأسواق المكتظة . في طريق الصدفة يلتقي أبو الطيب صديقه الأثير ..
• لم أبق ِ مكانا إلا وبحثت عنك .. وأضاف
• حتما أنك جائع .. لنذهب الى المطعم نهاية الشارع عندي لك مفاجأة !
• مفاجئتاك لا تنتهي هل عثرت كنز
• تقريبا .. وستشاركني فيه
• الله ما هذا السعد الذي هبط مرة واحدة
• غدا ستبدل ملابسك وتحلق لحيتك واصطحبك الى المغارة حيث كنز علي بابا
• ارجو أن لا تكون كهرمانة موجودة
• وإذا كانت حاضرة
• لن أذهب معك
• لماذا ؟
• لأنها ستلقي الزيت الساخن على رؤوسنا
ضحكا بصوت عال أُثار انتباه من في المطعم . راح يؤكد له موعدهم .

في اليوم التالي مرَّ عليه في غرفته البائسة . كان لا يزال يغط في نومه . فصاح :
• أنسيت موعدنا .. أنهض فقد جلبت لك ملابس جديدة
أفاق بتكاسل . خرجا بعد تغييره ملابسه . ذهبا الى الحلاق لقص شعره الطويل وحلاقة لحيته ..
بدا أنه أستعاد وسامته .
• لم يبق سوى تناول الفطور
• على عجل الرجل ينتظرنا
ركبا التاكسي . خاطبه أبو الطيب :
• لما تعبر الى الضفة الأخرى أستدر نحو اليمين عند العمارة الثالثة توقف
البناية تتوسط الشارع الفسيح . أستقبلهم الموظفين بترحاب واضح .
• هل المدير موجود ؟
• نعم
• أبلغه أبو الطيب في الاستعلامات
• السكرتارية يقولون ليتفضل المدير بانتظاره

المكتب الفخم وطريقة الإنارة والأثاث الباذخ يدل على أمكانية مالية عالية .
دخلا الى غرفة احمد مدير العمارة الفارهة الذي نهض من كرسيه مرحبا
• أهلا ومرحبا
قبل أن يصافح أبو الطيب . وقع نظره على الشخص المرافق له . صاح باستغراب :
• صمد ..!
من زمن بعيد لم يلتقيا احمد وتحسين . الصدفة جمعتهما سوية في تجمع انتخابي وكانت فرصة لهما أن ينسيا خلافهما . ووسط إصغاء احمد راح تحسين يسرد محطات حياته ليبرر ما يعانيه ويبدد ما يحاصره من إحباط مؤذِ ساردا مأساته (…)
(…)
****
دائما الامور لا تسير كما مخطط لها
هكذا فكرت وهي تسير نحو دائرة الاحوال الشخصية . في بطنها بذرة ترفس
حملت قيد سجلي المدني واجهت الموظف المسئول بحث عن بصمة أصابعي بعد ان دقق طويلا في الأوراق البالية القديمة رفع رأسه حدق في سحنتي صرخ بغضب : ما هذا .. ثم ألقى قلمه على المنضدة تركني وخرج ..لا ادري لم تذكرت هذه الواقعة بعد تأزم علاقتها مع احمد وانتهاء ما بنيهما اكتشفت انها حامل . نبراس عملت في الشركة التي يديرها احمد بعد معاناة مرهقة بين أب غارق في مرضه وأم أجهضت حياتها بحادث سيارة واربعة أخوات تزوجن من زمن بعيد ورحلن في أرجاء نائية حتى أصبحن غريبات عن البيت المكلوم
أحست أن مشكلتها في البقاء الحصول على هويةأحوال مدنية للجنين الذي يكبر في بطنها يوما بعد اخر بعد تنصل عشيقها عن رابطهما ..
سلوتها في الليل البهيم امار بثقله عليها متابعة أخبار فاقدي الجنسية تبقى حتى ساعة متأخرة تتصفح على موقعي جوجل وياهو افزعها الخبر المنشور على الياهو بقيت تتابع الاخبار التي جاء فيها :

سمعت عن ابي عن ابيه عن ابائه .. ان امير المؤمنين علي بن ابي طالب قال : الذمي ان لم يكن اخا لك في الدين فهو نظير لك في الخلق .. فكرت بطريقة حزينة
رجع الموظف الى مكانه متاففا .. اردف يقول : جنينك ليس مواطنا واوراقك التي جلبتيها لاتثبت شيء وبصمة اصابعك مشكوك فيها ..
• ايعني هذا اني لست بشرا مثلكم .. الا تراني اتصرف كما تتصرفون ..اتعلم يا استاذ ان هناك من يفكر بنا .. ويقول انه يعمل لاجلنا غير اني لم المس شيئا لكن الانباء اكدت ذلك ..
ظل محملقا في سحنتها لايفقه شيئا في حين ظلت خيالات متابعتها التصحف تدور في ذهنها المكدود كصور متلاحقة ومتداخلة لا تستطيع تمييزها ها هي العولمة ترينا مصائب الناس فتهون علينا مصيبتنا . العمالة من سوء المعاملة أو الاستغلال أو خداعهم أو انتهاك حقوقهم بأي شكل من الأشكال، ودعم الضحايا بتقديم المشورة وتعريفهم بحقوقهم المكفولة نظاما، وإيضاح العقوبات المترتبة على مرتكبي هذه الجرائم سواء من أصحاب المنشآت أو من أفراد المجتمع وعلى الممارسات المؤدية لها وخطورتها.
****
كنا نظن الطواشة ميزتنا لكن يتكشف لها الان لاحدود تحده عالم مبني وفق نسق واحد لا تتغير فيه الا السحن واللغات..
بقي موظف السجل المدني صافنا لا يحرك ساكنا تطلع نحو الحائط المقابل كان متسخا من الاحبار التي يمسحها المراجعون الذين يضعون اصابعهم في الصطمبة لتأكيد بصمة اصابعهم بانهم مازالوا احياء ويتمتعون بحقوق المواطنة .. لكن لم يخبرهم احد عن انسانيتهم وما صلة ابائهم بالطوطم الذي كانوا يعبدون ,, “.

:

الاسم : صالح جبار خلفاوي
مواليد : بغداد 1954
بعض من إنتاجه:
سامضي رواية 2004
صلاة الليل مجموعة قصصية 2005
همس الدراويش مجموعة قصصية 2008
مواسم الخروب مجموعة قصصية 2010
توما هوك رواية 2014
سيدة المطر: مجموعة قصصية مشتركة مع الجزائرية سندس سالمي
شذرات مجموعة قصصية قصيرة جدا
سرديات نخلة رواية مشتركة مع اللبنانية سامية خليفة 2017



#صالح_جبار_خلفاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموج
- ‎باديتي في بهلول سيرة لخضر خلفاوي
- حوار
- ما ورد في صحاح مسيلمة
- رواية سامضي مع دراسة نقدية اكاديمية عنها
- سيد منيهل
- لقاء عبده حقي لموقع الكتاب المغاربة مع الكاتب صالح جبار خلفا ...
- عبد الرحمن
- صلح الامام الحسن ومعاوية قراءة معاصرة
- شذرات
- القاضي حسين الموسوي ومذابح الارمن
- الامام الحسين ويزيد بن معاوية قراءة معاصرة
- خديجة بوغودوم
- نصوص
- امكنة
- الموشور
- درس خصوصي
- استمارة الروائي
- أي زاوية
- قراءة في رواية توما هوك


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار خلفاوي - الطواشة