أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار خلفاوي - القاضي حسين الموسوي ومذابح الارمن














المزيد.....

القاضي حسين الموسوي ومذابح الارمن


صالح جبار خلفاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5887 - 2018 / 5 / 29 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


[email protected] ·ملاحظة – كل ما يرد من اسماء او احداث متطابقة مع الواقع لاتخص احدا انما هي من نبت الخيال
القاضي حسين الموسوي ومذابح الأرمن
صالح جبار خلفاوي
يقولون ان الجندرمة كانوا يذبحون الأرمن بلا رحمة ويخربون بيوتهم لا لشيء إلا إنهم أرمن .. وارتكبت فضائع يندى لها جبين الإنسانية ..
تذكرت ذلك حينما أغلق الهاتف بوجهي متوعدا .. استغربت موقفه المتشد د الذي لا مبرر له سوى انتفاخ الأنا عنده الى درجة يتصور فيها كل رد عليه عدائي ومقصود لا يترك للصدفة مكان تحبو فيه مع مجايليها من الأفعال الأخرى التي رسمتها الطبيعة في وفرة الأشخاص الذين يتكلمون بتلقائية دون ان يؤذوا احد ..
بدت الحكاية معه بعد ان حضرت ابنة أخيه الى مكان عملي طالبة مني مساعدتها قائلة :
سألت عنك اخبروني انك نزيه ومنصف ..
ما مشكلتك سيدتي ؟
والدي استلم قرضا من المصرف مقابل حجز دارنا .. سددنا ما علينا من ديون لكن لم يرفع الحجز عن البيت ولم يتوقف الاستقطاع في تحصيل الدين المفروض ..
اللون اللامع لحقيبتها اليدوية يعكس الضوء المتسرب من الشباك الذي يقع خلف المنضدة التي تفصل بيني وبينها ما يجعلني أغمض عيني اليمنى فيما اليسرى أتمعن بها نحوها .. يبدو أنها تعدت العقد الثالث شعرها الأصفر مصبوغ بعناية المكياج الذي يغطي ملامحها اظهر معالم أنوثة جميلة ومحببة ..
في بداية الصيف المنصرم كنت على علاقة افتراضية مع صديقة من بلاد السنغال عربية الأصول .. أبانت لي عواطف شتى ..
في الفترة الأخيرة من هذه العلاقات العابرة .. طلبت مني الارتباط .. حسبت انه طلب مجنون لصعوبة تحقيقه .. سألتها عن السبب .. أجابت إنها لم تعد تتحمل وسوف تنزلق الى علاقة مشبوهة .. بعد يومين أرسلت لي صورة كوب مهشم .. كتبت جواره :
انتهى كل شيء فقد انزلقت مع أفريقي يطفِ نيراني كل يوم بلا كلل .. أنهت صداقتي بكبسة زر كما قالت ..
تصحو عوالمنا على لقًط متنوعة مثل زائرتي .. التي أخرجت الموبايل من الحقيبة اللامعة صارت تتكلم بصوت منخفض يجعل ساقيّ الهزيلتين ترتجفان تحت المنضدة ..
احضروا اضبارة التسليف الخاصة بها .. رحت أراجعها بهمة .. فيما بقيت هي وموظف التحصيل الذي جلب الاضبارة يتكلمان بصوت مسموع عن معاملتها ثم بدت النبرة تخفت بهدوء مريب..
جلسا متجاورين نظراتهما رسول من رغبة محسوسة .. بقيت غارقا وسط الأرقام المتراكمة .. أنهيت التدقيق .. الحق الى جانبها التقصير واضحا من المصرف .. كتبت هامشا بعد ذلك سلمت الاضبارة للموظف خرجت معه رمقتني بنظرة أحسست معها ان القلم يكاد يسقط من يدي ..
في الساعة العاشرة صباح اليوم التالي وقفت أمام منظر الجسر الذي يقع خلف البناية التي اعمل بها .. أراقب الازدحام المروري .. رنّ الموبايل المتكلم ذا صوت أجش اسمعه لأول مرة ..
شكرني كثيرا على ما ابديته من تعاون واظهار الحق لابنة أخيه .. قبل ان ينهي مكالمته أضاف :
المتكلم معك القاضي حسين الموسوي
لا اعلم لم في وقتها كرهت الوظيفة والعمل في الدوائر .. أحسست بهلامية الأشياء وعبثية ما يدور .. لو كان الأمر يخص فقيرا هل اتصل أحدا لأجله ..؟ تسالت داخلي ممتعضا بلا إجابة .
أحاول عبثا الاتصال بصديقتي الافتراضية وحشتني أمسياتها المليئة بالقصص والحوادث التي ترويها .. أفكر دائما ثمة رابط بينها وبين قريبة القاضي الأولى بصوتها وغنجها والأخرى بنظراتها .. عاملين مرتبطين ليشكلا وحدة تطفو في هياكل فارغة ..
أحيانا يكون بعض الحديث غير ممل ويشعرك بالراحة مثل الأحاديث الدينية السلسة .. لكن الشعور بالتناقض مع الجو المحيط يمثل شوكة تنبت بين أصابع القدمين تمنعنا من السير .. هكذا وجدت العلاقة مع القاضي حسين الموسوي ..
حاله حال الجندرمة العثمانية تذبح الأرمن باسم الله .. وكأنهم يذبحون شياه
وضع بائس القتلى بلا عدد والنساء يسبيّن ويغُتصبن بدون ذنب سوى إنهن ارمنيات .. يا ناس هؤلاء خلق الله .. لم كل هذه الفظاعة ؟
الرابط بين الجندرمة والقاضي حسين طبيعة التفكير كلاهما يعتقد انه مع الله وطريقه طريق الخلاص ..
لم أر الرجل لكني أحسه مع كل إساءة تصدر من مسؤل حتى وان كان شرطيا .. انه تعبير مكرر لفظائع الجندرمة .. جسدَ لدي بذاءة الهكر .. يسيء الى الآخرين دون أن يراهم .. أو يعرفهم ..
معادلة تفترض اختلال القيم وانحسار نسيج الأخلاق لتظهر عورات متدنية .. تحتار في توصيف ما يحتويه من عطب ..
عشرة مرات كررت عليه .. تفضل سيد ما تحتاج .. يزعق في أذني كيف تنكر معرفتي ! اجزم صادقا أني لا أعرفك .. أرجوك لا تذبحني كما فعل الجندرمة .. أتوسل أليك الله لنا جميعا فلا تضعه في خانتك .. وتحرمنا منه .. كيف أوصل لك مشاعري وأنا لم أراك ؟
حينما يحل المساء .. اهرب الى البيت اختبئ خلف جدار مظلم وأصيخ السمع صرخات الجندرمة وضحايا الأرمن تتداخل صوت يعوى في أذني سأذبحك .. كيف تنكر معرفتي ؟
همس يأتي من خلف الدولاب .. انه صوتها صديقتي الافتراضية تستحم مع عشيقها الأفريقي وقت الغروب على ساحل البحر .. هل تسمحين لي بالمكوث معكم .. تغلق حسابها في الشبكة ولم اعد اسمع إلا الضجيج عين ترصدني برغبة مكبوتة لامرأة باهرة الجمال لكنها أضاعت أنوثتها في مفرق الطريق ..
استمر هاجس رد الفعل داخلي .. عما يمثله هذا القاضي اللعين .. اشعر انه يود إبادتي دون رحمة .. أو يطالبني بدفع الجزية خلافا للشرع .. اليس هو قاضيا ..
انه ألان يمتلك سلطات واسعة يستطيع من خلالها أن يجعلني ارمنيا فيما يكون هو من أقارب الخليفة يصدر الفرمانات بإبادة جماعية جديدة نترحم بها على ضحايا الأرمن ..



#صالح_جبار_خلفاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامام الحسين ويزيد بن معاوية قراءة معاصرة
- خديجة بوغودوم
- نصوص
- امكنة
- الموشور
- درس خصوصي
- استمارة الروائي
- أي زاوية
- قراءة في رواية توما هوك
- مستوعب المراسي
- رواية توما هوك
- السيرة الذاتية للروائي صالح جبار خلفاوي
- البحث عن ملاذ
- نصف فم
- الشعرة


المزيد.....




- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار خلفاوي - القاضي حسين الموسوي ومذابح الارمن