درس خصوصي

صالح جبار خلفاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 20:11
المحور: الادب والفن
    

درس خصوصي
صالح جبار خلفاوي

هو جارنا ليس جارنا تماماً لكن حينما اخرج من زقاقنا يصادفني بيتهم الذي يتكون من طابقين وباب واسع مطلي بلون بصلي يعمل مدرس رياضيات كثيراً ما أرى الطلاب يتجمعون أمام دارهم .. عرفت أنه يعطيهم دروس خصوصية رغم أني سمعت أن مدير مدرسته طلب منه أن يقسم بالقرآن أن لايفعل ذلك لكنه .. حلف على على المصحف بأن لايفعل لكنه عاود أعطاء دروسه الخصوصية ..
في العام الفائت أصيب بمرض السكري بسبب صدمة أختلفت الروايات عنها .. مرة قيل أن مفتشاً من وزارة التربية حضر الى بيته واكتشف دروسه الخصوصية واحاله الى التحقيق وأخرى تقول أن أخته العانس خرجت ولم تعد ألا بعد ليلتين وو .. الكلام كثير في هذا الشأن المهم أنه أصيب بالمرض وبدا واضحا عليه أذ هزل جسمه ..
سافر في العطلة الربيعية الى أيران وأخذ معه أحدى بناته العشرة .. لما عاد كان يتكلم عن حمامات الساونا وحرية النساء هناك في ركوب الدرجات النارية رغم أنهم يدعون بأنه دولة أسلامية كان يسهب بالحديث عن المدن التي مّر بها .. أصفهان وتبريز وقم التي لم يمكث بها طويلا .. أستوقفته مدينة كرمنشاه قال أنها مدينة رائعة .. ولأن العطلة الربيعية تصادف في شهر شباط أخذ معه ملابس شتوية لكنه نسي أن ينبه أبنته على ذلك مما اضطره الى ان يلبسها ثيابه .. لكن المشكلة ظهرت في ثيابهم الداخلية كيف لهم أن يتبادلوا بها .. لذا قرروا التخلص منها والنوم في الغرفة الدافئة عرايا ..
يوم الجمعة قبل نهاية شهر نيسان قرر أن يذهب الى الباب الشرقي ليتسوق ملابس داخلية لعائلته .. بعد أن قبض أخر قسط من أحد طلابه في الدروس الخصوصية .. حينما عاد بها اكتشف أن مقاسات عائلته قد أختلفت فقد انتفخت بطون البنات .. حاول أن يجد مبرراً لما حصل .. قبل أن يعرف الحقيقة سمع طرق على بابهم الرئيسي فقد بدأت الحصة الاولى من دروسه الخصوصية .. دخل الطلاب وهم يحملون ملابس داخلية بأحجام تلبس بناته بدون أية معوقات ..

#صالح_جبار_خلفاوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل