أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار خلفاوي - مستوعب المراسي














المزيد.....

مستوعب المراسي


صالح جبار خلفاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 15:12
المحور: الادب والفن
    


مستوعب المراسي
صالح جبار خلفاوي
يتسلق جدار الخوف وسط أرتعاشة نتوء بذرة يتحسسها وسط هلام أفكاره .. تستوطن بقايا سلالات تحفر اخاديدها .. تمشي الى مصب مرسوم بعناية .. حيث ركام الانزواء .. يشي عن أبتهالات لم تنجز الحانها ..
يتناول أيحاءات مبهمة .. تسكن في تجاويف لم يعهدها .. الحلم عنده مرارة تكبل شهيق عشبة تتوق للسير في ذلك الطريق الفسيح .. حيث أشجار الكالبتوس لها حفيف يحمل أمنيات يعصرها .. لسيدة قد تأتي وقد لاتأتي ..
مُذ عرفها صارت له عنوان مدينة .. لكنها لم تمنحه الفرصة التي يتوق لها العشاق .. يحملها داخله قميصاَ موشى بزهور ندية .. يحسبها فرصته الاخيرة ..في مثل هذا الوقت من العمر الذي ناهز قمة الخريف من تقبل به ..
موعدهم صباح كل خميس الساعة الحادية عشرة صباحا.. أمام كشك الجرائد .. يتصفح الوجوه وعناوين الصحف ريثما تحضر .. كأنها نسمة باردة في جو خانق ..
حينما تحضر .. يخضّر عند حافة الجزرات الوسطية أوراق الاشجار الممتدة على امتداد البصر .. يصير النهار عنده بلون أبيض وطعم العسل ..
يبحث عن منفذ وسط هذا الزحام ..يدفع المحيطين حوله بكلتا يديه .. العرق المتصبب .. قواه الخائرة لاتسعفه .. يجد أمامه هذا الوجه المسعف .. نسمة باردة تنداح في رأتيه ..
الطريق الطويل مسدود المنافذ الا فتحة نقع في الجهة الاخرى .. ثوبه المتسخ يبلله العرق ..بشعر باليد التي كانت تسنده قد أختفت ..يا الله ما أفعل الان ؟
تمتم بحزن سحنته الداكنة ازدادت سواداَ ..يبقى محاطا بالافواه الفاغرة والانوف التي تشم رائحة العطن المنبعث من أجسادها المنهكة ..
لاحيلة له سوى البقاء معهم في هذه الرحلة الممقوتة .. أنهم نسيج يتشكل من أمراض تحوي ديدان النفاق .. وعلامات الزهو الفارغ .. أشنات من طحالب الغيبة والنميمة .. لكنه يبقى يبحث عن وسيلة تحمله خارج طوفان مزابلهم ..
دائب الترقب ربما تحين الفرصة في المنعطف القريب .. ثمة سدرة تقف بجلالها .. تشعره بالراحة لكن ثمة من يغمزه أمام قوارض تشبه البشر .. تحاول السنتهم أن تلوك أنحساره تحت الشجرة الباسقة .. لايملك سوى الدعاء ..
أي سلطة تمنع الجرب من غزو المدينة .. دعارة الالفاظ أستباحت المنافذ المفتوحة والمغلقة كلهم توشحوا بالخواتم .. صارت أيقونة لمعرفة المتدينين في الحواري المنسابة بين قواطع الكونكريت ..حمى الموت أقرب لبدنه من هؤلاء الذين يسكبون قذراتهم في الازقة ولا منغذ يؤدي الى الخلاص .. ربما موعد الساعة لم يحن ..
أحيانا يصير الغثيان أرجوحة مسلية .. البارحة حين مشى في ذات الزقاق ترصدته أعين جوفاء لاتعرف للرحمة معنى .. يسمع شخير أنوفهم .. ما هذ الوجع يارب .. لحاياهم أقنعة زيف .. اثوابهم حائلة اللون خلاصة اقتباس صور بائسة ..
الشمس لاتتوقف غن ارسال اشعتها .. بينما تبقى البنايات غارقة بالحر الشديد .. لم يبق له غير الانزواء على قارغة الطريق .. لايملك معولا يحفر به خندقا لينفذ منه .. لذا يبقى يلوك الحكايات بلا توقف ..
أخر مرة حين شاهد الرجل القمميء صاحب محل بيع الزجاج .. كان يشكو من مفاصله .. ربما هو يعاني من وجع لايتوقف لأ ثمة أصفرار وشحوب يعاني منه أيضا .. هكذا حدثه الصيدلاني البشوش ..
حالات متكررة تكشف مدى ترسخ ما يعاني منه .. في تقاطع الطريق الذي يفصل الحي الى شطرين متساويين يفحص المارة بعينه الصغيرتين .. السيارات تمرق وزعيق اصوات ابواقها يملء الاجواء ..
تأتي من خلف هذا الضجيج .. تسير كما عهدها بهدوء مفعمم برزانة امراة تجاوزت الاربعين .. الشوارع المحيطة تزهو ببراعم فرحه .. عند اخر أستدارة يكون موعدهم قد أنتهى .. لأن طليقها أكتشف سرهما .. العيون ترصد خطواتهما ..
الترابط الحاصل بينهما سِر لايعلمه سوى الشجر الرابض تحت هذا الوهج والوجوه الاليفة .. كذلك تحتفظ بملامحهما شرفات عيادات الاطباء .. وربما زعيق شاذ من شواذ الكراجات العمومية .. لكنهما أبداَ يمثلان بريق وطن يمضي نحو مسار مجهول .. لايعرف قراره سوى الله والراسخون في أذية الابرياء في سرقة لقمة عيشهم ..
أولئك الذين تسلطوا على سدة الحكم لينهبوا أصول دولة في طريقها الى الزوال .. حتى يهنؤا بلقمة الزقوم .. فيما يبقى الاحبة تحت ركام جموع تبحث عن أمل مفقود ووطن مزقته الجراح ..
فمن يوقف تداعي أنزلاق تاريخ مكان كان فيما مضى يسمى وطن أسمه (العراق ) او بلاد الرافدين .. وأيضا أرض السواد .. ربما هناك من يوجعه قلبه .. لأن المراسي لم تعد تستوعب القادمين الجدد وما اكثرهم ..



#صالح_جبار_خلفاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية توما هوك
- السيرة الذاتية للروائي صالح جبار خلفاوي
- البحث عن ملاذ
- نصف فم
- الشعرة


المزيد.....




- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار خلفاوي - مستوعب المراسي