أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار خلفاوي - خديجة بوغودوم















المزيد.....

خديجة بوغودوم


صالح جبار خلفاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5819 - 2018 / 3 / 18 - 10:40
المحور: الادب والفن
    


عند جهينة الخبر اليقين
ان الذين جاءوا بالإفك عٌصبة مِنكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خيُر لكم .. الآية الكريمة
صديقي
لا كل ما يسمع حقيقة ولا كل ما يسمع صدق وانت ادرى بالحال .. ايعقل ان يصدر مني مثل هذا الفعل وانت القريب . . لهذه الأفعال سِماتُها فهل لاحظت ولو اشارة منها على شخصيتي .. اعرف انك ستجيب بالنفي .. لأنك واثق من افعالي وسلوكي على مدى اعواما قضيناها سوية كأخوة ..ان ما يحصل معي يا اخي الكريم تسقيط اجتماعي لسبب اجهله ولا اعرف مصدره من اين لي ان اعرف ونحن في غابة تحكمها شريعة الغاب .. حيث ينطبق الوصف القرآني ( أيُحب أحدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا .. الآية الكريمة )انهم يفعلون ذلك بإصرار مقيت .. ولا حول ولا قوة الا بالله ..
يَعزُ عليٌ ان تصدم بسماع كلام كذِب عني .. تصورت انه سيزيد علاقتنا رسوخا لأني واثق من معرفتك بي جيدا ومطّلع على اخلاقي لتعارفنا سنوات طويلة لا يمكن ان تهملها ذاكرتك .. كما اني واثق منك وأعرفك جيدا نحن ابعد ما نكون عن مثل هذه الافعال المشينة وتنسب لي بدون وجه حق الا لحقد مكنون في صدور نموذج بشري فاشل وساقط لا افهم سبب حقدهم سوى كوني أنسانا ناجحا مسالما لا توجد عندي عقدة أو مشكلة مع احد مهما بلغ حجمه ولم اوذِ حتى الحشرات .. انت عارف ومطلٌع على ما اقصده ..
يقولون البينة على من ادعى واليمين على من انكر .. وانا هنا اقسم لك باغلظ الايمان ان ما سمعته تجذيف وكذب وزور وبهتان وافك افتري به علينا .. لغاية لا اعرف مصدرها وسببها ..
القرآن يصرح بواضح القول : (اذا جاءكم فاسق بنبأ .. الآية الكريمة ) أدافع عن نفسي من هذا البهتان الجلل أمام الله ورسوله والأئمة الاطهار ومولانا وقائدنا صاحب العصر والزمان .. وغدا انا خصيم كل من ذكرني بخصلة السوء هذه .. انا اكبر من ان يشار له بمثل ذلك .. ولأني ضعيف لا استطيع رد التهمة لأنها جزء من نفاق مجتمعي وعدم مواجهتي من احد بها لا فشائها بلا دليل سوى الحقد الأعمى وشعورهم بالدونية أمامي ..
سلوك الكراهية يتصرفه القطيع مثل عدم رد السلام او اشاحة الوجه وغيرها .. من الأمور المضحكة المقززة .يشق على نفسي هذا التعامل لأني واثق من نفسي واخلاقي وتصرفاتي .. عندي سؤال : كيف لأصدقائي المقربين تصديق ما يقال .. ويتصرفون معي بذات النهج ..
يحزنني ان تشيح وجهك عني .. بالمقابل لا اهتم لهذا التصرف لأنك بنيت موقفك على ما سمعت واشيع وسط مجتمع مريض بالوسواس والنفاق .. السؤال هل رأيتني على منكراً طوال تعارفنا .. ولو تلميحا .. أما ان تبني موقفك على السمع هذا شأنك اكرر انا بريء .. بريء .. بريء قسماً بكل مقدس مما قيل واشيع وما كتب على الفيس ولا اجد سوى ان اقول : حسبي الله ونعم الوكيل على من اساء الٌيٌ ولوثَ سُمعتي دون وجه حق وشيَع هذه الاباطيل عني ..
اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس الى من تكلني الى عدو ملكته امري ام الى غريب يتجهمني ان لم يكن لك علي من غضب فلا ابالي غير ان عافيتك اوسع لي .
ختاما لا اجد من قول سوى شكرا صديقي لموقفك معي في محنتي .. شكرا لعدم ثقتك بي رغم هذه السنوات الطويلة .. ولمن مارس ضدي هذا التسقيط اقول له :
غدا انت خصمي امام جبار الجبابرة في عرصات القيامة على رؤوس الاشهاد وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ..الحمد لله رب العالمين على كل حال ولا يحمد على مكروه سواه ..
كانت هذه المقدمة لصديقين افترقا بعد ان كانا يجسدان علاقة انسانية جميلة .. الامسيات القادمة ستفتقر لمجالس السمر .. وتمتنع زوجاتهم من عمل الشاي الساخن بنكهة الهيل .. والاولاد يبتعدون عن بعضهم البعض .. امراض المجتمع تزحف عليهم ..
يختلون كل مع اسرته وفي داخله غصة عن انزواء فرض عليهم من مجتمع يقسو بلا هوادة .. ابو علي لم يفكر بالذهاب الى مطعمه .. هذا الصباح لآنه يشعر بخدر في قفصه الصدري بينما ظلت ام علي راقدة في فراشها تستغفر الله على حال الدنيا المقلوب ..
عند نهاية الزقاق استدار قاسم المنكوب نحو بيت صديق عمره ابو علي .. مسد شعره الطويل قبل ان يتوجه نحو سيارة الاجرة التي اقتربت ليذهب الى عمله في جريدة المجتمع ..
هذا حال الدنيا .. ان تنجح يجب ان تدفع ثمنا غاليا من سمعتك او عافيتك .. او تنزوي في ركن قصي تجتر ايامك بدون ان يسأل عنك أحد .. لا يقبل أقل من الخسائر الباهظة لأفراده ..
يروى ان هذه البلاد حكمها في فترة من فتراتها ولي من اولياء الصالحين .. كان شديد الحرص على ان يكون عادلا ومحبا للخير .. يعامل الرعية كأنهم اسرته .. يطوف في الليالي الباردة على اليتامى يتفقد الارامل والامهات الثكالى .. اراد ان يبني مجتمعا انسانيا لا يمكن تسقيط الفرد لمجرد خلاف بسيط او لعقدة متكورة في احشاء مريض لا يعرف كيف يتخلص منها سوى رمي الاخرين بعاهته المستديمة ..
بقي الولي الصالح يحكمهم عدة سنوات .. عانى فيها الامرين .. الى ان صرح في احدى خطبه قائلا بصراحة مؤلمة : ملئتم قلبي قيحا .. كانوا يتفننون في الخروج على طاعته .. ومعاصيهم متفاقمة .. لم يستطع ارضائهم رغم حرصه على ذلك ..

قضى نهاره الطويل في الجريدة لمتابعة الاخبار وانجاز عدد الغد بدون اخطاء تذكر .. لكنه بقي يشعر بغصة موجعة .. ما هذا الذي يحدث .. رباه رحمتك .. نحن اناس لا نستحي منك .. لقد ادمنت السرقة .. وها انا اسرق اخبار الجريدة من موقع معادي ..
البارحة تسلمنا كتاب من الامن الوطني يشير فيه الى ان اسرائيل دولة معادية ولا يمكن التعامل معها .. رئيس التحرير حينما كان يقرأ الكتاب بصوت عال .. كانت قناة إسرائيل 24 تبث الخبر باللغة العربية .. اثار الامر دهشتنا بعدها غرقنا بضحكة مجلجلة ..
يأسف ابو علي بعد ان نهض قبيل صلاة الظهر .. من النوم الذي غلبه .. الشمس تصل الى الحائط في الغرفة المواجهة لها .. الجدار متآكل من الرطوبة .. الى الاعلى ثمة صور بالأبيض والأسود علقت باطار خشبي يعلوه الغبار ..
تعلمنا مذُ كنا صغارا ان يذبح من يريدون ذبحه بلا رحمة .. بعد ذلك يندمون ويكثر الصراخ عليه واذا كان ذا شأن يقيمون له مقاماٍ كبيرا يصبح بعد فترة مزارا يزار وتذبح له الذبائح وتنذر له النذور ويقصده الداني والبعيد طلبا لتحقيق المراد .. اكتوت مدننا بمثل هذه الذبائح على مدار قرون مرت ..
تستمر المعيشة المنغصة في آتون العذابات المتتالية .. لم تستمر الجريدة بالإصدار لانتهاء الغاية التي أصدرت من أجلها ..كانت الانتخابات افضل وسيلة عمل لعشرات العاطلين عن العمل .. اذ انتعشت أسواق الطباعة واللافتات وصور المرشحين الأنيقة كانت مثالا لسحر الأنفاق الباذخ دون وجع القلب .. وأبو علي يرجع الى البيت ببقايا المطعم الى أطفاله الأربعة وأمهم .. حياة مملة لا طائل من ورائها وتزداد قسوة من انعكاسات البشر فيها ..
محرك الحياة يمضي بصخب هادر لا يتوقف.. تحفظ له روابط شبكات التواصل الاجتماعي علاقات غامضة لأشخاص وأناس يذوبون وسط هذا الكم الهائل الاختلاط .. بلا وجوه معروفة سوى صور باهتة لظلال درست ام بقت في عذق نخلة تركت وسط رمال تمبكتو المهدمة بمعاول حركات التشدد الإسلامي .. وأمراء الحرب .. من يوقظ خديجة من رقادها الأبدي .. تلك الإنسانة الرائعة التي لن تتكرر في حياته إنسانة مثلها ..حتما أنها دفنت في قبر درس .. إزاء صحراء شاسعة لهيبها يحرق الآمال والأحلام بدون رفة عين .. أنها هناك تحت رمال الجنوب الجزائري بسكرة العنيدة ..
استطاعت ان تنجز له من خلال احدى طالباتها رسالة ماستر عن منجزه الأدبي الأخير ..ووعدته على السنة القادمة ستكون هناك رسالة دكتوراه عن مجمل منجزه وما بين وعديهما وعد لم يحسب حسابه ..
استلم رسالة من يسمين هي التي كتبت عنه رسالة الماستر .. البقاء لله رحلت فجر اليوم روح خديجة بودغوم إلى بارئها إنا لله وانا اليه راجعون ..
أسدلت الرسالة على روح الدكتورة الصغيرة التي باحت له بكل مكنوناتها كأبنة بارة بابيها عن رغبتها في تكوين أسرة .. والعيش بكنف زوج محب .. لم ترحمها الأقدار ولا قسوة عالم قصير وحياة مضنية تختصر كل الأمنيات .. لتبقى بسكرة محاطة بالرمال تغطي الأحلام بصور معتمة ..



#صالح_جبار_خلفاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص
- امكنة
- الموشور
- درس خصوصي
- استمارة الروائي
- أي زاوية
- قراءة في رواية توما هوك
- مستوعب المراسي
- رواية توما هوك
- السيرة الذاتية للروائي صالح جبار خلفاوي
- البحث عن ملاذ
- نصف فم
- الشعرة


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح جبار خلفاوي - خديجة بوغودوم