أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد علي مقلد - التحرر الوطني خطأ شاسع














المزيد.....

التحرر الوطني خطأ شاسع


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 11:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


خطأ شائع

التحرر الوطني خطأ شاسع

اتخذت الحروب في مرحلة الحضارة الإقطاعية شكل الغزو، لكنه غزو مقيم، خلافاً للغزو القديم، أيام القبائل والعشائر، الذي كان يغير وينهب وينسحب. الحضارات تتمدد وتتسع ضمن مدى محدود في الزمان والمكان. تلك كانت حالة الحضارات القديمة الرومانية واليونانية والفارسية والعربية وسواها. أما الحضارة الرأسمالية فقد تميزت عن سابقاتها بكونها حضارة كونية، من أهم إنجازاتها وصل أجزاء العالم كله بعضها بالبعض الآخرعبر شبكة من وسائل الاتصال والتواصل البري والبحري والرقمي، لكي يتيسر لرؤوس الأموال الاستثمار في كل قطاعات الانتاج المادي والثقافي والفني، في الصناعة والتجارة والزراعة. لذلك بدا الانتقال من نمط إنتاج إقطاعي إلى نمط إنتاج رأسمالي متلازماً مع حاجة الرأسمالية إلى أطر سياسية جديدة، الوطن والدولة الحديثة بدل الولاية أو المقاطعة والمملكة أو السلطنة.
الوطن من اختراعات الرأسمالية، والدولة أهم اختراع بشري على ما يقول عبد الإله بلقزيز. الثورة اللبنانية تواجه أعداء الوطن وأعداء الدولة ممثلين بعقل ميليشيوي يدير الدولة ويهيمن على مقدراتها بالتشبيح المسلح أو غير المسلح.
القول بتوحش الحضارة الرأسمالية خطأ شائع من صنع المرحلة السوفياتية. أما ماركس فقد وصف الرأسمالية بأنها قادرة على إدخال أكثر الشعوب بربرية إلى مرحلة الحضارة.
خاضت الرأسمالية،( بناء على ترسيمة إريك هوبزباوم. إقرأ مقالة الاستعمار خطأ شائع) ثلاثة أنواع من الحروب، صراعات على السيطرة بين القوميات الأوروبية، أو تنافساً على الاستثمار الرأسمالي خارج القارة، أو استباق الثورات وحركات التمرد الداخلية بحرب خارج الحدود القومية. ولم توقف أوروبا الرأسمالية مسيرة هذا التاريخ الدموي إلا بعد حربين عالميتين مدمرتين ذهب ضحيتهما عشرات الملايين من الضحايا، وآخر كوارثهما هيروشيما وناكازاكي.
ربما كانت النتائج الكارثية لتينك الحربين هي التي أقنعت الدول الرأسمالية المتحاربة بالتوقف عن توسل الحرب سبيلاً لحل قضايا الخلاف والتنافس فيما بينها. غير أن أهم ما في نتائجهما هو إعلان نهاية مرحلة الاستعمار المباشر في العالم، إذ شهدت السنوات والعقود القليلة اللاحقة حصول الكيانات السياسية القديمة كالهند والصين ومصر أو المستحدثة كباكستان وبنغلادش والمملكة العربية السعودية وسائر بلدان العالم العربي على استقلالها وإقامة دولة في كل منها. وقد حصل ذلك إما بنضال سلمي، نسبياً، كما مع غاندي الهند، أو مسلح كما مع الثورة الجزائرية، فيما تأجلت نهاية الحكم العنصري في جنوب إفريقيا عقوداً أخرى، ولم يبق من تركة الاستعمار القديم إلا الاحتلال الصهيوني لفلسطين والصراع على ملكية بعض الجزر، كالمالوين التي تتنازع السيطرة عليها بريطانيا والأرجنتين، أو سبتة وملليلة بين المغرب وإسبانيا.
لئن كانت الدول الرأسمالية قد اقتنعت بمخاطر الحروب، بل بعدم جدواها في حل المشكلات فيما بينها، فهي تمكنت من تجديد تفوقها على مناطق الحضارات السابقة، باستخدامها وسائل جديدة ومبتكرة للسيطرة على الطبيعة، واقتطاعها الحصة الأكبر من الأرباح في استثماراتها داخل المستعمرات. أما البلدان التي نالت استقلالها أو انتزعته فقد خضعت لقسمة عمل جديدة، أطلق عليها الماركسي سمير أمين مصطلح التطور اللامتكافئ بين المركز الرأسمالي والأطراف المتخلفة، واقتضت هذه القسمة وضع الأطراف على سكة التطور الرأسمالي، ولا سيما في مجالي التعليم والمواصلات، وذلك لتوفير أفضل شروط الحماية لمصالح المركز وأفضل الظروف المناسبة لاستثماراته التجارية والصناعية.
هذا العرض لحروب الرأسمالية ليس مدحاً ولا ذماً، بل هو لإثبات حقيقتين اثنتين. الأولى هي أن الرأسمالية لم تخض حروبها، في المرحلة الأولى، لا ضد الشرق ولا ضد الاسلام، بل ضد الحضارات السابقة عليها، أي أن النزاع لم ينشب بين شرق وغرب أو بين ديانة اسلامية وأخرى مسيحية، بل بين حضارة ناشئة وأخرى بلغت حدودها التاريخية، والدليل على ذلك هو أن حروبها الأولى التي استمرت أكثر من ثلاثة قرون اندلعت داخل القارة الأوروبية وانحصرت بين أبناء الديانة المسيحية ، وأن حربيها الأخيرتين العالميتين، اللتين انفجرتا على مساحة العالم، تتحمل أمبراطوريات القارة ودولها القومية وحدها المسؤولية عن تفجيرهما. ولهذا يصبح أكثر جدوى وأكثر عقلانية النظر إلى العنف المرافق لقيام الرأسمالية بوصفه ثمناً فرض على البشرية أن تدفعه لكي تنتقل من الحضارة السابقة على الرأسمالية إلى الحضارة الرأسمالية، والنظر إليه، بالتالي، لا بعين "التحرر الوطني" من الاستعمار، بل بعين التحرر من التخلف. وبهذا المعيار بالذات يمكن القول إن انفجار مرفأ بيروت، الثالث بعد القنبلتين الذريتين على اليابان، هو حرب مضادة شنها التخلف ضد الحضارة، أو شنتها الهمجية ضد "أهم اختراع بشري"، أي ضد الدولة.
شعار التحرر الوطني من استعمار افتراضي سوّغ للميليشيات منع الدولة من احتكار استخدام العنف وبرر لها، بحجة التحرير ومواجهة الاحتلالات، تأسيس مقاومات مسلحة همها الأول تدمير أسس الدولة الديمقراطية.
التحرر الوطني يعني التصويب على عدو خارجي، وهو شعار تتوسله أنظمة الاستبداد لقمع شعوبها وحرف الأنظار عن المخاطر الداخلية.
شعار التحرر الوطني من الاستعمار ما زال خطأ شائعاً على لسان اليسار الشيوعي والقومي ويلاقيه خطأ مستحدث عنوانه التحرر من الاحتلال الإيراني. التجربة اللبنانية أثبتت أن خروج جيش الاحتلال الاسرائيلي ومن بعده جيش الوصاية السورية لم يحل دون استمرار الأزمة الداخلية، وأن االوحدة الوطنية هي التي تنتصر على الخارج وتجعله، مهما بلغت قوته، نمراً من ورق، وأن الخارج لا يقوى إلا بوجود ذراع محلي له من طينة أنظمة الاستبداد وأحزابها.
الاعتقاد بأن الاستبداد أقل خطراً من الاحتلال خطأ شائع.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد المحرّم في الأحزاب
- تشييع الشيوعي
- النظام ليس طائفياً أهل النظام طائفيون
- الاستعمار خطأ شائع
- حين يصير القاضي وزيراً
- لبنان الكبيرخطأ شائع ؟
- خطأ شائع كميل شمعون وعبد الناصر
- -خطأ شائع- حروب الآخرين
- صاحب الغبطة: يمثلني، لا يمثلني؟
- الرميلة بين المناضل والميليشيوي
- الثورة والانتخابات
- علاقات حزبية أم مخابراتية أم إنسانية؟
- من مآثر موسى الصدر
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي (3من4)
- ضرائب نضالية: حين يكون القرار بيد القاعدة الحزبية
- الشيعية السياسية: تعلموا من أخطائكم
- نبيه بري الخاسر الأكبر
- الشيعية السياسية وليس الشيعة
- حبيب صادق: مفرد بصيغة الجمع
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(2من4)


المزيد.....




- لا لاتفاق العار، لا للمس بمكاسبنا في حرية الإضراب والتقاعد و ...
- مئات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بصفقة لتبادل الأسرى
- ‏ -الفوضويون- ينفذون أعمال شغب في مونتريال والشرطة تتصدى بال ...
- مدججين بمعدات مكافحة الشغب.. الشرطة الأمريكية تواجه وتعتقل م ...
- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-صريخ- روبرت دي نيرو في متظاهرين ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس ...
- مباشر: التعريف بأهم قضايا الطبقة العاملة وقرائة أولية لفعالي ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس
- الغد الاشتراكي العدد 38
- نداء المشاركة بتظاهرات فاتح ماي بالدارالبيضاء


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد علي مقلد - التحرر الوطني خطأ شاسع