أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - وحَلَّقَ لُبنان














المزيد.....

وحَلَّقَ لُبنان


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 7142 - 2022 / 1 / 21 - 17:39
المحور: الادب والفن
    


كم تمنّت أنثى النَّسر فينيقية أن يرزقها الله بهيثمٍ ذكر يُحلِّق فوق القمم ، ويسرح فوق شجرات الأرز السّامقة.
وراحت فينقية تنظر بحنان الى البيضة التي ترقد عليها منذ أيام عديدة وفي قلبها ألف صلاة :
أريده نسرًا ذكرًا يا ربّ.. أريده أُسطورة تحكي عنه الثلوج والوديان وشقائق النّعمان.
ونامت والحُلْمُ يُدغدغها...
وما أنِ انبزغ فجر اليوم التّالي وإذا بالحياة تدبُّ تحتها ، فغمرتها السّعادة ، فخشعت في عشّها تشكر السّماء، ، خاصّة بعد أنْ تأكدت أنَّ الزائرَ الجميلَ ذَكَرٌ.
هبت فينيقية من الصّباح الباكر تبحث عن قوت لتغذّيَ به صغيرها
" لُبنان" فلُبنان قُرّة عينها وهمس روحها.
وكبر" لبنان " يومًا بعد يوم ، والأمُّ تعانقه في كلّ يوم مرّات ومرّات قبل خروجها للبحث عن طعام يقوتهما ، وهي تقول له : " لا أخاف عليْكَ ، فأنت نسرٌ شامخ كصِنّين "
وذات يوم وقد غابت فيه شمس الصّيف أو كادت ، ولم تعد النسر الأمّ ، فجاع لبنان ، وأخذ ينادي والظلام يخيّم رويدًا رويدًا :
ماما ... ماما ... أينكِ ؟! فالجوع يقتلني والعُشّ عالٍ وجناحاي لا يقويان على الطيران بعد ، والغِربان تتربّص بي ... ما ما ...
وحمَلَ الصّدى أنّات النسر الصّغير الى وادي الشّخروب وبشرّي .
نام " لبنان " في تلك الليلة ولم ينم ؛ نام والحنين يشدّه الى صدر أُمّه الدافىء ، والى قطعة لحم تُسكّن جوعه .
شقشقَ الصُّبح على أغرودة " زغلولٍ " أنعشه النسيم البليل ، فردّت عليه " الشّحرورة " بزقزقة أجمل ، ففتح " لبنان " عينيه لعلّه يجد أمّه بجانبه فهو يُحبّها ويريدها وليمتِ الجوعُ وأهلُه ، ولكنّه أصيب بخيبة أمل.
علت الشّمس في كَبد السّماء و " لبنان" يقضّه الجوع والحنين ، فعاد يبكي ويذرف الدّموع الساخنة ، وفجأة توقّف عن البكاء وصَفَرَ بقوّة :
" أنا نسرٌ شامخٌ كما صِنّين ، أنا بطلٌ لا يلين " عليَّ أن أتصرّف ، عليَّ أن أهبط كيْ ما أعلو ..
وبدأت المحاولات ...
ونجح أخيرًا أن يمتطي سقف العُشّ فالتقطَ بمنقاره سنبلةً وفتح جناحيْه الصّغيريْن وهبط الى الأرض والرّعشة تغمرة.
حطّ " لبنان " عند جذع شجرة أرز شامخة ، فرفع رأسه الى السماء بعينين دامعتيْن وقال :
أنقذني يا ربّ السماء يا إله الجبران ... أنقذني من المتربّصين بي ومن الفاسدين الذين قتلوا أُمّي وسرقوا قوتَ يومي ..
وما أن انتهى من صلاته وإذا بسحليةٍ تمرّ من أمامه فتلمّظ قبل أن يعرف اسمها وقبل أن يلتقطها بمنقاره الصّغير.
وظلَّ في ظِلّ الازرة يومًا ويومين وأيامًا والسماء تقوته.
كبرَ " لبنان" واشتدّ جناحاه وأضحى نسرًا شابًّا.
وفي ظهيرة يومٍ من الأيام قرّر النسر الشّاب أن يطير ، ففردَ جناحيه وحاول ان يطير ولكنه لم ينجح في محاولته الاولى رغم أنه علا بعض أمتار..
وحاول في اليوم الثاني والثالث....
الى أن جاء يوم وأذا به يحلّق فوق الجبال وهو لا يصدّق.. يُحلّق بعيدًا بعيدً ا فوق قمّة صِنّين وفي فمه أغنية :
بْحبكْ يا لبنان يا وطني بحبك ، بشمالك بجنوبك بسهلك بْحبك.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمرات وتنّور
- وردة يرشقها زهير دعيم
- جبّارُ بأْسٍ أنا
- عبلّين الخير ترفل بالمحبّة
- على عَتَباتِ الشّباب
- بابا نويل هَالخِتيار
- بابا نويل هالختيار
- ساحةُ الميلاد تلمُّ الشّمل
- فوْحٌ وبوْحٌ وراس علي
- جئناكم - شادي وأنا -
- وَصَلَ السَّيْلُ المدارس
- نفحات أندلسيّة
- سقى الله أيام - الشّلّوط -
- أُحبُّكم ولكن
- اخلاقيات باهتة
- أُحلِّقُ فوق الغيوم
- أخي أنتَ
- أرنو الى هناك
- أنو شروان لبنان
- ليس من المُفترَض ان نُطفىء الحريق بالكولا


المزيد.....




- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - وحَلَّقَ لُبنان