أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رمزية الأفاعي














المزيد.....

رمزية الأفاعي


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 7137 - 2022 / 1 / 16 - 16:08
المحور: الادب والفن
    


-1-


يحيل الفيلم الغواتيمالي (volcano) الذي صدر سنة 2015 بلغة كاكشيكل (وهي لغة هنود المايا) على تقديس الأفاعي في ثقافة الهنود الحمر، وفي الكثير من الثقافات، كانت الأفاعي ترمز إلى الشفاء والتحول، غير أنه في ثقافات أخرى كانت الأفاعي تدل على الخصوبة، وعلى سبيل المثال: نجد عند هنود أمريكا الشمالية رقصة الأفعى السنوية للاحتفال باتحاد شباب الأفعى (روح السماء) وفتاة الأفعى (روح العالم السفلي) مثل الاتحاد الذي يحصل في الميثولوجيا الإغريقية بين غايا (الأرض ) واورانوس (السماء ) لتجديد خصوبة الطبيعة، وخلال الرقص، يتم التعامل مع الثعابين الحية، وفي نهاية الرقصة، يتم إطلاق الثعابين في الحقول لضمان محاصيل جيدة ويسود النماء والحياة في الأرض الأم التي يسميها هنود الانديز ( الانكا) بباتشاماما أو ماما بانشا، ويعني اسمها أمنا الأرض. إنها إلهة طوطمية عبدت بالفعل في عصور ما قبل الإنكا والتي استمرت الإنكا في تكريمها في مختلف الاحتفالات الزراعية والحيوانية. رقصة الأفعى التي يقوم بها هنود أمريكا هي صلاة لأرواح الغيوم والرعد والبرق، من أجل أن يهطل المطر على المحاصيل النامية، وفي ثقافات أخرى، كانت الأفاعي ترمز إلى الحبل السري الذي يربط البشر بأمهم الأرض .
وكثيرا ما يتساءل الناس عن سر استخدام رمز الثعبان وعصا الإله الاغريقي أسكليبيوس المشهورة والموجودة على لافتات الصيدليات والمستشفيات، مع العلم أن لسعات الأفاعي تدل على الأخبار السيئة كالمرض والموت وهذا ما يتعارض مع غايات الطب التي تفيد الصحة والحياة.
تحكي الميثولوجيا الإغريقية أن أسكليبيوس (Asclepius) كان إلها للطب والشفاء، وهو ابن الإله أبولو والأميرة البشرية كورونيس (coronis) . وتحكي ذات الميثولوجيا عن قدرته على شفاء المرضى وإحياء الموتى.
وتسرد إحدى الروايات بأن إله الآلهة زيوس (Zeus) قتل أسكليبيوس بواسطة صاعقة رعدية بعدما أخل هذا الأخير بالنظام الطبيعي للعالم عن طريق إحياء الموتى، بينما تذكر حكاية أخرى بأن زيوس قتله كعقاب لقبوله المال مقابل إحياء الموتى.
وبعد وفاته قام زيوس بوضع أسكليبيوس بين النجوم كرمز للشفاء والعلاج وآلية لمواجهة الموت والمرض. ولذلك تعلق الصيدليات هذا الرمز، لأن مصير المريض معلق بين الحياة والموت، وتلك هي الجدلية التي يقوم عليها الوجود الإنساني!!

وماذا عن ديانات الشرق الأوسط؟

ترمز الأفاعي إلى الشر. لقد طاف (جلجامش) في ملحمته العالم بحثا عن نبتة الخلود التي تعيد له شبابه، وفي الأخير عثر عليها ولما نزل إلى النهر سبقته الأفعى وأكلت هذه النبتة، بشكل مشابه للأفعى التي قامت بإغواء آدم ليأكل من شجرة الخطيئة. وينزل أبناؤه إلى الأرض ليذوقوا تجربة الموت مصداقا لما جاء في الآية القرآنية: ( كل نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ) آل عمران/ الآية 185.

-2-
تعتبر الثقافة الأمازيغية جزء من ثقافتنا المغربية ويجب فتح أوراش في مجال البحث العلمي بخصوص الثقافة الأمازيغية. وخصوصا في مجال التنقيب والاركيولوجيا. وتمكنت هذه الثقافة أن تقاوم وتستمر رغم العسف التاريخي الذي مورس عليها من قبل الحضارات التي تعاقبت على أرض المغرب من فينيقيين وقرطاجيين ورومان ووندال وبيزنطيين وعرب واتراك وفرنسيين. ماذا نعرف عن أديان الأمازيغ قبل تهويد وتمسيح وأسلمة المغرب ؟ رغم كل ذلك بقيت الثقافة الامازيغية حاضرة في الزربية وفي أسماء الأماكن والأشخاص وفي العمران وفي الحكايات الشفهية رغم السلطة التي مورست عبر الكتابة من طرف الأديان المهيمنة واللغات الغالبة كالعربية والفرنسية واللاتينية. يجب خلق مجتمع متعدد يؤمن بعمقه التاريخي وانفتاحه الحضاري. ولا سبيل لأي انقشاع ثقافي إلا في إطار التعدد. فكما تمتد الحضارة المغربية إلى 300 ألف سنة. فإن هذه الحضارة تمتاز بالتعدد. وهناك سؤال : ماذا نعرف عن حقبة الوندال والفينيقيين والرومان ؟ هل نعرف الكيفية التي تثافقت بها العربية والأمازيغية ؟ وهل نعرف شيئا عن الحقبة البورغواطية؟ وهل هناك كتابات كتبت بلسان البورغواطيين ؟ وكل ما كتب عنهم كتب بلسان خصومهم، بلاشك لن نعرف حاضرنا ولا مستقبلنا دون أن نفهم ماضينا.

-3-


المغرب تأهل ولكن ينقصه الكثير للذهاب بعيدا في المسابقة. وأهم ما ينقصه غياب روح الفريق وغياب رأس الحربة القناص الذي بإمكانه أن يستغل نصف فرصة ويحولها ضد مجرى اللعب. والأدهى من ذلك أنه في الدور الثاني لن يكون فريق جزر القمر المنهوك ولا غانا المتضعضع. بل سيكون فريق الجزائر ونيجيريا والكاميرون والفيلة العاجية وفريق الفراعنة. لن ننس هدف كهربا في آخر الدقائق لصالح مصر بعد ضيع المغرب سيلا من الأهداف في سنة 2017، لأنه يفتقد لقناص تاريخي يضرب بالرأس ويرهق المدافعين ويزعج الحراس مثل ايطو الكاميروني واوكوشا النيجيري ودروغبا الإيفواري وزيدان المصري وسانتوس التونسي والحاج ضيوف السنغالي في أيام زمان.



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من منا لم يحلم (١)
- سيبقى اسمك ...
- بين ذاتوية باسكال وغيرية إدغار موران
- الفساد لم يأت من السماء
- رحلة إلى قبائل ورديغة وقبائل زعير والأطلس (3)
- رحلة إلى قبائل زعير وقبائل ورديغة (2)
- 300 كلم بدراجة نارية وسط قبائل ورديغة وقبائل زعير (1)
- 294 كلم .... على متن دراجتين ناريتين بأرض الشاوية !!
- شرق وغرب
- كلمات ... من أجل القضية الفلسطينية!!
- أهمية العصيان المدني
- التخلص من السياج الوثوقي
- نحو أنسنة الخطاب الديني/ ملخص لكتاب خطبة الجمعة بين الديني و ...
- الحرية لا تتجزأ
- الوداع أيتها البطلة
- في الحاجة إلى العلم والعلمانية
- العلم والعلمانية
- المسيحية والإسلام وخواطر أخرى
- الحراك العشريني: روح الديمقراطية المتجددة
- لماذا لم نخرج من كبوتنا الحضارية ؟


المزيد.....




- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...
- عرض جزائري لمسرحية -الدبلوماسي زودها-
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161.. مواعيد ...
- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - رمزية الأفاعي