أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين لمقدم - الفريق...














المزيد.....

الفريق...


ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 7126 - 2022 / 1 / 4 - 08:44
المحور: كتابات ساخرة
    


في مكانه المتقدم من الجبهة، وراء متاريس من أكياس الرمل، يتململ يمنة ويسرة، ويتفقد جاهزية جنوده عبر مكالمات سلكية مشفرة لن يفهمها العدو القريب والبعيد. بين الفينة والأخرى يرفع منظاره ليستطلع الحركات والسكنات وراء الحدود، يحاول عد الجنود والشاحنات والمدرعات والمدفعيات الرابضة في الجانب الآخر التي توجه رؤوسها نحوه مباشرة. يتلعثم في العد ولا يسعفه التركيز بسبب تشتت ذهنه بين التواصل اللاسلكي وحاجات أخرى في نفسه لا يعلمها إلا هو... فيقتنع مؤقتا بالإحصائيات التي يجددها له معاونوه.
تمتد يده لترفع من صوت السماعات الطبية لأذنيه لعله يستبين موقع أزيز "درون" مراقبة يخاله يحوم فوقه متواريا بين الغيوم الخفيفة العابرة، ولكن يتوقف الأزيز مباشرة بعد أن تحط ذبابة ضخمة على أرنبة أنفه العريض.
يرفع هاتفه الذكي ليتصل بأحد ما، ثم يوقف بحركة سريعة رنين الإتصال، فتنتقل يده إلى جيب سترته العسكرية فيسحب منها هاتفا خلويا من الجيل القديم لا يمكن لأي برنامج تجسس أن يخترقه حسب زعم محيطه الأمني. يهمس لمخاطبه بسخط مستنكرا تأخر وصول الوفد الفني لإحدى القنوات التلفزية دون أن ينسى تنبيهه لإستعمالهم كاميرات متطورة عكس ما حدث في احتفالية سابقة.
بعد لحظات علا لغط وراء خط الجبهة وارتفعت فرقعات التحيات بالأحذية العسكرية فانفسح الممر لحضور جنرال آخر. تبادل الجنرال الأول بعض الحديث مع رفيقه الجديد. ثم أُفرِدت لهما طاولة نُزهة من الآلمنيوم، وتقدم قبطان فصفف عليها عدة مجسمات لمركبات حربية وجنود ومتارس. وقدم للجنرال الأول بهيبة مبالغ فيها عصى دقيقة سيستعملها في رسومه الوهمية لمخططات الهجوم.
بعدما أتم القبطان عمله، أمره الجنرال بالإنصراف وجميع الحضور إلى ما وراء السواتر العسكرية التي تميز مكانه عن باقي أفراد الجيش.
بعد انفرادهما ببعضهما، امتدت يد رفيقه إلى أعطاف بزته العسكرية فسحب منها قارورة ويسكي فخمة ومن الجانب الآخر كأسين لا معين وكيس فستق. وفي ذات الوقت، امتد ظهر دراع الجنرال الأول إلى سطح طاولة الآلمنيون فمسح عنها كل المجسمات الحربية ملقيا بها على الأرض.
اندمج الرفيقان في جولات شرب ولعب لا يعلم أي أحد في الموقعة كم من الوقت أخذته منهما...
على صوت انفجارات رعود وسيول جارفة هزت وسطه، قفز الجنرال من سريره وهرول إلى قمطر خزانة ملابسه فسحب منها حفاظة من الحجم الكبير، وبسرعة ودُربة غيَّر المبللة بالنظيفة لعله ينطلق مُجدَّدا في حلمه البطولي من حيث انتهى...



#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نشيخ؟...
- المشي على رِجل واحدة...
- طريق المساء...
- دارة الضِّليل...
- لا شيء في الأفق...
- تحجير...
- جفاف الركوات:
- غبش المساء...
- المصعد ..
- الشيح والريح...
- وجه العبثية وقفاها...
- بوصلة السراب...
- الإسكافي التائه...
- أُكتب لِتكنْ...
- فراغ...
- وحدةٌ لا تندثر ...
- زمن التلاشي 2...
- زمن التلاشي...
- حوار مع ظلِّي التائه...
- هائم في صمت جهوري...


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين لمقدم - الفريق...