أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - زمن التلاشي 2...














المزيد.....

زمن التلاشي 2...


ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 5916 - 2018 / 6 / 27 - 03:24
المحور: الادب والفن
    





وصل "عمر" في تحليقه إلى أقصى نقطة يتحملها جسده المستتر، فرغم التواري في اللاشيء فجميع أحاسيسه الإنسانية تظل قائمة، وكلما ارتفع في العلياء اشتد انقباض صدره، مما جعله يشعر بنوع من الإحباط بعد أن تأكد له استحالة السفر إلى ما وراء الغلاف الميغناطيسي وتجاوزه إلى كواكب جديدة لم تطأها قدم الإنسان، وربما إلى مجرات أخرى.

هبط "عمر" على الأرض، وتسلل إلى منزله ثم نزع عن معصمه ساعته الفضائية وحاول أن يفك طلاسيم الخطوط المنقوشة بدقة متناهية على جوانب أزرار الآلة العجيبةز فكر في نشر صور للآلة على مواقع التواصل لعله يعثر على خبير في لغات الأكوان، ولكنه تذكر أن خروج الخبر إلى العلن سيعجل بتلاشي الساعة قبل الأوان المعلن عنه مسبقا من قِبل رجل الفضاء. وجزم الرأي أن هذا الإمتياز الذي حصل عليه دون سائر الناس إنما هو تجريب لمدى التزامه بضوابط الإتفاق، وانتصاره على نزواته البشرية التي تجعله يطمع أكثر. فإن التزم ببنوده التي لقنها له الفضائي ربما ستمنحه الساعة العجيبة فرصا كبرى للسفر عبر الفضاءات وربما عبر الأزمان...

جلس يفكر في احتمال حصوله على ميزة السفر عبر الزمن، فقرر في دواخله أنه سيطلب من ساعته أن تحمله إلى زمن أول ظهور للإنسان على وجه الأرض لعله يستجلي حقائق الطروحات المختلفة عن بدء الخلق. ثم يتراجع عبر الزمن عساه يتمكن من التدخل في بعض الوقائع البسيطة التي غيرت مجرى التاريخ إلى الأسوأ. ولكنه تذكر أن للسيرورة التاريخية حتمية لا تتبدل ولا تخضع للرغبات الإنسانية، وكل الماضي بوقائعه وبشره ومتغيراته إنما مقيدة بشروط أوجبت حدوثها اضطرارا.

أراد أن يخضع جسده للراحة لبعض الوقت ولكنه تذكر أن الوقت يمر بسرعة وليس أمامه إلا بضع ساعات من الإستمتاع بالتّخفي، وستتلاشى الساعة الفضائية ويعود بعدها إلى رتابة عيشه البسيط وعمله وسط ضوضاء آلات تكسير الجلاميد...

يتبع...



#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن التلاشي...
- حوار مع ظلِّي التائه...
- هائم في صمت جهوري...
- المتسولة والنادل...
- صور من الماضي
- البحر الأخضر المتوسط...
- رسالة محبة وسلام...
- بحور جفّت...
- صهدُ الخريف...
- يا زَيْف المساء...
- هفيف الكلمات...
- سِفْر الخريف...
- ملحمة الضياع...
- النهايات...
- مهرجان الثقافة!!!...
- حمال لنصف قرن... الجزء 3 :
- كلمات 11...
- الهَنديَّة...
- حمال لنصف قرن... الجزء 2
- حمال لنصف قرن :


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - زمن التلاشي 2...