أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - حمال لنصف قرن... الجزء 2














المزيد.....

حمال لنصف قرن... الجزء 2


ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 8 - 04:24
المحور: الادب والفن
    



دون أن يخلع حذاءه البلاستيكي الطويل، تمدد "فاراجي" على جنبه الأيسر فوق الحصير، وجعل صينية الشاي وخبزه المغموس في السمن المذاب في متناول يده اليمنى.

انتبه إلى نفسه أنه قلَّب الشاي عدة مرات إلى أن كاد أن يحتاج إلى تسخينه فيصير مر المذاق ويفقد لذته ونكهته الأصلية. كان ساهما بتفكيره في هجر مدشره الذي لم يعد يتسع لطموحاته الكبرى، التي سيضع أولى لبناتها في مدينة أحلامه التي تتراءى له من علياء كديته القريبة في كل مساء وقد اشتبكت أضواء لياليها المرتجفة بنجوم السماء.

أنهى فطوره ثم عرج على خُممةِ الدجاج المصنوعة جدرانها من القصب المربَّط بجدائل الحلفاء، والمسقوفة بالطين المخلوط بالتبن ليتماسك ولا يتحلل جراء الأمطار التي ينتظرها الجميع.

جمع بضع بيضات في قارورة زيت بلاستيكية فارغة كان قد وسَّع عنقها لتصير كسطل صغير حشاه بالتبن ليمنع البيض من الإنكسار في تلاطمه عند اهتزاز السطل.

عاد إلى بيت المعيشة، ووضع سطل البيض في زاوية آمنة تعبق بروائح القطران الذي سيمنع البيض عن الأفاعي المتوارية خلف فوضوية البيت حيث تكثر الفئران التي تسد بها رمقها خلال فصل الشتاء الطويل، و هربا من صقيع الخارج وجوعه.

مر ثلث النهار رتيبا، ومالت الشمس في أصيلها إلى ناحية الغروب، فخرج "فاراجي" إلى الطريق المتربة التي تربط منطقة سوق الخميس بمدينة العيون الشرقية. جلس على كومة أحجار متطلعا إلى ناحية الشمال لعله يلمح طلائع بعض العائدين من تسوقهم في المدينة التي تبعد بساعتين خببا على الأقدام.

بعد وقت غير محدد في هذا التيه المترامي الأطراف، تناهى إلى مسمعه نباح كلاب تتوارى خلف التواءات الطريق، فتأكد من اقتراب العائدين من المدينة. وكان أول الواصلين ابن الخال "الجيلالي" الذي تقع خيامهم على بعد كيلومترين من مدشره. وكان يمتطي حمارا مثقلا بالمقتنيات، وقد علّق على جنب بردعته محراثا يدويا لامع الفأس بعد تأليل حديث.

ورغم التعب الذي ينفثه الحمار من منخريه، لم يمتثل لأوامر صاحبه بالتوقف قرب "فاراجي" الذي أفرد يديه أمام الحمار لكي يتوقف، ولكنه راوغ بخفة واسترسل في المسير.
ضاحكا قفز "الجيلالي" من على ظهر الحمار ليتركه يكمل طريقه لوحده إلى مضارب أسرته...

يتبع...



#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمال لنصف قرن :
- جفاف الركوات...
- جِلدة رِجل خشبية :
- معركة:
- انشطار
- كلمات..
- كلمات 9
- سِفرُ الفلاة...
- انبثاق الهباء...
- الله يعرف ميمونة :
- مستوطنة جبل ريش الحمام / الجزء 9
- سِفْر الخريف
- مستوطنة جبل ريش الحمام : الجزء 8
- ابن الرومي
- مستوطنة جبل ريش الحمام : الجزء 7
- يحدث الآن...
- نهاية الظل...
- مستوطنة جبل ريش الحمام : الجزء 6
- قصائد قصيرة...
- مستوطنة جبل ريش الحمام : 5


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - حمال لنصف قرن... الجزء 2