أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - جولة حكومية تفقدية














المزيد.....

جولة حكومية تفقدية


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 7118 - 2021 / 12 / 26 - 11:27
المحور: كتابات ساخرة
    


جولة حكومية تفقدية
من الأدب الساخر: نبيل عودة

جرت العادة ان يقوم رؤساء الحكومات ووزرائهم بزيارات دورية لمؤسسات الدولة الهامة، في احدى السنوات، مع تزايد القلاقل والاحتجاجات على نقص الميزانيات في كافة مؤسسات التعليم، تقرر ان يقوم رئيس الحكومة ووزرائه بتفقد تلك المؤسسات حتى لا يقال ان الحكومة تتجاهلها، فتخسر بضع أصوات قد تؤثر على تركيب الحكومة القادمة او يفشل اليمين في الحفاظ على سلطته طاهرة من المتخاذلين الضعفاء اتباع اليسار والانتهازيين ومحبي العرب، ويستسلمون بمواجهة الفلسطينيين وانتفاضة السكاكين، وعندها لن ينفع النداء بأن العرب تتدفق على صناديق الاقتراع بأعداد هائلة، او ان اليسار بات يشكل خطرا على الاحتلال والمستوطنات ويخطط لتسليم مساحات واسعة من أرض إسرائيل للأغيار، أي غير اليهود،. فتفشل سيطرة الليكود وزعيمه على الدولة... والله أعلم عن مصير الدولة مع أولئك المنهزمين الجبناء.
بدأت زيارة المجموعة الكبيرة من مرافقي رئيس الحكومة من وزراء وموظفين كبار صباحا. كانت مدارس المنطقة الجنوبية المحاذية لقطاع غزة على رأس برنامج الزيارات بهدف رفع معنويات الطلاب والمعلمين بمواجهة الإرهاب الفلسطيني. رغم ان رئيس الحكومة شاهد ان مدارس تلك المنطقة مهملة، مقاعد قديمة بعضها لا يصلح للجلوس، مكيفات هواء لم تعد تصلح للاستعمال، خلل في الحواسيب ولا ميزانيات لإصلاحها او استبدالها بحواسيب جديدة، بعض الغرف باردة جدا في الشتاء ومياه الأمطار ترطب رؤوس الطلاب، اشتكت الإدارة والمعلمين من عدم وجود ميزانيات للصيانة وتجديد أثاث المدرسة، قال المدير لرئيس الحكومة ان مدرسته تحتاج الى 5 مليون شيكل لكي تصبح مدرسة لائقة للتعليم .اعتذر رئيس الحكومة بقولة ان الميزانية عاجزة عن تلبية طلباتهم، لأن وزارة الدفاع لم تبق أي رصيد لتلبية طلبات المدارس.
قرر رئيس الحكومة ان ينتقل فورا للجامعات على أمل رؤية واقع آخر مختلف ..لكنه تفاجأ ان وضع الجامعات ليس أفضل ان لم يكن أسوأ ، صفوف مكتظة، مقاعد بالية، طالب مدراء الجامعات ميزانية بقيمة 10 مليون شيكل لإصلاح الوضع، اعتذر رئيس الحكومة وقال: ان المتهم هو عباس والسلطة الفلسطينية بجعلنا نصرف الميزانيات على ارض إسرائيل في يهودا والسامرة لتعزيز الاستيطان في الأرض التي وهبها الله لبني إسرائيل، وتخصيص ميزانيات كبيرة لحماية الاستيطان والمستوطنين، ومواجهة انتفاضة السكاكين، ورفض الفلسطينيين للسلام وعدم اسكان ابناء الله المختارون في ارض الآباء والأجداد. وأكد بشكل قاطع: آسف جدا، لا توجد للحكومة أموال!!
قرر رئيس الحكومة تغيير مسار الزيارات، فأوعز لسائقه ان يتوجه لأقرب سجن، حيث كان على ثقة ان وضع السجون سيكون أفضل وهكذا تنتهي الزيارة بالتفاؤل ان هناك ما هو جيد لأن عباس والسلطة الفلسطينية لا تصل الى السجون لتكسر الكراسي وتخرب المكيفات والحواسيب والأثاث وتزيد الاكتظاظ في الغرف. الكثير من الفلسطينيين لهم خيام في مناطق صحراوية وهم معتادون على شظف العيش.
كانت اسوار السجن مرتفعة وعليها رسوم جميلة تجعل المواطن يشعر بالرغبة في الإقامة الدائمة داخلها، لأن اللصوص والمنحرفين جنسيا عاجزون عن تجاوز هذه الأسوار المنيعة.
استقبل مدير السجن رئيس الحكومة والوزراء وهو عابس وغاضب. سأله رئيس الحكومة عن سبب عبوسه وغضبه، قال ان السجون كلها تعاني من اكتظاظ كبير، الغرفة التي كانت مخصصة لسجينان تأوي اليوم عشرة سجناء، النظافة في الحضيض لنقص الميزانيات، ألأكل اقل كثيرا من المستوى المطلوب، وأراد ان يواصل عرضه لوضع السجون، قاطعه رئيس الحكومة: ما هي المبالغ التي يجب توظيفها لإصلاح وضع السجون؟ رد مدير عام السجون: 500 مليون شاقل!!
قال رئيس الحكومة: حسنا سنخصص هذا المبلغ وأي مبلغ آخر من اجل رفع مستوى السجون.
عند خروجهم من زيارة السجن استغرب الوزراء كرم رئيس الحكومة الفائق مع السجون ورفضه لأي مطلب من المدارس رغم ان طلباتهم لا تقارن بالميزانية التي تكرم بها على السجون. شرح لهم رئيس الحكومة ما غفلوا عنه، قال: أعزائي الوزراء، نحن لن نعود للدراسة في المدارس، ولن نعود للدراسة في الجامعات، اما للسجون فهناك امكانيات واردة لنا جميعا ان نصل لنكون ضيوفا فيها!!
(فكرة النص عن طرفة عبرية)



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية فلسطينية: الأحمر، الأسود، الأخضر والأبيض
- الرئيس الأمريكي في حينا
- يوميات نصراوي: الشتيمة نفسها في واشنطن وفي موسكو
- هل تسقط شرائح الخبز على جهة واحدة فقط؟
- خطـــأ سياسي
- الهنود الحمر يجمعون الحطب بشكل جنوني
- حتى يهديهما الله…
- حتى المسيح عانى من اللاساميين
- يوميات نصراوي: في ذكرى وفاة الشاعر، المفكر، الكاتب والإعلامي ...
- من هو الزعيم ؟!
- الحكمة.. !!
- فلسفة مبسطة: جولة في بعض المفاهيم الفلسفية
- يوميات نصراوي: كيف اصبحت الفلسفة موضوعي المفضل؟
- القومية العربية، نهضت بنهج عبد الناصر وتلاشت بغيابه !!
- جميل الدويهي يكاد يكون شاعر المقاومة الفلسطيني الخامس
- الصراع الطبقي: زينب تستحق اضافة معاش
- يوميات نصراوي: العسكر يغنّي أغنيات المجد والظفرْ
- رؤية فلسفية: اشكالية لقاء وتفاعل الثقافات بين مجتمعات في عدا ...
- جميل الدويهي في جدارية شعرية بعنوان: -شعبٌ عليه تُمثَّل الأد ...
- يوميات نصراوي: اللقاء مع محمود درويش في موسكو


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - جولة حكومية تفقدية