أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير محمد ايوب - لكل المؤمنين العاملين للصالحات.. أقول عن مواسم اعياد إخوتنا المسيحيين.. وفتاوى تحريم تهنئتهم














المزيد.....

لكل المؤمنين العاملين للصالحات.. أقول عن مواسم اعياد إخوتنا المسيحيين.. وفتاوى تحريم تهنئتهم


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 7113 - 2021 / 12 / 21 - 18:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سألني بالأمس صديق: هناك مانشيتات مواسمية، يتمادي بعض هاجري القرآن الكريم في إشاعتها. ولأني أعرف أن الموروث البشري في التدين، ليس خيراً كلُّه ولا شرّاً كلّه، جِئتك يا شيخي، في مواسم أعياد إخوتنا المسيحيين، سائلا عن جواز معايدتهم، والترحم على موتاهم، وتمني الشفاء لمرضاهم، أهو حلال أم حرام؟
قلت بتمهل وحرص: لأني مؤمن بأن الأمر أعمق من هذا وذاك، أقول كما يقول أخي أبو المنذر العطيات: لا أحب نسف الأكاذيب بالتقسيط بل بالجملة. فلا جدوى من بيان بطلان الأفكار الفاسدة فكرة فكرة. الواجب الأوجب، هو نسف طرق التفكير الخاطئة، لتزول آلاف الأفكار الفاسدة دفعة واحدة.
كدين إسلامي، فإني من موقع العارف، أجزم بأنه لا يقبل شيئا من خارج القران الكريم. فربُّ العزة هو القائل بوضوع بيِّنٍ فيه: " ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ، وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ". فالرسول في حياته لم يخالف أمر ربه. لم يقل ولم يفعل، إلا ما أرضى به الله. وإن قيل شيء غير ذلك، فالرسول العظيم، لم يقله ولم يفعله أصلا، أو قد صوب بعد أن عوتب بشأنه.
كل ما لم يذكره القرآن، ليس من الدين في شيء. المحرمات حسب القرآن بضعة وعشر محرّما، أما حسب كتب الخرافات والتتويه والتمويه والتأتأة، فهي بالمئات. الحرام هو ما حرمه الله، فهو وحده صاحب الحق في التحريم، ولا شريك له في هذا. ومن يزعم أن التحريم حق لأحد سواه حتى لو كان نبيا، فقد أشرك بالله. للنبي ان ينهى ويمنع، ولكن وليس له أن يحرِّمَ.
من أكبر الآثام تحريم ما لم يحرم الله في القران. ليتها توقفت فقط على تحليل او تحريم منسوب للنبي عليه اطيب الصلاة والسلام، ولكن الجريمة الأكبر، هي أن بعض المعتوهين من سلفٍ أو معاصرٍ، صار وفق توجيهات سياسية وظيفية، يُحلّل ويحرم باستدلالات واجتهادات منسوبة لبشر آخرين.
الاتكاء على ما ورد في الآية 29 من سورة التوبة ونصه: " ... وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ...." . لاحظوا أن الله سبحانه لم يقل ما حرم الله ... وحرَّم رسوله. فلو قال هذا لساغ الإتكاء. لان الرسول ساعتها يكون مستقلا في التحريم. ولكن الآية السالفة جعلت الرسول في التحريم تابعا لله وليس مستقلا. وهناك عشرات الأدلة القرآنية، حرمت على الرسول الاستقلال في التحريم.
بعد هذا التوضيح، لا تسلني عن جواز تهنئة إخوتنا المسيحيين بأعيادهم، أو تمني الخير لهم، والشفاء لمرضاهم، والترحم على موتاهم، أهو من الدين ام لا؟ بل إسال القرآن الكريم عن هذا. فان وجدته في كتاب الله فهو من دين الله، وإلا فهو من وحي الشيطان. وبالتأكيد لن تجد في القرآن الكريم، شيئا يحرم من هذا. بل تجد حكاية النجاشي وهجرة صحب النبي اليه، وستجد زيارة الرسول الكريم لجاره اليهودي المريض، وستجد زواج النبي من مارية القبطية، وستجد قبل كل هذا وذاك، زواجه من السيدة خديجة المسيحية، على يد القس ورقة بن نوفل.
الاصل يا سيدي، وضع كل ما يقال له موروثا بشريا في التدين، في ميزان القران الكريم، وما استوفى شروط الصحة من السنة القولية او الفعلية او التقريرية، قطعية الثبوت والدلالة، وجاءت مفصلة لمجمل في القرآن الكريم، وكذلك العقل، وقبول ورفض ما في التدين البشري، على هذا الاساس. نترك ما لا يوافق القرآن الكريم والسنة القطعية والعقل، من بدع واسرائيليات، ونضرب بها عرض الحائط، غير مأسوف عليها.
وحتى لا أثقل بتفاصيل ليس لها اصل في القرآن، على من يحترمون عقولهم ولا يصدقون في الدين ما يخالف القرآن والسنة المؤكدة، ولا يخالف العقل، أقول نعم هذا هو القول الفصل بدون مواربة ولا تأتأة، فلا يُصدِّقُ ما لا يُصَدَّقُ إلا أحمقٌ مختومٌ قلبه ومُقفلٌ عقله، ساعتها وإن كان من كهنة مُطيلي الّلحى أو مُقصري الثياب، أومن عِلْيَة القوم كما يزعمون، العوض بسلامتكم لا أمل فيه. فهو من الذين في قلوبهم مرضٌ، يشطحُ وينطح في التدين كما يشاء. فإنك لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء، وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ.
ولأننا من أتباع الدين الذي يقول: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ، مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا، فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "، والذي يقول ايضا في الاية 17 من سوره الحج " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصاري والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة .... " والذي يقول ايضا وأيضا: " لا ينهاكم الله عن الذين يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين" ، نقول هذا هو الدين الذي ندافع عن تعاليمه وقيمه.
وعلينا أن نميز بين الدين والتدين. فالدين مكتوب في القرآن الكريم. والتدين البشري هو تفسير وتأويل بشري لما ورد بالقرآن الكريم، قد يصح وقد لا يصح، لأنه مبني على فهم وتدين صاحبه وليس دائما بناء على الدين. وما وضعه الانسان ليس جزءً من الدين.
كثرة من الذين آمنوا، هائمون على وجوههم بلا طرق، بلا مقاصد، وبلا رؤية او بوصلة. متكئين في حراكهم على شيء من حسن النوايا او التوافق على بعضها. لذا سنواصل الطرق على جدران من يهجرون القرآن، حتى يسمع الطرشان منهم، إلا من أعيته سفاهة لا يمكن مداواتها.



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدْنُ مِنِّي في حوار معها
- - السلف الصالح - و- نحن - وبعد، مقاربة نقدية للموروث البشري ...
- سُبْحانَكَ رَبَّي، أقِمْ قيامَتَك إضاءة على المشهد في بلاد ا ...
- لبنان عالمكشوف، قراءة في الصراع
- شويكه سيدة الحكايات – 8 تضاريس التربية والتعليم
- شويكه سيدة الحكايات – الجزء السادس ذاكرة المياه
- الجزء الخامس الذاكرة الزراعية
- شويكه سيدة الحكايات – الجزء الرابع المشهد الزراعي – ذاكرة ال ...
- شويكه سيدة الحكايات – الجزء الثالث الاصول والمنابت
- شويكه سيدة الحكايات – الجزء الثاني معالمها ،ثوابتها ورواسيها ...
- شويكه سيدة الحكايات الجزء الاول من نوافذ على ما قد مضى من ال ...
- إنهم مرة أخرى، يقتلون ناجي العلي، إضاءة على تُجّار وفُجّار أ ...
- لِمَنْ أذهب بشوقي؟!!! ثرثرة خاصة في الحب
- فائضُ حُزْنٍ في برزخ الظن ثرثرات في الحب
- صاروخ ديمونا ردٌّ نوعي إضاءة على المشهد العربي
- التداوي بالعقل - الخُرافاتِ المُهَيِّجَة رمضانيات – النص الث ...
- ألتّداوي بالعقل – إنّهُ الله، سبحانه... رمضانيات – النص السا ...
- خالِقُنا واحدٌ رمضانيّات - 5
- لا مِشْ عادي...اللهم فاشهد!!! إضاءة على مشهد فلسطيني بامتياز
- في ظِلالِ يومِ الأرض، لِفلسطينَ أكْتُبْ،


المزيد.....




- إيطاليا.. المسلمون في مونفالكوني محرومون من مسجد
- دعم غزة وإنهاء الحرب يسيطران على مخرجات القمة الإسلامية بغام ...
- زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي بألمانيا يحذر من الإسلام السيا ...
- لعنة الجغرافيا تلاحقهم.. مسيحيو شريط لبنان الحدودي يدفعون ثم ...
- سفارة الإمارات بإسرائيل تعبر عن حزنها في ذكرى -المحرقة- اليه ...
- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير محمد ايوب - لكل المؤمنين العاملين للصالحات.. أقول عن مواسم اعياد إخوتنا المسيحيين.. وفتاوى تحريم تهنئتهم