كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7108 - 2021 / 12 / 16 - 15:30
المحور:
الفساد الإداري والمالي
لقد تفتقت عبقرية بعض وزراء الكابينة الحالية، والكابينة التي سبقتها عن مواهب مبتكرة في فنون التغليس والتجاهل والتطنيش، فأقاموا حاجزاً إدارياً يمنحهم العزلة الكاملة، ويحول بينهم وبيننا، اطلقوا عليه (قسم التنسيق الحكومي). لا شغل لهذا القسم سوى أستلام البريد الذي يحمل هموم الناس، ومن ثم يتولى القسم مفاتحة التشكيلات المتفرعة عن الوزارات بأسلوب المراسلات السلحفاتية، من دون ان يكلف الوزير نفسه مشقة متابعتها والاهتمام بها.
حتى مناشداتنا نحن النواب كانت تمر عبر هذا الجدار الطيني. .
نعاني كلنا من الشعور بالإحباط إزاء ظاهرة (التغليس) والتجاهل التي أنفرد بها معظم المسؤولين الذين أصابهم الطرش، فنحن مهما تعالت صيحاتنا، ومهما كتبنا، ومهما تكررت نداءاتنا بالمطالبات الجماهيرية لن يسمعونا، يتخيل إلينا أحيانا انهم يسمعوننا، لكنهم لا ينصتون، فأغلب ما نصدح به لا يدخل آذانهم، ولا يصل عقولهم، لأنهم رفضوا الانتباه، ولا يلقون لنا بالاً. . .
نحن أيضا صرنا لا نسمعهم، يتصرف المسؤول وهو على قناعة بأن خطابه حظى باهتمامنا، منخدعاً بسكون القاعة، وإيماءات البعض، وأحياناً أو كثيراً عاصفة من التصفيق. ما لا يعرفه هذا المسؤول أن هدوء القاعة، وإيماءات الجالسين، والتصفيق المتكرر لا يعنى بالضرورة اننا انتبهنا لخطابه. .
منذ سنوات ونحن نحلم بالحوار الشفاف فيما بيننا، لكن واقع الحال يقول العكس، فحديثنا معهم حديث الطرشان، وهو دليل على فقدان الثقة. نسمعهم يتحدثون عن أشياء كثيرة، ويرتكبون عكسها، ويتكلمون بلغة مليئة بالتضخيم، لكنها لا تخلو من الكذب. ذلك لأن الحواجز التي أقاموها حجبت عنهم الصوت والصورة، ومع ذلك هم مستمرون. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟