أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - روز اليوسف شعبان - قراءة في كتاب د. نبيل طنوس-راشد حسين ويسكنه المكان-.














المزيد.....

قراءة في كتاب د. نبيل طنوس-راشد حسين ويسكنه المكان-.


روز اليوسف شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7104 - 2021 / 12 / 12 - 09:24
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قراءة في كتاب د. نبيل طنوس" راشد حسين ويسكنه المكان"(2021).
الكتاب إصدار الرعاة والجسور للدراسات والنشر. ويقع في 184 صفحة.
يحتوي الكتاب على ثلاثة مقالات كانت قد نشرت في مجلّات محكّمة، إضافةً إلى قصائد مختارة للشاعر راشد حسين.
المقال الأول: المكان في شعر راشد حسين، المقال الثاني توظيف الألوان في شعر راشد حسين، المقال الثالث المرأة في شعر راشد حسين.
في هذه القراءة، سأتطرّق للمقال الأول:" المكان في شعر راشد حسين."
شدني هذا المقال بشكل خاص، والذي استمدّ منه الكاتب عنوان كتابه" راشد حسين ويسكنه المكان". عنوان مثير أخذني إلى المكان بكل أبعاده الجغرافية والوطنية والإنسانية والحياتية… وأثار في نفسي تساؤلات عديدة: هل المكان يسكننا؟ أم نحن الذين نسكن فيه؟ ومتى يجوز لنا القول إنّ المكان يسكننا؟ هل هذا يتعلّق بحُبّ الإنسان للمكان؟ أم بسبب ابتعاده عنه وشوقه إليه؟
وهل راشد حسين سكنه المكان بعد خروجه منه واغترابه فأخذ منه الشوق كلّ مأخذ حتى صار المكان شاغله وهاجسه الأكبر؟
قد تحتاج هذه الأسئلة إلى بحث آخر للوقوف على أهمية المكان بالنسبة للشاعر قبل هجرته وبعدها.
في لسان العرب لابن منظور، ورد معنى سكن:" سكن الشيء اذا ذهبت حركته، وكل ما هدأ فقد سكن، وسكن الرجل سكت، والسكن هو سكنى الرجل في الدار، والسكن والمسكن هو البيت والمنزل، والسكينة هي الطمأنينة. ص 211.
فهل كان بيت الشاعر ووطنه مسكنًا له ومصدر سكينته؟ أم أن المكان هو الذي سكن الشاعر في إقامته فيه وفي غربته؟
تقول القاسم(1984) لا قيمة للمكان إذا لم يحفل بشخصياته التي تمنحه المعنى، وتسهم في إغنائه بالدلالات من خلال العلاقات المختلفة التي قد تدخل فيها هذه الشخصيات مع المكان كعلاقات التنافر او الحياد أو الانتماء".ص33.
وعودة إلى دراسة د. نبيل فإننا نجد أن المكان أخذ راشد حسين جسدًا وعقلًا وفكرًا وروحا،، فبات مأخوذًا به، مسحورًا بجماله، عاشقًا له، متيّمًا به.وقد بادله المكان هذا العشق فاستوطن روح الشاعر واستقرّ فيها.
لكنّ هذا المكان بكل ما يحويه من أماكن خاصّة وعامّة تثير وتعكس جدليّة هامّة، وثنائيّة ضديّة. فالبيت الذي من المفروض ان يكون المكان الآمن، ينقلب إلى مكان خطير قد يسكنه أو يحيطه الأعداء فيتعذّر عليه دخوله. في حين أن المخيم الذي يرمز إلى حالة التهجير والضياع وفقدان الوطن للفلسطينيّ، يعتبر المسكن الحالي الذي يحتمي فيه. ص 47.
يقول الشاعر راشد حسين في اشتياقه لبيته:"
ذكرى تحدّثني عن الدار الملوّنة الجهات
ذكرى العبير المشمشيّ وذكريات السنبلات
بالأمس قالت لي تعال نزور داركم القريبة أنسيتها؟
أنسيت أمك والأقارب والخطيبة؟
لم أنسها! لم أنسها! والله يا أمّي الحبيبة!
ومشيت نحو الدار آمل أن أراك فذاك عيدي
وتحرّكت شفة البنادق بالشتائم والوعود
فرجعت أركض خائفًا وبصقت في وجه الوجود.(ص38).
هذه الجدليّة والثنائية الضديّة المؤلمة بين الرغبة بالعودة للبيت للوطن للأم للحبيبة ، وبين الخوف من الجنود، تثير في نفس الشاعر سخطًا وغضبًا على الوجود بأسره.
وهنا يستوقفني سؤالٌ آخرُ: كيف يشعر الإنسان الذي يعيش في بيته ووطنه ولا يحسّ بانتمائه إليه؟ هل يمكن وضع هذه المشاعر في خانة الضديّة الثنائية والجدلية التي تعتمل في نفسه؟
وخلاصة القول إنّ الدكتور نبيل طنوس أثار في مقاله هذا موضوعًا فلسفيًّا هامًّا، وسلّط الضوء على أهميّة المكان في حياة الشاعر راشد حسين، مبيّنًا الجدليّة القائمة بين الشيء وضدّه أو ما يمكن أن نسميه الثنائيّة الضديّة. ويبقى المكان هو هاجس الإنسان سواء سكنه الإنسان إم سكن المكانُ الإنسانَ، على أمل أن يكون المكان ملاذًا للإنسان، ومبعثًا للسكينة والأمن والأمان.
مبارك لك د. نبيل هذا الكتاب الجميل ودراستك الهامّة المثيرة في شعر الشاعر الفلسطيني الكبير راشد حسين.
المراجع:
ابن منظور، محمد (1992)لسان العرب جزء 13، بيروت: دار صادر.
القاسم سيزا (1984)، بناء الرواية، دراسة مقارنة لثلاثية نجيب محفوظ، الهيئة المصرية العامة للكتاب.



#روز_اليوسف_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تُطل الغياب
- قراءة في ديوان نزف قصائد للشاعر عز الدين السعد
- قراءة في كتاب حصاد السنين بعد التسعين
- قراءة في سماء الفينيق لمفلح العدوان
- المنفى والاغتراب في قصيدة - أضاعوني - للشاعر الفلسطيني بروفي ...
- انا والمدى
- توقيعات
- جاهلية هذا الزمان !!
- أنا وأنتَ!!
- - سيزيف وبحار - لأسيد عيساوي
- انتظار !!!
- تَرحال !!!
- تَرحال!!!
- خلف الظلال
- سكنتني عيناك ..!!
- وحدها المعابد !!!
- طيفُ الأقحوان
- بين زخات المطر !!
- لأجلكِ جفرا!!!
- سرير الموجات


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - روز اليوسف شعبان - قراءة في كتاب د. نبيل طنوس-راشد حسين ويسكنه المكان-.