أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روز اليوسف شعبان - جاهلية هذا الزمان !!














المزيد.....

جاهلية هذا الزمان !!


روز اليوسف شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6413 - 2019 / 11 / 19 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


في شرود وذهول خرج من مقبرة البلدة بعد أن شارك في تشييع جثمان رفيقه، الذي قُتِل غدرا برصاصة عمياء، أطلقها عليه مجهولون دون سبب يذكر.
وقبل يومين أيضا شارك في تشييع جثمان قريب له قتل في سيارته بسبب خلاف على موقف سيارة.
أسبوع حزين مؤلم قضاه في حزن ووجوم وذهول!!
عادت به ذكرياته إلى أوقات من المتعة والفرح قضاها مع رفيقه. كان رفيقُهُ شابًا وسيما مفعما بالحيوية والنشاط، تدفعه أحلامُهُ الى زيادة جدِّهِ واجتهاده كي يحصل على الشهادة الجامعية ويشق له طريقا معبّدًا بالآمال نحو التقدم والنجاح!
كيف خُطِفتْ تلك الأحلام في لحظةٍ واحدة؟ كيف سُحِقت الآمالُ وطواها الكتمانُ؟؟ لماذا تُقطفُ الورودُ قبل أن تنشرَ رحيقَهَا في الأجواء؟؟ هل بتنا نخشى أريجَها وعنفوانَها؟؟
كيف أصبحت حياةُ الإنسان رخيصةً إلى هذا الحدّ وبات القتلُ نهجَاً ولأتفه الأسباب؟؟
هل أصبح الرصاصُ لغةَ هذا الزمان؟؟ يُخرسُ ويُلغي لغةَ الحوار؟
أي عصرٍ مجنونٍ هذا الذي نعيشه؟
مسح دموعا ساخنةً انهمرت من عينيه، فشعر بدفئها يلامس وجنتيه، وتابع سيرَهُ في شرود وذهول!!
من بعيد خال نفسه يرى فارسا يمتطي صهوةَ جواد، بدا له الفارسُ غريبا في هيئته وزِّيّه، كان ضخما عريضَ المنكبين، أشعثَ الشعر أحدجَ العينين، في بشرتِهِ السمراء خطوطٌ خمريةٌ تروي قصصًا جسام!! يرتدي عباءةً من الحرير حيكت بعناية فائقة!
تُرى من يكون هذا الغريبُ؟؟ وما الذي يريده منه؟؟!
كان لوقع أقدام الحصان التي كانت تدّبُ الأرضَ بخفةٍ ورشاقةٍ رهبةٌ عظيمةٌ لم يفقه كنهَهَا، لكن شيئا من الدعة والأصالةِ كانت تناجي روحَهُ فاستكان لها ومضى في سيره دون أن يلتفت إلى الوراء.
مرّ الغريبُ بجانبه حتى كاد يلامس حصانُهُ جسَدَ الشاب الذي بدأ يرتعش خوفًا ورهبةً!! وألقى على مسمعه بضعةَ أبياتٍ من الشعر جعلته يتسمّرِ في مكانه مذهولًا!
كليب لا خيرَ في الدنيا ومن فيها
ان أنت خلّيتها قط من يخلّيها
أبيتُ الليلَ أنعي كليبا
أقول لعله يأتي إلينا
أتتني بناتُهُ تبكي وتنعي
تقول اليوم صرنا حائرينا!!
ارتجف الشابُ وارتعدت فرائصُهُ والتفت حوله لكنه لم يجد الغريب! كان قد اختفى في لمح البصر!!
تساءل في نفسه هل جاء المهلهلُ الى زماننا أم نحن الذين ذهبنا إليه؟؟
أطرق رأسَه وسار عائدا إلى بيته، وصورة المهلهل وأشعاره تستفزُّ مخيلته وأفكارَهُ، في حين كانت الصلواتُ المنبعثةُ من المساجد والكنائس في جانبي الطريق تؤكد له أنه لم يبرح هذا الزمان!!!
(طرعان – الجليل)



#روز_اليوسف_شعبان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وأنتَ!!
- - سيزيف وبحار - لأسيد عيساوي
- انتظار !!!
- تَرحال !!!
- تَرحال!!!
- خلف الظلال
- سكنتني عيناك ..!!
- وحدها المعابد !!!
- طيفُ الأقحوان
- بين زخات المطر !!
- لأجلكِ جفرا!!!
- سرير الموجات
- -في حضرة- التوليب
- عاذلتي السمراء !!
- ليلاي جرحٌ وقصيدة!!
- صمتك قاتلي!!
- احلام السنابل


المزيد.....




- -كأنه فيلم خيال علمي-: ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً
- قمر عبد الرحمن لـ -منتدى البيادر للشعر والأدب-: حرب الوجود ا ...
- -الشاطر- فيلم أكشن مصري بهوية أميركية
- رحلتي الخريفية إصدار جديد لوصال زبيدات
- يوسف اللباد.. تضارب الروايات بشأن وفاة شاب سوري بعد توقيفه ف ...
- بصدر عار.. مغنية فرنسية تحتج على التحرش بها على المسرح
- مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روز اليوسف شعبان - جاهلية هذا الزمان !!