أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحمّار - الشعب التونسي كله ذاهبٌ إلى المدرسة من جديد














المزيد.....

الشعب التونسي كله ذاهبٌ إلى المدرسة من جديد


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 7101 - 2021 / 12 / 9 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنّ الذين يعتنون بالشأن السياسي في تونس ليسوا فقط السياسيين وإنما هم عامة الناس أيضا. على عكس ما يتبادر للذهن، هذه ليست سِمة إيجابية، ولا هي دليل لا على ذكاء التونسي ولا على وعي التونسي. هي دليل على استلاب الإنسان التونسي السلطة القرار الفوقية و هذه من أكبر الأخطاء التي تتطلب من الشعب كله أن يبدا التعلم و التدرب على آليات محدثة لإصلاحها.
انتخابات سابقة لأوانها أم متأخرة عن أوانها! ما من شك في أنّ دعائم هذا الأمر تهُمني لكنني أشك كثيرا في أن المسألة بذاتها تهِمني بصفة مباشرة. إرساء محكمة دستورية أم محكمة شرعية! لا شك أنّ مقومات هذا الشيئ من اهتماماتي في النهاية، لكن ليس الأمر كذلك بشأن الشيئ بحد ذاته.
كيف يكون العمل بالفصل 80! هذه حكاية لا أقدر على تناولها ولا حتى على الحديث فيها دون أن أفقد أسس الإنسان فيّ. هناك مسائل عديدة أخرى تتجاوز إنسانيتي و ذلك بتوجه سلبي.
إنها أمور ربانا عليها إعلامٌ سبق الشعب في التديّن بالاستلاب. إنها أمور تقع طائلة معرفة الخبراء في السياسة و في القانون. مع هذا فهؤلاء غير قادرين على تناولها لا لشيئ سوى لأنّ الشعب الذي يعنيه أمرُها، ولو بصفة غير مباشرة، عاجز عن الحركة الأصلية، الحركة التي يمليها القلب والعقل والوجدان، والتي من المفترض أن تفضي إلى رواية متخصصة يُصيغها في مرحلة تالية العقل الخبير .
إنها إذن بطبيعتها أمور لا تنتظر العامل اليومي أو بائع الخضار والغلال أو تاجر المكسرات أو المملحات أو الشرطي أو الممرض أو الطبيب أو المهندس أو حتى المعلم أو الأستاذ أو الأستاذ الجامعي ليحلها أو في أسوأ الحالات ليحكي فيها مثلما حدث ويحدث إلى الآن.
إنّ محاولة الخوض في مثل تلكم الشؤون سواء بالحديث أو بالتفلسف أو بالتخمين من طرف طوائف غير متخصصة من الشعب لا يوصل إلى برّ الأمان، بل يؤدي بالعباد والبلاد إلى الغرق، إلى الحرق، إلى المقصلة، إلى حبل المشنقة. توصل إلى ما وصلنا إليه اليوم بعد مرور عشرية غاب فيها التخصص وحضر فيها تخصصٌ وحيد، التخصص في العشوائية.
هنيئا لمجتمع تونسي خاض في مسائل الانتقال الديمقراطي حتى انتهى به الأمر إلى دَمَقرَطة العشوائية بشكل منهجي و أسطوري! هنيئا لمجتمع لا يزال يسير على درب العشوائية المستدامة ولا يستحي أن يخوض في رواية غير روايته بخصوص مواضيع مثل حدث 25 جويلية أو حدث تغيير تاريخ "الثورة" ليصبح 17 ديسمبر عوضاً عن 14 جانفي، و لا أدري ما الذي سيأتي بعدهما.
هكذا يكون المجتمع التونسي هو بنفسه من يطالب بالتغيير وهو بنفسه من يرفض التغيير . هو الذي يعشق الخوض في ما ليس موضع عشق، وبالتالي لكأنه ينادي دوما بموضوع جديد فيتبين أنه موضوع لا تقدر عليه لا الأحزاب، رغم تخصصها الاعتباري به، ولا الهيئات القانونية، رغم تخصصها الاعتباري به، ولا حتى الحكومة، رغم تخصصها الاعتباري به، لأن جماهير دمقرطة العشوائية كلها في وضعِ استنفارٕ دائم وعلى أهبة فورية لتناول ثم لتسويق بضاعة كان عليهم أن يعنوا بتخضيرها وتحميرها حتى يتسنى للأخصائيين تقديمها في صيغتها النهائية ثم تسويقها.
إنّ المجتمع التونسي يغرق ومع هذا يحاول عنوة التنفس تحت الماء، بينما هو مطالب بالبحث عن نقطة التوازن التي ستسمح له بالاستقلال المبدئي عن مركز القرار السياسي العلوي.
إنّ مثل هذه الاستقلالية ستُمكن الشعب من تأليف روايته الذاتية لٍما سيكون عليه مشهد الحياة العامة بعد تخليه عن الاضطلاع بدورٍ غير ذي دوره. وهذا يتطلب تعرّف الشعب على حاجياته العميقة، الأصلية. لكن التعرف مهارةٌ و التأليف مهارةٌ، و كل مهارة تستوجب تعلماتٕ، وكل تعلماتٕ تتطلب منهجا للتعلم. وبالتالي بفضل اكتساب هاتين المهاراتين سيتمكن الشعب من إيصال قراراته بخصوص مشكلاته وحاجياته وتطلعاته، إيصالها من الأسفل حيث هو، في بوتقة ما تحت السياسي، إيصالها من أسفل الى فوق، إلى حيث مركز القرار السياسي، إلى حيث الدولة والهيئات الحكومية.
هل للإعلام دورا في هذا المنهج؟ بالرغم من أنّ الإعلام هو من يفترض أن يرفع قرارات الشعب الأصلية الى السلطة حتى تصبح قرارات سياسية إلا أنّ التتلمذ في مدرسة الكل هو من بين الحاجيات الاستعجالية للإعلام هو الآخر. والسبب هو أنّ الإعلام قصّر كثيرا وطويلا في حق مُنوّبه، الشعب. و بالتالي من الضروري أن يذهب الإعلامُ إلى المدرسة من جديد. فلا مفرّ من أن تتعلم الصحف والإذاعات والتلفزات كيف تتفادى، مثلا، نشر نتائج سبر الآراء بذلك الشكل المقيت الذي يجعل من الإخبار هرسلةً فدمغجة ً ثم تمذهُبًا.
إنّ الإعلام الذي يليق بشعب مستقلّٕ عن مركز القرار النهائي وحريص على التمركز في بوتقة قراره إعلام يكون مكتسبا لمهارات النّقل الأمين لأحلام الشعب و طموحاته و أمانيه وتطلعاته وحاجياته، نقلها إلى حيث ستتخمّر فتُفرز، فورَ عُروجها إلى سماء السياسة، قرارات صائبة أي ضامنة لحالات متتالية من السعادة المستدامة.
#كلنا_إلى_المدرسة_من_جديد



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة التونسية في الميزان الكوني
- هل الأحزاب التونسية مُكَوَّنة بشكل يضمن استدامة النظام الديم ...
- المواطن التونسي بين -كَلسونية- لطفي العبدلي وجمهورية قَيس سع ...
- فَرمتة العقل السياسي التونسي ضرورة عاجلة، لماذا وكيف؟
- كيف وصلت تونس إلى هذا وهل من مخرج؟
- متى تكون القدس لنا؟
- هل يفهمُ المتخصصون الإسلامَ أفضلَ من العوام؟
- هل الدين حقا مسألة شخصية؟
- ما وراء حديث الميراث وزواج المسلمة بغير المسلم
- الليبرالية بين حُروبهم الناعمة وعقولنا النائمة
- حديث -البْرِيكَة- أم الهَبْطة اللغوية الوشيكة؟!
- ما بَعدَ العلمانية لسَترِ العَورَة التونسية
- هل مدرستنا تحذق القراءة؟
- بعد برلين، إلى أين سيُهَجّرنا الإعلام التونسي؟
- تونس بين مؤتمر الاستثمار ومدرسة الاستهتار
- هل القرآن بحاجة إلى تفسير جديد؟
- مخالفة القانون: أين الداء وما الدواء؟
- حتى تنهانا الصلاة عن الفحشاء والمنكر...
- الضحكة التي تكاد تهزم التونسيين
- تونس: خسرنا الدنيا فهل ربحنا الدين؟


المزيد.....




- كندا: إجلاء الآلاف من السكان جراء اندلاع مئات حرائق الغابات ...
- ?? مباشر: إسرائيل تعيد الدبابات إلى شمال غزة وحصيلة قتلى الح ...
- الضفة الغربية.. اعتداءات خلال اقتحامات نفذها جنود الاحتلال و ...
- إيران: إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة وقد نغيّر عقيدتنا النوو ...
- دراسة تربط الوزن الزائد لدى الأطفال بالهاتف والتلفزيون..كيف؟ ...
- كانت مغلقة أمام السياح لعقود.. وجهة عربية -جديدة- تنفتح ببط ...
- هل تمتلك إيران أسلحة نووية؟
- لندن تقول إن شويغو مسؤول عن -أكثر من 355 ألف ضحية- في صفوف ا ...
- أردوغان: حكومة نتنياهو لا تريد أن تنتهي الحرب في غزة
- الجيش الأميركي: إسقاط مسيّرة أطلقها الحوثيون من اليمن


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحمّار - الشعب التونسي كله ذاهبٌ إلى المدرسة من جديد