الفساد .. وسنينه 7

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تركزت المقاربات السابقة على الأوجه "الداخلية" للفساد فى القطاع الصحى. لكن إسهام الكاتب الصحفى المتميز حسن عامر اهتم بالوجه "الخارجى" – أو بالأحرى المرتبط بالخارج.
وينطلق من أن مصر تحتل المركز رقم واحد على المستوى العالمى بين الدول التى حصلت على منح ومساعدات فنية وعينية، حيث حصلت خلال العقدين الماضيين على منح ومساعدات فى كل المجالات الصحية والتعليم والرى والزراعة والانتاج الصناعى والتنظيم والإدارة والتدريب والحكم المحلى والصناعات الصغيرة والمشروعات متناهية الصغر.
والأرقام التى تصل إليها هذه المنح والمساعدات ليست هينة، بل إنها تكاد أن تكون فلكية، فهى على ذمة حسن عامر تصل إلى 135 مليار دولار منذ عام 1975، مضافاً إليها ما تنازلت عنه الدول الدائنة طبقا لمقررات نادى باريس.
وجاءت هذه المنح والمساعدات من "طوب الأرض"، أى من كل الدول المانحة تقريباً ومن كل المنظمات الخاصة والمتعددة الجنسيات. إذ لم تترك الحكومة المصرية مؤسسة واحدة تقدم منحا أو مساعدات إلا حصلت منها على شئ. وهذه ربما تكون شهادة للوزيرة فايزة أبو النجا على نشاطها ونجاحها فى الحصول على هذه المليارات. ومع ذلك فأن النتائج المحققة من جلب تلك المبالغ الهائلة بشق الأنفس تكاد تكون صفراً كبيراً.
ويبرهن حسن عامر على صواب هذا الاستنتاج القاسى بالاستشهاد بوثيقة وقع عليها أربعة وزراء فى أوراق رسمية بتاريخ 2/9/2005 تحت مسمى التعديل الثالث لاتفاقية منحة الهدف الاستراتيجيى لتحسين الصحة وتنظيم الأسرة منشورة فى الجريدة الرسمية بتاريخ 11 مارس 2006 جاء فيها بالنص "تتضمن المصاعب والتحديات الرئيسية التى تواجه قطاع الصحة فى مصر التفاوت فى الوضع الصحى والذى يؤثر بوجه خاص على الفئات الضعيفة من السكان، وانعدام نظم فعالة لتقديم برامج وخدمات رعاية صحية جيدة. ويؤدى النمو السكانى المستمر والأمراض المعدية والأمراض المزمنة التى لا يتم علاجها أو التى لا يتم علاجها على نحو سليم، والقدرة المحدودة على تلبية الاحتياجات الطبية الحادة والطارئة إلى قصر العمر وسوء الحالة الصحية، وهو الأمر الذى من شأنه الحد من إمكانات مصر فى تحقيق النمو الاقتصادى .."
هذه الوثيقة الخطيرة ليست صادرة عن المعارضة المصرية وإنما وقع عليها أربعة وزراء مصريين. وهذه وثيقة كانت مبررا للحصول على منح ومساعدات بالمليارات لم تحقق الهدف المنشود من ورائها. لذلك يختتم حسن عامر ورقته بالاعراب عن استغرابه من "ان كل الهيئات التى قدمت منحا ومساعدات للحكومات المصرية لم تسأل عن مصير ما قدمته من منح ولم تحتج مرة واحدة على تبديد المساعدات التى خصصت للشعب المصرى .. وكأنها متواطئة مع الذين يبددون ما يقدم للمصريين من منح ومساعدات ..".
وفى تعقيبه على هذه الورقة قال الدكتور حسام بدراوى أن البيروقراطية المصرية أهدرت كثيراً من هذه المنح، حيث اهتمت بالدرجة الأولى بالمشروعات التى توجد فيها أبنية شامخة ورخام وديكورات وأجهزة بالملايين يمكن السرقة منها أو الحصول على عمولات، أما المشروعات والبرامج التى لا توجد بها ثغرات للتربح فقد وقفت أمامها بالمرصاد .. مما أدى إلى ضياع فرص بملايين الدولارات كانت متاحة .. وأصبحت فى خبر كان!

وللحديث بقية.

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل