عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7086 - 2021 / 11 / 24 - 22:08
المحور:
الادب والفن
منذُ ثلاثةِ أيّامٍ قاحلة
أودُّ الكتابةَ اليكِ
فأنسى كلّ تلك التفاصيل الصغيرة:
كيف كانَ مذاقُ وجهكِ أوّلَ أمس؟
كيف كانَ لونُ غيابكِ البارحة؟
كيف كانت رائحةُ صوتكِ هذا اليوم؟
لماذا كان الشغفُ ناضجاً كالسنابلِ
في جسدكِ المُذهلِ يوم الثلاثاء
بينما حفيفُ الأسى في ضحكتكَ الباردة
كان أصفر اللون .. كحصادٍ مُبَكِّر..
في هذه الأربعاءِ اللئيمة؟
لماذا لا أتذكّرُ الآن .. لونَ عينيكِ البُنِيّتينِ
التي كانت دائماً تضحكُ في قلبي
وتجعلني يافعاً
كالعُشبِ النابتِ في برج الحوت؟
لماذا أستطيعُ الكتابة بأفراطٍ عن هذه الحرب
بينما فمكِ الباذخِ .. مُغلَقٌ بإحكامٍ ..
على غُربة اليمامِ
في البساتينِ التي يجرفها الهجرُ
وحيُثُ تبحثُ البلابلُ التي أتعبَها الخذلان
عن تينكِ الحُلو
دون جدوى؟
اللعنةُ على هذهِ الأسئلة.
اللعنةُ على هذا البلدِ الذي يجعلُ نسيانكِ مُمكناً، وسريعاً، ونهائيّاً،
مثل طلقةٍ طائشةٍ إستقرّت في القلبِ
كما جاء في تقرير طبيب الطواريء .. المُحايدِ جداً..
والذي يخشى أن تداهمهُ عشائرُ"حيّ الميكانيكِ"
في "الدورةِ" المُدهشة
فيموتُ سعيداً
من شدّةِ الخوف.
اللعنةُ على متطلبات الوظيفةِ العامة
وعلى رصانة مهنتي قليلةُ الدَخلِ
وعلى علم الإقتصاد الكئيب
وعلى سحنتي الهجوميّةِ الداكنة
التي تجعلُ مرورَ أصابعي اليابسة
فوق أُلفَتكِ المتروكَةِ عمداً
في الغرفةِ التي لستِ فيها هذا اليوم
صاخباً إلى هذا الحدّ.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟