أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - اللامتناهي : الله أم العالم ؟














المزيد.....

اللامتناهي : الله أم العالم ؟


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7085 - 2021 / 11 / 23 - 13:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
١٠٥ - اللامتناهي هو العالم وليس الله


أشلاغ هو مؤلف عمل مهم للغاية، إنه مع شلومو إلياشيف Shlomo Eliashiv وإيتسخاك هاكوهين كوك Itskhak Hacohen Kook، أحد الأساتذة الثلاثة الرئيسيين للقبالة في القرن العشرين. أشهر أعماله وأكثرها انتشارًا هي الترجمة الحرفية للزوهار، من الآرامية إلى العبرية، مع تعليق بعنوان " سلم أو سولام Soulam . ونشر مجموعة كبيرة من الكتب النظرية وقاموس للمصطلحات الكابالية بالإضافة إلى تمارين تتيح للقارئ التحقق من تقدمه في دراسته. كما ألف أشلاغ سلسلة مقالات كتبها، بحسب مصطلحاته، بـ لغة علمية وموجهة لعامة الناس، من المتدينين وغير المتدينين. وظهرت بعض هذه المقالات، في صحيفة أنشأها، ولكن سرعان ما تم حظرها من قبل سلطات الانتداب الإنجليزي آنذاك، لنشرها عقيدة سياسية أعتبرتها قريبة من الماركسية، بالإضافة إلى تضامنه مع الحركة الصهيونية. توفي أشلاغ عام 1955، وحالياً يدرس فكره في العديد من دوائر الكابالا، وخاصة في إسرائيل.
يصف Hayyim Vital، أحد التلاميذ الأربعة الرئيسيين للوريا، التسيمتسوم بهذه الكلمات : "اعلم أنه قبل انبثاق الانبثاقات وخلق المخلوقات، كان نور علوي بسيط يملأ كل الواقع. لم يكن هناك مساحة خالية، في صورة الهواء الفارغ مثلا أو تجويف من أي نوع، كل شيء كان مليئًا بهذا الضوء البسيط اللامتناهي؛ ليس له بداية ولا نهاية. كل شيء كان نورا خفيفًا، واحدًا، بسيطًا، متجانسًا، وهذا ما نسميه نور اللانهائي أو اللانهائي En Sof. عندما " صعد إلى إرادته البسيطة ليخلق العوالم ويفيض منها الفيوضات لإظهار كمال أفعاله وأسمائه وصفاته، والتي كانت سببًا في خلق العوالم، فعندئذ أنكمش في ذاته، هو اللانهائي، في نقطته المركزية، في المنتصف تماما، قلص هذا الضوء، والذي ابتعد إلى الجوانب، حول النقطة المركزية، وبقي هكذا هناك : مكان فارغ هواء، تجويف فارغ، من هذه النقطة المركزية .." كمقدمة لتعليقه على هذا النص الغامض، Ashlag يحذرنا على الفور من أننا لا نتحدث عن علم الكونيات cosmologie ولا أي شيء من هذا القبيل. في حقيقة الأمر، كل علوم الكابالا تتعامل مع مواضيع مجردة بحتة، لا تنتمي لمقولات المكان أو الزمان. لذلك يجب ألا نفهم النص حسب هذه المفاهيم. ما هو إذن هذا الزمن الذي يبدو أن تعبير Vital يشير إليه : " قبل أن تنبثق الأشياء المنبثقة… ؟ أليست القضية هنا مسألة زمنية ؟ ولكن كيف يمكن للمرء أن يتحدث عن وقت قبل كل الخليقة؟ أشلاغ، يحاول أن يشرح المعنى العام لكلمة " وقت في الكابالا، فيقول بأن الأمر يتعلق دائمًا بـ " التغييرات في الأشكال المرتبطة ببعضها البعض أي أن كلمة " قبل" وكلمة "بعد" هذه الكلمة تعني بكل بساطة السبب والنتيجة بالمعنى المنطقي. الوقت أو الزمن في فكر Louria، وفقًا لـ Ashlag، هو ما يسمح تحديد مكان شكل من الأشكال une forme في سيرورة التوليد المفاهيمي. لذلك لا ينبغي فهم التزيمزوم tsimtsum على أنه أصل العالم بمعنى التتابع الزمني.
يعطي أشلاغ تحذيرًا ثانيًا : نص فيتال لا يتحدث أبدًا عن الله مأخوذًا من وجهة نظر جوهره. منذ بداية Ets Hayyim، وهو يستعد لوصف tzimtzum، يتحدث فيتال عن " الضوء العلوي lumière supérieure . ليس " النور العلوي هو الجوهر الإلهي نفسه، ولكن فيضان هذا النور وتدفقه. يواصل أشلاغ شرحه ليشير إلى صعوبة أخرى : ما هو إذن هذا " الواقع الأولي (ميتسيوت ـ metsiout) الذي يشير إليه النص " المليء بالنور المتفوق والبسيط ؟ بمعنى آخر: أي واقع réalité يمكن منطقياً أن يسبق الانبثاق والخلق؟ كان رد آشلاغ كاسحًا ومتطرفا، هذه الحقيقة التي يتحدث عنها النص ليست الله بل هي العالم. وهنا سيقلب آشلاغ المعادلة القديمة والتي كانت سائدة طوال عدة قرون من الفكر الكابالي. حيث يقدم العالم نفسه في طريقتين مختلفتين، اعتمادًا على ما إذا كان قد تم اعتباره قبل عملية التسيمتسوم tzimtsum كلامتناهي أي بإعتباره En Sof، أو بعد التزمزم، في شكل العوالم الخمسة، من الإنسان الأولي إلى عالم العمل أو الفعل.
اللانهائي الذي تتحدث عنه الكبالا لم يعد الله أو المطلق كما هو الحال في معظم نظريات الكابالا السابقة، ولكنه شكل أو طريقة لظهور العالم une modalité du monde. كما يقول فيتال، قبل التزيمتزوم، تمتلئ اللانهائية بضوء واحد متجانس. بالنسبة إلى آشلاغ، هذا يعني أنه لا يحتوي على أي فراغ يجب ملؤه، وبعبارة أخرى، لا يمكن ولاينبغي إجراء أي تحسين لهذا العالم كما هو. ومع ذلك ، فإن آشلاغ ليس مؤمنًا بوحدة الوجود panthéiste، فما وراء اللانهائي، لا يزال هناك "إله" لا تتحدث عنه الكابالا إلا كأصل العالم في كماله اللامتناهي. في حين أن الله أو بشكل أكثر دقة الخالق Créateur هو مصدر الضوء، بينما اللانهائي l Infini هو المكان الذي يستقبله ويمتلئ به تمامًا. منذ البداية ، تميز أشلاغ عن أسلافه : الله هو الخالق، مصدر النور الأولي la lumière primordiale، بينما اللامتناهي ليس الله بل العالم، في شكله المثالي الكامل. من هنا نرى أشلاغ يعمل على عكس جذري للمنظور الكبالي لنظرية الخلق مقارنة بأسلافه.

يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الأولى
- أحزان العنكبوت الأزرق
- ثورة إبليس
- حكاية للأطفال
- سارق النار
- التمرد والأسطورة
- تمرد البروليتاريا الإلهية
- لا تنظري للوراء
- تجاوز جدلية السيد والعبد
- ليليث والصياد
- بطن الحوت
- سيزيفوس
- الصمت
- صاحب السلم
- اللعنة على العالم
- الفيض الإلهي
- شرعية القبيلة وشرعية الإقتراع
- غربة الله
- القمر الأسود
- فكرة الله في التصوف الكابالي


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - اللامتناهي : الله أم العالم ؟