أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - لبنان ليس مُستقِلاً ولا يستطيع إدارة شؤون دولتهِ















المزيد.....

لبنان ليس مُستقِلاً ولا يستطيع إدارة شؤون دولتهِ


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذُ بداية القرن الثامن عشر ولغاية هذه المرحلة سوف نجد بإن هناك قوة تاريخية تستحوذ نفوذ كل من تجدهُ عائقاً أو لائقاً في طريقها من اجل السيطرة على مقومات الشعب . فنلاحظ مثلاً الزمن الذي فرضتهُ الإمبراطورية العثمانية على منطقتنا فسوف نجد بإنها كانت تعمل ولمصلحتها الشخصية ضاربة بعرض الحائط من يتعامل معها سوف يكون لَهُ ما يُرِيدُ دون الأخرين وهذا ما حصل بالذات ؟!. المسيحية في زمن النفوذ التركي كان لها دور مميز تحديداً في منطقة جبل لبنان ومن اجل ذلك سوف يُمنحُ لقب الأمير لكل من يتعامل معهم . ولاحقاً يُصبِحُ كل الأهالي والسكان في خدمتهِ ، وبغطاء عسكري وقوى لا تعرف الإنسانية طريقاً من يقف بوجههِ والويل والثبور لمن يعصى صغائر الأمور فكيف كبيرها ؟!.
يبقى لنا ان نطرح سؤالاً مهما ؟ كيف إستغل الموارنة الشارع المسيحي بدعمٍ اعمى تحت حماية "" والى اسلامي تركي "" وكان اكثرهم عنفاً جمال باشا الجزار الذي نصب وعلق المشانق في بيروت وفي دمشق وفي القدس وكان اول من اطاح بههِ وعقابهِ ونفيهِ وطردهِ من ارضهِ ابناء جبل لبنان والموارنة عام " 1908 " وساقهم الى ما سُميّ الهجرة والإغتراب وركوب البواخر والسفر على متنها الى المجهول .فاجر ظالم لا يستهين اي محرمات ؟!. ولاحقاً لماذا كذلك ؟ إستغلت فرنسا الموارنة من اجل ترسيخ سياستها التوسعية في نشر ثقافتها المُبهمة في تعقيداتها عندما تدخلُ الى مستنقع غير معتقدة انها سوف تنتصر على الأكثرية " الإسلامية وجوارها " كونها ترى انطلاقة نور المسيحية وفجرها من الشرق ولبنان معبداً اساسياً لكل من يسير بإتجاه الغرب وتعميم ثقافة العقلنة في جوهر المسيحية .
اليوم وعشية مرور 78 عاماً بعد ما أُتفق على تسميتهِ يوم الإستقلال في بلاد الأرز وفي بلاد الشمس وفي بلاد الكنائس والجبال وفي بلاد املاك الاراضي الواسعة تحت إشراف الكنيسة المارونية مدموغة ومطبوعة وموثقة بخواتم الوالى والمانح لمن يشاء .التي طالت في شموخها حداً غير مسبوق في جوار لبنان الذي يحتضن اكثر من ثمانية عشرة طائفة تعيش وتتظلل حسب معطيات وادبيات الرسائل الواردة من خارج حدود لبنان لكي ترى في من يفتح تلك الرسائل والتي في اكثر احيانها طلاسم رذيلة؟!. وفاضحة وفارضة رؤوس اقلام مختفية على ارباب من هم في مستوى المسؤولية عليهم مباشرة تنفيذ ادق التطبيق لمًا يردهم سواءً كان سلبا وهكذا مفترض !! لأن الإيجابية غير واردة مع من يدعوّن الحرص على "" الحرية والسيادة والإستقلال "" . كانت فرنسا قد توسعت في نقاط احتلتها في خارج بلادها شرقاً وغربا وجنوباً وشمالاً . بحيث كانت جيوشها تتوسع لرغبات استعمارية وإستغلالية متنافسة مع الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بريطانيا العظمى . هنا كانت لفرنسا في ربوع لبنان انتشاراً مميزاً يعود لدور ابناء بلاد الارز الذين اتخذوا في تعاملهم مع البعثات الإستشراقية والإرساليات الفرنسية حيث تم بناء "" الأديرة والكنائس "" واصبحت تلك المدارس تنتجُ ثقافة خاصة وأحادية في لبنان تختلف عن محيطها الإسلامي برغم التغييرات التي إندرجت على الساحة العربية بعد أفول الامبراطورية العثمانية وإندلاع الحرب العالمية الكبرى والاولى عام "1914" التي أُسدلت ستارتها وانتجت تقسيمات تجزيئية للبلاد العربية الحالية وكانت الصاعقة المتفجرة في خاصرة العالم العربي وحوض البحر الابيض المتوسط بعد إفتضاح مشروع إنشاء دولة الصهاينة في اسرائيل . مما ادى الى تشريد الشعب الفلسطيني حيث بدا الى الأن مدى تأثر البلاد في محيط فلسطين المحتلة عن توترات متتالية ولاحقة كان الهدف الجوهري منها إضاعة حقوق شعوب المنطقة تحت غطاء دولى مصغر ترعاه الولايات المتحدة الامريكية ، والمملكة المتحدة ، وفرنسا، برغم التطور والتبديل في التحالفات ما بين المماليك والامارات والدول الصغيرة ؟!.
لبنان ربما لعب دوراً ريادياً في الإنفتاح والحضارة وجمع ما بين الثقافات المتعددة المسيحية والإسلامية وحتى اليهودية . بعد الاستقلال عام "1943" نشاهد ونرى الصراع قد وصل الى ذروة إندلاع الحروب المدمرة وصولاً الى كل مناطق ومحافظات لبنان التي تم تجميها حسب انتشار المكونات المجتمعية والطائفية التي تم إدراجها في ميثاق ودستور لبنان بعد بزوغ لبنان الكبير .
لم ولن يستطيع اللبنانيون الاحتفال بيوم استقلالهم من باب الاعتقاد بإنهم الاسياد على ارضهم وذلك مغاير لما يجري في مؤسسات بلاد الحرية والسيادة والتوسع الحضاري والثقافي في ربوع لبنان وفي بلاد الإنتشار . ومن المهم التنويه والتشديد على موضوع يوم الاستقلال الذي حدث بعد نص قوانين تعسفية فرضتها فرنسا على أول رئيس بعد 1943 الشيخ بشارة الخوري وكان اعتراضه يعتمد على بعض الاصلاحات في الإدارات العامة ، ومن ذلك اليوم تم اعتقال رئيس الجمهورية اللبنانية في (( قلعة راشيا الشهيرة )) ، حيث تم التضامن معهُ وذهب الى هناك زعماء من طوائف سنية وشيعية ودرزية ومسيحية اخرى . واصبحت البلاد تحت غضب شعبي يسودهُ التساؤل في ضبابية عواقب الإعتقال لزعماء الطوائف في لبنان الذي خرج من الأزمة بلا إتفاق على تحمل مسؤولية الحفاظ على الاستقلال من ابواب مصلحة الشعب العظيم اولاً واخيراً.
ليس جديداً على الشعب اللبناني ان يُعلنُ رئيس الجمهورية منذ اول يوم لإستقلال لبنان في " 22-تشرين الثاني - " عن افتتاح ابواب قصر الرئاسة لإستقبال الوفود الرسمية التي تريد التهنئة في تلك المناسبة حسب التشريفات الرسمية التي قد يتم تحديدها في اطار التضامن مع اهل البلاد من قِبل جميع البعثات الدبلوماسية الرسمية المتمثّلة على ارض لبنان ، برغم التغير الجوهري والمزري الذي احدث عنفاً وحرباً شرسة على مدار تاريخ ما بعد الاستقلال وتعدد الإحتلالات والوصايات ووجود عوامل اضافية على ازمة لبنان ومنها النزوح السوري الحديث ، حيث اسس الى استعادة نظرية التوطين التي كانت سائدة منذ استقبال اهل فلسطين غداة المراحل المتتالية للنزوح الاول عام " 1948" ومن ثم بعد النكسة عام " 1967" ، واخرها واخطرها على لبنان كان بعد طرد منظمة التحرير الفلسطينية من المملكة الاردنية ومن العاصمة عمان عام " 1969-1970" ، حيث تلقت "" قيادة الجيش اللبناني مبالغ واموال طائلة "" ، "" رشوة علنية "" ، حينها مقابل افساح المجال امام الثورة الفلسطينية وعبورها الى ومن العاصمة بيروت بإتجاه الجنوب اللبناني المتاخم مباشرة مع الحدود الجنوبية مِن جهة لبنان والشمالية من ناحية إسرائيل فلسطين المحتلة " بعد تلك المرحلة وتم بروز " فتح لاند " اي ارض فتح اكبر منظمات الثورة الفلسطينية التي لم تتفق بعد تلك الفترة إطلاقاً مع الجيش اللبناني ومع بداية مطلع السبعينيات وقعت معارك واحداث خطيرة ادت الى إنقسام تاريخي ما بين من يؤيد وما بين من يُعارض الوجود الفلسطيني المسلح وبدأت نهاية تفكك الدولة اللبنانية التي لم تعرف يوماً واحداً لا في سيادتها ولا في إستقلالها ولا في حريتها .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في - 21 - تشرين الثاني - نوفمبر - 2021 - ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفراغ الرِئاسي مِحنة -- دستورية و تدخلات خارجية -- لبنان ين ...
- شروط الحجاج بن زايد على الأسد المخلوع
- قصيدة الخريف
- مؤتمر الطائف أكبر هدايا المذاهب المتناحرة
- تَقبُل الأخر ليس موجوداً لدى جمهور المُمانعة -- أين الوعدُ ا ...
- إستعادة دفة قيادة العالم في قِمة الأغنياء
- العُنف الداعشي يُفرضُ أزمة بعيدة المدى
- المصير المجهول والمسير المتواصل لبنان ينقرض
- الإنتخابات النيابية القادمة لن تُعيد -- الوجه المُشرِق للبنا ...
- ثورةً -- 1917 -- كانت بلشفية لكنها تحورت لاحقاً
- الخطاب التاريخي الأسود من شيكاغو -- الى واشنطن في البيت الأب ...
- جوائز -- نوبل -- حينما تُمنح لدور الصحافة
- رحيل .. هيكل .. الأهرامات ..
- اليسار مُجدداً يخترق و يتصدر الريادة في النرويج
- رحلة سلام بابا الفاتيكان -- ركلة جزاء في مرمى داعش --
- جمال عبد الناصر والخلود المُستحّضر لدىّ -- الشعوب العربية ال ...
- لبنان بين قِمة اللواء فؤاد شهاب والرئيس جمال عبد الناصر وقِم ...
- حكومة لا ثِقة لِعزمِها ولا أملَ بها
- ماذا كان تغيّر لو لم يُحقِقَ الأمام الخميني -- إنتصاراً على ...
- إعادة تعويم الإرهاب من منظار أمريكي بإمتياز


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - لبنان ليس مُستقِلاً ولا يستطيع إدارة شؤون دولتهِ