أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر قاسم أسعد - كيف يكون اشباه المثقفين














المزيد.....

كيف يكون اشباه المثقفين


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 00:04
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك العديد من الأشخاص يشعرون بعقدة النقص ويعيشون على هامش الحياة لقناعتهم انهم لا يملكون الحد الأدنى من القدرة على التفاعل مع الآخرين ويدركون تماما أنهم يفتقرون للحد الأدنى من الثقافة العامة وقاصرون عن امتلاك مقومات المناقشة والحوار ، وقد لوحظ في السنوات القليلة الماضية ازدحام في الساحة الثقافية وانخراط بعض الأشخاص في مؤسسات المجتمع المدني ومنها الاندية والجمعيات الثقافية وازدياد أعداد من يُطلق عليهم (( أشباه المثقفين )) وتصدر المشهد الثقافي ،
ومن هنا يستطيع أي شخص أن يصبح ( مثقفاً ) وأن يطالب الاخرين بتسميته مثقف حتى لو لم يقرأ كتاب او لم يكتب سطرا ، كما يحق له الانضمام لنادي أو جمعية ثقافيه وترشيح نفسه ومن حقه أن يصبح رئيسا ، أو بإمكانه ــ مع مجموعة من أشباه المثقفين على شاكلته ــ تأسيس نادي أو جمعية ثقافية ويحصل على شهادة دكتوراة ( فخرية ) ــ أم العشر ليرات ــ من أي جهة وبذلك يصبح ( الدكتور الكاتب الشاعر القاص الروائي الأديب الناقد المثقف الفنان الموسيقي المسرحي ... ) ومع قليل من الوقت أمام جهاز الكمبيوتر وتصفح ( العم جوجل ) وحفظ بعض الاسطر والكلمات وحفظ بعض الأسماء ــ ليس مهما أن يفهم ولكن من المهم أن يحفظ ــ فمن حقه أن يتصدر المشهد الثقافي وأن يسرح ويمرح وينتقد ويبدي رأيه ويناقش ويحاور ويناور .ومن حقه ان يحشر نفسه في كل جلسة هنا أو هناك ، ومن حقه أن يتمترس حول رأيه ويزهو بنفسه ويظهر الآنا ، ومن حقه أن يعيش الدور ويحوز على لقب ( مثقف ) . كما عليه وفي كل جلسة مع ( المثقفين ) ان يحفظ بعض الجمل والعبارات من غيره ، ويعيد ما حفظه في جلسات أخرى ، وهو غير مطالب بالفهم بل عليه أن يحفظ جيدا حتى لا ينسى . أليس من حقه ذلك !!!
وإذا تعرض لأي احراج من خلال سؤال أو حوار فعليه أن ينظر لساعته بشكل فجائي أو ان يخرج جهاز الهاتف ويجري مكالمة وهمية ويعتذر عن استمرار اللقاء ويغادر لانشغاله بشي أهم ،
وحتى لا ينسى فعليه أن يظهر بكل الصور وبأوضاع مختلفة ومع أكبر قدر ممكن من الشخصيات المهمة وغير المهمة ، وعليه أن يشارك ( كحضور) في الكثير من الفعاليات الثقافية والادبية والموسيقية والمسرحية في أي مكان وزمان ــ ولا يهم إن فهم ما يدور او لم يفهم ــ وعليه أن يطلق لحيته وأن يضع على رأسه طاقية المثقفين أو أن يطيل شعر رأسه ليستطيع ربط جديلة ، ولا مانع أن يفتح عدة أزرار من قميصه ليظهر جزء من صدره ويظهر ( السنسال ) المعلق على رقبته ولا مانع في بعض الجلسات أن يرتدي شورت وأن يحيط معصمه بإسوارة أو اسوارتين ، وفي فصل الشتاء عليه أن يضع على رقبته ( لفحة ) وأن يرتدي معطفا أسود ، وطبعا عليه أن لا ينسى أبدا السيجارة وأن يدخن بفن ويخرج الدخان من فمه بكثافة مع بعض الكلمات المبهمة ، وأيضا عليه أن يحمل حقيبة تحتوي على بضع وراق مكتوبة بخط يده ــ لا يهم ما هو مكتوب إذا كان يُقرأ ويُفهم أو عبارة عن طلاسم وتعاويذ ــ .
ولعل الأهم من هذا وذان أن يتقرب للجنس الأخر بشتى الطرق ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأن يضيف لقائمة الاصدقاء كل من هب ودب من أشباه المثقفين والمثقفات حتى يستطيع أن يبرز من خلالهم ، ولا مانع أذا استطاع أن يبدع في خلط عدة كلمات من هنا وهناك ليصيغ عدة أسطر يتبجح بها على الآخرين .
وهكذا يكون أشباه المثقفين وهكذا يتصدروا المشهد الثقافي ، ولهذا لا لوم على المثقفين الحقيقيين أن ينسحبوا من الساحة الثقافية ويعتزلوا المشهد الثقافي لأنه لم يعد لهم مكان لأن الحاضنة الرسمية للثقافة لا تريد أن تضعهم في مكانتهم الحقيقية التي تليق بهم ، وأصبحت تركز على ( أشباه المثقفين ) الذين لا يتقنون سوى فن التسحيج والتطبيل والتزمير وتحت الرعاية .



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث في الجنة
- إعطيني برستيج
- الحكومات وتناسخ الارواح
- النفس في الذات الانسانية / تناسخ الأرواح (2)
- النفس في الذات الانسانية / تناسخ الارواح (1)
- النفس في الذات الانسانية / النفس والروح في الاسلام (4)
- إطالة اللسان
- النفس في الذات الانسانية/ النفس والروح في الاسلام (3)
- النفس في الذات الانسانية /النفس والروح في الاسلام (2 )
- النفس في الذات الانسانية / النفس والروح في الاسلام (1)
- النفس في الذات الانسانية / هل الذات الانسانية ثابتة ؟؟؟
- المارد الأخضر
- وقفة واشنطن
- (( زغروطة للحزب الجديد ))
- ( مش شغلك يا مواطن )
- النفس في الذات الانسانية / مفهوم الذات (2)
- وماذا بعد
- النفس في الذات الانسانية / مفهوم الذات (1)
- الفنان الأردني / لك السلام
- النفس في الذات الانسانية / مختصرالنفس في الحضارات (3 )


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر قاسم أسعد - كيف يكون اشباه المثقفين