أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر قاسم أسعد - ( مش شغلك يا مواطن )














المزيد.....

( مش شغلك يا مواطن )


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 6916 - 2021 / 6 / 2 - 01:12
المحور: كتابات ساخرة
    


أعتقد أننا في كثير من الاحيان نظلم حكومتنا ، وكثيرا ما ننتقد ونعارض ونبحث عن أخطاء هنا وهناك ونلصق التهم جزافا لحكومتنا الرشيدة .
إن تم الحديث عن الفساد فالحكومة متورطة ، وإذا حصل تزوير بالانتخابات فأصابع الاتهام سرعان ما تشير إلى الحكومة ، وإذا تم حصولك على مخالفة سير فالحكومة تقصدك أنت بالذات ، ارتفاع الأسعار الجنوني وانهيار الاقتصاد سببه الحكومة . البطالة وانهيار منظومة التعليم والصحة ــ حسب رأي المواطن ــ جزء من مخطط الحكومات الرشيدة ،
دعونا معا نستذكر مقولة ( مش شغلك يا مواطن ) ونشكر كل حكوماتنا الرشيدة التي يتسع صدرها لكل هذه التهم .
ودعونا نستذكر الوجه ( المشرق ) لكل حكوماتنا الرشيدة ونفكر من زاوية طالما كانت غائبة عنا ، وعندها سندرك أننا فعلا نظلم حكوماتنا ومن الجميل أن نقدم اعتذارا على كل ما بدر منا من الصاق تهم ليست بمكانها .
بداية لو فكرنا في اقتصادنا المنهار وغلاء الأسعار وتدني الرواتب لوجدنا أن حكوماتنا تسعى جاهدة لرسم ملامح طريق مشرق لنا .
نطالع في الصحف بين حين وأخر تعديل أسعار المحروقات وزيادة على اسعار كثير من السلع الأساسية التي تهم المواطن مع العلم أن الأجور تبقى كما هي دون زيادة ، ولعل حكوماتنا تقصد من وراء ذلك الخير للوطن والمواطن .
فمن خلال ذلك ، الحكومات الرشيدة تشجع المواطن للبحث عن وظيفة أخرى لتحسين وضعه المالي وزيادة قدرته الشرائية للسلع الأساسية فهي بذلك تساهم في صنع مواطن منتج قادر على العمل والأداء مما ينعكس ايجابا على الوطن من حيث رفد المصانع والمؤسسات الانتاجية بطاقة بشرية كبيرة ويزيد من كميات الانتاج وتواجد السلع في الاسواق بكميات كبيرة وأيضا تصدير الفائض من الانتاج مما يرفد الوطن بالعملات الاجنبية ويؤدي الى انتعاش السوق المحلي .
المواطن يشعر أنه منتج يعمل لمدة ستة عشر ساعة على الأقل يصحو من نومه – إذا كان يستطيع النوم – مبكرا بكل حيوية ونشاط يذهب لعمله المعتاد ينتج بكل رضى وراحة بال ثم يلتحق بعمله الاضافي الأخر ويشعر بسعادة من نوع أخر لأنه سيضاعف راتبه وسيحقق أحلامه بشراء الخبز وبعض السلع الأساسية الضرورية ويكون سعيدا أكثر إذا حقق حلم أخر- من دائرة أحلامه الكثيرة – بالذهاب مع أسرته في نزهة سيرا على الأقدام ويستطيع شراء بعض المشروبات والوجبات السريعه وربما يستطيع أيضا أن يأخذ أسرته الى احدى مدن الملاهي للمشاهدة فقط ، وعندها سيحقق أجزاء من سعادته المنشودة لأنه استطاع أن يرسم ملامح ابتسامة على شفاه اسرته ، وبعضا من ملامح سعادة ورضى في عيونهم .
المواطن أصبح منتج له أهمية ميكانيكية سرعان ما يتحول الى ألة مبرمجة للعمل والعطاء .
وبعد هذا أليس من حق حكوماتنا علينا أن نقول لها شكرا .
شكرا حكوماتنا الرشيدة لأنها خلقت من أبناء الوطن عمالا مبرمجين للانتاج .
شكرا حكوماتنا الرشيدة لأنها تعمل على إطالة عمر المواطن ومنحته الصحة والعافية بسبب استعماله لمختلف أجزاء جسده في عمليات الانتاج – حسب نظرية داروين – وبالتالي المواطن لن يشكو المرض ولن يذهب للأطباء وسيوفر نقودا أكثر سيدفعها على شكل ضرائب عرفنا وامتنانا لحكوماتنا الرشيدة ،
أليس بعد هذا ما زلنا نظلم الحكومات !!!
أليس علينا أن نستذكر المقولة الخالدة ( مش شغلك يا مواطن ) ونعترف بأن كل ما سبق هو شغل الحكومات . الحكومات فقط !!!



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفس في الذات الانسانية / مفهوم الذات (2)
- وماذا بعد
- النفس في الذات الانسانية / مفهوم الذات (1)
- الفنان الأردني / لك السلام
- النفس في الذات الانسانية / مختصرالنفس في الحضارات (3 )
- بالروح بالدم ( للحاكم والاوطان )
- النفس في الذات الانسانية / مختصرالنفس في الحضارات (2)
- النفس في الذات الانسانية / مختصر النفس في الحضارات (1)
- النفس في الذات الانسانية
- المعارضة الخارجية وأصحاب القرار
- السح الدح مبو
- مع المعلم
- من يكتب قانون الغابة ؟
- زمن الكورونا الأول
- كان في البلد كورونا
- كرونات الأنظمة العربية
- سكتش مسرحي ساخر ( قرن موز )
- كان ياما كان
- خميس الشعب
- صدى صوت الطبلةِ


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر قاسم أسعد - ( مش شغلك يا مواطن )