أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية /النفس والروح في الاسلام (2 )














المزيد.....

النفس في الذات الانسانية /النفس والروح في الاسلام (2 )


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 1 - 01:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قال تعالي ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) الشمس8 ( وهديناه النجدين ) البلد10 ( قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ) الشمس10 ( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ) الطلاق1 وحيث أن النفس ( الذات الانسانية ) ــ حسب ما جائت به بعض الآيات ــ تشتمل على الكثير التضاد ( الخير والشر، النور والظلام ، الجميل والقبيح ، الايجابي والسلبي ، ... ) وهذا التضاد متأصلا في النفس الانسانية ، وعلى النفس كذات انسانية السيطرة على نوازع الشر والقضاء عليها ــ أو على الأقل الحد منها ــ من خلال تعويد النفس على سلوكات ايجابية وتغذيتها باتباع طريق الخير والصلاح لتحقيق التوازن الذاتي والتوافق الايجابي مع النفس كذات انسانية وأيضا تحقيق الذات والتوافق مع الأخرين لأن الذات الانسانية في النهاية ذات اجتماعية ،
ومن هنا جاءت تعاليم الدين الاسلامي ــ في بدايتها ــ لتثبيت وتعزيز القيم والسلوكات والاتجاهات الايجابيه في مجتمع ( قريش ) مثل ( الصدق والامانة والشجاعة والكرم وبعض آليات التعامل ،... ) كما بدأت ــ تدريجيا ــ باستبعاد القيم والسلوكات والاتجاهات السلبية والتي كانت سائدة في ذلك العصر مثل ( الربا ، العبودية ، وأد البنات ، شرب الخمر ، ... )
ان النفس الانسانية التي خلقها الله ــ وتمثل مفهوم الذات الانسانية ــ هي دائمة الصراع بوجود الكم الهائل من التناقضات في خضم هذه الحياة ولأن الذات الانسانية بطبعها تميل إلى الأنا وحب التملك والسيطرة ... لهذا ــ ومنذ بدء الخليقة ــ كان الصراع من أجل غريزة البقاء وحب التملك وسيطرة الأنا في النفس كذات انسانية ( حيث قام قابيل بقتل أخيه هابيل للزواج من أخته التوأم ) .
إن الصراع بين التناقضات ــ الخير والشر ، الحق والباطل ، الجميل والقبيح ، ... ــ ، وضع النفس في حالة امتحان شبه مستمر وعلى هذه النفس أن تقرر أين تسير ومن تتبع ، هل تسير الى طريق الصلاح والرشاد والخير ؟ وهي تؤدي بصاحبها إلى الجنة ، أم الى طريق الشر والقبح والفساد والباطل ؟ وهي تؤدي بصاحبها إلى الجحيم ، وبما أن النفس ( كذات انسانية ) هي المحرك والمسؤول عن السلوكات بما تحويه من أفكار وتجارب وانفعالات وعادات وتقاليد وتعاليم ، ... ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) الشمس 7ـ10 .
لذلك فقد عالج الدين الاسلامي مسألة الصراع بين كل المتناقضات من خلال اتباع تعاليمه والرجوع الى جادة الصواب ومعرفة الله حق المعرفة واتباع تعاليم القرآن والسنة النبوية ، وهذا ما يعتبر الطريق الوحيد لشفاء النفس من كل ما يعتليها من هموم ومشاكل وصراع ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) الاسراء 82 ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) يوسف 86 ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد 11 .
لذلك وجب على النفس أن تسمو وتنفض عنها درن السوء والافكار السلبية المحيطة بها ــ ولو ذهنيا ــ وقد وردت في الدين الاسلامي قضية هامة جدا ألا وهي ( الصبر ) الصبر عند الشدائد وازدحام الهموم والمشكلات والتي يمكن أن تؤدي إلى إغراق النفس في بحر الآثام ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر 10 ، كما ان اصلاح الذات باتباع طريق الفضيلة والقيم والتعاليم النبيلة هي طريق الاستقرار النفسي ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح منن زكاها وقد خاب من دساها ) الشمس7ــ10 ، وبما أن النفس ــ وكما ذكرت سابقا ــ تقسم إلى ( النفس المطمئنة ، النفس الامارة بالسوء ، النفس اللوامة ) وما ينبثق عن كل قسم منها من تصرفات أو أفعال فهي بلا شك لها حرية الاختيار أن تفعل أو لا تفعل ، أن تختار أو لا تختار ، ولها حرية المضي على أي طريق ستسلك ، وعلى ذلك يكون حساب النفس ( كذات ) يوم البعث ، وإن الصراع الدائم والمستمر بين النفس المطمئنة المستبشرة الزكية الطيبة والنفس الامارة بالسوء الشريرة القبيحة ، ربما تحسمه النفس اللوامة والتي ما زالت تلوم صاحبها كذات ، وهي ــ إن جاز التعبير ــ بمثابة الضمير وميزان المحاسبة على كل فعل ، ولها دور كبير في تعزيز السلوكات التي تتبعها النفس المطمئنة وتثبيت هذه السلوكات والارتقاء بها لضمان عدم خروجها وانحرافها عن جادة الصواب وطريق الحق والخير ، على أن هذه النفس اللوامة ربما لن يكون لها القدرة على كبح جماح النفس الأمارة بالسوء وربما تكون أضعف من إجبارها للعودة إلى طريق الحق والخير ، وهذا ما يؤكد لنا حريه الاختيار للنفس الانسانية وعلى النفس أن تختار أي طريق ستسلكه مع وضوح أن نهاية الطريق ستكون خاضعة لمبدأ الثواب والعقاب ، الجنة أو النار



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفس في الذات الانسانية / النفس والروح في الاسلام (1)
- النفس في الذات الانسانية / هل الذات الانسانية ثابتة ؟؟؟
- المارد الأخضر
- وقفة واشنطن
- (( زغروطة للحزب الجديد ))
- ( مش شغلك يا مواطن )
- النفس في الذات الانسانية / مفهوم الذات (2)
- وماذا بعد
- النفس في الذات الانسانية / مفهوم الذات (1)
- الفنان الأردني / لك السلام
- النفس في الذات الانسانية / مختصرالنفس في الحضارات (3 )
- بالروح بالدم ( للحاكم والاوطان )
- النفس في الذات الانسانية / مختصرالنفس في الحضارات (2)
- النفس في الذات الانسانية / مختصر النفس في الحضارات (1)
- النفس في الذات الانسانية
- المعارضة الخارجية وأصحاب القرار
- السح الدح مبو
- مع المعلم
- من يكتب قانون الغابة ؟
- زمن الكورونا الأول


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - النفس في الذات الانسانية /النفس والروح في الاسلام (2 )