أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - ياسين وجميلة ( الحلقة الثالثة عشر )














المزيد.....

ياسين وجميلة ( الحلقة الثالثة عشر )


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 7079 - 2021 / 11 / 16 - 12:54
المحور: الادب والفن
    


ا في التاسع من نيسان سقط نظام البعث الفاشي ، فكان ان اختلف العراقيون كعادتهم إزاء هكذا حدث ، فمنهم من سماه باليوم الأسود ومنهم من سماه بيوم التحرير ، وكان ذلك الاختلاف نواة كل خلاف نشب بين الفريقين لاحقا ، ولو أنهم حكموا عقولهم لا يقنوا بان التاسع من نيسان كان يوما للتحرير والاحتلال في آن واحد .
تحقق حلم ياسين في نيل شهادة الماجستير في علم الاجتماع من جامعة موسكو ، كما تحقق حلمه في زوال حقبة البعث السوداء ، فقد زهد بأجمل سنوات عمره من اجل ان يرى عراقا ديمقراطيا تعدديا ، ليس فيه للحروب وللسجون والمعتقلات والملاحقات والإعدامات وأحواض (التيزاب) والتهجير مكانا ، انه عراق جديد يتنفس فيه الجميع نسيم الحرية ويستنشق فيه الكل عبير الانعتاق من الظلم والعبودية .
بعد عام على سقوط النظام ، قرر ياسين ان يعود لوطنه وقد حلق به الخيال بعيدا ، فهناك وطن سوف يحتضنه مجددا بعد مرور أربعة ساعات عبر أول طائرة سوف تنطلق من طار موسكو الى مطار بغداد، هبطت الطائرة في مطار العاصمة ، نزل ياسين اخذ نفسيا عميقا وكأنه يريد ان يمتلىء صدره بذلك الهواء الذي أصبح له طعما مميزا داخل بلاده ، أقلته سيارة أجرة الى جانب الكرخ لم يكن يحمل بيده سوى وبيد حقيبة صغيرة فيها بعض الملابس والمستلزمات .
كان ياسين يرى مقدار ذلك التغيير ، الذي طرأ على الشوارع والساحات والبيوت ، لقد غادر ياسين المنطقة وهي تزدان بتلك الساحات الرحبة والفضاءات الواسعة والحدائق الغناء ، حيث أشجار النخيل وورود الدفلى والشبوي ، لكنه اليوم إزاء بيوت مقطعة لا وجود فيه لشذى الزهور وشدو الطيور.
شعر ياسين بالغربة فلا يوجد من يلقي عليه بالتحية ولا يستطيع هوان يتعرف على احد ليلقي عليه بالسلام ، هو اليوم لا يعرف أي من الوجوه التي تصادفه ، دخل الى (الدربونه) التي لم يهتد الى موقع دارهم وسطها داهمه الحزن وراح شريط الذكريات يجرفه كالسيل الى الماضي ، وقف أمام احد الدور طرق الباب خرج له صبي راح يسأله عن بيت أبو ياسين الصبي بأنه لا يعرف شيئا عنهم لكنه سيخبر والده خرج والد الصبي فلما سأله ياسين رد عليه بأنهم قد اشتروا تلك الدار قبل عامين فقط ، لكن هناك أناس من أهالي ( الدربونة ) الذين لم يغادروا دارهم منذ أكثر من أربعة عقود ، وأشار بيده نحو البيت الذي يقع قبالة دارهم وقال :
بس كول بيت ابو كامل .
ـ ها بيت أبو كامل أي وصلت ذول صدك جوارين العمر.
ـ الحمد لله .
ـ شكرا عزيزي .
كان كامل اقرب صديق لياسين فكانا لا يفترقان وهم يلعبان الكره او لعبة (الغميضان) و(بلبل حاح) توجه ياسين مسرعا طرق الباب بقوه
كلمته أمراه من خلفه
ـ العفو أختي هذا بيت أبو كامل .
ـ أي تفضل
ـ كامل موجود
ـ اكله منو .
ـ كليله صديقك وجاركم القديم ياسين .

دخلت الزوجة مسرعة وإذا بزوجها ينزل عبر السلم وقد سمع كل شي ـ ـ معقولة ياسين .
التفت كامل الى داخل الدار وراح يخاطب والدته المقعدة
ـ حجية حجية ياسين ابن صاحبتج المرحومة (كميلة ) بالباب .
ـ يمه تصدك أتجذب ياسين يا رحمتك يلله .
وجد كامل صديق طفولته وقد نحل جسده واخذ التعب منه كل مأخذ وقد اشتعل الرأس منه شيبا .
ـ اخوية ياسين تعانقا والدموع تنهمر من أعينهما ، دخل ياسين وجد عمته ام كامل على سريرها
اخذ يقبل رأسها ويديها وهي تمسح على وجهه ويديه .
ـ هله يمه هله هله بابن الإعزاز احنه بحلم بعلم .
جيء بالماء والشاي لياسين وراح يسال عن والدته وأخواته أخذت أم كامل تذكره بالموت ونهاية الحياة توقع ياسين ما ستقوله لكنه كان يسلي نفسه بان والدته ما تزل على قيد الحياة
حجيه لا تضمين عليه .
خالة ياسين أمك بعد خحو موز غيرة وهاي إني كدامك (مكرمه) صار اربع سنين
امك انطتك عمرها الله يرحمها برحمته .
اخرج ياسين سيكارة من جيبه وراح يدخن
ـ حجية وخواتي
ـ خواتك زينات الحمد لله
ـ زكية كاعدة ب (الحسينية) أتزوجت وعده خير ، ولد وبنات بس هي المسكينة راحت عيونهه من السكر .
وأحلام أتزوجت وطلعت ويه زوجها بعيد.
ـ يعني وين بعيد .
رد كامل :
تقصد خارج العراق
ـ ها
ـ وانتصار كاعده بنهاية الشارع بنفس ، منطقتنا هم عدها خير من الله
الحمد لله .
اخوي كامل يا لله دليني على بيت اختي .
ادري مستعجل انجيبلك غده .
لا والله مو مال غده قابل مستحي .
يلله خل نروح بس هاي مو جيه انته معزوم يمنه اذا مو باجر بعد باجر .
ـ لله كريم

كانت الساعة تشير الى الرابعة عصرا اقترب كامل وياسين من بيت أخته الذي أشار إليه كامل وهو يقول : هذا بيت ام محمد
وإذا بامرأة تتشح بالسواد وقد حملت بكلتا يديه أكياس الخضار تصيح بأعلى
خويه ياسين خويه ياسين .
التفت ياسين الى يمينه وإذا بأخته تحتضنه وتضمه لصدرها
ـ خوية كالونه متت اسم الله عليك خويه



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسين وجميلة ( الحلقة الثانية عشر )
- ياسين وجميلة (الحلقة الثانية عشر )
- ياسين وجميلة ( الحلقة الحادية عشر)
- ياسين وجميلة (الحلقة العاشرة)
- ياسين وجميلة (الحلقة التاسعة)
- ياسين وجميلة (الحلقة الثامنة )
- ياسين وجميلة ( الحلقة السابعة)
- ياسين وجميلة (الحلقة السادسة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الخامسة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الرابعة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الثالثة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الثانية)
- ياسين وجميلة
- هل خذلت المرجعية الدينية من قبل الشارع العراقي في الانتخابات ...
- محمد السيد محسن ...رجل وعدة استفهامات .
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت تجري على لسان والدتي ( ...
- مقتطفات من حياة رجل ... اسمه صدام
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - ياسين وجميلة ( الحلقة الثالثة عشر )