أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - في طريق البحث عن قالب مسرحي عربي «الحلقة الأولي »















المزيد.....

في طريق البحث عن قالب مسرحي عربي «الحلقة الأولي »


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 7077 - 2021 / 11 / 14 - 11:33
المحور: الادب والفن
    


«في طريق البحث عن قالب مسرحي عربي»
«الحلقة الأولى»


إن الإشكالية التي تواجهنا كباحثين عرب هي غياب المسرح العربي فإننا نتجرع مرارة مشاهدة عروض مسرحيه ناطقه باللغة العربيه لا مسرحا عربيا شكلا ومضمونا . فعلي الرغم من التأثير الكبير الذي مارسه التفكير الأغريقي علي العالم العربي ظل المسرح غائبا ومغيبا .وكيف أن العرب الذين نقلوا الإرث الأغريقي في القرون الوسطي إلي اوربا بفضل ترجماتهم لأفلاطون وارسطو عن اللاتينيه لم يترجموا النصوص الإغريقيه ؟ او أن يخترعوا شكلا مسرحيا خاص بهم ؟
ولاشك إننا لا نستطيع ان ننكر الإرتماء الكامل في أحضان الثقافة الغربيه والإنبهار بالعقل الغربي الذي بلغ حد الإيمان بقدراتهم علي التغلب علي جميع الإشكاليات و كأن التفكير في نقائص الحضارة الغربيه يجب ان يؤجل إلي أن نصبح جزءا من هذه الحضارة بالفعل .
لكن هل ونحن في عصرنا الحاضر نستطيع أن نجاري التفكير الأوربي أو نضيف إليه إضافات حقيقيه ؟
ونحن مازلنا نعاني جمود حياتنا الروحيه عاجزين عن تغيير إتجاهاتها وقيمها .وهل الحداثة التي ننشدها تتجه ناحية التراث العربي القديم لتفككه ام لتسخر منه ؟
إن التمرد علي الماضي او التحرر منه ليس هو المدخل الطبيعي لتحقيق حداثة عربيه .بل هو مؤشر للخلط بين التحديث التكنولوجي المادي والتحديث الثقافي .إذ ليس كافيا أن تكون هناك تطبيقات تكنولوجيه للعلم لكي نؤكد حداثوية المجتمع فالتغيرات التي طرأت علي علاقات القوي الإجتماعيه والتحولات الفلسفيه العديده التي مر بها الفكر الغربي أدت في النهايه الي إنتاج الحداثة الغربيه .
بل إن لهفتنا للحاق بركب الحضارة الغربيه دفعتنا إلي تبني حلول الآخرين الجاهزه دون أن نتوقف ونطرح السؤال علي أنفسنا هل كان واقعهم وازمتهم هي واقعنا وازمتنا ؟
لذلك ومن هذا السؤال انطلق في البحث حول هل مسرح الشارع الذي يقدم في عالمنا العربي يمكنه أن يقدم مفهوم خاص وجديد للحداثة العربيه وما بعدها لقالب مسرحي عربي خالص ام لا ؟.
إن الإرهاصات الأولي لفن التمثيل والتي يزعم الكثير أن ثيثبس وعربته ذائعة الصيت هي البدايات الأولي حين كان يقف عليها ليشخص مرتجلا مقاطع من الأساطير الإغريقيه لجمهور تجمع حوله في الميادين قبل وجود العمارة المسرحيه وقبل تاريخ نشأة المسرحيه كقالب أدبي 534 ق.م كان له بالغ الأثر في تشدق بعض من المسرحيين العرب بأن« فن المسرح فن مستورد نقلناه عن الغرب »
وهنا لنا أن نتوقف ونتسائل هل وجد قبل ثيثبس ممثل؟ ام انه اول ممثل في تاريخ البشريه ؟ ولماذا يعد هو الأول طالما سبقه غيره ؟
بل إن كان هناك ممثل قبل ثيثبس ؟فهل وجد مسرحا؟ ام انه كما تم ذكره في كتب تاريخ المسرح أن الأمر يعد ظاهره؟ .ولماذا نؤمن بالآخر الغربي ونصدقه مما لا يدع لدينا فكرة تصويب إخطاؤه المعرفيه وبلوغ معرفة جديده ؟
إن علينا كمصريين ان نسأل انفسنا ،هل كان هناك مسرح مصري قديم ام لا ؟ وهل الحضارة الفرعونيه التي سبقت الحضاره اليونانيه هل انتجت مسرح ام لا ؟.
في ورقة بحثيه بعنوان «المسرح الفرعوني وبدايات موثقه»يقول دكتور نادر معتوق أن (جوان بنديت (1) )الأستاذ المساعد بالقسم المصري بمتحف اللوفر كتب عام 1900م يقول[إن الطقوس الجنائزيه حفلت بالتمثيل والحوار وأقيمت اعياد الآلهة ولا سيما اوزوريس ،وكانت هناك مسرحيات (السر)التي هي اشبه بإحتفالات (ديونيسوس) بذرة المسرح الإغريقي ،إن ارتباط المسرح الإغريقي بالدين يحفزنا للإيمان بوجود مسرح مصري قديم ]
ونظرا لإرتمائنا في احضان الغرب ومستشرقيه ولتحقيرنا لعقولنا وتراثنا فلم نصدق مقولة (جوان بنديت)بل آمنا بمعارضة (فيدمان)لها ففي عام 1905 ميلاديه ادعي فيدمان ان العناصر اللازمه لوجود مسرح من عدمه لم تكتمل لتلك العروض الطقسيه التي كانت تؤدي في مصر القديمه .
لكن سرعان ما جاء تأكيد لمقولة (بنديت) في عام 1896 م فقد نشر العالم الألماني (كورت زيتيه) النصوص الدراميه واضاف إليها تعليقات تثبت قيمتها المسرحيه وفي عام 1992 م نشر للمرة الأولي (البرديه التي عثر عليها (كوبيل) في حفائر الرمسيوم عام 1896م والتي تضم (مسرحية السر ) حول وراثة الملك ،وفي عام 1933م نشر (ده بوك)نصا دراميا كان منقوشا في المقبرة الخاليه (سيتي الأول ).
وقد اثبت(اتيين دريوتون)في كتابه (المسرح المصري القديم )اثبت بما لا يدع مجالا للشك انه كان هناك مسرح ناضج مكتمل العناصر وأن هناك عددا لا بأس به من النصوص المسرحيه وكان ثمرة لأبحاث هذا العالم هي مسرحية (إنتصار حورس) حيث كان النص منقوشا علي جدران معبد( إدفو ) حيث سجل النص في عهد (بطليموس التاسع عام 88 ق.م وحسب ما أورده دريوتون في كتابه أن اللغة التي كتب بها النص تدل علي انه كان متداولا في عهد الدولة الجديده اي قبل الف عام من إنشاء هذا المعبد ، كما أن الشعيرة التي تناولتها المسرحيه موغلة في القدم مايقرب من ثلاثة آلاف سنه ق.م
وبذلك يكون هذا النص (إنتصار حورس) هو أول نص مسرحي مكتمل لأقدم مسرحيه عرفتها الحضارة الإنسانيه في التاريخ . وهو ما يخالف إكذوبة أن المسرح ولدإغريقياوأن اول مسرحيه إغريقيه معروفه(الضارعات)لإسخيلوس
قد سبقتها مسرحية (إنتصار حورس )
ويشير د.نادر معتوق في ورقته البحثيه الي أن المعبد لم يكن بالضرورة هو المكان الأوحد الذي تقام فيه الشعائر التي اتخذت صفة المسرحيه بل إن أحد اماكن وجود العرض المسرحي في مصر القديمه (المعبد/غرفة الأسرار/الشارع ) اي ان المسرح كان المدينة بأسرها ولذا لم يكن هناك ضرورة لإنشاء مبني خاص للمسرح .
إن القول بأن المسرح لم ينشأ في مصر القديمه لعدم وجود مباني للمسرح ضمن الآثار المعماريه المختلفه يصبح أمر غير منطقي ،فالمسرح كان جزء من الطقوس والشعائر الدينيه ويقوم علي خدمتها.
وفي عام 1933م نشر (ده بوك)نصا دراميا كان منقوشا في المقبرة الخاليه (سيتي الأول ).
وقد اثبت(اتيين دريوتون)في كتابه (المسرح المصري القديم )اثبت بما لا يدع مجالا للشك انه كان هناك مسرح ناضج مكتمل العناصر وأن هناك عددا لا بأس به من النصوص المسرحيه وكان ثمرة لأبحاث هذا العالم هي مسرحية (إنتصار حورس) حيث كان النص منقوشا علي جدران معبد( إدفو ) حيث سجل النص في عهد (بطليموس التاسع عام 88 ق.م وحسب ما أورده دريوتون في كتابه أن اللغة التي كتب بها النص يدل علي انه كان متداولا في عهد الدولة الجديده اي قبل الف عام من إنشاء هذا المعبد ، كما أن الشعيرة التي تناولتها المسرحيه موغلة في القدم مايقرب من ثلاثة آلاف سنه ق.م
وبذلك يكون هذا النص (إنتصار حورس) هو أول نص مسرحي مكتمل لأقدم مسرحيه عرفتها الحضارة الإنسانيه في التاريخ . وهو ما يخالف إكذوبة أن المسرح ولد إغريقيا وأن أول مسرحيه إغريقيه معروفه (الضارعات)لأسخيلوس قد سبقها مسرحية (إنتصار حورس )
ويشير نبيل معتوق في ورقته البحثيه الي أن المعبد لم يكن بالضرورة هو المكان الأوحد الذي تقام فيه الشعائر التي اتخذت صفة المسرحيه بل إن أحد اماكن وجود العرض المسرحي في مصر القديمه كلمة(المعبد/غرفة الأسرار/الشارع ) اي ان المسرح كان المدينة بأسرها ولذا لم يكن هناك ضرورة لإنشاء مبني خاص للمسرح .
أما عن الممثل المحترف فقد أشار (أخر نوفرت) أن هناك ممثلين قاموا بأدوار مسرحيه ليست طقسيه ولم ترتبط بالمعبد وإن كانت ذات صبغة دينيه فهناك نص منقوش علي لوحة تم إكتشافها في (إدفو) يتضمن النقش إهداء للإله حور من شخص يدعي (امحب) كان تابعا لممثل جوال وصيغة هذا النص علي لسانه تقول (كنت ذاك الذي يتبع سيده في كل جولاته دون ضعف في الأداء وقد كنت أرد علي سيدي في كل أدواره فإذا قام بدور الإله كنت أقوم بدور الحاكم )
ويشير (دريوتون) أن هناك من النصوص التي وصلت إلينا ما يسمي ب(كراسات المخرجين )وب(كراسات الممثلين ) فالأولي تتضمن توجيهات للمشاركين في الأداء حول ما سيقومون به من أدوار تلخص الشعائر وتفسر رموزها كما تتضمن فواتح الحوار الذي علي الممثلين إستظهاره.
أما الثانيه ففيها يثبت هؤلاء الأدوار المسندة اليهم دون الحاجة الي اثبات غيرها ودون الحاجة الي اسم الشخصيه التي يؤدون كلماتها ]
*أنه يحق لنا بعد قراءة هذه الدراسه أن ندعو الي إعادة كتابة تاريخ المسرح الواعي وإستكشاف جذوره لا في الحضارة اليونانيه ولكن في مصر القديمه.ولكن كيف ومازلنا نرتمي في أحضان الآخر الغربي؟ كيف نستطيع إعادة كتابة تاريخ المسرح دون صرخة نطلقها في وجه المؤسسات المالكه للخطاب والقوه والمعرفه في العالم ؟
إن( الهوية الواقيه) التي تحدث عنها عباس العقاد اصبحت ضرورة ملحه في كشف الزيف والتشويه المتعمد لتراثنا العربي من قبل الآخر الغربي
مع مراعاة أن أصل الثقافة العربيه لن يحمل في ذاته حيوية التجاوز إلا إذا تخلص من المبني القديم التقليدي الإتباعي وبواسطة آلة من داخل التراث نفسه والتأكيد علي ان الحقيقه ليست في الذهن بل في التجربه .
لذا تكمن الإشكالية التي يتشدق بها الغرب تحت مسمي (الظواهر المسرحيه) فالمصريين القدماء أول من مسرحوا الفضاءات المغايره والغير تقليديه التي يتزعم الغرب اكذوبة أخري اطلقها تحت مسمي (العمارة المسرحيه) ليأتي هو بنفسه ويحاول كسر هيمنتها علي العرض المسرحي مدعيا ريادته لها في حين أنه أطلق علي فنون الحكواتي، وبابات خيال الظل، الأراجوز، صندوق الدنيا ، المحبظاتيه (ظواهر دراميه مسرحيه)
•وهنا نتوقف لنسأل انفسنا ما الفرق بين الظاهره الدراميه؟ والعرض المسرحي المكتمل العناصر؟
وللإجابة علي هذا السؤال إنتظرونا في الحلقة الثانيه من «طريق البحث عن قالب مسرحي عربي»



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الإنتاج المسرحي العربي المشترك )بين سندان التجريب ومطرقة ال ...
- «النانو تياترو »إستنبات لقالب مسرحي عربي جديد
- «هي التي رأت» أننا سجناء أفكارنا
- «ميت مات » نذير للأصنام المنتظره الخلاص
- دور المتلقي في العمليه الإتصاليه بمسرح الشارع
- انا ماكبث فمن المهزوم
- مسيخ النقد الدجال يظهر في .....!!!!
- دور المتلقي في عروض مسرح الشارع
- «الهواء الطلق »ما بين المسرحه وقضايا المتلقي اليوميه
- الممثل المتلقي والمتلقي الممثل
- الوضع جدال (مسرحيه ميكروتياترو)
- الوضع تحت السيطره (نص ميكروتياترو)
- «إجهاض»جنس ثالث يبحث عن هوية
- الإنتاج المسرحي العربي المشترك ما بين أحلام الهواة وتقاليد ا ...
- الخلط الشائع في مسرح الشارع(ملخص لدراسة بحثيه)
- جدلية الموروث الشعبي في التمييز بين العروض المسرحيه والأفعال ...
- حكايات من بلدنا ... الحلقه الثانيه (بدايات المسرح في المحلة ...
- حكايات من بلدنا (الحلقه الأولي)«البروليتاريا
- مجموع الضدين متواجد في ثالث
- هل «مسرح الشارع»اسير النظرة الدونيه للمجتمع؟


المزيد.....




- “استمتع بمشاهدة كل جديد وحصري” تردد قناة روتانا سينما الجديد ...
- “بطوط هيطير العقول” نزل دلوقتي تردد قناة بطوط الجديد 2024 لم ...
- نائب وزير الثقافة اليمني: إيران الظهر والسند والحاضن لكل حرك ...
- -من أم إلى أم-للمغربية هند برادي رواية عن الأمومة والعالم ال ...
- الناقد رامي أبو شهاب: الخطاب الغربي متواطئ في إنتاج المحرقة ...
- جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2023-2024 “صناعي وتجاري وصناع ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 33 مدبلجة على قصة عشق ومترجمة على فوكس ...
- رئيسي : ندعو الكتّاب والفنانين الى تصوير الصراع بين الشرف وا ...
- أغاني حلوة وفيديوهات مضحكة.. تردد قناة وناسه على نايل وعرب س ...
- الإعلان الأول ح 160.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 على قصة ع ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - في طريق البحث عن قالب مسرحي عربي «الحلقة الأولي »