أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - دور المتلقي في عروض مسرح الشارع














المزيد.....

دور المتلقي في عروض مسرح الشارع


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


إن الخروج بالعرض المسرحي الي الفضاء المادي الطارئ والغير مخصص للعرض المسرحي مصادفا هذا المتلقي عشوائيا ودون موعد مسبق ليكتمل الضلع الثالث والمتمم لعناصر العرض المسرحي يستوجب علي صناع العرض المسرحي دراسة هذا المتلقي وتحديد دوره الإيجابي والتشاركي في بلوغ وإنتاج الغايات الدلاليه للعرض المسرحي
فالمشاركة الجسديه السلبيه للمتلقي في بلوغ دلالة العرض ليست هي ما يطمح اليه صناع مسرح الشارع الهادفين الي مشاركة جسديه إيجابيه للمتلقي من خلال الزج به داخل رقعة التمثيل ليشارك في تغيير الواقع او جعل الحدث الحقيقي حدث مسرحي .ومن ثم يكمن دور المتلقي كمشارك إيجابي وفاعل في إنتاج الدلاله للعرض المسرحي.
ولكن كيف يتحول الحدث الحقيقي الي حدث مسرحي ؟
إن تقنيات اوجستوبوال الخمس (قوس قزح -الجريده الناطقه-مسرح المنتدي-المسرح التشريعي - المسرح الخفي )
هي الآليه التطبيقيه لتحول الحدث الحقيقي الي حدث مسرحي من خلال إلتقاء الممثلين بالمتلقيين والعمل علي سد الفجوه بين الهدف الذي يسعي الي تحقيقه الممثلون والصوره التي يكونها المتلقون عن هذا الهدف من خلال مشاركة الطرفين في تجربة واحده لا يختلفان في تفسيرها او دلالاتها .
ونسوق إليكم مثال عملي علي تحول الحدث الحقيقي الي حدث مسرحي ومن خلال تقنية المسرح الخفي
[في فرنسا قام مجموعة من الشباب المسرحيين بإستيقاف السيارات الماره في احد الشوارع الفرعيه فظن قائدي هذه السيارات أن هؤلاء الشباب هم بعض أفراد الشرطه التي تقيم احد الحواجز المروريه الأمنيه لاسيما أن الشباب قامت بسحب تراخيص القياده الخاصه بهولاء الماره المصادفين للمرور بهذا المكان واستمر إيقاف السيارات لبضع دقائق ضجر فيها قائدي السيارات من الإنتظار فما كان من الشباب إلا أن تفصح لهم عن ان ما حدث لهم ماهو إلا دقائق بسيطه من المعاناة اليوميه التي يعانيها الفلسطيني يوميا عند مروره علي حاجز امني لقوات الإحتلال الأسرائيلي وأن ماشاهدوه هو عرض مسرحي ]
إن المثال السابق ماهو إلا آلية تطبيقيه لتحول الحدث الحقيقي لهذا المتلقي الي حدث مسرحي ينتهي بالكشف عن شخصية صناعه اللذين زجوا بقائدي السيارات لإنتاج الغايات الدلاليه لهذا العرض وهو التجادل مع وجهة النظر المسبقه عن القضيه الفلسطينيه وتكوين وجهة نظر جديده تحمل تجربة شخصيه للمتلقي وتعايش مع وضع الفلسطيني ولو لبضع لحظات اي ان الصورة التي كونها المتلقي عقب ذلك العرض هي ذاتها الهدف الذي سعي الي تحقيقه الممثلون اي ان الطرفين بلغا الدلالة وشاركا في إنتاجها إيجابيا
وهذا ما يختلف عن العروض التي تقدم داخل العمارة المسرحيه فالمتلقي قد يشارك في إنتاج الدلالة في تلك العروض كمشارك سلبي الجسد فهو يظل جالسا علي مقعده المحدد له داخل قاعة العرض والتي لا تتيح له حرية المشاهده من وضعيات مختلفه أمام فتحة البروسنيوم .هذا فضلا عن الضوضاء التي تعترض مسار الإشاره المرسله من الممثل الي المتلقي سواء كانت واقعيه او متخيله قد تتسبب في حدوث الفجوه بين الهدف الذي يسعي الي تحقيقه الممثلون والصورة التي يكونها المتلقون عن هذا الهدف وبالتالي قد يختلفان في تفسير معني هذه التجربه ودلالتها .
كما أن وجود الجمهور في حد ذاته داخل قاعة العرض المسرحي لا يستطيع وحده أن يحوّل حدثا حقيقيا إلى حدث مسرحي، وهنا يؤكد «هلتون »على مسألة بديهية مفادها أن ما يميّز الأحداث الواقعية عن الحدث المسرحي هو عنصر الأداء التمثيلي المقصود . او مفهوم مشابهة الحقيقه علي مقتضي الإحتمال والضروره وربطه بمحاكاة الطبيعه (أرسطو) الذي أكد علي أن مشابهة الحقيقه يجب أن تحدث في المسرح إما وفق الضروره ما يمكن أن يقع ،وإما وفق الحقيقه ما يقع فعلا .وبهذا يصبح الممثل هو المسؤول عن إنشاء الحدث المسرحي، أما الجمهور فإنه يتولى مهمة تقييمه، وقياس صحة المعاني والفرضيات التي يراها فيه في إطار الثقافة ككل.
ومن هنا يتضح لنا أن دور المتلقي في عروض مسرح الشارع لا ينحصر في مهمة تقييم وقياس صحة المعاني والفرضيات فحسب بل يشارك في تغيير الواقع بإنتاج الدلالة التي هي الهدف الذي يسعي له صناع العرض
إن المتلقي في عروض مسرح الشارع هو الهدف الأسمي الذي يسعي صناع مسرح الشارع الي تثقيفه وتبصيره وتمييزه لصحيح الفكر من فاسده .فلذا إن مناقشة قضاياه اليوميه عن طريق خلق حالة ديالكتيكيه معه هي السبيل للزج به داخل رقعة التمثيل ليشارك إيجابيا وجسديا في إنتاج الدلاله ولن تتأتي هذه المشاركه إلا بكسر عوائق اللغه بمعني أن لغة العرض لفظية أو جسديه يجب أن تكون ميسرة لهذا المتلقي حتي يبلغ الإشارة المرسله من المؤدي وبالتالي يتمكن من إنتاج الدلالة في عروض مسرح الشارع .



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الهواء الطلق »ما بين المسرحه وقضايا المتلقي اليوميه
- الممثل المتلقي والمتلقي الممثل
- الوضع جدال (مسرحيه ميكروتياترو)
- الوضع تحت السيطره (نص ميكروتياترو)
- «إجهاض»جنس ثالث يبحث عن هوية
- الإنتاج المسرحي العربي المشترك ما بين أحلام الهواة وتقاليد ا ...
- الخلط الشائع في مسرح الشارع(ملخص لدراسة بحثيه)
- جدلية الموروث الشعبي في التمييز بين العروض المسرحيه والأفعال ...
- حكايات من بلدنا ... الحلقه الثانيه (بدايات المسرح في المحلة ...
- حكايات من بلدنا (الحلقه الأولي)«البروليتاريا
- مجموع الضدين متواجد في ثالث
- هل «مسرح الشارع»اسير النظرة الدونيه للمجتمع؟
- «الإرتجال»في مسرح الشارع
- لماذا خرج المسرح للشارع؟
- «ديالكتيك الخطأ والحقيقه»خربشة كاتب عربي علي جدران الخرافة و ...
- «خصوصية المكان»... المحفز الرئيسي لصناع مسرح الشارع
- المصادفه والديالكتيكيه ابرز سمات مسرح الشارع
- فانتازيا إزاز
- «انت كما انت »جدلية الفهم و تفاعلية الحقيقه
- إبستمولوجيا نص «غي»الكاتب العراقي عمار نعمه جابر


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - دور المتلقي في عروض مسرح الشارع