أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - الوضع جدال (مسرحيه ميكروتياترو)















المزيد.....

الوضع جدال (مسرحيه ميكروتياترو)


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 6771 - 2020 / 12 / 26 - 23:09
المحور: الادب والفن
    


«الوضع جدال »
الشخصيات :1-هو .في العقد الثالث من العمر
2-عامل النظافه .رجل في ريعان الشباب قوي البنية الجسميه يرتدي زي عامل النظافه

المكان :داخل مكتبة عامه (يجلس هو علي منضده يتصفح كتاب بعنوان أسطورة سيزيف يراعي دخول الجمهور علي هو الجالس مسترسل في مطالعة كتابه الي ان يستقر الجمهور علي مقاعده في صفين متقابلين يمين ويسار المنضده ثم يدخل عامل النظافة ممسكا بأدوات النظافه ينظر إلي هو بتعجب ثم يقطع استرسال هو في مطالعة الكتاب )
عامل النظافه: سيدي لقد انتهي وقت المطالعه وحان الآن وقت التنظيف
هو : كيف ؟الساعة الآن الخامسه والمكتبة تغلق ابوابها في الثامنة مساء مما يعني انه مازال أمامي ثلاثة ساعات هي المدة التي احتاجها للإنتهاء من مطالعة هذا الكتاب
عامل النظافه :الآن حان الوقت ورغم وجاهة ومنطقية اعتراضك إلا انني أنفذ اوامر رؤسائي وسأضطر لتنفيذ المهام التي كلفت بها طبقا للقانون الذي يخضع له كل البشر .فأرجوك ان تستجيب وتساعدني في تنفيذ المهمة المنوطة بي .
هو : اية مهمه ؟ لقد أخبرتك ان الساعة لم تبلغ الثامنه بعد أرجوك راجع الأمر مع رؤسائك قبل ان تطلب مني معاونتك علي تنفيذه
عامل النظافة :الأمر قد صدر ولدي صورة كتابية منه
هو :هل يمكنني الإطلاع علي هذه الصوره
عامل النظافه: بكل سرور (يخرج من جيبه ورقه ويعطيها ل هو )
هو:(يقرأ الورقه في صمت وتظهر علي ملامحه علامات الرعب و هو ينظر إلي عامل النظافة وينظر الي ما هو مكتوب داخل الورقه . )
هو:(متوجها إلي عامل النظافه )معذرة يا سيدي .أرجوك ان تغفر لي جهلي بكم واحب ان اوضح لكم انني لا امانع في تنفيذ المهمة التي تم تكليفكم بها لكن أرجوك ان تمهلني قليلا من الوقت كي اتدارك وقع المفاجأة
عامل النظافه: ليس في مكنتي منحك اي ميزة إستثنائيه فكما قلت لك الوقت قد حان ولا يمكنني التأخر عن تنفيذ هذه المهمه في التوقيت المحدد لتنفيذها .
هو :ياسيدي اتوسل اليك انني إنسان طيب القلب لم يقترف إثم في هذه الدنيا ويحترم القانون الذي يخضع له كل البشر فلا تتعجل في تنفيذ مهمتك واخبرني لماذا تم اختياري انا تحديدا ولماذا لم يتم إختيار احد غيري ؟
عامل النظافه : حتي طرح الأسئله ليس في مكنتي ان أجيب عليها واكرر عليك ثانية انا هنا من أجل تنفيذ مهمتي ليس اكثر ولا اقل من ذلك (يحاول ان يقترب ناحية هو )
هو: (في رعب ) سيدي أرجوك اتوسل اليك ......
عامل النظافه:لا تخف لن تشعر بي وانا انفذ مهمتي وستشعر بالراحة التي حرمت منها طيلة حياتك (يجلسه خلف المنضده ) اجلس ولا ترتعد (تقع عين عامل النظافه علي كتاب أسطورة سيزيف .يمسك الكتاب ويقرأ عنوانه )أسطورة سيزيف ههههههه الرجل الخالد هههههههه اوتنبشتم هههههههه تبا لخرافاتكم واوهامكم كيف لك يا هذا ان تؤمن بالخلود
هو :يا سيدي انا لم اؤمن به ولكن فقط كنت أقرأ عنه ولم أكمل أقسم لك لم أكمل .
عامل النظافه: وكيف لك ان تصدق ان سيزيف قد سرق من الموت قلمه الذهبي الذي يدون به الاسماء المكلف بقبض ارواحهم في سجله الخاص اي عبث ولا معقول حين يطرح بني الجنس البشري اوهامهم واكاذيبهم ثم يصدقوها وهل سألت نفسك اوتنبشتم الرجل الخالد لماذا لم يمت رغم ان جلجامش سليل الألهة قد مات اي عبث تصدقونه يا معشر البشر .
هو: ومن يصدق ياسيدي انك تتجلي لي في صورة عامل نظافه أليس هذا بعبث ؟
عامل النظافه:لن يراني أحد غيرك فأنا لا اخاطب عقلك البشري المحدود إنما اخاطب روحك وبالتالي فالأمر منطقي بالنسبة لك
هو :العقل هو المنتج للأفكار أما الروح فلا علم لي بها
عامل النظافه: الأرواح جنود مؤلفه من تعارف منها أئتلف
هو: كيف انني في غاية الرعب منذ ان قرأت الأمر الصادر لكم و.....
عامل النظافه: وتشعر بإرتباك في وظائفك العضويه فمثلا تشعر ان قدميك شلت ولا تستطيع تحريكها (يسقط هو علي المقعد)
انتبه يا هذا ولا تخف فكما اخبرتك الأمر لن يستغرق لحظة واحده وسترتاح إلي الأبد .
هو:(يبتلع ريقه بصعوبه ويتجه ليمسك بالكتاب ويتقمص شخصية سيزيف) العقل هو منتج الأفكار والأفكار لن تموت وانا فكرة ولن أموت اتسمع ايها السيد لن أموت
عامل النظافه:هههههههه رائع يا سيد سيزيف ههههههه رائع جدا (يقترب منه )اتحب ان تجرب ؟
هو:(ينهض ويبتعد عنه ثم يركض في مكانه ) لن تستطيع اللحاق بي انا فكرة والأفكار تخلد انا جسر العبور بين الحلم والواقع انا العبث الذي سخر من الحاضر انا خالد في كل العصور .
عامل النظافه: هههههه ايها الخالد في كل العصور لك ان تعلم ان الأفكار تموت وتصبح غير مستساغة بتطور الزمن وها انت كنت تركض في محلك لأن الزمن توقف لديك في هذه اللحظه وتبعا لذلك فإن كنت فكرة كما تدعي فالأفكار تموت بتوقف الزمن فالفكره داخل العقل إن لم يتم نقلها عبر وسيط يعبر الأزمنه فستموت
هو :لا لن تموت الأفكار لا تموت
الأفكار خالده
عامل النظافه:الخلود كفكره يخضع لمبدأ النسبيه فالمادي والملموس لا يمكن له الخلود أما الميتافيزيقي فهو خالد بتأثيره الروحي ففكرة الإله وخلوده فكره ميتافيزيقيه أما فكرة خلود الإنسان هذا المادي الملموس الخاضع لقانون الموت فكرة عبثيه لا منطق فيها وانت إنسان تخضع لقانون الموت وتطبق شروطه واحكامه فلا تكفر به في اللحظة الأخيرة من عمرك .
هو: (يسقط الكتاب من يديه)لا يا سيدي لن اكفر بشيء كل ما يحدث بيننا هو من قبيل الجدل السائغ
عامل النظافه: حتي الجدل فيما ليس لك به علم هو كفر
هو: ما انا بكافر انا اجادل من أجل بلوغ الحقيقه . أعلم ان الموت حقيقه لكن ليس كل حقيقة مطلقه ......
عامل النظافه:يا هذا كفاك ثرثرة وجدل لا طائلة منه الموت هو الحقيقة المطلقه ولا مفر منه (تظهر علامات الإحتضار علي وجه هو يذهب ليمسك بالمقعد فيسقط عليه وتسقط راسه علي المنضده يخرج عامل النظافه ثم يعود كبادئ الأمر يحمل ادواته ويحاول ايقاظ هو الذي يستفيق من نومه )
عامل النظافه:استيقظ يا سيدي .....استيقظ بالله عليك
هو: (يستفيق) أين انا ....مازلت أحيا ... (تقع عينه علي عامل النظافه فيفزع)سيدي أرجوك اتوسل اليك ...
عامل النظافه:انا الذي يرجوك ان تخضع الكتاب في مكانه وتنصرف حتي اتمكن من تنفيذ مهمتي
هو :انصرف ؟
عامل النظافه :نعم انصرف انتهي الوقت يا سيدي أرجوك ان تنصرف .
هو (فرحا) انصرف (يتوجه للجمهور )سأنصرف؟انا منصرف (يصافح بعض الجمهور قائلا )انا في غاية الإنصراف …...الي الإنصراف .
(تمت )
26/12/2020



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع تحت السيطره (نص ميكروتياترو)
- «إجهاض»جنس ثالث يبحث عن هوية
- الإنتاج المسرحي العربي المشترك ما بين أحلام الهواة وتقاليد ا ...
- الخلط الشائع في مسرح الشارع(ملخص لدراسة بحثيه)
- جدلية الموروث الشعبي في التمييز بين العروض المسرحيه والأفعال ...
- حكايات من بلدنا ... الحلقه الثانيه (بدايات المسرح في المحلة ...
- حكايات من بلدنا (الحلقه الأولي)«البروليتاريا
- مجموع الضدين متواجد في ثالث
- هل «مسرح الشارع»اسير النظرة الدونيه للمجتمع؟
- «الإرتجال»في مسرح الشارع
- لماذا خرج المسرح للشارع؟
- «ديالكتيك الخطأ والحقيقه»خربشة كاتب عربي علي جدران الخرافة و ...
- «خصوصية المكان»... المحفز الرئيسي لصناع مسرح الشارع
- المصادفه والديالكتيكيه ابرز سمات مسرح الشارع
- فانتازيا إزاز
- «انت كما انت »جدلية الفهم و تفاعلية الحقيقه
- إبستمولوجيا نص «غي»الكاتب العراقي عمار نعمه جابر
- خصوصية الشارع في إطار ضبط المصطلح مسرح في الشارع ام مسرح شار ...
- فلسفة ومنطق مسرح الشارع
- «عبدالقادر علوله»شروع لكسر الهيمنة الغربيه للمسرح


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - الوضع جدال (مسرحيه ميكروتياترو)