أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - انا ماكبث فمن المهزوم















المزيد.....

انا ماكبث فمن المهزوم


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 6832 - 2021 / 3 / 5 - 22:58
المحور: الادب والفن
    


#اناماكبث_فمن_المهزوم؟
«المهزوم إذا أبتسم أفقد المنتصر لذة الإنتصار »
أستهل الكاتب والمخرج منير راضي نصه المسرحي «انا ماكبث» بهذه المقوله التي استوقفتني وانا أطالع هذا النص ال (مابعد حداثي )طارحة تسأولات عديده اهمها من يكون المهزوم ؟ اتري عزيزي القارئ هل سيكون المهزوم هو ماكبث ام وليم شكسبير ام من ؟من شخوص النص ؟ام هل تري يا عزيزي المتلقي لهذا النص انك انت المهزوم ؟ ام انك انت ومؤلف النص المنتصران في النهاية ؟ ولكي يتسني للقارئ ألإجابة علي مثل هذه التسأولات عليه أن يغوص في نص منير راضي مفككا ورابطا بين الدوال ليبلغ المدلولات من خلال هذه القراءة البسيطه لنص انا مكبث ال (مابعد حداثي )
**أدب ما بعد الحداثة، هو شكل أدبي يتسم باستخدامه للقص الما ورائي والراوي غير الموثوق والانعكاسية الذاتية والتناص، وباعتماده على القضايا التاريخية والسياسية بوصفها موضوعات له. برز هذا النمط الأدبي التجريبي في الولايات المتحدة خلال فترة الستينيات من القرن العشرين إلى حد كبير.
إن منير راضي تأثر منذ الوهلة الأولي وفي تأثيثية المكان بتأثر العماره ال ما بعد حداثيه فنراه يعمد الي إستخدام (ألوان متعدده ومرايا زجاجيه وشموع كبيره وأدخنه ملونه وسجاد متعدد الألوان وكراسي ملوك وحكام الزمن الأليزابيثي ولوحات متدليه لشخصيات شيكسبيريه )
*لقد استطاع الكاتب المزج بين مختلف الطرز في مقابل الطراز الدولي الأوحد – فمزج الشعبي والمتعدد في مقابل المثالي والثابت في محاولة للتأكيد علي الإنعكاسيه الذاتيه
ليظهر علي خشبة المسرح (الراوي الغير موثوق ) الذي جسده الكاتب في شخصيات الساحرات الثلاثه في تراجيديا ماكبث لشكسبير في إشارة داله وصريحه أننا أمام تناص يعتمد علي قضية تاريخيه يعاد طرحها علي خشبة المسرح وحسبما ورد علي لسان الساحرات في النص «بعد تدهور وسبات عميق نلتقي و دون .......»
إن تحول وظيفة الساحرات من التنبأ بالطالع في نص شكسبير الي وظيفة الراوي الغير موثوق في نص منير راضي لهو سؤال يطرحه النص علي القارئ قاصدا التشكك وتحفيز ذهنية القارئ لتقبل مزيدا من المفاجأت في هذا النص الذي يخبرنا أن ماكبث يصرخ بالظلم وأنه ينبش بطون التاريخ الذي غدر به واتهمه بقتل نفس دون جريره من أجل إغتصاب العرش .
ويظهر لنا ماكبث (بزيه العسكري -منثورالشعر- ملطخ بالدماء ) يرتجي جلسة طارئه لملكوت العالم السفلي لمحاكمة شكسبير المؤلف بأنه هو من عمد الي تشويه صورته أمام التاريخ وألصق بماكبث تهمة إغتصاب العرش
•إن فكرة محاكمة شكسبير تحديدا ليست بالجديد فقد سبق وأن تم تنفيذها في عروض عديده كان آخرها عرض في المملكة العربيه السعوديه بعنوان (محاكمة شكسبير )عمد مؤلفه علي إستحضار الشخصيات النسائيه في بعض نصوص شكسبير لتحاكمه .لكن منير راضي إستطاع في هذا النص أن يستحضر شخصيات شكيسبيريه لمحاكمته كمؤلف وعن المغالطات التاريخيه في نص ما كبث الذي كتب عنه النقاد أنه من أهم وابرع التراجيديات التي كتبها شكسبير .بل أن منير ناقش قضية نصه (انا ماكبث)من خلال ديالكتيك او جدلية (الوهم/نسبيةالحقيقه-الظالم/المظلوم-الفساد/العداله-الماضي /الحاضر-المهزوم/المنتصر )
ومستندا الي ان أعمال الكاتب والمؤرخ الإنجليزي رفائيل هولينشيد الذي يتخذه وليم شكسبير كأساس في الكثير من أعماله على الرغم من أن هناك العديد من المصادر الأخرى الذي يعتمد عليها شكسبير لتعزيز الموقف الدرامي والتاريخي لمسرحيته، حيث لم يكن يتردد في الاستعانة ببعض من الحبكات الثانوية .
إن براعة منير راضي في إختيار شخصيات منصة المحاكمه والتي تمثلت في الملك لير (عديم البصيرة) وعطيل (المخدوع القاتل) و هاملت (الغير قادر علي الفعل ) إنما تدل علي الحكم وتشكك في قدرة المنصه علي الخروج بحكم عادل في قضية جدليه وتشكيكيه فما كان من الكاتب في محاولة العثور علي حل منطقي إلا أن يستدعي «هوليشيند»المؤرخ لتكون قولته القول الفصل .

ورغم أنه كان يُعتقد أن وليم شكسبير يجامل الملك جيمس من خلال وصفه لبانكو؛ بالإضافة إلى العديد من التعديلات التي أجراها لأغراض سياسية من أجل إرضاء معتقدات ملك إنجلترا ذلك الوقت، حيث في سجلات الأحداث يُعتبر بانكو شريكًا لمكبث في مقتل الملك بدلًا من كونه أحد الرعايا المخلصين، وربما غيّر شكسبير هذا الجانب من شخصيته لإرضاء الملك جيمس الذي كان يعتقد انه سليل بانكو الحقيقي، وربما قد غير ببساطة شخصية بانكو لأنه لم تكن هناك حاجة دراماتيكية لشريك آخر في القتل، كما كتب جان دي شيلاندر عن بانكو في كتابه Stuartide عام 1611 بتصويره أيضًا على أنه رجل نبيل وشريف، ربما لأسباب مشابهة لأسباب شكسبير، وكما يُعتقد أيضاً أن الملك جيمس الأول قد انفصل عن بانكو بتسعة أجيال، حيث عندما عاد مكبث إلى الساحرات في المسرحية، أظهروا له بانكو المقتول مع ثمانية من نسله، وكان المشهد حينها يحمل أهمية عميقة. وبالتالي، فإن ما يكتبه شكسبير هنا يُرقى إلى مستوى الدعم القوي بحق جيمس في العرش عن طريق النسب.

كما أظهر بالمسرحية أن العرش شيء مقدس وحق من حقوق الملوك وأن التعدي عليه أو حتى المحاولة أمر يعارض البشرية. وبالطبع، وعلى الرغم من كل شيء ما زال ذلك السؤال مطروحاً، حول " لماذا لم يُتّهم بانكو بقتل الملك؟ "، كونه كان حاضرًا أثناء تنبؤ الساحرات ولكونه أيضاً أول من يعترضهم.
ومما لا شك فيه أن منير راضي قدم لنا نصا تشككيا متشذرا يحمل تصويب معرفي لحقيقة جبلنا عليها في نص ماكبث واستحضر هوليشيند ليكون شاهد نفي لما ادعاه شيكسبير في نصه ومن خلال الحوار الجدلي المستند للحجج والبراهين فإن القارئ في هذا النص قد بلغ غايات دلاليه قادته الي عدم تبني أحكام مسبقه قبل سماع أطراف النزاع وأنه ليست هناك حقيقة مطلقه فالحقيقه ماهي إلا خطأ تم تصويب.
ولكن عزيزي القارئ هل بلغت المعني الكامن في نص منير راضي إن الكاتب العراقي يطلق صرخة تشككيه في وجه المؤسسات المالكه للخطاب والقوة والمعرفه بتقويض الثقافة الغربيه والحد من مبالغة البعض في القول عنها أنها لم يسبقها مثيل ها هو منير راضي يكشف الزيف في نصه انا ماكبث .ويبقي السؤال من المهزوم إذن ومن المنتصر ؟ معلقا الي قيام الساعه حتي تتجلي لنا الحقائق لا نسبيتها .



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيخ النقد الدجال يظهر في .....!!!!
- دور المتلقي في عروض مسرح الشارع
- «الهواء الطلق »ما بين المسرحه وقضايا المتلقي اليوميه
- الممثل المتلقي والمتلقي الممثل
- الوضع جدال (مسرحيه ميكروتياترو)
- الوضع تحت السيطره (نص ميكروتياترو)
- «إجهاض»جنس ثالث يبحث عن هوية
- الإنتاج المسرحي العربي المشترك ما بين أحلام الهواة وتقاليد ا ...
- الخلط الشائع في مسرح الشارع(ملخص لدراسة بحثيه)
- جدلية الموروث الشعبي في التمييز بين العروض المسرحيه والأفعال ...
- حكايات من بلدنا ... الحلقه الثانيه (بدايات المسرح في المحلة ...
- حكايات من بلدنا (الحلقه الأولي)«البروليتاريا
- مجموع الضدين متواجد في ثالث
- هل «مسرح الشارع»اسير النظرة الدونيه للمجتمع؟
- «الإرتجال»في مسرح الشارع
- لماذا خرج المسرح للشارع؟
- «ديالكتيك الخطأ والحقيقه»خربشة كاتب عربي علي جدران الخرافة و ...
- «خصوصية المكان»... المحفز الرئيسي لصناع مسرح الشارع
- المصادفه والديالكتيكيه ابرز سمات مسرح الشارع
- فانتازيا إزاز


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - انا ماكبث فمن المهزوم