أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - نبوءات باكونين لنعوم تشومسكي














المزيد.....

نبوءات باكونين لنعوم تشومسكي


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 7069 - 2021 / 11 / 6 - 20:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إنها مأساة و كارثة أن يقبل اليسار فكرة أن البشر ليسوا إلا منتجات تاريخية ، مجرد انعكاس لبيئتهم . لأنه ينتج عن ذلك بالطبع عدم وجود أية حواجز أو موانع أخلاقية أمام محاولة تشكيلهم و قولبتهم ليكونوا أي شيء تريده . إذا لم يكن في طبيعة البشر الداخلية ، أية غريزة داخلية للحرية ، إذا لم يكن من الجوهري في طبيعتهم أن يكونوا أحرارًا و مبدعين ، أن يسعوا ليكون عملهم و إنتاجهم تحت سيطرتهم ، إذا لم يكن ذلك جزءً من طبيعتهم فلن يوجد عندها أي سبب أخلاقي لمنحهم مثل هذه الحرية . يمكنك أن تشكلهم كما تشاء . و قد تكون أنت عندها عضوًا في اللجنة المركزية أو مديرًا لشركة كبرى أو رئيسًا لدولة فاشية أو أيًا يكن . من المثير جدًا هنا كيف أن المثقفين المعاصرين قد انتموا غالبًا لواحدة من هذه التيارات . لقد تنبأ باكونين بهذا في نهاية القرن التاسع عشر . إنها نبوءة عن العلوم الاجتماعية تحققت بالكامل للأسف و كانت واحدة من أدق النبوءات و أصدقها على الإطلاق. كان باكونين يومها يتجادل مع ماركس و كان ذلك قبل ظهور اللينينية بوقت طويل . تنبأ يومها و بدقة شديدة بأن طبقة المثقفين الصاعدة ، التي أصبحت من الممكن تمييزها كطبقة مستقلة في المجتمع الصناعي المعاصر ، ستسير بالضرورة في أحد اتجاهين . سيعتقد بعض المثقفين أن نضالات الطبقة العاملة ستمنحهم الفرصة للصعود و الاستيلاء على سلطة الدولة . و عندها ، كما قال ، سيتحولون إلى بيروقراطية حمراء ستخلق أسوأ طغيان عرفه البشر ، بالطبع ، سيفعلون ذلك كله "لمصلحة العمال أنفسهم" . هذا هو الاتجاه الأول . مثقفون آخرون سيدركون أنهم لن يستطيعوا أبدًا الوصول إلى السلطة بهذه الطريقة . لذلك فإن طريقهم إلى السلطة سيكون بارتباطهم بما نسميه اليوم برأسمالية الدولة و أن يصبحوا خدمًا لطبقتها الحاكمة . هكذا سيصبحون أحد مدراء أو مؤدلجي ( منظري ) نظام رأسمالية الدولة أو ما يعادل ذلك . و كما وصفهم يومذاك أن هؤلاء "سيضربون الشعب بعصا الشعب" . بكلمات أخرى ، سيتحدثون عن الديمقراطية لكنهم في الواقع سيضربون الشعب بعصا الديمقراطية التي سيحولونها إلى آلية للقسر و الإكراه . هكذا سيكون هناك مثقفون يعتقدون أنهم سيصلون إلى السلطة باستغلال النضالات الشعبية و آخرون يعتقدون أنهم سيفعلون ذلك بالتحالف مع من يملك السلطة الاقتصادية بالفعل . و أعتقد أن هذا وصف دقيق جدًا للقرن الذي تلا القرن الذي عاش فيه باكونين . تذكر أنه قال ذلك قبل الثورة البلشفية بخمسين عامًا ، لكنه مع ذلك استطاع أن يتنبأ بكل دقة بنمطها و بخلفيتها الايديولوجية . و تنبأ كذلك بدقة بما سيجري في مجتمعات رأسمالية الدولة الصناعية المعاصرة . و إذا نظرنا إلى الوراء إلى المائة عام الأخيرة فإننا سنرى ذلك التطور بكل وضوح . و أعتقد أن هذا سيشرح أيضًا حقيقة غريبة عن الحياة الثقافية في القرن العشرين ، أقصد تلك السهولة البالغة التي كان فيها المثقفون ينتقلون من موقع لآخر أو السهولة التي كان هؤلاء يغيرون فيها مواقفهم . الشخص الذي كان يدافع بشراسة عن ستالين يصبح وطنيًا اميركيًا متطرفًا بعد سنة فقط ، و يصبح مستعدًا لدعم أية وحشية ، لينتقل للعمل في معهد هوفر ، و يتعامل مع أكثر المؤسسات رجعية . هذا الانتقال الذي سمي بالله العاجز عن صنع التغيير ، الانتقال الذي بدأ أصيلًا في السنوات الأولى مع أشخاص مثل سالوني و غيره سيصبح مجرد نكتة بعد ذلك . إننا نرى ما يشبه ذلك اليوم أيضًا في روسيا . أسوأ القوميسارات أو موظفي النظام الشيوعي السابق هم اليوم أكثر من يتحدث بحماسة شديدة عن حرية السوق و الاستثمار و أن تصبح غنيًا و ما إلى ذلك . إنهم يقومون بذلك الانتقال أو التحول بمنتهى السهولة و هذا يصح أيضًا على الطرف الآخر . لكني أعتقد أنه لا يوجد تحول أو انتقال حقيقي هنا ، إنها مجرد تقييمات مختلفة عن أين تكمن القوة أما الايديولوجية فهي نفسها في الحالتين . و هي أن تضرب الشعب بعصا الشعب . إذا نظرت إلى النظرية الديمقراطية المعاصرة في الغرب ستجدها مشابهة لذلك ، إنها لينينية في الجوهر بشكل ملفت جدًا. إذا نظرت في التيار السائد في الفكر الديمقراطي المعاصر في الغرب على شاكلة كارول لاسويل الذي هو اليوم أحد مؤسسي علم السياسة المعاصر ، و في المجال العام يمكنك أن تجد مثقفين ويلسونيين ( نسبة لويلسون ) ، مثقفين تقدميين والتر ليبمان هو أكبر مثال عنهم في الولايات المتحدة الاميركية و الذي كان مثقفًا تقدميًا في عشرينيات القرن الماضي . كل هؤلاء طوروا نظريات عن الديمقراطية و ملفت جدًا للنظر أنهم جميعًا لينينيون في الصميم . فكرة أنه توجد في الديمقراطية طبقتين من المواطنين : العامة ، الذين يصفهم ليبمان بالجهل و أنهم دخلاء متطفلين و يقول غلاسويل عنهم أنهم اغبى من أن يفعلوا أي شيء ، أنه لا يمكننا تجاوز الدوغما التي تقول بأن الإنسان العادي أغبى من أن يستطيع فعل أي شيء . هكذا يوجد هناك الدخلاء المتطفلين و الجهلة و الذين يشكلون حوالي 90 ٪ من الناس ، و على الجهة الأخرى هناك العقلاء ، الحكماء ، الرائعون ، أصحاب النزاهة و الشرف ، الأرستقراطية المثقفة - أو أيًا كان ما ستسميهم ، و الذين يجب أن يحكموا الآخرين . هم من يجب أن يتخذ القرارات ، هم من يجب أن يفكر ، و ما إلى ذلك . أما دور الجماهير ، الدخلاء المتطفلين و الجهلة ، فهو أن يأتوا كل عدة أعوام "ليقرروا" من من بين أولئك الحكماء سيحكمهم ثم يعودوا بعدها إلى بيوتهم

نقلًا عن
https://theanarchistlibrary.org/library/noam-chomsky-bakunin-s-predictions?v=1623153701



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلوا عن رب العلمانية
- انتقام التاريخ و الايديولوجيا : تلامذة ادوار سعيد يتقمصون رو ...
- هراء الهوية
- بلا دماء ، ليصنع كل منكم دولة و فرجونا
- أنا و الله فكري هنيك و هني أهلك فيك
- كلمة للشباب ، مرة أخرى
- كامو و ميشيل عفلق و المودودي ، ميرسو و خالد بن الوليد
- الوطنية : خطر يتهدد الحرية ، لإيما غولدمان
- عن علمانية المعارضة السورية
- حوار مع منير كريم و عبد الحسين و صباح عن الحكومات و الحقوق و ...
- إلى الشباب
- من القانون الطبيعي لليساندر سبونر
- تروتسكي و نيتشه : الماريشال و الإنسان المتفوق و زرادشت
- كيف تدجن حيوانًا بريًا
- تعالوا أحدثكم عن الإنسان الأعلى
- الحرية في مفهوم الثوار الأحرار السوريين
- عندما التقيت محمد الفاتح
- ليس دفاعًا عن أسامة الرفاعي و مناف الحمد
- نحن و أشرف الغاني و دونالد رامسفيلد
- حوار مع آراء الرفيق جلبرت الأشقر عن التجربة التونسية


المزيد.....




- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...
- مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
- معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
- تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل
- الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فو ...
- الجبهة الشعبية في فاتح ماي: عمال فلسطين في قلب النار ووقود ا ...
- حزب العمال: لا خيار أمام العمال والكادحين إلا الثورة ضدّ الت ...
- إضراب عمال “الشوربجي” لليوم الثاني.. للمطالبة بحقوقهم المالي ...
- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بشراكة مع جمعية النخبة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 602


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - نبوءات باكونين لنعوم تشومسكي