|
آلة السفر في الزمن _ تكملة مع المناقشة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7069 - 2021 / 11 / 6 - 13:19
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
آلة السفر في الزمن ، مناقشة 1 و 2 الجزء 1 نحن نعرف الحياة بدلالة الزمن ، ولا يمكننا معرفة الحياة بدلالة الحياة أو المكان فقط . بالمقابل نحن نعرف الزمن بدلالة الحياة ، ولا يمكننا معرفة الزمن بصورة مباشرة أو بدلالة المكان . الحياة والزمن وجهان لنفس العملة ، لكن العلاقة بينهما تختلف عن أي نوع آخر من العلاقات . وهذه المشكلة الحقيقية التي تحتاج ، وتستحق ، إلى الاهتمام والبحث والحوار المفتوح . .... الخطأ مشترك ، وموروث ويصل بين ارسطو ونيوتن ، افتراض أن العلاقة الواقعية المحورية _ أو الوجودية _ هي بين المكان والزمن _ هذا خطأ . العلاقة الحقيقية التي يتمحور حولها الواقع ، والوجود ، بين الحياة والزمن . ومن الضروري أن تصير في دائرة الاهتمام ، وداخل البحث الثقافي العالمي الفلسفي والعلمي معا . .... هذه الفكرة أو التصور الجديد ، يمكن تشبيهها اليوم ، بحالة الفكر اليوناني القديم مع مشكلة : شكل الأرض بين الكروي او المسطح ؟ اكتشف فلاسفة اليونان القدامى كروية الأرض ، قبل عشرات القرون ، بواسطة بعض الأدلة المنطقية أولها مغيب الشمس . لو كانت الأرض مسطحة ، لكانت الشمس ( أيضا السفن ) تختفي دفعة واحدة خلف البحر . وهذا الدليل الأوضح والأقوى ، بعدما صحته العلمية والتجريبية . الدليل الثاني هو ظل الانسان على الأرض ، لو أن الأرض مسطحة لكان ظل الانسان سيختلف بين مكان وآخر . والدليل الثالث ، يتمثل بظاهرة الخسوف والكسوف الجزئية غالبا ، هي دلالة أيضا على كروية الأرض . .... بالرغم من ذلك الوضوح في المنطق والبرهان والأدلة ، بقيت البشرية في موقف المقاومة للجديد ، ترفض ذلك التبصر العقلي والمتكامل لعشرات القرون . .... أعتقد ان ما يحدث معي _ خلال بحث الزمن خاصة _ يشبه إلى درجة كبيرة موقف فلاسفة اليونان القدامى ، مع فارق نوعي ومؤسف . لقد كانت الثقافة في اليونان القديمة ، افضل من وضعها اليوم في كثير من بلدان العالم . بالرغم من التطور التكنولوجي واهميته الفائقة _ مع خطورته _ وخاصة الذكاء الاصطناعي ، الذي ربما ينقذنا أو بالعكس يعجل بالكارثة النووية ! .... أتخيل الآن إحدى الجامعات ، وفي أي مكان على هذا الكوكب ، تتبنى موضوع الزمن ( وعلاقة الزمن والحياة ) كفكرة للنقاش ؟! للتدريس ! ذلك خيال علمي ، وأقرب منه للوهم والهذيان . .... الحياة والزمن والمكان ، ثلاث مستويات للطاقة أو أنواع . المكان يمثل البعد الثالث ، لا الثاني ولا الأول . بينما البديلان ، الأول والثاني ، هما الحياة والزمن . بكلمات أخرى ، الوجود أو الكون ، ثلاثة مستويات من الطاقة الموجبة والسالبة والمحايدة . الطاقة المزدوجة الإيجابية والسلبية ، تمثل العلاقة بين الحياة والزمن . بينما الشكل الثالث ، او النوع ، يتمثل بالمكان . الزمن أكبر من اكبر شيء ، وحركته انكماش من الخارج إلى لداخل ، عبر الآن المباشر . الحياة أصغر من اصغر شيء ، وحركتها انتشار من الداخل إلى الخارج ، عبر الآن المباشر . هذا التصور أولي ، وتقريبي ، وهو موضوع للتفكير والحوار المفتوح . .... الجزء 2
السفر في الزمن فكرة وهمية ، أو خرافة ، لا أكثر ولا أقل . هذه الفكرة تقوم على عدة مغالطات ، سوف أناقشها بوضوح . 1 لا يتوقف عاقل اليوم عند فكرة ، عودة الشيخ إلى صباه ، النسخة الأصلية لفكرة السفر في الزمن . يعرف الجميع أن الشيخوخة مرحلة حتمية في الحياة ، لو طال العمر . التعامل الصحيح مع هذا الواقع ، يكون بفهمه أولا ، وتقبله ثانيا . عدا ذلك ، موقف غير علمي وغير منطقي بالتزامن . أكتب بهذا الوضوح والصراحة ، لكوني وصلت _ لحسن الحظ _ إلى مرحلة الكهولة ( 61 سنة ) وبداية الشيخوخة كما يتفق الجميع . .... ما هو الزمن ؟ لا أحد يعرف طبيعة الزمن ، وماهيته . الموقف السائد اليوم أنه عداد ، وفكرة عقلية لا اكثر . هل يمكن السفر في عداد ! ولحسن الحظ أيضا يوجد موقف معاكس ، يعتبر أن للزمن وجوده الموضوعي والمستقل عن الانسان والحياة . لا أتفق مع هذا الموقف فقط ، بل قطعت خطوة جديدة بالفعل ، على طريق فهم العلاقة بين الحياة والزمن . 2 توجد مشكلة في العربية خاصة ، تتمثل بالزمن والوقت والزمان ، ثلاثة تسميات لفكرة وخبرة واحدة . ( مثل البيت والمنزل والدار ، او السيف والمهند والحسام ، وغيرها ) البرهان العلمي _ المنطقي والتجريبي بالتزامن _ على ذلك ، ساعة الزمن هي نفسها ساعة الوقت أيضا ساعة الزمان ، ومع جميع مضاعفاتها كاليوم والسنة أو أجزائها كالدقيقة والثانية . وهذه الفكرة ناقشتها بشكل تفصيلي ، وموسع ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . .... توجد مشكلة أساسية ومشتركة أيضا بين مختلف اللغات ، بما فيها العربية ، تتمثل بالعلاقة بين الزمن والحياة . هذه المشكلة أدركها شكسبير ، وعبر عنها بوضوح : " أنت التقيت بما يموت وانا التقيت بما يولد " بترجمة أدونيس . يوجد مثال نموذجي على العلاقة بين الحياة والزمن ، يتمثل بالحياة الفردية أو العمر الفردي . بعد ساعة من ولادة الطفل _ة ... ت _ يكون في وضع مزدوج ، وغامض : زادت حياتهما ساعة ونقص العمر ساعة مقابلة بالتزامن ؟ لا يمكن حل هذه المشكلة ، إلا بعد معرفة العلاقة الجدلية بين الحياة والزمن ، المتعاكسة بطبيعتها : الحياة + الزمن = الصفر . تجمع بين الحياة والزمن علاقة صفرية من الدرجة الأولى . يتزايد العمر بدلالة الحياة ، بنفس الكمية تتناقص بقية العمر بدلالة الزمن . أيضا هذه الفكرة ناقشتها بشكل موسع وتفصيلي ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . 3 يوجد سؤال بسيط وواضح ونموذجي : اليوم الحالي ( خلال قراءتك لهذه الكلمات ) هل يوجد في الحاضر أم في المستقبل أم في الماضي ؟ الجواب الصحيح _ العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) ثلاثي أيضا : 1 _ بالنسبة لجميع الأحياء ، اليوم الحالي في الحاضر ويمثله . 2 _ بالنسبة لجميع الموتى ، اليوم الحالي في المستقبل ويمثله . 3 _ بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، اليوم الحالي في الماضي ويجسده . .... يوجد سؤال ثالث أيضا ، بنفس درجة الوضوح والأهمية : قبل قرن ، وأكثر ، من ولادة الانسان أين يكون ؟ أيضا هذا السؤال ناقشته ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، وخلاصته ، قبل ولادة الانسان بأكثر من قرن ، يكون في وضع مزدوج : حياته ومورثاته في أجساد الجد _ة والجد ( في الماضي ) ، وزمنه وعمره يكون في المستقبل ( لا في الحاضر ولا في الماضي بالطبع ) . تتضح الصورة وتتكشف بالكامل ، بعد نقل الفكرة نفسها إلى المستقبل ، لنتخيل ولادة طفل _ة بعد قرن من الآن ( لحظة قراءتك ) : هي أو هو يوجدان الآن بوضع مزدوج ، الحياة والمورثات في أجساد الأسلاف ، الذين سيتعاقبون خلال هذين القرنين الحالي والقادم ، بالتزامن الزمن والعمر يتواجدان في المستقبل أيضا . 4 اليوم الحالي نتيجة ، ومحصلة الأمس والغد بالتزامن . ( وكل يوم أيضا ، يحدث بنفس الطريقة ) الحياة تأتي من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل . والزمن بالعكس يأتي من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي . وربما الصيغة : داخل خارج والعكس تناسب الفكرة أكثر : اتجاه حركة الحياة من الداخل إلى الخارج ، عبر الآن المباشر . واتجاه حركة الزمن من الخارج إلى الداخل ، عبر الآن المباشر . 5 خطأ نيوتن الثاني ، الربط بين الزمن والمكان ، وما تزال الثقافة العالمية تكرر ذلك الخطأ . خاصة بعد إضافة اينشتاين : الزمن بعد رابع للمادة . بينما العلاقة الحقيقية بين الزمن والحياة ، وتمثل الوجود الإنساني . تتكشف العلاقة بينهما عبر المقارنة بين ساعة الحياة وساعة الزمن ، او مضاعفاتها أو اجزائها ، ساعة الحياة إضافة _ بينما ساعة الزمن نقصان . ربما تكون الإشارة والاتجاه بين الزمن والحياة اعتباطية ، مثل جانبي الكلمة : الدال والمدلول . .... ( لا يمكن إعادة الزمن للوراء ) هذه العبارة تتكرر في النصوص الأدبية ، وفي المقالات الفلسفية أو العلمية وغيرها من الأنشطة الثقافية ، وبمختلف اللغات كما أعتقد . وهي خطأ ، ويجب تصحيحها : لا يمكن إعادة الزمن إلى الغد والمستقبل ، ولا يمكن إعادة الحياة إلى الأمس والماضي . .... الواقع المباشر ثلاثي البعد : حياة وزمن ومكان أو حضور وحاضر ومحضر . اتجاه حركة الحاضر ( الزمن ) من المستقبل إلى الماضي عبر الآن . اتجاه حركة الحضور ( الحياة ) من الماضي إلى المستقبل عبر الآن . اتجاه حركة المحضر ( المكان )غير معروفة ، وهي تمثل الكون . .... الماضي يبتعد عن الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . والمستقبل يقترب من الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة وهي أيضا ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . تتمثل المشكلة اللغوية في كلمة الحاضر أكثر من غيرها ، فهي متعددة الاستخدامات ، من حيث أنها تدل على الزمن وعلى الحياة وعلى الواقع المباشر بالتزامن . أعتقد أن العلاقة بين الحياة والزمن مشكلة مركبة ، لغوية ، ومنطقية بالتزامن . وتحتاج إلى المزيد من الاهتمام والبحث ، على مستوى المؤسسات الدولية أيضا . أمر محزن ، ويدعو إلى اليأس أن تبقى خارج مجال الاهتمام والتفكير ، وبعد حوالي ألف سنة تتردد صرخة أبو العلاء المعري ، بلا جدوى لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آلة السفر في الزمن
-
كتاب السعادة _ دفتر 3 و 4
-
كتاب السعادة _ دفتر 4
-
كتاب السعادة _ دفتر 1 و2
-
كتاب السعادة _ مقدمة عامة
-
كتاب السعادة _ دفتر 2
-
كتاب السعادة _ دفتر 1 مع المقدمة والهوامش
-
كتاب السعادة _ دفتر 1
-
مقدمة كتاب السعادة
-
كتاب السعادة _ دفاتر جديدة
-
النظرية الجديدة _ الصيغة النهائية
-
خلاصة ، مؤخرة ، بتكثيف شديد النظرية الجديدة
-
خلاصة ، ملخص بتكثيف شديد ، النظرية الجديدة
-
النظرية الجديدة _ المخطوط الكامل
-
الفصل الأخير _ النظرية الجديدة
-
النظرية الجديدة _ الخاتمة
-
النظرية الجديدة _ الفصل 13
-
هوامش وملاحظات بين الفصلين 12و 13
-
مخطوط النظرية الجديدة _ حتى الفصل 12
-
الفصل 12 مع التكملة
المزيد.....
-
أطول وأصغر كلب في العالم يجتمعان معًا.. شاهد الفارق بينهما
-
-وحوش لطيفة-..صور درامية لأشبال فهود بوجوه ملطّخة بالدماء
-
إدارة -تسلا- تبحث عن بديل لإيلون ماسك بالشركة.. مستثمر بارز
...
-
أوكرانيا والولايات المتحدة تبرمان صفقة المعادن النادرة
-
فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ
...
-
غالبية الألمان قلقون خائفون من اندلاع حرب عالمية ثالثة
-
مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين في حريق بمنشأة صناعية بطشقند (فيدي
...
-
إيطاليا وقبرص وفرنسا وكرواتيا ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل
...
-
في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والإمارات
-
بوليانسكي: مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا قد تعقد قريبا جدا إذا
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|