أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - كتاب السعادة _ دفتر 1















المزيد.....

كتاب السعادة _ دفتر 1


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 13:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


1
محاولة التمييز بين اللذة والسعادة مشكلة مزمنة ، ومتجددة في الفكر والفلسفة ، وفي الثقافة العالمية بصورة عامة ، وهي ليست عملية سهلة بالطبع ، كما أنها تختلط بالغرور والطيش غالبا _ ربما .
لا أزعم بأنني توصلت إلى طريقة علمية وصحيحة ، منطقيا وتجريبيا ، للفصل بينهما بشكل دقيق وموضوعي . ولا أعتقد أنني فشلت .
وربما تكون تجربتي المتكاملة ، الثلاثية ، مع السعادة ( كفكرة وخبرة ونمط عيش ) تستحق الاهتمام والقراءة _ خاصة تجربة التدخين الارادي .
....
تشبه عملية التمييز بين اللذة والسعادة محاولة التمييز بين الادراك والوعي ، مع فارق نوعي يزيد من صعوبة التمييز بين اللذة والسعادة ، حيث أن اللذة تمثل وجه واحد من ثنائية اللذة والألم _ وجهان لعملة واحدة _ لا يمكن أن يوجد أحدهما بمعزل عن الثاني . بينما علاقة اللذة والسعادة تختلف من حيث أنها تتكون من ثلاثة أنواع : العلاقة الطردية حيث التوافق والانسجام الثابت بينهما ( الهوايات ) ، أو العكس حيث العلاقة بينهما متناقضة ( اللذة عكس السعادة _ كما في حالة الإدمان ) ، والنوع الثالث والعادي ، حيث العلاقة الاعتباطية بينهما ويشمل هذا النوع من العلاقة ، أغلب الأنشطة الضرورية ، والحيوية خاصة مثل الأكل والشرب والتنفس .
....
التغير المستمر من لحظة الولادة إلى الموت ، غير المرئي وغير المريح _ بل المثير للخوف والذعر على المستوى اللاشعوري غالبا _ مصدر ثابت للمعاناة الإنسانية كما تفيد الحكمة الشرقية والبوذية خاصة .
( وهذا أيضا _ سوف يزول ) مقولة يرددها حكماء الهنود باستمرار لأنفسهم ، ومع تلاميذهم ومريديهم ، وتنسب إلى بوذا .
التعامل الصحيح والمناسب مع حقيقة أن التغير دائم ، _ يشمل الوجود بلا استثناء _ يكون عبر الفهم والتقبل الواعيين . يترجم ذلك على مستوى الخبرة اليومية ، والعملية من خلال الامتنان لمعطيات الوجود والحياة .
2
الواقع أو الوجود ثلاثي البعد بطبيعته ، ويتكون من التقاء السبب والصدفة معا في كل لحظة ، الماضي والحياة مصدر السبب ، والمستقبل والزمن مصدر الصدفة بالمقابل .
هذه الفكرة الأساسية في النظرية الجديدة ، تمثل نقلة نوعية في فهم الواقع والوجود الذاتي والموضوعي بالتزامن .
بعد فهمها على المستوى المنطقي والتجريبي معا ، يسهل فهم الفرق بين اللذة والسعادة وبين الأمس والغد .
....
لنتخيل ولادة طفل _ة الآن ...
قبل سنة وأكثر ، كان _ت في وضع مزدوج ، وشديد الغرابة :
جسده وحياته ( مورثاته ) جاءا من الماضي عبر أجساد الأسلاف _ بعدهما الأبوين ، بالتزامن ، كان زمنه الحقيقي ( عمره ) في المستقبل . وهما ( الحياة والزمن ) يلتقيان لحظة الولادة ، أو لحظة تلقيح البويضة .
لنتخيل الفكرة ( التجربة ) نفسها بشكل مزدوج : قبل / وبعد مئة سنة ...
الصورة واضحة ، ومفهومة بالنسبة لمن ولدوا قبل قرن ، سنة 1921 .
هم انتقلوا إلى الماضي ، أو في طور الاحتضار اليوم .
تتكشف الصورة بوضوح كامل ، مع تخيلها في الجهة المقابلة أيضا :
مواليد سنة 2121 وما بعد ...
جميعهم الآن ، في نفس الوضع المزدوج : مورثاتهم وحياتهم في أجساد الأسلاف _ بالتزامن زمنهم الحقيقي ( عمرهم _ أعمارهم ) موجود الآن في المستقبل _ بالطبع ليس في الماضي ولا في الحاضر .
3
النصر الذاتي والسعادة والصحة العقلية والحب والمسؤولية متلازمة .
....
النصر الذاتي أو تحقيق الانسجام بين العمر العقلي والعمر البيولوجي ، هدف مشترك بين الفلسفة والعلوم الإنسانية والثقافة بصورة عامة . يتمثل الهدف المشترك بعملية رفع الانسان ، ونقله من العيش على مستوى الغريزة إلى العيش على مستوى العقل .
....
الجزء الثاني
علاقة السعادة والألم
السعادة نتيجة ، حالة أو مرحلة ثانوية بطبيعتها .
مثلها أو نقيضها حالة الكآبة والشقاء .
....
ما العلاقة الصحيحة ، الحقيقية والموضوعية ، التي تربط بين الألم والسعادة ؟
كتبت سابقا ( الألم يجعل المرء خبيثا ) ، وهو بحث منشور على صفحتي في الحوار المتمدن .
موقفي الآن مختلف ، واشعر بالحرج والخجل بصراحة .
لقد تطور فهمي للعلاقة بين الألم والسعادة ، من خلال البحث والحوار .
الألم غالبا أقرب إلى السعادة من اللذة ، ويمكن فهم ذلك بدلالة الفائدة .
وأخيرا تتكشف الصورة الحقيقية ، العلاقة بينهما ، بالكامل بعد تغيير الموقف التقليدي من المصلحة _ الفردية خاصة .
بعد إدخال عامل الفائدة ، إلى العلاقة بين اللذة والألم ، تتكشف العلاقة الحقيقية والمتكاملة بين السعادة واللذة _ وبين السعادة والألم بالتزامن .
يمكن تصنيف اللذة ، أيضا الألم ، بدلالة الفائدة إلى ثلاثة فئات :
1 _ الألم ( أو اللذة ) المفيد _ ة .
2 _ الألم ( أو اللذة ) الضار _ ة .
3 _ الألم ( او اللذة ) المحايد والاعتباطي .
اللذة المفيدة معروفة للجميع ، مثل الهواء والماء والغذاء . أيضا الهوايات .
الألم المفيد معروف أيضا ، ويرتبط بمرحلة التعلم والصبر _ والتسامح بصورة خاصة .
الإدمان والهوايات نقيضان ، أو نوعين من العادات سلبية أو إيجابية :
الإدمان ( العادة السلبية ) ، سهل التعلم ، لذيذ وممتع في البداية .
ويصعب التحرر الذاتي منه .
الهواية على النقيض تماما :
صعبة التعلم في البداية ، قبل تحويلها إلى عادة سارة ومبهجة .
ويسهل التحرر منها دوما ، بل أكثر من ذلك ، ترك الهوايات عملية سهلة ولذيذة ومريحة .
تفسير ذلك سهل أيضا : الهوايات ( العادات الإيجابية ) ترفع نمط العيش ومستواه درجة أعلى من العادي والمتوسط الاجتماعي ، فيسهل الخلاص منها والنزول إلى المشترك والمتوسط . والادمان بالعكس ، يخفض نمط العيش ومستواه عن المتوسط الاجتماعي والعادي ، فيتعذر الخروج من الحفرة أو الهاوية ( بحالة المخدرات مثلا ) بشكل منفرد .
بين العادات الإيجابية ( الهوايات ) والعادات السلبية ( الإدمان ) توجد العادات الجديدة التي تنشأ عن التطور الطبيعي ، مثلا أدوات التواصل الحديثة أو الذكاء الاصطناعي .
بالإضافة إلى ذلك ، يشمل مجال الألم المفيد مختلف جوانب العيش غالبا ، فهو يتوافق مع توسيع دائرة الراحة ، بعكس العادة والتكرار . المثال النموذجي للألم المفيد مهارة وخبرة الصبر والتسامح على سبيل المثال .
( التسامح يتضمن الثأر والانتقام ، بينما العكس غير صحيح . موقف التسامح مستوى أعلى بطبيعته ، ويشبه مهارة تعلم لغة جديدة واكتسابها ) .
الألم الضار المؤذي ندركه بشكل غريزي ، وهو ما يمنح للألم مزاياه الإيجابية الخاصة مقارنة بالملذات . تتوضح الفكرة بدلالة عتبة الألم . حيث أن عتبة الألم المرتفعة دلالة على السعادة والصحة العقلية بالتزامن .
والعكس صحيح أيضا ، عتبة الألم المنخفضة جدا دلالة المرض العقلي والشقاء ، كما في حالات الهوس والهستيريا التي نعرفها ونخبرها جميعا .
تتكشف العلاقة الحقيقة بين الألم والسعادة بدلالة المصلحة الفردية خاصة .
يوجد سوء فهم شائع ، ومشترك ، لفكرة المصلحة الشخصية خاصة . حيث يقتصر الفهم العام للمصلحة على الجانب الضيق منها ، المباشر والأناني . بينما المصلحة الحقيقية للفرد ، تتضمن حياته المتكاملة بمختلف مراحلها في الماضي والحاضر والمستقبل . من المفارقات الطريفة ، التي حدثت معي خلال بحث السعادة كانت فكرة المصلحة الشخصية والمتكاملة أكثرها أهمية كما اعتقد . وهي تتصل مباشرة بالفهم الصحيح للواقع ولحركة الزمن . كما أنها دفعتني بشكل مباشر إلى الاهتمام بالأزمنة الثلاثة ، الحقيقية ، الماضي والحاضر والمستقبل وعلاقتها الفعلية مع بعضها . ثم تطور ذلك الاهتمام إلى العلاقة بين الحياة والزمن ، وهذا مجال واسع وجديد ، ناقشته بشكل تفصيلي وموسع عبر الكتاب الأول ( النظرية ) ، بجزئيه .
يمكن تقسيم المصلحة الإنسانية ، على المستوى الفردي خاصة ، إلى ثلاثة مستويات وأنواع :
1 _ المصلحة المباشرة .
الأنانية والضيقة بطبيعتها ، وتتمثل بالانغماس بالشهوات والملذات .
2 _ المصلحة المتوسطة .
تمثل العلاقة مع القادم والمستقبل ، بين سنة وخمس سنوات .
3 _ المصلحة الحقيقية والمتكاملة .
تشمل الحياة الشخصية بمجملها ، من الولادة إلى الموت .
بين المراحل الثلاثة للمصلحة علاقة تتام ، تشبه إلى درجة المطابقة العلاقة بين الطفولة والمراهقة والكهولة . الكهولة تتضمن المراهقة والشباب ، بينما العكس غير صحيح .
العيش على مستوى الطفولة ، او بدلالة المصلحة المباشرة فقط ( الأنانية ) ، كلنا خبرنا هذا المستوى في المراهقة والشباب الأول على الأقل . حيث الغضب المزمن ، والجشع وعدم الكفاية .
المستوى الثاني ، والثانوي ، أو العيش على مستوى المراهقة والمصلحة المتوسطة وبدلالة السنوات الخمسة ، يتمثل بتبادل المنافع والانتهازية ، أيضا نعرفه جميعا .
المرحلة النهائية ، حيث النضج المتكامل والمصلحة الإنسانية الحقيقية .
يوجد مثال نموذجي كما أعتقد ، يتضمن العلاقة بين السعادة واللذة والألم والفائدة بالتزامن ، ويتمثل بالسنة الدراسية لطالب _ة بكالوريا .
أيضا بالتقسيم الثلاثي :
1 _ الفئة الأولى ، تمثل المقدرة على بذل الجهد والوقت . هذا المستوى أو النمط من العيش يمثل المصلحة المتكاملة .
( مهارة الصبر والمرونة العقلية ) .
2 _ الفئة الثالثة والأخيرة ، تتمثل بعدم المقدرة على التركيز ، أو بذل الجهد والوقت اللازمين للفهم والنجاح .
3 _ الفئة الثانية ، والمتوسطة ، وتمثل الغالبية في مختلف الثقافات واللغات والمجتمعات ، حيث الشخصية النمطية والمتوسطة .
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة كتاب السعادة
- كتاب السعادة _ دفاتر جديدة
- النظرية الجديدة _ الصيغة النهائية
- خلاصة ، مؤخرة ، بتكثيف شديد النظرية الجديدة
- خلاصة ، ملخص بتكثيف شديد ، النظرية الجديدة
- النظرية الجديدة _ المخطوط الكامل
- الفصل الأخير _ النظرية الجديدة
- النظرية الجديدة _ الخاتمة
- النظرية الجديدة _ الفصل 13
- هوامش وملاحظات بين الفصلين 12و 13
- مخطوط النظرية الجديدة _ حتى الفصل 12
- الفصل 12 مع التكملة
- ساعة الزمن وساعة الحياة _ مؤخرة الفصل 12
- جملة اعتراضية
- النظرية الجديدة _ الفصل 12
- النظرية الجديدة _ الجزء الثالث الفصل 11
- لعبة ذهنية
- الفصل 11
- النظرية الجديدة _ الجزء الأول والثاني مع الفصل العاشر
- المنهج الجديد _ مقدمة مختصرة


المزيد.....




- ماكرون يعلن ما قاله لرئيس إيران عن إسرائيل و-النووي-
- نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن ...
- عاجل | عمدة كوتيناي بولاية أيداهو الأميركية: مقتل شخصين وإصا ...
- V?n m?nh t?t M 789club – ??i v?n trong m?t v?ng quay
- بعد خمس دول في الناتو، زيلينسكي يوقع الانسحاب من معاهدة مكاف ...
- فرنسا: الحكومة أمام امتحان سحب الثقة مجددا
- ترامب يهاجم فوز ممداني بانتخابات نيويورك ويهدد بحرمان الولاي ...
- صحف عالمية: هدنة إسرائيل وإيران قد تنهار ونتنياهو يريد حربا ...
- ماكرون: بحثت مع بزشكيان النووي والباليستي وعودة المفتشين إلى ...
- رئيس إيران: مستعدون لفتح صفحة جديدة مع جيراننا في الخليج


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - كتاب السعادة _ دفتر 1