محمد علي حسين - البحرين
الحوار المتمدن-العدد: 7068 - 2021 / 11 / 5 - 14:40
المحور:
الصناعة والزراعة
طواحين الهواء في البحرين
الجمعة 5 نوفمبر 2021
يسرّني أن أقدّم اليوم مقالاً ثانيًا مقتبسًا بتصرّف من كتاب «مذكرات شريفة الأمريكانية» الصادر عن مؤسسة (بانوراما الخليج) عام 1989م.
كانت أول محاولة لحفر بئر ماء هي في الساحة التابعة للمستشفى، ولكن هذه البئر كانت قليلة العمق نسبيًا، ولذلك كانت تشبه الآبار الأخرى الطبيعية الموجودة في البحر، ومالحة الطعم. أصرّ القس «بيننج» على المحاولة من جديد ولكنه هذه المرة حفر بئرًا أعمق وطلب طاحونة هوائية من أمريكا لضخ الماء إلى السطح.
ولقد كان المراقبون من الغرب - مثل غيرهم في البلاد - يقفون للمراقبة ولإعطاء نصائحهم - التي أعتقد أنها كانت سلبية أكثر منها إيجابية في إنجاح العمل - إلا أن القس كان مثابرًا في عمله وكان يقول لنفسه: «بأنه لا يوجد هناك أي شيء تتعلّمه في بلدك ولا تحتاج إليه هنا».
ووصلت أول طاحونة هوائية أمريكية إلى البحرين مجزأة إلى أكثر من 100 قطعة، ومع كل هذه القطع كان هناك مفكان فقط، فكيف يمكن لكل هذه الأجزاء أن تركب بمفكين فقط. ولكن لحسن الحظ وبجهود أفراد الإرسالية تم تركيب الطاحونة معا. كانت في بادئ الأمر موضوعة على الأرض بشكل أفقي، حيث كان من المفروض أن نرفعها إلى وضعها العمودي في ساحة المستشفى بواسطة رافعات يشدها الرجال، ولذلك عمل أفراد الإرسالية بكل جهد وتحت الشمس المحرقة ليتمّوا عملاً كانوا يفخرون به وبالفعل كان الأمر يستحق الفخر.
وفي اليوم المحدد لرفع الطاحونة، أعددنا العدة ليكون ذلك اليوم بمثابة الاحتفال للجميع. قمنا ببعض الغناء، ثم أدلى بعض الرجال بخطبهم، وبعد ذلك أزفت الساعة لأعلن للرجال على سطح المستشفى بأن يشدّوا الحبل لرفع الجسم الضخم - جسم الطاحونة الهوائية -، وبدأ الرفع وبدأ البرج في الارتفاع لوضعه العمودي مع الكثير من الأصوات العالية للحديد وهو يحتك مع بعضها البعض. وبدأ الحديد في الجوانب ينكسر كلما ازداد الرفع، وبدأت النداءات بين الرجال على السطح والرجال على الأرض وكذلك شارك بعض الواقفين في إعطاء نصائحهم، ولكن الأهم من ذلك أن جميع من كان يقف في أسفل البرج وحوله هربوا خوفاً من الكارثة المحتومة.
وبالفعل حدث الكارثة، فعند زاوية مقدارها 45 درجة ازداد الشد على الحديد المكون للبرج وانكسر الحديد وانفصلت قوائم البرج وسقط البرج وكأنه قطعة «سباجيتي» مفتتة تهوي إلى الأرض، ووقف العمال ينظرون بيأس، كما أذكر بأنني بكيت يومها.
بقى البرج الميت على الأرض طيلة ذلك اليوم، والجميع حزن عليه. وفي اليوم التالي ولحسن الحظ كانت هناك سفينة ترسو في الميناء اسمها «اس - اس اسبريه» وكان على متنها أحد المهندسين ويدعى «كوربيت»، فهرع إلى المستشفى عندما سمع بمشكلتنا ليتبين الأمر، ثم استقدم بعض البحارة الشجعان لمعاونته في إعادة تركيب البرج وإصلاح الحديد المقوس والمتكسر منه، هذه المرة نجحت محاولة رفع الطاحونة التي تحملت قوة الشد ووقفت شامخة في أرض المستشفى والتي تشهد جميع الصور التي التقطت للمستشفى بعد ذلك على عظمتها، وعلى أنها كانت أعلى مكان يمكن أن تراه في تلك المنطقة بأسرها.
وبدأت المياه العذبة في التدفق من البئر العميقة بعد يومين فقط وكانت بالفعل مياه حلوة. كم كانت سعادتنا بتلك المياه والتي حصلنا عليها من أرض المستشفى نفسها دون مشقة العناء والذهاب للبحر. كان القس «بيننج» هو بطل هذه القصة التي انتشرت لتعم أرجاء البحرين. ولم تمض فترة طويلة حتى سارع كبار التجار العرب يطلبون فيها طواحين هوائية من هذا القس الذي سارع لمساعدتهم في نصب طواحينهم الهوائية، وشيئًا فشيئًا كثرت هذه الطواحين وأصبحت منظرًا مألوفًا في سماء البحرين.
بقلم الكاتب البحريني مهدي عبدالله
رابط.. موضوع "يوسف إنجنير.. رائد حفر المياه الجوفية بالبحرين والخليج + الصور القديمة
https://albiladpress.com/news/2021/4724/finance/724983.html
تاريخ المشكلة المائية في البحرين
تتميز مملكة البحرين عن غيرها من دول مجلس التعاون الخليجي بقدم وكثرة التقارير والدراسات المتعلقة بالوضع المائي، وخصوصاً تلك المتعلقة بالمياه الجوفية، إذ يرجع تاريخ أول دراسة متعلقة بالمياه إلى عقد العشرينات من القرن الماضي، كما يرجع تاريخ أول الدراسات التي حذرت من خطورة وضع المياه الجوفية في البحرين وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تدهورها إلى العام وقامت بها شركة نفط البحرين، وأشارت الدراسة إلى ظاهرة هبوط مستويات المياه الجوفية المستمر في بعض مناطق جزر البحرين. ولحقت هذه الدراسة دراسة أخرى في العام تم فيها أول حصر لآبار المياه الجوفية وأكدت ظاهرة هبوط المستويات المائية في جميع مناطق البحرين وجفاف بعض العيون الطبيعية، وأوصت الدراسة بضرورة المراقبة المستمرة لمستوى ونوعية المياه الجوفية من خلال شبكة مراقبة ثابتة. وفي العام قامت شركة نفط البحرين بدراسة جيولوجية الخزان الجوفي في البحرين والعلاقة بين المستويات المائية وتوزيع الملوحة فيه في جزر البحرين، وخلصت إلى أن هبوط المستويات المائية أدى إلى غزو مياه البحر والمياه العميقة المالحة للخزان مؤدياً إلى زيادة ملوحته في المناطق الشرقية من جزر البحرين. وبناء على هذه الدراسة بدأت شركة نفط البحرين في العام بمراقبة المستويات الملحية في الخزان بشكل دوري (ربع سنوي) إلى العام عندما تم تسليم هذه المعلومات إلى مكتب مصادر المياه التابع للحكومة. كما قامت الشركة في العام بإجراء حصر لجميع تصريفات المياه الجوفية والمتمثلة آنذاك بالعيون الطبيعية القارية والبحرية والآبار الارتوازية.
ثم قامت الشركة في العام بعمل دراسة تقييمية لموارد المياه الجوفية في البحرين وعلاقتها بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وبينت أن مياه البحرين الجوفية تغذيها المياه الجوفية في المنطقة الشرقية. وأشارت الدراسة إلى أن وضع المياه في البحرين في تدهور مستمر وبأن هناك الكثير من الآبار التي تتنافس على نفس المصدر في كلا البلدين، وبأن استهلاك المزارع يمثل نحو في المئة من الاستهلاك الكلي للمياه الجوفية، وبأن الكثير من المزارع في البحرين يوجد بها آبار تفوق احتياجاتها وتستخدم المياه بطريقة غير سليمة وتؤدي إلى هدرها سواء بسبب تدفقها المستمر أو بسبب استخدام طرق ري مهدرة للمياه. وأوصت الدراسة بتحديد عدد الآبار في المزارع وبسد الآبار الزائدة عن الحاجة في المزارع، وأوصت بوضع ضوابط على حفر الآبار الجديدة وعدم إصدار رخصة لحفر بئر جديدة إلا بعد تبرير صاحب الطلب لحاجته له، كما أوصت بتحسين طرق الري لتقليل الهدر المائي، وتوعية المواطنين والمزارعين بأخطار الهدر والاستمرار فيه.
بقلم الكاتب البحريني وليد خليل زباري
لقراءة المزيد أرجو فتح الرابط
http://www.alwasatnews.com/news/678316.html
حفر الآبار وتدهور العيون الطبيعية في البحرين
سقاء ماء بتقادم الزمان وتوسع الرقعة السكانية على جزر البحرين أصبحت بعض المناطق السكنية بعيدة جدا عن مصادر المياه وأصبحت بعض القرى تعتمد على قنوات الماء المكشوفة أو ما يسمى بالنهر كمصدر أساسي للماء وكان نساء بعض القرى تقطع مسافات طويلة لهذا النهر لجلب الماء منه أو لغسل الملابس فيه ولم يكن ذلك بالأمر الهين. لذا كان من الضروري اللجوء لحفر الآبار الارتوازية. وقد كان الناس يقومون بحفر الآبار في بيوتهم ولقد كانت العديد من البيوت يوجد بها بئر في فنائها، والتسمية المحلية للبئر هي «جليب» وهي من الفصحى «القَلِيب» على ما جاء في لسان العرب «القَلِيبُ اسمٌ من أَسماءِ البئر البَديءِ والعادِيَّة، ولا يُخَصُّ بها العاديَّةُ. قال: وسميت قَليبا لأَنه قُلِبَ تُرابُها».
ويستخرج الماء من «الجليب» بواسطة «زيلة» وهو وعاء مصنوع إما من الصفيح أو قد يستخدم الدلو المصنوع من جلد الحيوان، ويدلي غارف الماء الزيلة أو الدلو في البئر بواسطة حبل طويل. إلا أن مياه البئر قلما تستخدم في الشرب وذلك لملوحتها.
ظهور السقائين (الكنادر)
نتيجة للوضع السابق من ملوحة ماء البئر وشقاء مهنة جلب الماء كان من الطبيعي أن تنشأ طائفة تحترف بيع المياه العذبة التي تجلب من الآبار كبئر الحنينية أو العيون البحرية. وهناك عدة طرق لبيع الماء:
1 – مياه الجيدان
تعتبر من أوائل طرق بيع الماء حيث كان السقاءون يجلبون المياه في القرب أو الجيدان (جمع جود وهو كيس من الجلد على هيئة خروف أو ماعز) يضعونها على ظهور الحمير والجمال. وكانت المياه تباع على أساس القربة أو الجود الواحد، وقد كانت هناك جيدان مختلفة الأحجام، وكان من المناظر المألوفة منظر الإبل والجمال وهي تحمل عشرات من القرب المملوءة بالماء، وهي في طريقها إلى المنامة.
2 – عربة يجرها حمار
نوع آخر من بائعي الماء وهو السقاء الذي يملأ برميل كبير من الماء ويضعه في عربة يجرها حمار.
3 – الكندر
بعد أن قامت الحكومة بحفر بعض الآبار الارتوازية ظهرت طائفة أخرى من السقائين، مهمتها إيصال المياه من هذه الآبار إلى المنازل، وكان يطلق على هؤلاء الباعة اسم كندر، حيث يقوم السقاء بتثبيت عصا غليظة على كتفه ويمسك بها من الوسط ويضع في طرفيها برميلين معدنيين مملوءين بالماء. وتعرف هذه البراميل بالعامية باسم «بيِّب» والجمع «بِيابة». ومن التسميات العربية للكندر هي « البَيَّاب» فقد جاء في «تاج العروس»:
«البَيَّابُ هو السَّاقِي الذي يَطُوفُ عليهم بالمَاءِ كّذَا يُسمِّيه أَهلُ البصرةِ في أَسْوَاقِهِمْ، نقله الصاغانيّ في( ب و ب)، ثم ضَرَبَ عليه بالقَلَم وكَأَنَّه لم يَرْتَضِهِ».
تأمل الشبه بين كلمة « بيِّب» الصفيحة التي ينقل فيها الماء و«البياب» ناقل الماء.
لقراءة المزيد أرجو فتح الرابط
http://www.jasblog.com/wp/?p=3649
رابط.. صورة قديمة لعربة نقل الماء في البحرين
http://www.jasblog.com/wp/wp-content/uploads/2009/12/4b98120b0737.jpg
الموارد المائية في البحرين
(المصدر: Ahmad Azaharuddin Omar, Flickr)
المياه السطحية
يمتاز مناخ البحرين، والواقعة في بيئة قاحلة إلى قاحلة للغاية، بارتفاع متوسط درجات الحرارة ومتوسط هطول مطري شحيح في أغلب الأحيان وغير منتظم يبلغ حوالي 80 ملم/ السنة (أنظر الشكل 1)، ومعدلات تبخر مرتفعة يبلغ معدلها حوالي 1,850 ملم/ السنة. ونتج عن هذا عجز كبير في الميزان المائي، مما يخلق ظروفاً مستحيلة لوجود نظام دائم للمياه السطحية.
المياه الجوفية
يوجد في البحرين نظامان للمياه الجوفية: طبقة الدمام للمياه الجوفية وطبقة الرس- أم الرضمة. يتم إعادة تغذية طبقة الدمام بواسطة نظام طبقة المياه الجوفية المكافئ له في شرق المملكة العربية السعودية، وبالتالي يعتبر نظام متجدد للمياه الجوفية، [2] بينما تعتبر طبقة الرس- أم الرضمة مائلة للملوحة وغير قابلة للتجديد. يحدث التفاعل بين النظامين في أجزاء معينة من البحرين، كما هو موضح في الأقسام التالية.
تم تطوير نظام الدمام للمياه الجوفية في تكوين الدمام ويمثل مصدر المياه العذبة الطبيعي شبه المتجدد والوحيد نسبياً المتاح للبحرين (الشكل 1). يتألف النظام من طبقتين للمياه الجوفية، طبقة العلات (تسمى طبقة المياه الجوفية “أ”) وطبقة الخبر (تسمى طبقة المياه الجوفية “ب”). تطورت منطقة حوض المياه الجوفية “ب” من الأحجار الجيرية والدلوميت شديدة التكسر وهي الطبقة المائية الجوفية الرئيسية في البحرين، والتي يُستخرج منها معظم المياه الجوفية. تتميز منطقة طبقة المياه الجوفية “أ” بخواصها المائية المحدودة، وبسبب تملحها على نطاق واسع يتم استخدامها على نطاق محلي للغاية من قبل المزارعين.
لقراءة المزيد ومشاهدة الصور أرجو فتح الرابط
https://water.fanack.com/ar/bahrain/water-resources-bahrain/
#محمد_علي_حسين_-_البحرين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟